مقالات سياسية

لا لإساءة الجيران

 إسماعيل عبد الله 

    ألإعلام سلاح ذو حدين, يمكنه أن يقوم برسالته المرجوة خير قيام إذا أحسنت إدارته, و كذلك يستطيع أن يجلب الخسائر المادية والمعنوية للحكومات والشعوب إذا أسيء تناوله, ولكم في (يونس محمود) مقدم البرنامج الصباحي الشهير بالاذاعة السودانية في عهد حكومة الجبهة الاسلامية عظة وعبرةفهو بوم الصباح الناعق بالضلالة والفتنة الذي هدم علاقات السودان الراسخة مع بلدان الخليج العربي, بتخصيص برنامجه للإساءة إلى رموز سيادة تلك البلدان, إذ كان سبباً رئيساً في فقدان عدد لا يستهان به من العاملين لأعمالهم و وظائفهم هنالك, ومنذ ذلك التاريخ أمسى اسم هذا اليونس نذير شؤم لجموع السودانيين الذين تذوقوا مرارة قطع الارزاق في ذلك الزمان المظلم . 

    بعض الأقلام الشهيرة في الوسط الصحفي السوداني تناولت محنة الشعب المصري مع وباء كورونا, بنوبة من الشماتة والتشفي والتنميط والتعميم المخل, وذلك بالصاق بعض الخصائص السالبة التي تلازم الانسان أياً كان جنسه أو لونه أو بلده الذي أتى منه برمزية الشخصية المصريةهذه الخصائص هي النظافة الشخصية من سواك واستحمام و سلوك غذائي, فوباء كورونا لم يترك فرد من عوالم الانسانية التي تدب على سطح الأرض إلا ونال منه سواء كان هذا الفرد متحضراً أم متخلفاً, من الشرق الآسيوي إلى الغرب الأوروبي و الجنوب الافريقي واللاتيني, وإنه لمن الجهالة أن تصف شعباً كاملاً تعداد سكانه يفوق المائة مليون نسمة بالقذارة, فمسألة التنميط و التعميم عندما تصدر من شخص مستنير فان ذلك يعتبر سلوكاً نابعاً من أحد أمرين , إما غبن شخصي أو حنق عنصري. 

     كتاب الأعمدة بالصحف السودانية الذين يتمتعون بنسبة كبيرة من المتابعين, عليهم الحذر كل الحذر من مغبة الوقوع في الخطأ الفادح الذي يستحيل تداركه, وليعلموا أنهم رسل للمحبة والسلام وليسوا دعاة للفتنة وتأجيج نيران الكراهية والبغضاء والعنصرية, وصدق من وصف الصحافة بالسلطة الرابعة, ففي واقع الأمر يمتلك الصحفيون سلطة حقيقية في توجيه الرأي العام و يقتدي بهم القراء و المعجبون, فعندما يفكر الصحفي السوداني كاتب العمود في تناول الشعب المصري بشيء من انتقاص المقام عليه أن يفكر ألف مرة في مصير آلآف السودانيين القاطنين لقاهرة المعز, وأن يعير انتباهاً لعدد العلماء الذين تخرجوا في الجامعات المصرية مستفيدين من المنح الدراسية التي كانت تقدمها أم الدنيا للطلاب السودانيين. 

     هنالك فارق كبير بين كتاب الأعمدة في الصحف الورقية, وبين العوام من المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي, فكاتب العمود يجب أن لا ينجر وراء استفزازات عموم المرتادين لمنصات الفيس بوك و التويتر والانستقرام, فمثل هذه المقالات المنشورة في الصحف السودانية والمسيئة لشعوب بأكملها لا يمكن أن تجد مثيل ولا شبيه لها بصحيفة الاهرام المصرية وأخواتها, لكن من الطبيعي جداً أن تقرأ أفحش الكلمات القادحة في حق الشخصية السودانية من مصري متسكع في هذه القنوات التواصلية, فالكتابة في المنتديات العامة و غرف الدردشة و تطبيق واتساب ليست كالكتابة في الأعمدة اليومية التي تصدرها الصحف. 

