خمس سنوات عجاف

خمس سنوات عجاف لم تكن أضغاث احلام في كرى ليلة متوشحة بالسواد إنما رؤيا حقيقة مفجعة عايشها الناس ويعيش تفاصيلها المواطن الان فهي مملؤة بالبطش والضيق و الضنك والحرمان والتشرد والقتل والفجيعة غطت فيها الماسي و تمددت على طول البلاد وعرضها أهلك فيها كل شئ وضيع فيها كل الحقائق حتى باتت الحياة فيها بلا طعم والإنسان عبارة عن رقم مدفون في جحيم الملاجئ أو في صقيع المنافي او بين سندان المدافع .
خمس سنوات عجاف ويل سكن كل الطرقات و فاجعة غطت كل المسالك و جحيم غاتم احرق الصبر ودمر كل منافذ الهروب ولم يترك من كوة امل للنجاة أو طريق مهرب للخلاص ،تلبدت كل الفواجع في سماء الوطن وتنازع اللقطاء والسفهاء وألانتهازيون والدهماء والخونة والعملاء القرار فسلبوا الوطن العافية والامان وتسيد عطالة المنفى الموقف فغرق الوطن في البغضاء والكراهية وزرعوا في خاصرته الحقد وأشعلوا فيه الحريق فقضى على الامل ونزع من فجر الغد كل مستقبل .
خمس سنوات عجاف عنوانها المرارة والفاجعة والبؤس تكالب فيها كلاب الشتات فاغتصبوا الحرائر ونهبوا وسلبوا المال ودمروا الوطن ودفنوا الأبرياء احياء لا يملكون خلق ولا اخلاق فتشرد من وجد المهرب وقبر من لم يحالفه الحظ وقتل بؤسا من وقع في قبضتهم فأصبح العجز بالنظر انكسار أمام المأساة أضعف وأقل فجيعة وأعمق تعبير للمرارة والسخط بضجر قاتل لمن لا يملك إرادة الدفع والهرب والموت غبنا وفجيعة لمن يملك ضمير فلم يتناهوا عن فجور الخصومة ولم تنهاهم اخلاق عن مسالك الشر فكانت الطامة والفجيعة.
أخشى أن يصبحن سبع سنوات عجاف. علما باننا لم نرى سبع سنوات خضر. بل راينا خمسة وثلاثون عاما عجاف تربى فيها آلاف القطط السمان فادخروا خلالها قوت لخمسة وثلاثون عاما عجاف ستاتى عليهم وسنابله التى تركوه بها فى تركيا ماليزيا مصر الإمارات واللا شنو ياالحرامى عبدالحى يوسف