إبراهيم الأمين : كل الأحزاب السياسية لم تتح الفرصة المناسبة للشباب

حوار – عبدالرحمن العاجب
عتبة أولى:
من قيادات حزب الأمة القومي ذات المواقف الصلبة؛ هكذا يصفه أبناء جيله ورفاقه. تدرّج في المواقع التنظيمية المختلفة إلى أن تمّ اختياره من قبل الهيئة المركزية أميناً عاماً للحزب، خلفاً للأمين العام السابق، الفريق صديق محمد إسماعيل. منذ أن تسنّم موقعه دخل في دوامة الصراع الداخلي الذي شهدته الأمانة العامة.. (اليوم التالي) جلست إلى الدكتور إبراهيم الأمين في مكتبه المتواضع، كتواضعه، بدار الأمّة، وطرحت عليه عدداً من الأسئلة؛ منها المتعلِّق بحال حزب الأمَّة وتراجع دوره، وسألناه عن المؤسّسية وخطوات التغيير والإصلاح داخل الحزب. وذهبنا معه إلى الحديث عن تقديس الأفراد والأحاديث التي يسوقها الكثيرون حول الإدارة الفرديّة للحزب وارتباط الأمّة بأسرة المهدي، وعرجنا معه إلى خلافات الأمانة العامة والمجلس الأعلى لشباب الحزب، وموقفه من تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثوريّة.. مسألة الحوار مع النظام والدعوة للحكومة الانتقالية ومستقبل الصراع في مناطق النزاع كانت حاضرة في حوارنا مع الدكتور إبراهيم الأمين.. هذه الأسئلة وغيرها استمع إليها ضيفنا، ورد عليها بكل وضوح دون مراوغات سياسية، وكانت حصيلة إفاداته التي نبسطها بين أيديكم:
* كيف يبدو حال حزب الأمة الحزب الذي يوسم بأنه تاريخي وعريق وكبير ومسنود بطائفة الأنصار؟
– حزب الأمة له تاريخ، ولعب دوراً كبيراً جداً في كل التحولات والتغييرات التي حدثت في السودان، وساهم مساهمة أساسية في تحقيق الاستقلال وإدارته في الفترات الديمقراطية وقاوم بشراسة الأنظمة الشموليّة سواء أكان نظام عبود، أو مايو، أو الإنقاذ. الحزب يمر الآن بمرحلة جديدة بعد مرور (25) عاماً على حكم الإنقاذ، وبعد أن قاوم الحزب النظام القائم مدنياً وعسكرياً، وصل إلى نقطة هي أن يكون أمامه واحد من خيارين، والخيار الثالث مرفوض، وحزبنا بعد تجربته السابقة يرفض العنف، والخياران أولهما حلّ قضايا السودان بحوار جاد ومسؤول، وبمشاركة كلّ القوى السياسيّة بهدف الوصول إلى وضع انتقالي وحكومة قوميّة انتقاليّة تخاطب قضايا أهل السودان بالصورة التي تجد القبول جماهيرياً، وفي حالة عدم قبول المؤتمر الوطني للوصول إلى هذا الحلّ الحواري، الخيار الثاني هو الشارع، وسنعمل على تعبئة الشارع، والقيام بعمل – بمشاركة القوى المعارضة للنظام – والضغط عليه لإحداث التحوّل الديمقراطي، والسلام العادل، بصورة يكون للجماهير دور فاعل فيها.
* (حزب الأمة أمل الأمة).. شعار عفا عليه الدهر ولم ير النور.. برأيك ما السبب؟
– هناك شعارات كثيرة رفعت، وهذه الشعارات رفعت لأسباب موضوعية، والآن الوضع في السودان لا يمكن أن يحله حزب واحد، والناس تتحدّث عن حلّ قومي، وبمشاركة واسعة جداً من النظام. والحديث عن الأشخاص والأحزاب بمعزل عن الكتلة التاريخية التي تجمع كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف الوصول إلى الحل الأمثل لقضايا السودان، هي التي تجد القبول من كل السودانيين.
