المحلية تغط في نوم عميق سوق جبل أولياء.. تحالف القاذورات والطحالب يطوِّق السلع الاستهلاكية

الصرف الصحي والأمطار والنفايات والخضار في حالة تعايش سلمي.
مطالبات بإغلاق السوق للصيانة أو ترحيله إلى موقع مناسب.
“الفريشة” يزاحمون المركبات على شارع الأسفلت والمعروضات تلامس الطين
تحقيق وتصوير: مياه النيل – روضة البلولة
أول سؤال يقفز إلى ذهن من يدخل سوق جبل أولياء ويرى المناظر المؤسفة التي يعج بها المكان: (بالله الناس ديل عايشين كيف؟) فالعين لا تستطيع التمييز بين خضرة (الخضار) وطحالب (مياه الصرف الصحي)، وخضرة (مياه الأمطار) التي تراكمت دون أن تجد منفذاً، وكيف تنفذ وساحة السوق نفسها ليس بها منفذ فـ(الرواكيب) و(الفريشة) و(تجار الخضار) والمواصلات والسيارات الخاصة إضافة للمحلات الثابتة تتنازع الشريط الضيق الذي يفصلها عن شارع الأسفلت الذي لا يتسع هو الآخر لسيارتين في ذات الوقت.
مواطنو جبل أولياء بلغ بهم اليأس أن طالبوا بإغلاق السوق أسوة بالسوق المركزي لحين إجراء جراحات في البيئة الصحية للسوق الذي يبدو وكأن سيارة النفايات لم تمر به منذ تأسيسه، حيث تتراكم النفايات المبتلة بمياه الصرف الصحي جنباً إلى جنب مع الخضروات والفواكه التي يعرض القليل منها على ترابيز، بينما احتل معظمه ما تبقى من أرض تنافسه على مساحتها الأوساخ والمياه القذرة.
*أين المحلية
سوق جبل أولياء لا يمكن إلا تسميته بـ(سوق بيع الموت) ولا حياة لمن تنادي، فلا رقابة على الأغذية ولا مسوؤلون لفت انتباههم حال السوق ولا المحلية رغم أن موظفيها يروحون ويغدون وهم يحملون دفاتر تحصيل الرسوم والعوائد التي لم تقدم المحلية ما يقابلها من خدمات لتحسين البيئة حسب التجار الذين دعوا معتمد جبل أولياء اللواء معاش جلال الدين الطيب ليقوم بجولة تفقدية للسوق، وهو ليس بحاجة لإرهاق نفسه بالتجول، فالمناظر المطلة على الشارع الرئيس تكفي وليفعل بعد ذلك ما يمليه عليه ضميره .
*اغلقوها
المواطنون كذلك طالبوا بإغلاق السوق لمدة شهرين لتتمكن السلطات من إصلاح السوق وإصلاح البيئة الصحية للعيش والعمل، وليشتري المواطنون خضروات وفواكه ولحوماً نظيفة ويتناولون أطعمة نظيفة، لأن مرتادي السوق وتجاره يقضون فيه أكثر مما يقضون في بيوتهم من وقت.
ويقول محمد عمر: (حسناً قضت محلية جبل أولياء بإغلاق وإزالة المطاعم العشوائية التي تبيع الأطعمة المكشوفة على قارعة الطريق حفاظاً على أرواح المواطنين، ونرجو أن تفعل ذات الشيء في سوق جبل أولياء).
*إلى السيد المعتمد
من قبل وصف معتمد محلية جبل أولياء اللواء (م) جلال الدين الشيخ الطيب وضع النظافة بالمحلية بأنه (لا يطاق وغير مقبول)، وأعلن ترتيبات وتدابير وإجراءات حاسمة ستتخذ بغرض المعالجة الجذرية لأحوال النظافة بالمحلية بتذليل المعوقات واﻹشكاﻻت التي تواجه هيئة مشروع نظافة المحلية، وتوفير المعينات وصيانة اﻵليات وعربات نقل النفايات، مبشراً بحملات كبرى للنظافة وإصحاح البيئة تقودها المحلية خلال أيام ﻹزالة التشوهات والتكدسات، لافتاً إلى إخضاع عمل الشركات الخاصة العاملة في نظافة مناطق الشقيلاب والفتيح وأم عشر وقطاع جبل أولياء جنوب للدراسة والتقييم من أجل الوقوف على السلبيات والإيجابيات، مبدياً اهتمامه بمعالجة أوضاع العمالة بالهيئة وعددها (478) فرداً من ضباط الصحة والضباط الإداريين والعمال والمتحصلين والسائقين، ومراجعة الهيكل الراتبي الخاص بالهيئة.
ومشددًا على أهمية اتخاذ إجراءات رادعة للمخالفين بوضع النفايات في غير المواضع المخصصة لها.
ورغم مرور عام على وعود المعتمد، إلا أن الوضع ما زال على ما كان عليه إن لم يكن قد ازداد سوءاً. ومن هنا نسأل السيد المعتمد عن وعوده لماذا لم يفِ بها والوضع في سوق جبل أولياء تحديداً قد أوشك على الانفجار.
*رحلوه
وإذا كان هناك من طالب بإغلاق السوق للصيانة، فإن هناك من يطالب بترحيل السوق من موقعه الراهن لأنه ليس مناسباً ليكون سوقاً مع حركة المواصلات على شارع الأسفلت الرئيس إضافة للأنقاض، مع عدم وجود مصارف ما يؤدي لتراكم مياه الأمطار، وقد أدت جهود بعض التجار الذاتية لردم المناطق المنخفضة لزيادة الأمر سوءاً فنوعية التراب التي تستخدم للردم (سوداء ولزجة) ما يعرقل حركة المارة وسقوط بعضهم في الطين. ودعا مواطنون لترحيل السوق للمنطقة المقترحة من قبل بواسطة معتمد جبل اولياء الأسبق بشير أبو كساوي الذي كان ينوي ترحيل السوق لمنطقة (المثلث) بالاتفاق مع إدارة سندس، ولكن معارضون من التجار حالوا دون ذلك، ولكن المصلحة العامة تقتضي نقل السوق لمكان أرحب وأنظف أو تسهل نظافته.
الصيحة