الدروس المستفادة من حرب هجليج

أ.د.الطيب زين العابدين

هناك العديد من الدروس التي ينبغي أن تستوعبها القيادة السياسية من حرب هجليج وما أدى إليها وما نتج عنها، وكيف تستثمر تلك الدروس لمصلحة السودان العامة، وتتدارك الخلل الذي يحتاج إلى مراجعة ومساءلة في بعض الأجهزة الحساسة، وكيف تكون العلاقة مستقبلاً بين الشمال والجنوب.

1- أول هذه الدروس أن الجيش الشعبي في الجنوب قد اعتدى على منطقة هجليج السودانية مرتين في الأسبوع الثالث من مارس الماضي ثم في العاشر من أبريل وقد كان اعتداءاً مرتباً ومخططاً له بحشود كبيرة وعتاد كثيف وذلك بقصد احتلال المنطقة كما اعترفت علانية قيادة حكومة جنوب السودان.ووجد العدوان إدانة عالمية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر يحدث لأول مرة أن تدين هذه الكيانات الدولية حكومة الجنوب لمصلحة الشمال فقد كان العكس هو النمط الدولي السائد منذ بداية تطبيق اتفاقية نيفاشا. وتقدم السودان بشكوى لمجلس السلم والأمن الإفريقي الذي انعقد في فترة قياسية (24/4) لينظر شكوى السودان، وبعد أن استمع لتنوير مفصل من الأستاذ على كرتي وزير الخارجية السوداني اتخذ قرارات هي بمثابة خارطة طريق لحل المعضل السوداني المتشابك تتلخص في الآتي:

وقف العدائيات بين البلدين، منع دعم المتمردين لدى الطرفين، الدخول في مفاوضات خلال أسبوعين بعد تهيئة المناخ المناسب لترسيم الحدود وتفعيل آليات مراقبتها على أن تستكمل تلك المفاوضات في ظرف ثلاثة أشهر. وقبل وزير الخارجية السوداني بحكمة هذه القرارات على أن تبدأ المحادثات بشأن القضايا الأمنية لمنع العودة إلى الحرب الشاملة، بل إنه قال للصحفيين خارج الاجتماع إنه مستعد الآن للحديث حول المسائل الأمنية. ويبدو أن مجلس الأمن الدولي في طريقه لأن يتبنى مقترحات وقرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي ولا ينبغي للحكومة أن تضيع وقتاً أطول في إعلان قبولها بذلك القرار فليس لديها بديلاً أفضل.ويطالب السودان محقاً بالتعويض عن الخسائر الناجمة عن العدوان على هجليج بما فيها تخريب المنشآت النفطية في المنطقة. ويمتلك السودان في هذه الحالة قضية عادلة واضحة المعالم فهو ضحية لعدوان غير مبرر من قبل دولة مجاورة، ولا ينبغي للسودان أن يفسد هذه القضية العادلة بتصريحات ولا قدرة له عليها مثل أنه سيغزو جوبا وسيسقط حكومة الحركة الشعبية لأنه لا يمكن أن يتعايش معها (إن سياسات الدول لا تصنع على الهواء مباشرة أمام الحشود الجماهيرية دون أن تمر عبر أجهزة الدولة والحزب!)،، أو بتحرشات غير مسئولة وغير أخلاقية بالجنوبيين في الشمال مثل حرق المجمع الكنسي في الجريف، أو بالتصعيد الإعلامي الذي يحمل نكهة عنصرية بغيضة، أو بمحاولة تمرير مشروع قانون رد العدوان ومحاسبة المعتدين الذي يشتمل على تجريم مجرد عبارة «تحرير السودان»، ويمنع قطعيا عبور أو تصدير البضائع أو الخدمات لجنوب السودان ولو كانت شق تمرة، ويصادر الممتلكات والآليات المملوكة لها أو للهيئات أو الأشخاص التابعين لها. وهو قانون غير قابل للتطبيق (كيف يحاسب الأشخاص الجنوبيون في الشمال بأفعال حكومة الجنوب؟) ولكنه كتب على عجل من باب الانفعال الوقتي والمزايدة السياسية!

