ذكرى وأطماع!!

أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
والرغبة تصب في نهاية الحرب
في وقت يهطل فيه مطر الزوال
والحلم يملأ الأمكنة بالنور
وينبت الشعور الذي لايموت
قد يسقط ألف حاكم ولكن لن يسقط وطن سيما أنه لم يعرف الإنحناء
وسبعون عاما تمر على تأسيس قوات الشعب المسلحة بعظمتها وجبروتها وسيرتها المشرفة وضباطها الأوفياء سيرة عطرة خلدها التاريخ في مؤسسة عسكرية تصّدر جيشها قائمة افضل الجيوش افريقيا ووقفت شامخة عندما قال قائدها ( أرضا ظرف) وقتما سلمت حكومة الكويت حوافز للضباط السودانيين
حتى جاءت الإنقاذ ونخرت عظمها وأعتلى قيادتها الفريق الفريق عبد الفتاح البرهان اسوأ الجنرالات الذين كتبوا إسمهم من دم الشعب السوداني
ووقف على منصة الذكرى بالأمس بخطاب مرتبك متناقض سيطرت على كلماته المعلبة صبغة سياسية واضحة وتلاشت فيه مظاهر الهيبة وكشفت تفاصيله أنه لايمثل لا الجيش ولا الشعب السوداني ، ولكنه يجسد صورة حاكم اغراه بريق السلطة للحد الذي جعله بنية إستمراره في الحرب يسيء، لشعبه ولقواته في آن واحد
ويلقي القائد كلمة مكررة ضعيفة أظهرته وكأنه مقيد تنقصه الحرية، مارس فيها الشكوى كما فعل ذلك في اول يوم حرب حدث الناس فيها عن الغدر الذي مارسته قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، ولكنه عجز عن كشف ملامح الحل الذي يخرج الناس من ظلمات هذا الغدر فالمواطن لاينقصه ان يعيد له البرهان “حدوته” مافعله الدعم السريع به ، ولكن تنقصه كلمة وقرار يخرحه من هذا الجحيم
وظهر البرهان وكأنه يتوارى من جيشه ومن فلوله ولم يخاطب جنوده وضباطه في قلعة عسكرية واكتفى بخطاب أكد فيه ملامح المرحلة البائسة التي اوصل بها الجيش والشعب الي هذا الدرك السحيق
سبعون عاما كان ينتظر الشعب فيها ان يحتفل مع جيشه في قلب الخرطوم، ويرتدي الأطفال الزي العسكري ليعبروا فيه عن فرحتهم بالإنتصار والعودة الي الديار ولكن استحى البرهان ان يواجه قواته اويخرج الي الملأ ليقول كلمته
فالمؤسسة العسكرية تظل واقفة شامخة ولكن يظل البرهان هو العود الذي إعوّج فأنحنى معه ظله
ليخسر، كل شي من حوله انصاره ومعارضيه ، ليس بسبب خذلانه المتكرر للمؤسسة العسكرية او للشعب السوداني ولكن لأنه اصبح القائد الذي لاقيمه لحديثه ولاطعم،
ولأن اللسان كلمة وقرار، لذلك لم يعد أحد مهتما بما يقوله سيما أن الجميع ينتظره لأكثر من عام ليفعل شي من أجل الوطن والمواطن فلا حقق نصرا ولا استجاب للسلام
ولكنه ظل أسير في مربع الهلامية التي يعيش فيها طوال فترة حكمه يظن انها المنطقة الآمنه التي تقيه شر الفتن التي يتحدث عنها ، ويقول أنها تحيق بالسودان ولو أراد البرهان أن يقطع الطريق امام الطامعين في البلاد كما يقول
لخرج معلنا موافقته التامة للسلام دون نقصان ووافق على خيار التفاوض ولكنه يريد ان تكون البلاد قبلة لأطماع الطامعين الذين ماكانوا ليظهروا اطماعهم إلا عندما أظهر الحكام ضعفهم ، ولو أن قول الحقيقة يشفع فالبرهان هو اكثر الطامعين في البلاد!!