* كيف تنظر إلى تراجع الولاء التاريخي لحزب الأمّة؟
– حزب الأمّة يتكون من دائرة داخلية، هي دائرة الأنصار، وفيه الدائرة الأوسع، وهي عبارة عن أعضاء حزب الأمة، ويشمل الحزب عدداً من الناس لا علاقة لهم بالأنصار، وفي بداية تكوين الحزب كانت الغلبة في قيادته لغير الأنصار، والآن يكاد يكون معظم القيادات بخلفية أنصاريّة، والآن الوضع تغيّر، والنظرة للحزب تختلف اختلافاً كبيراً جداً عن النظرة التي كانت سائدة في مرحلة سابقة، والآن لا توجد أبويّة في الحزب، والناس تتحدّث عن المؤسسات، وأن يتمّ الاختيار لكلّ قيادات الحزب، بمن فيهم رئيسه، بالانتخاب المباشر في المؤتمر العام، وفي الهيئة المركزية، وأصبح العطاء والكفاءة والتميّز داخل الحزب، وهي الشروط الأساسيّة التي يتمّ بموجبها التصعيد من موقع إلى آخرٍ أعلى.
* يمكن أن نقول تراجُع الولاء التاريخي جاء نتيجة لوعي القوى الاجتماعية لمصالحها وإدراكها للحقيقة؟
– نعم هناك وعي بالحقوق في مناطق كثيرة جداً، وهناك قدر كبير جداً من العقلانية في التعامل مع الانتماء لأي تنظيم سياسي، لكن في حزب الأمة وموقفه فيها ما يؤكد أنه حزب يستطيع أن يكون جاذب لغير أعضاء حزب الأمة إذا تمسك بمواقفه الصلبة من أجل التحول الديمقراطي، وإذا تمسك بمقاومته للنظام القائم، وهو حزب معارض، ويجب أن يؤكد للناس أنه حزب معارض، وأن يبعد من صفوفه كل العناصر التي تريد أن تخذل الجماهير وتدخلها في دوامة الهدف منها إضعاف الحزب وربطه بالمؤتمر الوطني.
* الواقع يؤكد أن حزب الأمة فقد قواعده، وأن الكثير من الأنصار أصبحوا (مؤتمر وطني)؟
– في ظل الأنظمة الشمولية يكون واحداً من أهدافها إضعاف القوى السياسية وتتبع ما عرف بهدم البديل، وأنها لا تريد أي معارضة قوية، لذلك واحدة من الأسلحة التي استخدمها نظام الإنقاذ كانت موجهة على أساس استقطاب عناصر من داخل حزب الأمة للانضمام إليه، ومن هنا كانت الانشقاقات وانضمام عدد كبير جداً بعد الانشقاق الشهير الذي حدث بقيادة مبارك الفاضل، وبعدها هناك عمل وسط القيادات في الأقاليم وخاصة رجالات الإدارة الأهلية، وهناك عوامل أخرى بينها الحرب الدائرة في كردفان ودارفور وفي مناطق جنوب النيل الأزرق، وهي مناطق فيها وجود لحزب الأمة كثيف جدا، وحزب الأمة مطالب أن يقدم للمواطنين ما يثبت أنه على مواقفه التاريخية، وعلى موقفه من النظام الحالي، وعلى قيادته للجماهير، والتحول الذي يفضي إلى نظام جديد يعبر عن هذه الجماهير.
* حزبكم يعاني من غياب المؤسسية؟
– نعم.. هناك حديث مثل هذا، ولكن في حزب الأمة توجد مؤسسات، ولا يوجد أدنى شكل في أن هناك محاولة من بعض الأفراد لطمس هوية هذه المؤسسات، وهذا أثر على دورها في كثير من المواقف، ولكن من خلال الواقع توجد مؤسسات في حزب الأمة، وكل ما نريده أن تلتزم هذه المؤسسات بالمؤسسية في تعاملها مع القضايا العامة.