إن مثل ردود الفعل هذه غير الحكيمة تفسد قضية السودان أمام المحافل الدولية وتضعف موقفه في المطالبة بالتعويض عن خسائره جراء العدوان، وتؤدي إلى اعتبار الدولتين أن كلاً منهما قد اعتدى على الآخر رغم الفارق في الدرجة، وقد بدأ الحديث بالفعل في مجلس الأمن الدولي عن معاقبة الدولتين. وتعرف حكومة السودان جيداً أنها ليست ذات حظوة لدى الجهات المتنفذة في الأمم المتحدة فلماذا تفسد قضيتها العادلة؟ ولو كان لدينا برلمان مسئول لتوجب عليه أن يسائل الحكومة عن تصريحاتها المنفلتة بدلاً من أن يزايد عليها بقانون لم تعرفه محاكم ألمانيا النازية!

2- إن الحشود الجماهيرية الكبيرة التي خرجت مساء الجمعة (20/4) بصورة عفوية طوعية احتفاءً وفرحاً باستعادة هجليج من الجيش الشعبي لحكومة الجنوب، لم تخرج تأييدا للحكومة ولا للمؤتمر الوطني فقد ذاقوا الأمرين من كليهما ولكنها خرجت فرحاً بحفظ كرامتها التي أهينت باحتلال بعض أراضيها دون وجه حق فليس هناك ما يستفز السوداني القح أكثر من الحقارة التي قد تدفعه للتضحية بحياته، ومؤازرة منه لقوات الجيش والمجاهدين والدفاع الشعبي التي التحمت مع بعضها البعض في تنسيق وثبات ورجولة مشهودة لاستعادة الأرض المحتلة في أيام قلائل. وهذه فرصة لن تطول أمام الحكومة لتراجع سياساتها الاقتصادية البائسة التي اكتوت الجماهير بنارها لمدة طويلة، فليس هناك حديث في المدينة اليوم أكثر من ارتفاع الأسعار بشكل شبه يومي ولا أحسبه سيظل حديثا هادئاً في المنتديات وداخل البيوت والمكاتب لوقت طويل، خاصة في ظل الفروق الهائلة بين وضع الطبقة العليا الحاكمة وعامة الناس (يتقاضى كبار الدستوريين في الشهر ما يعادل مرتب 60 موظفاً في المجموعة الأولى)، وفي ظل استشراء الفساد بصورة غير مسبوقة والذي تقوده الطبقة الحاكمة وينتفع منه الأقارب والشلل المحيطة بها ولا يسمع الناس عن محاسبة أحد من المسئولين الذين نشرت وثائقهم داخل البلاد وخارجها، وفي ظل الشركات الحكومية التي تجد معاملة تفضيلية تبز بها الشركات الخاصة المنافسة لها مما يحدث خللاً بيناً في سوق العمل والتجارة، وقد وعدت الحكومة مرات ومرات بتفكيك هذه الشركات دون جدوى لأن بعض الجهات المالكة لها تعتبر فوق القانون. كما أن أوجه صرف الموازنة العامة يعاني من خلل كبير مقارنة بين الصرف الأمني والسيادي والصرف على خدمات الصحة والتعليم والمياه التي تتأثر بها الأغلبية الساحقة من المواطنين.
3- لقد وجدت الحكومة تأييدا من القوى السياسية المعارضة لموقفها في هجليج وهذه فرصة لها أن تعمل لتوحيد الجبهة الداخلية مع هذه القوى ذات الوزن في المجتمع، ولن تستطيع ذلك دون تنازلات سياسية كبيرة ظلت ترفضها طيلة السنوات الماضية وهي : اشراك المعارضة في القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل البلد المتمثلة في صناعة وكتابة وإجازة الدستور المقبل، الحل السلمي لمشكلات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب، احداث التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يكفل الحريات العامة ويحمي الحقوق الإنسانية، معالجة الضائقة الاقتصادية، الاتفاق على موعد الانتخابات القادمة…

