الصالات الفرنسية تعرض الفيلم الأول لمخرجة تونسية الأصل

من شدة مثابرتها تمكنت ريم خريسي أن تعثر لنفسها على موطئ قدم في المشهد السينمائي الفرنسي. فهذه المخرجة الفرنسية التونسية الأب، الإيطالية الأم، المولودة في ضاحية «نويي» الراقية قبل 30 عاما، تعيش اليوم أسعد أوقاتها بعد أن نزل إلى صالات العرض فيلمها الروائي الأول «باريس مهما كان الثمن». وهي ليست مخرجته فحسب بل تؤدي الدور الرئيسي فيه أيضا.

بدأت ريم ترتاد المسارح والفرق الفنية منذ أكثر من 10 سنوات. لقد كان مظهرها يؤهلها للعمل في التمثيل، وظهرت في برامج تلفزيونية وإذاعية ووقفت على خشبة المسرح كما حصلت على أدوار سينمائية في بعض الأفلام. أما هذا الفيلم فقد كان من المقدر أن يخرجه زميلها ستيفان روسو لكنها تولت القيادة، في آخر المطاف وجرى التصوير في المغرب.

إنها حكاية الشابة المغربية مية التي تقيم في فرنسا وتعمل في دار معروفة للأزياء منذ سنوات طوال. لقد كانت على وشك أن تصبح المصممة الأولى في الدار حين عاكستها الريح وقضت على آمالها. فهي نسيت أن تجدد رخصة إقامتها في فرنسا واستوقفتها دورية للشرطة وتم اعتبارها مهاجرة غير شرعية وصدر ضدها حكم بالتسفير إلى بلدها الأم.

تعود مية إلى عائلتها في إحدى قرى الريف المغربي، الأمر الذي لا يروق لها ويوقعها في مصادمات مع أبيها ومشاحنات مع أخيها ومعاناة مع ظروف حياتية معقدة كانت قد تناستها وتصورت أنها خلفتها وراءها. إنها تسعى حثيثا للحصول على تأشيرة تسمح لها بالعودة إلى باريس مهما كان الثمن. لكنها، في عز تلك المعمعة، تعثر بطلة الحكاية على فارس أحلامها.

فيلم كوميدي خفيف بشخصيات تكاد تكون كاريكاتيرية، يصلح للعرض في موسم الصيف مع احتفاظه بشروط فنية معقولة وسقوطه، أحيانا، في فخ «الكليشيهات» عن مفارقات العودة إلى القرية بعد طول غياب في أوروبا. ولا يمكن للمشاهد أن يغفل التناقض بين شخصية المخرجة وبطلتها العربية التي تؤدي دورها. إذ ليس هناك تفهم ولا تفاهم بينهما. فهي، مثلا، حين تلتقي وتتحاور مع شابة محجبة من الرأس حتى أخمص القدمين، تقول لها: «هل تتصورين نفسك الرجل الوطواط؟». وبسبب هذه الخفة والتسطيح فقد كان استقبال النقاد للفيلم خفيفا أيضا.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..