* تتحدثون عن التغيير والإصلاح والإمام الصادق المهدي رئيس لحزب الأمة لأكثر من خمسة عقود.. أين تواصل الأجيال وتبادل القيادة في ظل هذا الواقع؟
– لا يوجد أدنى شك في أن كل الأحزاب السياسية في السودان مدانة بأنها لم تتح الفرصة المناسبة للشباب، والمجتمعات في المنطقة سواء أكان في السودان أو المنطقة العربية والأفريقية مجتمعات شابة، وفي العالم أجمع هناك توجه لأن يكون للشباب دور في القيادة، وفي أوروبا الآن كل القيادات تقريباً قيادات شابة، وفي أوكرانيا رئيس الوزراء المؤقت الحالي عمره (39) سنة، وواحدة من القضايا التي تحتاج إلى وقفة أن تعطي مساحة للشباب، تمكنهم من أن يؤهلوا نفسهم لقيادة الحزب في المرحلة القادمة في حزب الأمة والأحزاب الأخرى، والآن هناك حراك وسط الشباب بعد ثورات الربيع العربي، والشباب الآن أصبح يسعى إلى انتزاع دوره في الحياة العامة ورغم المقاومة التي يجدها من بعض العناصر المتحجرة والمقاومة التي يجدها من النظام الحاكم سيكون للشباب دور أساسي سواء على المستوى الحزبي أو على المستوى القومي في المرحلة القادمة.
* حسنا، لكن الواقع يشير إلى أن الصادق المهدي يمارس ديكتاتورية من خلال قيادته للحزب؟
– حقيقة إذا تحدثنا عن فترة حكم الإنقاذ وهي (25) عاماً وتحدثنا عن نظام مايو، وهي الفترة التي فيها السيد الصادق المهدي رئيس للحزب، وهي فترة معظمها عمل تحت الأرض، وهذا العمل يتم بصورة فيها كثير من السرية، ويتطلب أن يتولى القيادة شخصية تتمتع بكاريزما، وتتمتع بالقدرة على التواصل مع القوى المؤثرة في الحزب ومع علاقات الحزب سواء أكان بالأحزاب الأخرى أو على مستوى المنطقة، وهذه الفترة لا تحسب لأنها فترة فرضت على رئيس الحزب، والفترة الديمقراطية فترة قصيرة، ولكن مع هذا رئيس الحزب هو رئيس ينتخبه المؤتمر العام، وأي شخص يرى في نفسه الكفاءة من حقه أن يقدم نفسه في المؤتمر الثامن القادم، الذي سيعقد قريبا، وفي هذا المؤتمر ستحدث تحولات كبيرة جدا تمكن أي فرد يريد أن ينافس على أي موقع أن يقدم نفسه، والقرار النهائي متروك لأعضاء المؤتمر العام.
* هل تم تحديد موعد انعقاد المؤتمر العام الثامن؟
– لم يُحدَّد بعد، ولكن هناك عمل متواصل لعقده في أقرب فرصة ممكنة.
* كيف تنظر للاتهام الذي يلاحق الإمام الصادق المهدي بأنه ديكتاتوري؟
– هذا حديث غير صحيح، وحزب الأمة الرأي والرأي الآخر متاح داخل مؤسساته. وحزب الأمة يوجد فيه الآن أكثر من مدرسة؛ صحيح متفقون على الأهداف، ولكن هناك آراء يحدث فيها أخذ ورد وكل طرف يقدم وجهة نظره ويدافع عنها بقوة مع التزام الجميع بقرار المؤسسات، ونحن ملتزمون بما تقرره المؤسسات أي كان الرأي، وبالتالي لا يوجد أي حديث عن ديكتاتورية داخل الحزب، بل العكس توجد فرص لإبداء الرأي وإذا حدث أي حديث خارج ما تقرره المؤسسات، فهو حديث لا صلة له بجماهير الحزب ولا صلة له بمؤسسات الحزب، والذين يتحدثوا عن المشاركة والذين يتحدثوا عن أنهم وصلوا إلى نهايات سعيدة والذين يتحدثوا عن أنهم وصلوا إلى 99% مع المؤتمر الوطني، مثل هذا الحديث مرفوض داخل مؤسسات الحزب، ومرفوض من جماهير الحزب، والذي يقول هذا الحديث يتحمل لوحده نتيجة ما يقال.
* ولكن هناك كثيراً من أعضاء الحزب يتحدثون عن أن إدارة الحزب فردية وتكرس للتبعية؟
– طبيعة الأنصار وتربيتهم أن لديهم قدراً من الشجاعة الأدبية التي يواجهوا بها أي تصرف يوحي أنه لا يتماشى مع قناعاتهم، لذلك أنفي أي حديث مثل هذا داخل الحزب، وأي قرار يدار بطريقة النقاش سخن جدا قبل اتخاذ القرار.
