أخبار السودان

الإخوان : إما فساد في السلطة أو إرهاب في المعارضة

خالد بابكر أبوعاقلة

العمليات الإرهابية التي يؤيدها ويدعمها الإخوان سرا وعلانية في سيناء ستضعف من وجودهم كحزب مدني سياسي وكحزب مصري وطني و ستؤكد أنهم جماعة تؤمن بالإرهاب وتؤمن بالحلول القسرية التي تهدف إلى إذابة وتفكيك مؤسسات الدولة المصرية كما ستساعد من جهة أخرى لا يحسبون لها حسابا ولا يلقون لها بالا وهم مشغلون بالمليونيات التي أتت أكلها في 25 يناير واختطاف الضباط والجنود في تفكيك الحزب والجماعة لاسيما وأن الجماعة التي يديرها رجال يعيشون في فترة الستينات يعيشان في أسوأ مراحل التكلس وانعدام الديمقراطية و الشورى بداخلهما والصراعات والمنافسات بين الكوادر التي هيئت للدعوة في المساجد وليس للحكم في الدولة . فشل محمد مرسي الذي عجز عن السيطرة على ثورة 25 يناير التي تجلت في 30 يونيو وأطاحت به بعد سنة من حكمه مازال هذا الفشل متواصلا وظاهرا في جماعته التي انحدرت إلى درك من الممارسة السياسية العمياء بتأييدها للإرهاب وقتل الجنود في سيناء وضرب الدبابات بقذائف الأربجي.

ولا حل يبدو في الأفق بعد اتهام المرشد وآخرين بجرائم التحريض على الدولة ومؤسساتها إلا بتغيير هذه القيادات وتصعيد شباب أكثر رشدا وانتماء للعصر وانتماء للإسلام من القيادات الهرمة السابقة التي تمتلك برنامجا اقصائيا واستبداديا وأحاديا لا يمكن تنفيذه إلا بالإنقلاب العسكري و بإراقة الدماء كل الدماء . العمليات الإرهابية التي تتكاثر في سيناء بتأييدهم لها وبالإيحاء للإرهابيين المسلحين والمدربين في مناطق بالخارج بأن عودتهم للحكم وشيكة ستأتي بنتائج لا يتخيلونها بل أصبحت هذه النتائج تناقش علنا وهي أنهم أصبحوا بتبنيهم العنف ضد الجيش مستهدفين كإرهابيين من قبل الدولة ومصنفين كمسجل خطر على الأمن العام وعلى النسيج الوطني المصري وأنهم على وشك أن يرجعوا لتصنيفهم السابق كجماعة محظورة . وهم بتبني العنف واستلام السلاح والمتفجرات من التنظيم العالمي الذي ينشط في حدود مصر يعتقدون أن مرسي عائد عندما يستعلمون كل الوسائل التي تبررها الغاية العزيزة لديهم ففضلا عن تشجيع الإرهاب والمشاركة فيه باليد والقلب يعيشون وسط كل الأقذار البشرية في رابعة العدوية والنهضة بلا استحمام ولا معجون ولا حلاقة وتكثر بينهم كما جاء في الأخبار الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل وأمراض الكسل وعدم الحركة وربما سمعنا عن التحرش والاغتصاب كما سمعنا عن أنهم يقتلون عضويتهم في الميادين من أجل توجيه التهمة للجيش , وهم بذلك يدفعون ثمنا باهظا بلا مقابل وينتظرون أملا تلاشي وتبدد منذ اللحظة الأولى التي قال فيها الشعب لا وفي انتظار مرسي أو جودو الذي كتب عنه صمويل بيكيت في مسرحيته الشهيرة والذي لا يعود أبدا كمرسي تماما بعد ظهور الأدلة الدامغة والاعترافات المجانية على الهواء من البلتاجي أن الإخوان مشاركون بالحول والطول في الإرهاب وتفجير الدبابات والهجوم على الكمائن .

إن تأييد الإخوان لسفك الدماء المحرمة في الإسلام تحريما مشددا حيث يسوي الإسلام قتل الفرد بقتل الناس جميعا إنما يساعد في عسكرة المجتمع وتدفق السلاح وانعدام الأمن وعلو صوت البندقية بديلا للعقل والدين معا كما يساعد ذلك على إضعاف التطور الديمقراطي والعودة السريعة للعملية السياسية التي مازالت أبوابها مفتوحة ولكن الإخوان يرفضون ذلك ويفضلون عودة ( جودو) لأنهم يخافون من الفشل الذي رأوه بأم أعينهم في فترة حكمهم المضطربة بعد 80 سنة في المعارضة السرية والعلنية ويبدو أن عودتهم للعملية السياسية لن يكون أمرا سهلا لأنهم فقدوا الأمل في قدراتهم وفقدوا الأمل في الشعب الذي خرج بملايين تعدت الثلاثين لإزاحتهم تلك التي كانت تبدو بالحق مستحيلة عقليا وسياسيا . سقوط مرسي في هذا الوقت بالذات قبل أن يقوى الإخوان ويزيدوا من اتصالاتهم العالمية وعلاقاتهم الدولية ويعززوا من أخونة الدولة كان أمرا مفيدا للغاية لمستقبل مصر فلو ظلوا في ا لحكم أكثر من ذلك ولو تخيلوا أن الشعب سيضع حدا لعمرهم الذي ظنوه مديدا لقوى الإخوان الجماعات الإرهابية في سيناء وزودوها بأحدث الأسلحة والمعدات الحسابية ومعدات الكشف ولصنعوا جيشا ارهابيا موازيا للجيش المصري يصعب مكافحته ومواجهته برعاية الثلاثي الإرهابي الدولي ( حماس – السودان – ايران ). مادامت الاعتصامات في رابعة العدوية والنهضة مستمرة فإن العلميات الإرهابية في سيناء لن تتوقف وهذا يدل على انتهازية الإخوان واستعمالهم السيئ لمساحات الحرية الواسعة الموجودة في المشهد المصري وأنت لا تعرف كيف تفهم وتقيم الأمور بين جيش يقاتل بكل قواه ومعداته وبين جماعات تظاهر وتعتصم وتؤيد الإرهابيين الذين يقاتلون نفس الجيش الذي يعطيهم مساحات الحرية ومادام أن قادة الإرشاد ومساعديهم يمرحون في الهواء الطلق ويصرحون ويخطبون في المنصات فلا أمل في فل حدة المواجهات في سيناء . وعلى الجيش أن يعرف ماهي الثغرات التي يؤتى منها ويختطف بها جنوده وتدمر بها دباباته . وقفة صريحة مع النفس مهمة في هذا الوقت الصعب . فأما الحرية للعمل السياسي مع إيقاف التحريض وإما المواجهة الشاملة وقوانين الطوارئ والقوانين الاستثنائية .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..