     على القائمين على أمر صحافتنا أن يراعوا توازن المصالح في تناول علاقاتنا الخارجية القائمة بيننا وبين جيراننا في الاقليم واصدقائنا في العالم, المراعاة التي تسندها الرسالة الهادفة للكاتب الصحفي الذي يستوعب دوره ويدرك أبعاد تحدياته الوطنية, وأن عهد الصحفي الانفعالي الذي يكتب مستجيباً لردة الفعل العارضة قد ولى, كما ولى معها مقص الرقيب والكتابة تحت تأثير الخوف والرعب والرهبة من رأي الدكتاتور وبطش زبانيته, فلا يجب أن يكون الكاتب مجرد ناقل تلقائي لغضب الشارع  دون استخلاص الشوائب من هذا الغضب و تقديمه في ثوب قشيب يسر الناظرين. 

     علينا أن نستوعب نبل أدبيات شباب ثورة ديسمبر المجيدة لكي نصهرها في قوالب المقالات اليومية التي ندلق حبرها على جنبات الصحف, فواجبنا أن نحدث الفرق الملموس بين ما كانت تقدمه الصحافة الصفراء للعهد البائد, وبين حروف العصر الجديد المتحررة في تهذيب أنيق يطوي صفحات الزفرات الحرى وثرثرات آخر الليل لذلك العهد الغيهب . 

 إسماعيل عبد الله
[email protected] 

‫12 تعليقات

  1. والله مصر شعباً وحكومه لا تستحق التقدير أو الإحترام لأن نظرتهم لجيرانهم واحده وهى الإزدراء والتقليل من شأن الشعوب ،
    وانا أختلف معك تماما لأن مقالك غير موفق ونوع من التطبيل للغير ،يا أخى مصر والمصريون لا خير فيهم لنا

    1. أستاذنا الكريم… ما تدعو له هو من صميم إرثنا السوداني الأصيل. ولكن هنالك مواصفات للجار. ليس من مواصفاته طبعاً دين ولا لون ولا عرق. انما المعيار هنا (المعاملة).. وعلى هذا الميزان فجارنا في شمال الوادي جائر علينا وليس جاراً لنا. لم يراعي فينا منذ أن عرفناه إلاً ولا ذمة. لن أعدد مثالبه فهي معروفة للجميع.
      وكم خفضنا لهم جناح الذل من الرحمة. لكنهم فهموها جناح الرحمة من الذل. ويجب أن نرد لهم الصاع بقدر ما يسيئون إلينا وليس أكثر. حتى يفهموا الفرق بين ذل الرحمة والمعاملة الحسنة والذل لشعور بنقص أو دونية. وعندها يجدوننا سودانيين… والسوداني معروف بحسن نيته ومراعاته للفضائل وعلى رأسها حسن الجوار. تشهد كل الشعوب التي تعاملت معنا إلا الفراعنة الذين طغوا وخدعوا أنفسهم بفضل علينا ليس لهم.
      ولك التحية والإحترام.

    2. الاخ ابو اقول لك انظر الى ٥ مليون سودانى يعيشونمحمد وسط اخوانهم فى مصر ويتمتعون بنفنس المزيا التى تعطى للمصريبن بل وافضل من تعليم وصحه وغيره ولايصدر من المصريين اى اساءه عنصريه تجاه تخوانهم السودانيين ارجوا ترك التصرفات العنصريه والتحدث على شعب عريق بهذه الطريقه العنصريه لاغير

  2. اولآ ده نوع من الخنوع والسكون والرضي بالمزله اذا بتقول علشان حاجه نسكت ونرضي بعمائل جارة السؤ وترضي تكون عديم نخوة ده شأن بيخصك لكن اتكلمت عن عن الاعلام المقرؤ ليه مااتكلمته عن اخطر منو الا((علام المرئ))؟؟
    نحن كتابنا علي استحياء بيكتبو لمن خلاص يكون وصل السيل الي جرف كل جميل بنعتقده في جارة السؤ .
    اسألك كل حركات السودان المتمردهةاول مكان بتكون متواجده فيه وين وبتلاقي اكبر الدعومات من وين؟
    كل امراضنا ومشاكلنا بتحينا منهم ولمن نتخذابسط إجراء بقوم اعلامهم كأنو نحن عبيد تحت وصايتم ؟؟
    السد العالي ماهي الفائده العائده منو لينا ؟؟
    اخر حاجه العهد البائد قبض علي كم شخص وبرتب ومدرعات تابعه للجيش المصري.
    والعهد البائد الخائب نكس راسنا في الارض بدل المره عشرة.
    ولسه بتكتب بلاش وبلاش اصحو ياقوم واوعو
    دي ماطيبه لانكم في بعض وداخل البلد مع بعض سيئين سؤ مابعده سؤ.
    وبتدعو المثاليه والادب مع الغريب إدعاء وليس تربيه ونبت حسن
    لانو من شب علي شئ شاب عليه