4- لقد أنهكت الحروب الأهلية المتطاولة الحرث والنسل في السودان خاصة في عهود الحكومات العسكرية التي تؤمن بجدوى استعمال العنف في مقابلة المشكلات الأمنية والسياسية التي تقع في البلاد، ولم نحصد من تلك الحروب سوى الخراب والدمار وما زالت المشكلات باقية بل زادتها الأيام حدة وتعقيدا. ينبغي التوافق على معالجة مشكلات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بصورة سلمية توافقية تشترك فيها القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وممثلون لأهالي تلك المناطق وزعمائهم وإداراتهم الأهلية. ومهما قيل عن أخطاء الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق فلا خلاف في أنها تمتلك رصيداً شعبياً مقدراً نافست به المؤتمر الوطني في الولايتين وكادت أن تتفوق عليه، ولذلك ينبغي أن تعطى الفرصة لتصبح حزباً سياسياً معترفاً به يعمل كغيره من الأحزاب وفقا للقانون الساري في البلاد، فالهجمة التي قامت بها الحكومة على كوادر الحركة الشعبية عقب بداية العمليات في جنوب كردفان توحي بأنها تريد اقتلاع الحركة الشعبية تماماً كحزب سياسي في الشمال وهذا ما لا يجوز لها، فقد أبدت الحركة في الاتفاق الإطاري الذي عقدته مع د. نافع في أديس أببا في 28 يوليو الماضي رغبتها في التخلص من مليشياتها العسكرية وبالانخراط في العمل السياسي السلمي. وقد أثبتت تجارب العقود الماضية منذ الاستقلال أن السودان لا يمكن أن يحكم بنظام شمولي عسكري أو حزبي أو بنظام مركزي يحتكر السلطة والثروة. وبما أن حركات التمرد كانت دائماً في الأقاليم المهمشة فينبغي أن تعطى تلك المناطق حقها الديمقراطي في العمل السياسي السلمي، وأن تختار من تشاء لتمثيلها على مستوى الأجهزة التشريعية والتنفيذية وأية محاولة للحجر على القوى السياسية التي تمثل تلك المناطق هو دعوة صريحة لها بحمل السلاح ضد المركز، وليس من حق المركز أن يختار فصائل مدجنة تسير في ركابه لتمثيل تلك الأقاليم.

5- لقد اتسعت رقعة الجبهات التي تخوضها الحكومة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وعلى الحدود مع دولة الجنوب، وليس من الحكمة فتح كل تلك الجبهات في وقت واحد حتى بالنسبة لدولة عظمى دعك من دولة السودان الفقيرة المتخلفة، وقد أدى ذلك إلى إنهاك القوات المسلحة مما تتطلب الاستعانة بفصائل من المجاهدين والدفاع الشعبي. وظهرت نتائج ذلك في العمليات العسكرية ًالتي وقعت مؤخراً في جنوب كردفان وفي هجليج، ولا ينبغي للحكومة أن تدخل قواتها المسلحة في مثل هذه التجارب المؤلمة خاصة وأن أصل المشكلة التي تسببت في الحرب سياسي وليس عسكرياً، ومع ذلك فإن الأمر يستحق المكاشفة والمساءلة وربما المحاسبة.،ونحن نعلم الآن أن احتمال خوض حرب شاملة مع دولة أجنبية قائم في المستقبل القريب أو المتوسط وعلينا الاستعداد لذلك بإعادة النظر في حجم وقدرات وتدريب ومواقع الوحدات العسكرية في أنحاء البلاد المختلفة. ولا أشك أن القيادات العسكرية السودانية تعرف جوانب النقص والضعف التي ينبغي أن تعالج لو أتيحت لها فرصة المداولات الصريحة بموافقة وحضور القيادة السياسية. فهل تستطيع القيادة السياسية أن تحتمل مثل هذه المكاشفة التي تقود للإصلاح المطلوب؟

6- ومهما أخطأت حكومة الجنوب الحالية في اعتدائها الأخير على السودان وفي مساعدة حركات التمرد الشمالية ضد الحكومة، فسيظل الجنوب جاراً للشمال على حدود تبلغ أكثر من 2000 كم، وبيننا وبين شعب الجنوب وشائج ثقافية وتاريخية وسكانية لا يمكن أن تنسى، وبيننا مصالح مشتركة رعوية وتجارية وزراعية ومائية لا ينبغي أن تهدر أو تضيع. وكل بلد يستطيع أن يضر بالآخر أو يتعاون معه لمصلحة الطرفين. وقد جرّب السودان حالة العداء مع ارتريا ومصر وأثيوبيا وتشاد، واتهم كل منها بالتآمر مع دول أجنبية ضد السودان ومشروعه الحضاري وموارده الغنية وكلفنا ذلك العداء غالياً. وعندما عزم السودان على إصلاح العلاقات مع تلك الدول استجابت بصدق تلك الدول وعادت المياه إلى أحسن مما كانت عليه مما يعني أن تهم التآمر والاستهداف متخيلة أكثر منها حقيقة أو هي نتيجة للعداء وليست سبباً له. ولا يقولن أحد إننا نهاجم حكومة الجنوب ولا نعني شعب الجنوب الحبيب لنا، فدول العالم الثالث التي تفتقد الديمقراطية وممارسة الحريات الأساسية لا تعرف مثل هذه التفرقة النظرية السفسطائية، فالحكومة هي التي تمتلك وسائل الإعلام وتعبئ الشعب في الاتجاه الذي تريد بل وتقطع كل علاقة بين البلدين مهما كان وقعها على عامة الناس! ينبغي لحكومة السودان أن تضع خطة استراتيجية متكاملة للتعامل مع الجنوب أياً كانت الحكومة القائمة فيه على أساس التعايش السلمي وتحقيق الأمن المشترك وتعزيز روابط حسن الجوار والتعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين. وسيأخذ تحقيق ذلك بعض الوقت ولكنه سيساعد كثيراً في حلحلة المسائل العالقة التي ينبغي التفاوض عليها بجدية وحسن نية، وأظن أن حكومة الجنوب تحتاج إلى السلام والأمن والتعايش الحسن مثل ما نحتاج إليه نحن، وستستجيب لدعوة المصالحة مع الشمال مثل ما استجابت دول الجوار الأخرى، بل ربما زادت عليها لأن المصلحة المشتركة في حالة الجنوب راجحة أكثر من تلك الدول.

