مقالات وآراء سياسية

فصل الدين عن الأخلاق، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر!!

صديق النعمة الطيب

هل يحتاج هذا الدين لفاجر ينصره، وهل يخلو هذا الدين من المُتَقِين والأبرار حتى تبرز الحاجة للفاجر، أم أن مفهوم الدين أُبْتُسِر في اغتصاب السلطة، ولا يغتصب السلطة إلا فاجر، يتفق أهل السنة والجماعة على تسمية العهد الأول بالخلافة الراشدة، في إشارة واضحة أن ما جاء بعدها جانبه الرُشد، باستثناء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم، بلغ الفُجُور بيزيد بن معاوية أن استباح مدينة رسول الله وتم اغتصاب أكثر من ألف امرأة وقتل كبار الصحابة منهم بدريين، والحجاج هدم الكعبة بالمنجيق على عهد عبد الملك، وزياد ابن أبيه سفك الدماء، وأبو جعفر المنصور كان يبسط موائده على جثث قتلاه، وجلد أبي حنيفة وخلع يد مالك بن أنس!! فاهتزت قلوب علماء السلطان حتى قالوا “وأما الفاجر القوي فقوته للمسلمين، وفجوره على نفسه”.

سينتفض متحمس أسقط أهليته باسقاط عقله، ويقول لعن الله العقل والتفكير، هذا الكلام مقصود به التشكيك في الدين، وبالتالي هذا الكلام يُخرج قائله من الملة، إنه ثمرة التفكير بالعقل فالويل والثبور وعذاب القبور لمن يفكر!! وبالمقابل يقول عاقل ما علاقة هذا (الفجور) بالدين وهو يقرأ قوله تعالى (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)، وقوله تعالى (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، فكيف يصبح الفاجر مؤيداً لهذا الدين، فكونه فاجر هو هادم للدين لأن الدين منظومة فضائل وقواعد أخلاقية عملية، وكونها عملية هو شرط وجودها، فالأخلاق والدين يكونان في حكم العدم (بالقوة)، إلى أن يمارسا فيخرجان للوجود (بالفعل)، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة).

يقول الجاحظ في (تهذيب الأخلاق) “الفجور: هو الانهماك في الشهوات، والاستكثار منها، والتوفر على اللذات، والإدمان عليها، وارتكاب الفواحش، والمجاهرة بها، وبالجملة: هو السرف في جميع الشهوات”؛ وهذا المستوى من الفساد لا يبلغة إلا من نال قسطاً وافراً من السلطة والجاه. وقد رأينا ذلك في أخلاق الحكام والولاة والوزراء وهم يُكَبِّرون ويهللون ويزنون ويرتشون ويسرقون ويعذبون.

بقليل من التدبر نتجد أنهم قاموا بفصل الأخلاق عن الحُكم، رغم أن الأخلاق قيم مطلقة والكل مُكَلَّف بها حكاماً ومحكومين، وبالمقابل خلطوا الحُكم (بعد تفريغه من الاخلاق) ببعض القواعد الفقهية وجعلوا منها أصلاً في الدين، رغم أن الحُكم أمرٌ زمانيٌ اجتهادي، صمت عنه الشارع وترك تفصيله للناس في إطار فضائل وقيم أخلاقية كبرى، فكانت النتيجة احتكار رجال الدين للسلطة (الترابي)، من خلال حاكم صوري فاجر (البشير)، فتعجز أنت كمسلم (عاطفي) أن تقول للفاجر يا فاجر في حضرة هيئة كبار العلماء وأرباب المنابر واللحى والأصوات القرآنية الشجية (تحقرون أعمالكم عند أعمالهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم).

جاء في الأثر أن (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)، كل شيء واضح وجلي، فلا تغامر أيها المواطن بدينك وتدفن عقلك “مناط تكليفك” في كومة ترهات، فإنك لن تعيش مرتين، وهذا الدين يقوم به المجتمع (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، والمعروف ما تعارف عليه الناس والمنكر ما أنكره الناس، والناس هم المجتمع وليس الحاكم، فإن الله لا يمكن أن يرهن وجود الدين الخاتم بحاكم فاجر (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)، فالاندلس من قبل طردت الحاكم المسلم الفاجر وعادت مسيحية وناتجها القومي الاجمالي يفوق كل الدول العربية مجتمعة وهي من أفقر دول القارة الاوربية، بينما بقي إسلام المجتمع قوياً ومعافى في اندونيسيا وماليزيا دون حاجة لحاكم فاجر يفسده، واقتصاد ماليزيا اليوم يشهد له القاصي والداني.

لا حاجة لمزيد من الفُجَّار وإنما الحاجة لعقلٍ مستنير وفكرٍ أصيل ونظرٍ سديد…!!!

صديق النعمة الطيب

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. اتمني أن يصل كل الكيزان إلي قناعة أن شيخهم المعتوه الزنديق الإرهابي، عليه لعنة اللّه وحركته التي لا تعرف الإسلام قد غررا بهم أيضاً، وذلك بسعيه الحثيث للخلود في السلطة لنفسه وللكرور من بعده، مما يجعله مسؤولاً عن كل ما حاق بالوطن من دمار…

    إنه لمن الواجب فرمتة الأدمغة الموبؤة التي تركها خلفه، أو جزها، إن كانت حالتها ميؤوس منها….

    حسب علمي، فإن السودانيين هم أكثر الشعوب العربية حباً للرسول الكريم (ص)، بإستثناء هذا المعتوه الذي تزندق مدعياً أنه أحسن من رسول اللّه (ص)، كونه (ص) كان يعرف لغة وأحدة وهو يجيد خمسة لغات…وأيضاً تزندق علي أمهات المؤمنين، وبالأخص علي السيدة عائشة، رضي اللّه عنها…دا مٌش بهيمة ؟؟؟

    يجب إعدام كل الذين شاركوا في إنقلاب 1989, دونما تلكؤ، وما ذلك إلا إقتصاصاً للوطن المظلوم، كما ويجب وصم كل تنظيمات الكيزان بالإرهاب وحلها ومصادرة كل ممتلكاتهم العامة والخاصة، لتتم إعادتهم سيرتهم الأولي، لكي يتسنى لنا وضع حجر الأساس لسودان جديد – سودان “زيرو كيزان”…..

  2. كلام في منتهي الرقي والفهم الذي طالما عجزنا عن توضيحه للناس وعن الفهم الحقيقي للساسة والدين والصيد في المياه العكرة بحجة فل الدين عن الدولة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..