قصة قصيرة …… فقط للمقارنة ….؟ بين حاكم وحاكم ؟

قصة قصيرة …… فقط للمقارنة ….؟ بين حاكم وحاكم ؟

احمد اسحق
[email protected]

كرسي الحكم ليس نهاية العالم وخاتمة المطاف. كرسي الحكم ليس غاية بحد ذاته. كرسي الحكم ليس السماء الأخيرة. وكرسي الحكم يحتاج إلى التنفس الطبيعي بين الفترة والأخرى, لا أن يدوم في الإقامة الجبرية تحت مؤخرة حاكم شاق مؤبد.
لا نملك ونحن نقرأ خبر استقالة الرئيس الألماني كريستيان فولف من منصبه ثم تالياً تصريحه البسيط ” لقد سررت بممارسة مهامي في هذا المنصب، وبلادنا بحاجة إلى رئيس قادر على مواجهة التحديات الوطنية والدولية الكبرى من دون إعاقة ” سوى التصفيق لهذا الرجل , لأننا لم نرزق بعد برئيس مشابه يتراجع احتراماً للشعور الجمعي, ولا يمكننا العثور في بلداننا على حاكم مشابه يعترف بخطأه حتى لو بحثنا عنه بالمجهر.
الحاكم هناك يعلم أنه إنسان بميزات تعبوية وفنية كالتي للآخرين من أفراد مجتمعه وليس هابطاً من مجمع الآلهة, يعلم أنه لم يتلق في ليلة لا ضوء للقمر فيها صكاً إلهياً بتعيينه حاكماً إلى ما شاء الله, يعلم أن كرسي الحكم ليس غنيمة وإنما فرصة لتقديم الأجمل والأنجع وخدمة صورة البلاد في الداخل والخارج.
الحاكم هناك لا يكره الشعب ولا يخافه. لا يخاف من انقلاب العسكر عليه. ولا يبادل الدبابة الودَّ. لا يحتاجُ إلى الارزقية والنباحين. ولا يُصاب بالبواسير. وأكاد أجزم أنه لم يسمع كلمتي ( إسقاط ) و ( أرحل ), وأكاد أجزم أيضاً أنه لا يمتلك العدد الوافر من الحقائب, وأن حقيبته حين مغادرته الحكم صغيرة تصلح فقط لوضع ملابسه الداخلية فيها مع صور مكتبية ودفتر ملاحظاته, تماماً بعكس الحاكم لدينا حيث هنالك ما لا يحصى من الحقائب : حقيبة لحمل آبار النفط, حقيبة لحمل الأنهار, حقيبة لحمل الغابات, حقيبة لحمل محتويات البنوك الوطنية وغير الوطنية, حقيبة لحمل آثار البلاد, حقيبة لحمل مستقبل البلاد.. إلخ.
الحاكم هناك من لحم ودم وغير قابل للتمدد, أما هنا فإنه المصرف المركزي لإنتاج التمدد وتخنيث الوطن وتجفيف منابع الإلهام فيه. الحاكم ودائرته هناك يؤهلون المستنقعات أما هنا فإنه وارزقيته يحولون البلاد من فروة رأسها وحتي اخمس قدميها إلى مستنقعات.
الحاكم هناك يمتثل للأمن القومي فيوعز بتحريك جيش من أجل إنقاذ حياة مواطن, أما الحاكم هنا فإن الأمن القومي يقتضي منه تحويل ملايين المواطنين إلى إرهابيين حتى يثبت العكس, مع تدمير الأبنية ودور السكن فوق رؤوسهم ( فقه الكفاح المقدس), ووضع فوهة الدبابة معهم على طاولة الحوار الوطني.
زمرة دم بلاد الحاكم هناك هي التعددية 100% أما زمرة دم بلادنا فإنها الأحادية في البر والبحر والجو مع تأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتخنيث المذكر والمؤنث معاً.
لا يملك الحاكم هناك سوى عدة أمتار مربعة مع رصيد في البنك شفاف وبإمكانك رؤية أوعيته الدموية, أما الحاكم هنا فيمتلك عشرات أو مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة مع تأميم الهواء أيضاً, وسيارات مفخخة وإمكانيات سوبرمانية في تفريغ رئاسة جواره وتعطيل برلمانه.
الحاكم هناك ينسحب بهدوء من دون رعد وبرق, أما الحاكم هنا فإنه يعد الخروج من الحكم بمثابة تجرع لكأس السم ولا يوافق عليه وإن أدى ذلك إلى اغتيال البلاد بالتقسيط الممل كما حدثت لدينا لجنوبنا الحبيب
الحاكم هنا لا يجيد لعب الشطرنج أو الطاولة, لأنه متفرغ بالكامل مع حاشيته من الغنم السعيد والارزقية والنباحين للتلاعب بالانتخابات وجلد النساء في الشوارع, والتلاعب بالاستقرار الداخلي في دول الجوار.
الحاكم هنا استثناء من الديمقراطية.
الحاكم هنا رجل حاملٌ باللانهائي من الكراهية والأحقاد كاملة الدسم.
الحاكم هنا طلقة متفجرة في صدغ الوطن.
الحاكم. الحاكم. الحاكم…
متى تصبحون بشراً أسوياء كالحكام هناك يا معشر الكيزان ؟

لذلك قررنا ان نزيلكم والي الابد الي مزابل التاريخ

تعليق واحد

  1. هنا الرئيس يكذب على شعبه مع شيخه طيلة عشر سنين بمسرحية رجل القصر وحبيس السجن ويجلس دون حياء على كرسيه بعد الاعتراف بكذبهم عقب المفاصلة فى 1999 ..
    هنا الرئيس يمدد حكمه بعد انشطار البلد لنصفين ..
    هنا الرئيس يجلس مكنكشا وهو ملاحق من المحكمة الدولية . (وبلادنا بحاجة الى رئيس قادر على مواجهة التحديات لوطنية والدولية الكبرى من دون اعاقة ) ..
    هنا الرئيس يعترف بفشل هيكل حكمه المبنى على المحاباة والتمكين .. ولا يجرؤ حتى على تفكيكه لاصلاح ما فسد طيلة 23 عاما ..
    هنا كبار التنفيذيون يتفاخرون باستثماراتهم الخاصة على الصحف .. وتنتهك حرمة المال العام والفساد يمد لسانه .. والرئيس يطالب الشعب المسكين الاتيان بالدليل ..
    هنا المال العام ينتهك بواسطة منسوبى وزارة العدل ويبرا المتهم ليذهب فى استراحة محارب .. وربما يعود مترقيا لموقع اعلى كما حدث لكثيرين غيره من اهل الحظوة .. والرئيس ووزيره يتفرجان

  2. يشهد الله شعرت بالهوان والمذلة عندما شاهدت على القنوات الفضائية الرئيس الالمانى وهو يقدم استقالته من رئاسة دولة عظمى كالمانيا . والعجب انه السبب تلقيه بعض القروض والتسهيلات من بعض اصدفائه لشراء بيت صغير.والله فى الخرطوم زى بيتو دا عباره عن مضيفة فقط فى قصور من اثروا وفحشوا ثراءا فىهذا الزمان . المشلكة وين ياجماعة ؟ فينا نحنا ولا فى مسؤلينا وحكامنا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..