
مشهد أول:
مدرسة ابتدائية ببريطانيا بها تلاميذ من خلفيات دينية، عرقية و ثقافية مختلفة يتعايشون بحب و فرح. يمضون يومهم الدراسي بنشاط و سعادة حقيقية فمشاعر الأطفال لا تكذب. يدخلون فصولهم الدراسية بنظام، يجلسون بنظام و يتعاملون مع اساتذتهم بكل أدب و إحترام و في غالب الوقت بمحبة حيث يندر التمرد أو التذمر من الذهاب الى المدرسة او من الإلتزام بقوانينها.
في إحتفالات المدرسة غالباً ما يجلس الأطفال على الأرض او الارائك محاطين باساتذتهم في هدوء جميل تكاد لا تسمع لهم همساً يتابعون الحفل و يشاركون فيه بكل إنضباط و نظام و ما أن يصدر أحدهم صوتاً أو حركة مزعجة حتى تشير له معلمته آمرة إياه بالصمت و الإلتزام بالأدب العام كل ذلك دون صراخ أو علو صوت و إن إقتضى الأمر تدنو منه و تحدثه هامسة و الهمس صارم و حاسم لكن دون أن ترى وجهاً باكياً أو مقهوراً أو حزيناً. يتم التوجيه بكل هدوء فلا تجد آثار غبن على وجه الطفل و لا إبتسامة صفراء تدل على إنكسار قلب أو رعب مخفي.
تنتهي فقرات الحفل بإختلافها دون ملل أو ضجيج أو تذمر من أحد و لا ترى على وجوه الأطفال الا السعادة و الرضا رغم إلزامهم بقوانين صارمة تقيد حركتهم و تسكت أصواتهم و تهذب سلوكياتهم.
مشهد آخر:
حفل سوداني في قاعة بفندق فاخر بإحدى المدن البريطانية. القاعة مكتظة بالحضور؛ أسر و أطفال من مختلف الأعمار. حركة دؤوبة، هرج و مرج، قفز و جري في جميع الإتجاهات. ملامح الشقاوة على وجوه الأطفال مع إنطلاق غير مقيد بأي توجيه.
أصوات عالية تملأ جنبات القاعة؛ نساء مستغرقات في الحديث فلا تدري من السامعة و من المتحدثة. رجال يتبادلون النكات ويضحكون وفي البعيد أطفال يتشاجرون ، يجهش أحدهم بالبكاء و شاب يسأل عن عوائلهم فيشير أحد الحاضرين الى سيدات منهمكات في تفرس تفاصيل ثوب صديقة و الى رجال شغلهم الحفل و أنساهم أطفالهم فالمناسبة للفرح المطلق و للانطلاق نحو براحات غير مقيدة بأي مسؤوليات أو إلتزامات أسرية!
على أرضية القاعة فتافيت طعام تساقطت من إيدي الأطفال و بعض المشروبات التي سكبها أحدهم ساعة اصطدام أو بكاء أو تململ قادر على إحداث فوضى عارمة و كل ذلك تحت منظومة الفرح و الإحتفال!
ما بين هذا و ذاك يتبدى توتر على وجوه بعض منظمي الحفل. يبدو أن بالأمر شيئاً مقلقاً. مسؤول بالفندق يتحدث الى أحدهم فيتنادوا فيما بينهم لتظهر الحقيقة؛ تسلل الأطفال الى الطوابق العليا حيث النزلاء و سببوا إزعاجاً و ربكة في الفندق، بعضهم قرع أبواب الغرف و البعض الآخر آثر اللعب و العدو بالممرات و الإختباء في الزوايا محدثين ضجيجاً و جلبة أجبرت إدارة الفندق على التدخل!
مشهد متكرر:
ترفض الكثير من الجهات إيجار قاعاتها للجاليات في مختلف مُدن العالم و ذلك لعدم إلتزام تلك الجاليات بالقواعد المنصوص عليها في عقود الإيجار بالإضافة الى سوء الإستخدام و التخريب و إتلاف محتويات القاعة بواسطة الأطفال هذا بالإضافة لشكوى الجيران من الإزعاج و التجمهر أمام القاعات.
السؤال:
هل يكمن المشكل في أطفال يلتزمون بالقواعد العامة و بحسنون الأدب و السلوك في مجتمع ملتزم ثم يخالفونها وهم ذات الأطفال و يمارسون عدم الإنضباط بأوسع صوره في مجتمع الأسرة و الأصدقاء؟ أم أن المشكل في سلوك المجتمع الذي تحكم قوانينه تصرفات هؤلاء الأطفال؟!
نقطة ضوء:
سلوك الأطفال في أي مجتمع يعكس سلوك أفراد هذا المجتمع و يعبر عن أفكاره، قيمه و إلتزامه بتلك القيم!
نافذة للضوء/ أخبار اليوم
أميرة عمر بخيت
[email protected]
كلامك صحيح ميه في الميه … ودا بشوفه في كل سفارة أذهب إليها تلقي الشفع جري ونطيط والحاجات مرميه في الأرض… المهم فوضه شديده.
دي جايه من فهمنا للتربية …. في السودان فاهمين تربية الأولاد هي الأكل واللبس وبس…. التربيه هي سلوك ودا ما عندنا خالص…..
【 ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻫﻞ ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺑﺤﺴﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺛﻢ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻧﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻧﻀﺒﺎﻁ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﺻﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻜﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؟ !】
الجواب:
Both
من الطبيعى حب الاطفال للعب
العيب فى عدم اهتمام الابوين بسلوك الابناء فى المناسبات العامة
فهم لم يتعلموا من وجودهم فى محيط متحضر
I saw the same happening here in USA, same ignorance and carelessness
شكرا الاستاذة الفاضلة
في أي تجمع سوداني في قاعة شوفي سلوك الكبار ذاتهم كيف؟ أصوات عالية بشكل غريب ورجة وورجغة،، حالة واحدة سواء كان التجمع في ليفربول أو الخرطوم أو تمبول،،، السبب طريقة الحياة وأسلوب العمران ووساعة الحيشان في السودان جعلت طفولتنا كالحملان نقفز من مكان لمكان ،، الحياة في السودان واسعة وماهلة لذلك التغيير الاجتماعي صعب ،،،