* هناك حديث مفاده أن حزب الأمة يقدس الأشخاص؟
– ليس هناك قدسية لأي شخص في حزب الأمة، حزب الأمة يحترم قيادته ويحترم أي عضو من أعضائه، لكن هذا الحديث مبني على أسس واضحة جدا، ولكن لا يوجد ما يقال عن تقديس الأشخاص وحزب الأمة لا يوجد به تقديس.
* كيف تنظر لارتباط حزب الأمة بأسرة المهدي وتأثير الارتباط على مستقبل الحزب؟
– أسرة المهدي لها دور كبير جدا في الحزب وما قام به الإمام المهدي، والإمام عبدالرحمن لعب دوراً كبيراً جداً في المهدية في طورها الثاني، وهو الذي أنشأ الحزب، ومازال كثير من أسرة المهدي يمارس نشاطه داخل الحزب، وكثير من أسرة المهدي لاعلاقة لهم بمؤسسات الحزب، والتعامل مع أحفاد الإمام المهدي هو تعامل مبني على أن يحدث تنافس بينهم وبين الآخرين في تولي الوظيفة العامة، ولكن لا توجد أي مواقع متروكة مسبقا لتُملأ من أبناء أو أحفاد المهدي، وهم مثلهم مثل الآخرين؛ لهم في الحزب حقوق وعليهم واجبات مثلهم مثل أي عضو وينافسوا الآخرين في المواقع المختلفة، وإذا كان لديهم الكفاءة والخبرة والقبول من الناس لا مانع أن يتولى أي موقع من مواقع الحزب من أحفاد الإمام المهدي مثله ومثل أي عضو من أعضاء الحزب من أي مكان في السودان، ولا يوجد تمييز في حزب الأمة لشخص على آخر.
* من (جيبوتي) إلى التراضي الوطني.. تأرجح ما بين الاستسلام والمواجهة؟
– حزب الأمة بعد تجربة العمل المسلح لجأ إلى حل قضايا السودان سلميا، وشارك في كثير من محطات الحوار مع المؤتمر الوطني، لكن للأسف كل الحوارات التي تمت كانت تتم على حساب حزب الأمة، وكانت لها نتائج أضعفت الحزب وقللت من وزنه داخل جماهير الشعب السوداني، وأي حوار لا يفضي إلى إسقاط النظام وتغيير حقيقي سيكون أثره على حزب الأمة أثر سلبي.
* إلى ماذا ترجع فشل هذه الاتفاقيات الكثيرة التي وقعها حزبكم مع النظام؟
– هذه الاتفاقيات لا معنى لها، وجميع الاتفاقيات التي وقعها مع كل القوى السياسية فشلت اتفاقيات (الخرطوم للسلام والقاهرة وأبوجا وجده وأديس أبابا) وغيرها من الاتفاقيات الأخرى. كلها كانت اتفاقيات مرحلية يريد النظام أن يصل إلى اتفاقات ثنائية أو جزئية كي يعبر بها من مرحلة إلى مرحلة، ولكنه لا يريد تغييراً حقيقياً، وفشل الاتفاقيات سببه المباشر عدم جدية النظام في المشاركة في تغيير حقيقي يحدث بموجبه تحول ديمقراطي وسلام عادل وإعطاء المواطنين السودانيين فرصة للتعبير عن آرائهم بحرية تامة، والسبب هو النظام والسبب الآخر أن الأحزاب التي شاركت في أكثر من حوار، ومع علمها بأن هذه الحوارات لاتؤدي إلى نتائج هذا دليل على أساس أنها لم تستفد من تجاربها السابقة.
* لكن هذا يعيدنا إلى فرضيات تساءلنا عنها قبل قليل؛ فبالمقابل هناك حديث يقول إن معظم الاتفاقيات التي تمت بين الحزب والنظام الحاكم كانت تخدم مصلحة أسرة المهدي فقط؟
– لا علاقة لأسرة المهدي بأي اتفاقيات، وأسرة المهدي بعيدة كل البعد عن هذا الأمر، والذي تم بين حزب الأمة كحزب وهو مؤسسة لديها شخصيتها الاعتبارية، لاعلاقة لأسرة المهدي بما تم في الاتفاقيات السابقة.