الصحافة

تعليق واحد

  1. د/ بروف الطيب زين العابدين
    نصحت القوم علهم يستمعون ويجنبون البلاد وانفسهم الشطط

    هديه سلفا للبشير = قبله الحياه= كانت دخول هجليج ,المتأسلمين كانت خياراتهم للجنوب أ-الاخضاع بالحرب ب -الشراكه وشراءهم ج-الانفصال
    تم الانفصال فأرادوه تحت سيطرتهم الكامله واهم شئ يجب السيطره عليه هو الاقتصاد والتجاره البينيه التي يستميت علي عثمان للسيطره عليها مستغلآ غطاء التأجيج وتهم الخيانه وسلاح الدوله للذبح =القانوني= واظن ان جبال النوبه والنيل الازرق ذاهبه لنفس المصير حيث تتكرر الاخطاء = حذوك النعل بالنعل = الان البشير يسعي للخيار أ- الاخضاع مراهنآ علي الانقسام =السيسي = والاضعاف = مقتل خليل = وشراء الذمم واظن ان الاقرب للتحقيق هو الخيار ج- الانفصال
    البعد الدولي ممثل في الشركات عابره للقارات التي تريد تحويل السودان المتبقي لأكبر مزرعة تدار لمصلحتها وتحويل السودانيين الي مجتمع يعتمد علي =قطاع الخدمات الهامشيه والسمسره= والاستفراد بكل جزء =جنوب وغرب وما تبقي = كل علي حدي
    لقد تنأدت الاكله علي قصعتها ( التور المدوعل) ال اسمو السودان فماذا نحن فاعلون

  2. لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    مثلك مثل خطيب الجمعة الذي يطالب البشير بتطبيق الشريعة … وانا على يقين بأن البشير لن يستجيب … مثلا اّذا طبق البشير الشريعة سأكون اول شخص يفتح بلاغ ضد البشير وآل بيته وكل الدستوريين .. من اين لكم كل هذه الاشياء التي تمتلكونها .. هل سيقومون بارجاعها الى خزينة المسلمين .. لا أعتقد .. فالاصلاح اصبح صعبا ولكن لو عقلوا افضل من حالة القذافي .. ولكن الله لا يهدي القوم … ما تتعبش روحك يا بروف .. ولكن خطط في كيف يسقط النظام بأقل الخسائر

    0912923816

  3. هذا يا بروف الطيب زين العابدين عين العقل وهو افضل الحلول ولكن من سيسمع ما تقول فكأنك تأذن في مالطا وليس افضل وصفا من بيت الشعر الذي يقول:

