نفير .. وما يفر

يعلم الله منذ الأزل الخبيث من الطيب .. ولكن حتى يعلم الشعب الأبي هذا الصالح من الطالح .. الخبيث الذي يريد الإلتفاف على عرق جبين شباب نفير ، وهم ينفرون بهمة متناهية لإغاثة أهليهم من منكوبي السيول والأمطار .. لحملهم على حمل واجهة المؤتمر الوطني النظام الحاكم .. لعمري هو ضرب من ضروب زيفهم الذي أدمنوه ولا يحتملون الفكاك منه بأي حال من الأحوال ما لم يفتَك منهم الوطن والشعب .. أين كانت مروءة الحكومة ونفيرها قبل هذه المبادرة .. كأني بها تبرهن وتأكد انها تقعد عن الأفكار كالعهد بها ، وتتجرأ لتسرق حقوق الآخرين في وضح النهار بعد ان فشلت في ان تلزق بهم سبة الشيوعية .. وفي هذا نكران للإخاء والعدل والمساواة ـ بصرف النظر عن الشيوعية ـ تلك الحقوق التي ينادي بها حتى الإسلام الذي يتمسحون به وينهبون بإسمه .. وهذا أيضاً برهان آخر للخواء الفكري تجاه برنامج إسلامي واضح وصريح لمن سلم المسلمون من لسانه ويده .. ولكن يبدو جلياً ان هذا النظام بمنأى عن ذلك ..لذلك يتأتى كل هذا التخبط والضلال والتضليل .. ألم يقل القائل : صدق الرسول ومن سواه مصدق إذ قال حين دنا من السكرات .. إني تركت لكم كتاباً جامعاً هو خير دستور لخير قضاة .. قسماً بربي لن تضلوا طالما هو بينكم بمثابة المشكاة .. و أين ( هي لله ) من أيات الله الداعية إلى التدافع والتعاون .. (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) .. و (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ..
غريب أمر هذا النظام (لا يرحم ولا يخلي رحمة ربنا تنزل) !! وإن كان لابد من ذلك .. غصباً للظروف .. بإرادة خارجية (شعبية) مثلاً .. كمبادرة شباب نفير ، تجده يتماهى ويسبح مع التيار ..وهو راضي وقانع بـ(مكره أخاك لا بطل) .. منتهى الإنتهازية وعينك ما تشوف إلا النور .. أو هكذا لسان حالهم .. رغم ظلمهم وظلامهم .. كلنا يعلم ان السيول والأمطار ضربت مناطق نائية ، هشة ، عبثية لا نقول التخطيط حتى لا يتقادم عهدها ، ولكن عبثية الخدمات والبنى التحتية .. وإن قام معظمها في هذا العهد
الفتح.. شرق النيل .. امبدة .. الكرياب .. مرابيع الشريف .. الريف الغربي ..
هي بالطبع ليست الدوحة والطائف ويثرب والمنشية .. أي مناطق الصديق الكاتب محفوظ بشرى التي عناها بكل ما يحمله مقاله من معاني .. والتي شمّعت صحيفة اليوم التالي لأيام وجرجرت الكاتب لمجرد قولة حق .. عذراً سكان هذه المناطق انا كغيري ما عنيت إلا النظام ..
نفير .. وما يفر .. حتي تعلم هذه الحكومة أن هذا الشعب .. شعب الملاحم والبطولات والتعاضد والتراحم والتدافع والتعاون .. لانها ببساطة لم تعلم بعد .. لضيق الأفق .. والتكرار بيعلم الـ(….) .