* مثلاً ما يؤكد ما ذهبت إليه في السؤال السابق عودة عبدالرحمن وبشرى أبناء الصادق المهدي إلى الخدمة العسكرية؟
– قرار عبدالرحمن وبشرى وعودتهم إلى الخدمة العسكرية، وأن يكون لديهم مواقع داخل النظام هي قرارات فردية اتخذوها بمفردهم، ونحن نقول عبدالرحمن لاعلاقة له بحزب الأمة ولا يمثل حزب الأمة ويتحمل تبعات قراره أيا كانت سواء أكانت إيجابية أوسلبية، ولا علاقة لحزب الأمّة بما تمّ.
* إذن هناك الكثيرين من أبناء الشعب السوداني أحيلوا للصالح العام، ولماذا لم يتحدث الحزب عنهم ويقف معهم؟
– الحزب تحدث بالصوت العالي، وطالب بارجاع جميع المفصولين تعسفيا، والحزب يتحدث عن قضية هؤلاء المفصولين، ويدافع عنها، ودارنا كانت مفتوحة لهم وعقدوا فيها كثيراً من اللقاءات والندوات، وسماح الحكومة بعودة عبدالرحمن للخدمة هذا قرار بين الحكومة، وعبدالرحمن الصادق.. تسأل عنه الحكومة وعبدالرحمن، ونحن ندعو إلى عدم التمييز في إرجاع المفصولين تعسفيا إلى مواقعهم أو تعويضهم، وهذا جزء من مشروع حزب الأمة المقدم في الحوار، ونحن مع حقوق هؤلاء الناس الذين ظلموا وشردوا من وظائفهم لصالح مجموعة منتمية إلى التيار الإسلامي، أما ما يخص عبدالرحمن يجب أن يسأل عنه عبدالرحمن والحكومة.
* لماذا ظلت معارك التغيير داخل حزب الأمة دائما تقود إلى الانشقاقات؟
– للأسف الشديد ظاهرة الانشقاقات أصبحت ظاهرة بارزة جدا في الحياة السياسية والاجتماعية السودانية، ومعظم الأحزاب السياسية حدثت فيها انشقاقات وحتى الأحزاب العقائدية سواء أكان (الإخوان المسلمون والبعث والحزبي الشيوعي وحزب الأمة)، وهذه الظاهرة لم تقف فقط في الأحزاب السياسية، بل امتدت لتشمل حتى الزعامات القبلية التي توجد فيها الآن انشقاقات، وهذا حدث لدخول عوامل تمثلت في أن الأنظمة الشمولية لديها قدرة على استقطاب داخل هذه الأحزاب واستخدامها كي تكون نواة لأي عمليات يتم عبرها أو بعدها انشقاقات لإضعاف هذه الأحزاب لتمكين الحزب الحاكم من الاستمرارية دون أن تكون هناك معارضة قوية من أحزاب قوية، ومن تحالفات بين هذه الأحزاب، والمؤتمر الوطني يسعى لتفتيت الأحزاب ويسعى إلى تفكيك أي تحالفات معارضة كي يضمن لنفسه الاستمرار دون مقاومة لأطول فترة ممكنة، ونجح نجاحاً كبيراً جداً في أن يكون لديه وجود داخل هذه الأحزاب، وأن يكون لديه عيون داخل هذه الأحزاب، ولديه أثر في قرارات كثير من الأحزاب السودانية لمصلحة النظام الحاكم.
* هناك حديث عن وجود أشخاص يعيقون خطوات التغيير داخل حزب الأمة ما هي حقيقة هذا الأمر؟
– كل جماهير وقيادة حزب الأمة تسعى للتغيير وتعمل من أجله، وإن كانت هناك أصوات تتحدث بلغة غير لغة التغيير، فهي أصوات قليلة وشاذة ومرفوضة من الشعب السوداني، ومن قواعد حزب الأمة.
اليوم التالي
كلام خارم بارم
كلام مليان و في الصميم و على الشباب ان يتقدموا الصفوف و ينتزعوا حقوقهمفي قيادة الاحزاب السياسية بدلاً من الكوامر القديمة