أخبار السودان

تحرير الدواء ..( كارثة مرتقبة)

الطاهر ساتي

** نعم، هي ( كارثة أخرى)، وأللهم صبرك وعفوك ورضاك.. شعبة مستوردي الأدوية، بكامل التواطؤ مع المجلس القومي للصيدلة، تسعى إلى تحرير سعر الدواء..هكذا الحدث الفاجعة، وسلطات الدولة المسماة بالعليا ? كالعهد بها دائما – آخر من تعلم، أي حالها كما المواطن الذي يتفاجأ بالكوارث الحكومية على مدار العام، بل الأسبوع.. خاطبت شعبة المصدرين المحكمة الدستورية، وطعنت في لوائح مجلس الصيدية التي تحدد سعر الدواء بالسودان، ثم طالبت المحكمة بإلغاء تلك اللوائح بحيث تباع الأدوية كما تهوى الشركات..!!

** وإستلمت المحكمة الدستورية خطاب شعبة المستوردين، ثم خاطبت المجلس القومي للصيدلة لإبداء الرأي حول تحرير سعر الدواء ثم الرد على خطابها خلال فترة لاتتجاوز (15 يوماً)، حسب لوائح المحكمة الدستورية، وإلا سوف تفتي المحكمة الدستورية في الأمر لصالح الشركات..للأسف، مضى نصف الشهر، فترة المحكمة الدستورية، ولم يرد المجلس القومي للصيدلة على الخطاب ولم يبد الرأي حول تحرير سعر الدواء، أو (هكذا التواطؤ)، وليس هناك أي وصف آخر لتجاهل المجلس لخطاب المحكمة الدستورية غير التواطؤ، أي صمت المجلس – في كارثة كهذه – من (علامات الرضا بالتحرير) ..!!

** شركات الأدوية لم تعجبها التخفيضات التي حدثت لأسعار الأدوية بعد إلغاء ذاك الدولار الشهير – دولار العكد – بالضغط الإعلامي، والذي كان يساوي بالسوداني (9 جنيهات)، عندما كان سعر دولار بنك السودان (4.5 جنيه)، وعندما كان سعر دولار السوق الموازي (6.5 جنيه)..وكذلك شركات الأدوية لم تعجبها التخفضيات التي حدثت في سوق الدواء بعد إلزام سلطات الدولة – بالضغط الإعلامي أيضاً – مجلس الأدوية بالزام الشركات بالأسعار الموثقة في دليل تسجيل الأدوية، وهي الأسعار التي تحدد للشركات والصيدليات (هامش الربح).. نعم، إستقرار أسعار الأدوية – بعد إنخفاضها ? كان ولا يزال يزعج شركات الأدوية والوكلاء رغم الأرباح الرسمية و( عمولات المصانع)..وهكذا دائما تتجلى روح الجشع بلا حياء عندما تغفل الضمائر ويغيب القانون ويصبح الشعب كالصخر بلا حراك ..!!

** لم يعجبهم التخفيض والإستقرار، فالتفوا على توجيه السلطات و رقابة الصحافة بالطعن المقدم للمحكمة الدستورية، بتبرير فحواه ( الدولة تعمل بسياسة التحرير، فحرروا أسعار أدويتنا)، أو هكذا التبرير الفطير لرغبتهم في إرهاق المواطن .. وللأسف ، يناصرهم مجلس الصيدلة بالصمت والتجاهل ، ويبخل على مرضانا ولو بمجرد وريقة تدافع عن تسعيرة الدواء وترفض جشع الشركات، بحيث تعتمدها المحكمة الدستورية ك (مرافعة دفاع).. شعب مكلوم، يتم طحن حياته – جهاراً نهاراً – بين حجري رحى (المجلس والشركات)..أوفلنقل بكل وضوح : يطحنه تحالف ( العكد وكمبال)، أحدهما أمين عام مجلس الأدوية، والآخر رئيس شعبة المستوردين.. منذ عام ونيف، نحذر و نوثق مخاطر هذا التحالف على بلادنا ومرضاها، ولكن لا علاج غير الصمت أو التخدير المسمى ب (لجنة تحقيق)..أين نتائج لجنة تحقيق قضية دولار المجلس (9 جنيهات)، وأين نتائج لجان تحقيق قضية الأدوية الفاسدة ؟، وأين نتائج تحقيق مستحضرات التجميل الفاسدة؟.. لم يكن تحقيقاً ما حدث في تلك القضايا وغيرها، ولو كان كذلك، لساقتهم العدالة إلى محاكم الناس والبلد، ولكن كان تخديراً و..( فقه سُترة) ..!!

