الانقاذ، دراما الصعود .. تراجيديا السقوط

الإنقاذ :. دراما الصعود ? تراجيديا السقوط (1)
م. محمد حسن عبد الله
[email][email protected][/email]
إن قيمة الغاية هي قيمة الوسائل والوسائل كالبذور والغاية كالشجرة والمرء إنما يحصد ما زرع وان الوسائل التي لا تجانس الغاية تهدم الغاية ذاتها وان ليس في وسع الغايات أن تطمح إلي بلوغ كمال يفوق كمال الوسائل المستخدمة
جدلية الوسائل والغايات(روجيه جارودي)
البداية الخاطئة – دراما الصعود :
لقد كانت الحركة الإسلامية هي الحصان الرابح في الديمقراطية الثالثة ولكنها استعجلت الوصول إلي السلطة ولسان حالها يردد (أطويل طريقي أم يطول) وعليه لابد من اختصار الطريق والوصول إلي الهدف بأقصر الطرق فكان إن وثبت إلي السلطة عبر الانقلاب العسكري غير المدعوم باى غطاء شعبي بل ومارست كل أنواع التمويه والتقية للتغطية على خطيئتها السياسية وذلك بان زجت بمخطط الانقلاب وحادي الركب ومفكرها إلى السجن من خلال مسرحية (اذهب للقصر رئيسآ وسأذهب إلى السجن حبيسآ) ولقد التبس الأمر على الناس في بداية الانقلاب ولكن ما لبس إن انكشف المستور وبانت حقيقة النظام
في بحثه عن الحركات الإسلامية ((صراعاتها التاريخية وواقع الوضع الدولي الراهن)) يكتب د. المعتصم احمد على الأمين قائلا إن الوصول للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري أو العمل العنيف يجعل الحركات الإسلامية غير مطمئنة لحاضرها ومستقبلها . لأنها وصلت إلى ما وصلت إليه عن طريق القوة. بالتالي عادة ما ينفق معظم موارد الدولة الحيوية في تكريس هذه القوة مما يضعف الدولة اقتصاديا،كما أن الذين يوكل إليهم تامين الدولة غالبا ما يتوسعون في سيطرتهم على مفاصل الدولة بأكملها ويصبحون أهلا للشوكة فيها ،وبما إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة فانه في حالة وجود أخطاء ارتكبت أو فساد مالي أو تقصير يصبح من العسير التطرق إليه ومن هنا تتراكم الأخطاء وتزيد وتكبر حتى تسد الأفاق وعليه فانه يرى أن مبدأ استعمال العنف والانقلابات العسكرية غير مبرر للوصول إلى السلطة لان الاسلامين ربما يملكون الجماهير، وفي حالة اقتناعها بصدق توجهات قادتهم ،أيا كانت توجهاتهم لا يتخلون عنهم ،وبذلك تكون الجماهير مصدر قوة الحركات الإسلامية.
ولقد شهد قادة الحركة الإسلامية بخطأ الوسيلة فها هو د. على الحاج يطلق رصاصة الرحمة على الوسيلة والغاية معاً بقوله ((الإنقاذ خطيئة الحركة الإسلامية التاريخية )) أما القيادي في حزب المؤتمر الشعبي ابوبكر عبدا لرازق فيقول إن 30 يونيو كانت الخيار الخاطئ نحو المنهج الصحيح ويعتقد أن الفشل الاساسى في عدم تحقيق معادلة توحيد النظام والحرية هو الوصول إلى السلطة عبر بوابة الانقلاب العسكري .
وكما قيل فان الوصول إلى السلطة بالقوة يعنى لا سبيل للمحافظة عليها إلا بذلك وتستمر لعبة الهروب إلى الأمام لتضيع في خضمها مقاصد الإسلام الحقيقية إلا في دعاوى بشعارات تبقى رسماً بلا رؤية ثاقبة ولا فعلا نزيهاً .
إن الغايات محكومة بوسائلها والنتائج محكومة بمقدماتها وإن خطيئة البدايات تمخض عنها أخطاء وخطايا المآ لات فانبهمت المسالك وضاعت معالم الطريق .
ترنيمة الي فجر جديد
” أواه يــــــا وطنــي
مضي عـــام، وقبل العـــام أعوام مضت
(1)
وأنا وأنت علـــي الرصيف
درنا علي المحطات القديمة
لم تزد فينا سوى بحر من الرعب الكثيف
نستوقف السارين نسألهم، لعل علي ملامحهم
تطل إجابة اللغز المخيف
ولوا وما انعطفوا ولا التفتوا اتجاه رصيفنا
وأنا وأنت نواجه القدر العنيف”
عالم عباس
(ويظل السؤال المؤلم لماذا تراجعنا فى الحركة الإسلامية السودانية كل هذا التراجع المؤلم والمخيف ولماذا تذيلنا الصفوف بعد أن كنا فى المقدمة والصدارة ؟؟؟ ولماذا فشلنا فى تجسيد الأفكار والمبادئ العظيمة التى طالما دعونا إليها وحلمنا بها واوقفنا عليها حياتنا ؟؟؟
ربما تكمن الإجاية فى إجراء مبضع النقد الذاتى المؤلم على كامل تجربتنا فى العقدين السابقين وتحديد المسوؤلين عن الأخطاء الجسام فى حق الدين والوطن والمواطن ولكن من الجلى والواضح أن من أبرز الدروس والعبر من تجربتنا بعد إنقلاب الإنقاذ أن إلغاء الآخر ونفيه وتغييبه عن الفعل إنما هو الإيذان بالبوار والفشل الذريع وذهاب الريح فسنة الله فى الأرض هى التدافع والتنافس والتباين فى الرؤى والأفكار كما أن من أعظم الدروس المستفادة أن إقامة المؤسسات هو الأهم وأن الفصل بين السلطات هو حجر الأساس وأن الأفراد لاتؤمن فتنتهم أبداً ولو صاموا وقاموا وحجوا وجاهدوا ..)
هذا أبلغ رد علي سقوط الحركة الإسلامية من شخص يدعي نادر السيوفي وهو أحد أبنائها ( شهد شاهد من أهلها)