  3. اتفق معك تماما اخ اسماعيل. الكتابة مسئولية والكلمة امانة. نحن فينا المكفينا. ان تخرج كاتبة صحفية تكتب يوميا بشكل راتب عن حدود اللياقة وتتجاوز الحدود بل وبدل ما توجه قلمها لتقديم نصائح بشأن الكارثة التي تحيق بالعالم كله تشتم وتلغز في دولة وشعب جار تربطنا به روابط الجغرافيا والتاريخ كأقل تقدير. ان كان المصريين ينظرون لجيرانهم نظرة ازدراء فهذا شأنهم كما انهم ليسوا قدوة لنا. لكن ان تهاجم صحفية يفترض فيها امانة الكلمة بهذا الشكل وتثير الكراهية في النفوس فهذا امر غير مقبول على الاطلاق. لو ان كاتب مصري انتهز فرصة فيروس كرونا لمهاجمة السودان هل كان احدا منا يرضى بذلك؟ ثم ما الفائدة التي نجنيها من هذا النوع من الكتابات؟

  4. إذا كان قصدك الكاتبة سهير فهي لا تتصف بصفات العنصرية أو حب الشماته أو غيره ، ولكن كان مقالها في سب مصر هو من باب العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم ، وكانت محقة في غضبتها من المصريين الذين طفح إعلامهم الرسمي وغير الرسمي بسب السودانيين منذ هزيمتهم الكروية أمام الجزائر في السودان ، فهم بدلاً من تركيزهم علي أسباب الهزيمة أخذوا يصفون السودان بأقذع الألفاظ والشتائم…..إنت بتدافع ليهم ليه…؟؟ هم أقدر علي الرد وخلاص عرفوا السكة…إنت دخلك إيه…؟؟

    1. وانت دخلك ايه يا جمعة؟ العين بالعين والسن بالسن والبادىء اظلم – قل لي بالضبط ما الذي دفع سهير لكتابة مقالها هذا يا ابو العريف؟ انسانة استغلت كارثة تواجه العالم كله وانحرفت بالموضوع لتشتم بلد بأكمله هل هذه من شيمنا يا جمعة باشا؟ اما حكاية مبارة مصر والجزائر فهذه طوتها السنين ولم يعد حتى اصحابها يذكرونها. لا مانع عندي في ان تكتب سهير على صفحتها في الفيس بوك او انت او اى شخص آخر ما يشاء ولكننا ضد التعميم. المسألة بالنسبة لي مسألة مبدأ. لا نشتم غيرنا ولا نحرف الامور لإثارة الكراهية. قد يكون هذا دأب غيرنا لكنه ليس من شيمنا كسودانيين إطلاقا. اما المصريين فهم لن يردوا بل سيشتموا وتكون الحكاية كلها شتيمة وشتيمة متبادلة. والسؤال الذي اتمنى يا جمعة العظيم ان ترد عليه: ماذا جنينا وماذا جنى السودان من مقال سهير عبدالرحيم وماذا سيجني من شتيمة معممة لشعب آخر مهما كان رأينا فيه؟ ارجو الرد علي. ورجاء لا تحاول الإيحاء بإنك تتحدث عن الكل او انك اكثر وطنية وما الى ذلك من فسو الكلام.

  5. استاذ اسماعيل.. كلامك منطقي جدآ وبديهي كذلك ومؤكد معروف لدى كافة كتاب الأعمدة.. لكن ياسيدي الأعلام المصري قذر جدآ وسفيه ويستمتع بالأساءة للشعوب وبذئ وفاحش ولعان وساخر ومتعالي ووضيع ويحض على الكراهية بين الشعوب.. ولأ ينتظر منهم ان يفهموا او يتوقفوا او يعقلوا
    لذا وجب على الكتاب الرد بالمثل والدفاع عن كرامة وقيمة الوطن
    اما ادارة الخد لتلقي الصفعات فامر غير مقبول وغير منصف لنا.
    الاعلام المصري لن يتوقف عن طرح قازوراته ونجح فعلآ فى خلق حالة من الكراهية تعمقت وتجذرت فى نفوس السودانيين نحو مصر..لن تنتهي او تزول فى المدى المنظور مهما حاول العقلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..