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

  4. جهه نظر :
    يقول الله تعالي (اما بنعمه ربك فحدث ) فالفاء للامر المدلول والمقصود :
    1/ حفظ النعمه
    2/ تامين النعمه
    3/ تزكيه وشكر النعمه
    4/ اظهار النعمه
    *مدلول اول للحمايه الاستراتيجيه عاليه الحساسيه مثل ابار البترول والسدود والمحطات النوويه السلميه وغيرها تدخل في باب النعمه القيمه يتم حمايتها باحدث تكنولوجيا الرد الدفاعي
    * مدلول ثاني في اواخر الثمانينات هنالك خطابات سياسيه في الحدود للمياه الاقليميه الايرانيه وحسب وجهه نظر النظام الايراني دخول بعض المناطق المنتجه للطاقه في الخليج للمياه الاقليميه الايرانيه سيناريو صدام دخول الكويت والخول القوات الامريكيه لحمايه نعمه البترول العربي
    * مدلول ثالث توجد في قطر اكبر المخزون الاستراتيجي للغاز في العالم ولحمايه هذه النعمه توجد اكبر قاعده امريكيه في قطر حجم النعمه متوافق مع حجم التامين وحفظ النعمه
    * مدلول اخير توجد في منطقه هجليج نصف انتاج السودان من نعمه البترول سؤال هل حجم النعمه متوافق مع حجم الحفظ والتامين لهذه النعمه
    * توصيه توزيع الحمايه التامينيه حسب حجم النعمه التي امر ربنا بحفظها وتامينها وتزكيتها وشكرها

  5. أخي بروف الطيب كلامك جميل وواقعي ويكون قابل للتطبيق اذا كان هناك رجلا رشيدا ولكن هؤلاء القوم شركاء متشاكسون ألم تر كيف رفض الرئيس اتفاق نافع مع الحركة الذي أحسب أنه لأول مرة يفعل شيئا نافعا ألم تر كيف تصدر التصريحات في أي شأن مهما كان خطيرا يا أخي مصادر القرار متعددة ولا احد في السودان ولا غيره يعلم علي وجه الدقة كيف تدار بلادنا ولا ندري الي أين نحن مساقون لك تحياتي وأهنئك علي جرأتك في قول الحق .

  6. يا استاذ الطيب يجب ان تفصل بين انتمائك للجماعة التي تحاول اعادت الروح لمشروعها الحضاري الذي مات منذ ان تنكر العسكر لشيخهم وساروا بدون منهج او مفكر
    وبما انك تحال وان تكون محلل عليك ان تبين ان الجيش هزم وان العودة لهجليج كانت بالانسحاب بعد الادانات والضغوطات التي مورست على جوبا – لا تحاول ان تغني على استرداد هجليج بالقوة لان من هرب ومن وقف الايام الطوال كان عاجزا بسبب تشتت الجيش – كما ان المحافظة على مثل هذه المناطق سيكون صعبا في ظل وجود حرب عصابات تقوم بها الحركات في الشمال التي تحمل السلاح
    الاهم مافي الامر يا ستاذ العلوم السياسية ان ماجرى هو جزء من حرب اقتصادية ذات اثر على الميدان – والميدان كما هو معروف ورقة من اوراق التفاوض – وان ما يجري كان لا بد منه طالما اصبحت طاولة المفاوضات يديرها اطراف خارج الصورة مثل منبر السلام – بل قد تقتضي الظروف المزيد من استخدام القوة على الأرض لتحسين شروط التفاوض
    عموما كنت اتوقع ان تركز في الدروس المستفادة على الخسائر التي تكبدها الجانبين وبالذات الشمال الذي بالغ في فرض اتاواة على مرور البترول واعترف رئيسه بسرقته – ورفض اتفاق الحريات – وان تبعات ذلك ستنعكس سريعا على الميزانية الضعيفة اصلا وعلى المواطن مما يعني مزيد من الانتكاسات لا حل لها الا بتنحي النظام حتى يجنب الدولة السودانية من المزيد من الفوضى والتشظي في ظل انتشار السلاح حتى داخل العاصمة

  7. نصحت وأوفيت وكفيت ولكن على من تلقى مزاميرك ياداؤود ؟
    مشكلة الحكومه الحقيقيه والمؤتمر الوطنى حالياً هى البشير وعبد الرحيم
    فالبشير بتصريحاته وتصرفاته صار يوقع البلاد من أزمه إلى أزمه جديده ويدير
    الحزب بالزنديه ولاأحد من إتباعه يستطيع أن يقول له لا !
    حتى على عثمان الذى كان يصنف مع الحمائم صار يحاول محاكاة خطاب البشير لينال رضاه !
    عبد الرحيم سبب كل البلاوى الحاصله بصوره مباشره لأنه بدا بقصف الجنوب وفشل فى
    تجهيز جيش يحافظ على الحدود من الإعتداءات ,,, هذا الثنائى أعجز حتى قادة المؤتمر الوطنى
    عن التعامل معه وهم ينتظرون أى فرصه للتخلص منهم والبشير يعى ذلك تماماً !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..