أوروبا التي لا تعرفها     

شاب سوداني وصل اوروبا حديثا وظهر في فلم قصير مفتون بها وبحضارتها وتحدث عن الاسلام بطريقة غير لائقة . ربما لم يمروا بك فى دراستك على مستنقعات التاريخ في اوروبا ومروا بك فقط بتاريخ العرب والمسلمين والذي لم تعرف عنه غير الغزوات والدسائس والاستبداد وعهد ابو العباس السفاح وحروب بني امية وقتل الحسين وواقعة الجمل ثم المستعمر العثماني (الدولة العثمانية) وضرائبه وفساده وانتشار الرزيلة والشذوذ في عهده

وأنه يحزننى جدا كل هذا التغنى بالغرب والتحقير بتاريخ المسلمين ووصفهم بأنهم اعتادوا الفتن وهم من ابتدعوا حروب المذاهب . من الإنصاف أن نذكر هنا أن الإسلام الحقيقى قد قدم نموذجا ديمقراطيا عظيما قبل أوروبا بقرون طويلة. يكفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختر خليفة له ليترك للمسلمين حرية اختيار من يحكمهم بل إن ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة كانوا منتخبين من الناس وخاضعين تماما للرقابة الشعبية كما يحدث اليوم فى أفضل بلد ديمقراطى. إن أبا بكر الصديق رضى الله عنه، أول حاكم فى الإسلام، ما أن تولى السلطة حتى خطب قائلا: (أيها الناس لقد وليت عليكم ولست بخيركم. فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم)

هذه الخطبة العظيمة قد سبقت الدساتير الحديثة بقرون فى تحديد العلاقة الديمقراطية بين الحاكم والمواطنين. على أن ديمقراطية الإسلام الأول قد انتهت سريعا ولم تدم غير 31 عاما بما فيها فترة الخليفة عمر بن عبد العزيز وهذه هي عدد سنيين الدولة الاسلامية لا توجد خلافة اسلامية ولا يحزنون لتبدأ عصور طويلة من الاستبداد، وضع خلالها فقهاء السلطان الدين فى خدمة الحاكم فنزعوا عن المسلمين حقوقهم السياسية وأسسوا للنظم الاستبدادية وشوهوا صورة الاسلام الذي لم تعرف عنه ياصديقي غير داعش واسلامي السودان (بالكيزان)

لاأحب الخوض فى هذه الامور لكن مضطر حتى أعيد لك ثقتك فى دينك وبلادك سيدي الكريم .. اوروبا قبل الحضارة كانت هى داعش الأصليه يامولانا ..وخد هذه الامثلة للحروب المذهبية التي لا تعرفها في تاريخ اوروبا
فى عام 1570م أصدر ملك فرنسا تشارل التاسع أمراً بقتل المسيحيين من معتنقى المذهب البروتستانتي في فرنسا وبدأ الناس يذبحونهم فى شوارع باريس بلا رحمه على خلفية مذهبهم الدينى …

قتلوا في يوم واحد 3 الاف مسيحى في أحد أحياء باريس الصغيرة بأبشع طريقة يمكن للإنسان ان يموت بها ومنها شق بطون الحوامل وتفجير الرؤوس على الحوائط ..

إستمر قتل المسيحيين البروتسانت لمدة 20 عام بعد هذا الأمر البائس بمعدل يومى سبعة الاف (7000) مسيحى قادر تتخيل يا عزيزي حتى وصل عدد القتلى منهم  الى 4 مليون.

كان البابا في ذلك الوقت جريجوري الثالث عشر الذى بارك هذه المذابح وأمر ياطلاق اجراس الكنائس واشعال النيران احتفالا بقتلهم .ووصل به الإعتزاز لدرجة أنه صك عمله تذكاريه تخليدا لذكرى المذبحه كتب عليها قتل الخوارج وتقديرا لانجازات المذهب الكاثوليكى
وأمر أيضا الرسام الأيطالي الشهير فازاي ان يخلد الحدث السعيد ( المذبحه ) بلوحة على جدران كنيسة الفاتيكان .

إن واصلت استفزازى ساواصل سرد الحكايات ..

ياسر عبد الكريم
[email protected]