** المهم، لو إستجابت المحكمة الدستورية لطلب وكلاء الأدوية، وحكمت لهم بتحديد أسعار الأدوية حسب حجم طمعهم وجشعهم، سوف تصبح بلادنا أول دولة – في العالمين العربي والافريقي – تحرر أسعار الأدوية.. بل، ناهيك عن دول العالم الثالث (والأخير طبعاً)، أمريكا – رائدة تحرير الإقتصاد – لم تحرر أسعار أدوية شعبها إلى يومنا هذا، ولا فرنسا، ولا بريطانيا التي دليل أسعار أدويتها في متناول يد الجميع – بمن فيهم المرضى – منعاً للغش وتحكيما للشفافية ورحمة للشعب .. تلك، وكل دول العالم ذات الإقتصاد الحر، لاتزال تفرض سلطتهاعلى تسعيرة الدواء ، فما بال دولة – كدولتنا ? ما فيتها رائدة في مجال الإحتكار وأجهزتها الرقابية إما هزيلة أو فاسدة، ومع ذلك تسعى شركاتها لتحرير سعر الدواء؟.. من هنا يتواصل فضح المؤامرة، ليس طمعاً في المحاسبة، إذ هم لايحاسبون بعضهم إلا في صراعاتهم حول كراسي السلطة، ولكن نكشف ونوثق لكي لانكون شركاء بالصمت – كما المجلس الرقابي – على ( الكارثة المرتقبة) ..!!

تعليق واحد

  1. الحكومة لا تمتلك دولار واحد حتى تدعم به الادوية فهو شي متوقع ومؤكد ان يتم تحرير اسعار الادوية والشعب السوداني في صمته فاصبحت الدولة محتكرة من قبل مافيا الانقاذ وستذاد الاحوال سؤ بعد سوء وكان الله في عون الشعب السوداني

  2. الشعب السوداني يستاهل اكثر من كده لانه كلما داسوه وعصره يسكت وهؤلاء المجرمين عديمي الرحمة استمرأو ذلك اخرجو للشارع وانتفضو لكرامتكم التي تهان كل يوم استشهدو من اجل الكرامة والحرية والعيش الكريم فهو اشرف واكرم لكم الف مرة من الموت بالجوع والمرض .

  3. أخي الطاهر كل عام وأنتم بخير
    أن الوصول لردهات المحاكم الدستورية ليس مثل لعبة الاستغماية فهو يبدا من تقديم التظلم الي الجهة التي قامت بأصداره في البدء للفت نظرهاالامر الخاطئ لتصحيحة وأن رفضت أو تجاهلت عندها تبدا رحلة طويلة من العرائض للجهات المختصة مربوطة بمواقيت محددة لايمكن تجاوزها والا تم الغاء الاجراء وعد مخالفا للنظام العام . عادة المسائل التي تصل المحكمة الدستورية يثار حولها جدل كبير داخل المجتمع ووسائل الاعلام كافة . فان تم الامر كما صورت فأننا امام عصابات اجرام منظم تديرها الدولة .

  4. نحن شعب لا يستاهل الحياة ان شاء الله حبة البندول يبقى 65 ج ذي ك اللحمة والاسبرين يبقى ب 35 ج ذي كيلو الطماطم

  5. بس امريكا وبرطانبا غير مسلمة وغير محكومة بشريعة وتحديد الاسعار فيها واجب وطني وبدين ماعندها مشاريع حضارية وما فيها حروب وناسها شبعانين وكمان ما مرضانين وما عندهم قروش..ما تضرب بيهم المثل ما تخلوا الشركات تعمل العايزاه وتبيع زي ما هي عايزه مافي حاجة في السودان عندها سعر محدد ما تعملوا لينا وجع راس الموضوع ده المسئولين ناسينه حقوا ما تذكروهم بيه باكر بيقوموا يفرضوا فيه زيادة رسوم جدسدة تحت اي مسمي جديد .. الله يرجع لينا مرسي وبلاش بهدلة في الساحات..ولي كيف يا جماعة..

  6. يقولون الوجوه مرآة القلوب و كلما اسود القلب بان ذلك في الوجه لذا لا تطمح من اصحاب القلوب السوداء مثل الحربوية صاحب الصورة أعلاه ان يقف بجانب المواطن

  7. استاذنا المناضل الطاهر ساتى

    لك التحايا انشاءالله فى ميزان حسناتك انت اومثالك الشرفاء اصبحتوا الناطقين لحال الغلابة وهم السواد الاعظم هؤلاء الفاسدين المفسدين لا تهمهم حياة المواطن اصلا بل اصبحوا يستغلوا سكوت الشعب الصابر ويبتكروا الافكار والنظريات التى لم تتطبق فى دول العالم اجمع وذالك حتى يمصوا دماء الشعب من عروقه قبل ايام ناس الموارد البشرية ابتكروا فرض رسوم من دول الاستقدام وكما تعلم لم تتطبق فى اى دولة فى العالم والان يريدون تحرير سعر الدواء وكذالك لم تسبقهم دول فى ذالك انه استعمار الوطن من ابناءه المتأسلمين ليس الا..اكتشف الكوارث والخفايا ووثق للشعب الصامت ولا تكون من الصامتين الخانعين والتاريخ لن ولم ينسى الشرفاء

  8. اخى الطاهر آمل ان تراجع كل شركات الدواء بالسودان فجلها مملوكة لاتحاد تجار شندى فرع الحوش وآمل ان تدقق فى اسماء اصحابها ومالكيها كلهم جبهجية المؤتمر الوثنى غير السماسرة من الصيادلة الذين نسوا الله فانساهم الصيدلة ولا حول ولا قوة الا بالله .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..