والقادة الأقوياء في العالم كله الذين أجبرتهم الخيارات، ذهبوا الي الموت ومنحوا شعبهم الكرامة، إلا الجنرال السوداني منح شعبه الموت وطفق يبحث عن الكرامة التي لن يحصل عليها، وهو يجدد إصراره على حرب خلفت ملايين النازحين والآف اللاجئين الذين يصارعون الجوع في دور الإيواء حتى أن البرهان لم يذكرهم في كلمته ولم يوجه لهم اي رساله لأنه لايعرف عن معاناتهم شي
ولكن هل ماعادت كلمة البرهان وخطاباته ساحرة ملفتة لها آذان صاغيه!! فالرجل بعد ان كانت تلاخقه دعوات النصر اصبحت تطارده لعنات الشعب بعد ان ادرك الناس أنه مازال يقتل فيهم الأمل يوميا فرجل إستباح دماء شعبه في حرب لم يحقق فيها ربحا ، لن يهمه إن ماتت بداخل المواطن الف أمنية وانتحر بداخله الف حلم وعشم
فكم من المواطنين الذين يقتلهم البرهان معنويا يوميا، دون ان تحصي عددهم الأمم المتحدة ، وليتها كانت هناك منظمات تحصي ضحايا القتل المعنوي!!
وقائد يرهن التفاوض بالإلتزام ببنود اتفاق جدة الإتفاق الذي لم يلتزم به لا الدعم السريع ولا الجيش فكلاهما خرقه ومارس انتهاكات واضحة لبنوده فإن كان البرهان يريد تنفيذ الاتفاقيات لسلامة شعبه لذهب الي التفاوض
لأنه يعلم الحقيقة أن الحرب لن تجعل الدعم السريع يلتزم بالاتفاقيات بإعتبارة قوة فوضوية متمردة ولكنها قابضة فلطالما أن السلاح لن يؤديها وينزع قوتها، فإن التفاوض هو الحل للسيطرة عليها
ولكن البرهان لايريد السلام وحده.. يريد السلطة معه !!
وتتزامن أعياد الجيش مع انطلاق مباحثات جنيف والتي من المتوقع ان تأتي بقررات ستقع كالصاعقة على رؤوس فلول النظام البائد فكل الفاعلين في ملعبها اكدوا انهم سيحرزون هدفا في مرمى السلام
لذلك ان خطاب البرهان لاينظر له العالم سوى أنه قرص تخدير للمهوسين في الميدان الذين كلما جاءت الاخبار تحكي عن التفاوض مارسوا ابشع ماعندهم على الارض إنتقاما من المواطن وشهدت أمس الميادين معارك جنونية متفلته في عدد من المدن استهدفت المواطنين الأبرياء
ولكن مهما بلغت الحاجة الي مزيد من الدماء فإن القادم سلام لايفصلنا عنه سوى قرار.
طيف أخير :
#لا_للحرب
الممرات الآمنة لهروب فلول النظام البائد عبر بورتسودان هي التي سيفتحها الجنرال قريبا
فمازالت الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت إن لم تكن الساعات.
الجزيرة
*في وقت يهطل فيه مطر الزوال*والرد بحكمة ايضا: عندما تطير الفأرة الهر يخفي غيظه
لا ادري ماذا كتبتي لانني لم اقراء المقال،لكن بناء على نمط كتاباتك ومواضيعك، فى رائي ان قوة شخصية البرهان والنجاح والسياسي والعسكري الذى احرزه اوجد له اعداء كثر، وان حميدتي مات وشبع موت
كذبت يا رجل وصدقت النداكة..
فرجل اخرج ابنه الذي قد بلغ سن المقاتلين ودفع به بعيدا إلى بلاد الترك وظل يتمرجل وهو يقاتل بابناء البسطاء فهذا ليس رجل ينهض بدولة مثل السودان.
فهذا رجل إيمانه ضعيف لأنه نسي ان الموت يأتي حتى في البروج الحصينة.
وهذا رجل جبان حين ترك عرينه لتعبث في القرود والفيران..
وشكرا للكنداكة صباح التي أجزت واحسنت.
هل هو احتفال ام تابين