من أجل حفنة من الجنيهات

أحد ظرفاء مدينة عطبرة.. كان به شيء من (اللطف) الخفيف.. ذهب لوالده التاجر المعروف وطلب منه (عشرة جنيهات) للذهاب لحضور مباراة كرة القدم في الاستاد.. رفض الوالد اعطاءه المبلغ.. فذهب بغضب وفتح مخزن البضائع واختار (جركانة) زيت كبيرة ممتلئة عن أخرها (36 رطلاً).. وفتحها وصب الزيت على الأرض.. وأخذ الجركانة فارغة وباعها لصاحب الخردة بعشرة جنيهات ودخل الاستاد.
صفير آخر البواخر المملوكة للخطوط البحرية السودانية وهي تغادر رصيف ميناء بورتسودان.. كان نحيباً يبكي تاريخاً طويلاً كتب بماء الذهب لواحدة من أقوى الخطوط البحرية الافريقية ومالكة لثاني أسطول بواخر في القارة.. ومؤسسة ذات هيبة وسلطان.. صفير الباخرة كان بكاء تجاوب معه الكثيرون الذين سجلوا تلك اللحظة الفاصلة بين من كان عزيز قوم.. فصار ذليلهم يستجدى المراكب لتحمله وتنقل بضائعه عبر المطارات والسفن.
انهيار مؤسسات مثل الخطوط البحرية السودانية.. والخطوط الجوية السودانية التي تخلصت من طائراتها واحدة تلو الأخرى وصارت مدرجاتها قاعاً صفصفاً.. يجعلنا نتساءل ما هي الفكرة الأساسية من تحطيم هذه المؤسسات؟ من المستفيد من خرابها؟ هذه الأسئلة لم أستطع ابداً الإجابة عليها.. لم تقنعني أي فكرة ولا أي تفسير مطروح ولا زلت أبحث عن تلك القطعة من الدومينو التي سحبها احدهم فانهارت بقية القطع متتالية الواحدة تلو الأخرى ولم يجدي معها أي وسيلة للإصلاح.
عند انهيار السكة حديد.. قيل إن الطريق البري هزمها من حيث سرعة الوصول وكفاءة الوسائل الناقلة.. وأن السكة حديد طعنت في السن وترهلت.. قل لي اذن ما هو البديل الذي هزم البواخر والمؤاني والسفن؟ ما هي الوسيلة التي لجأ اليها الناس بديلاً عن الطائرات والبواخر في المسافات البعيدة؟ لا زال الناس يسافرون بذات الطرق.. ولكن بخطوط أخرى.. بخدمات أفضل وأوقات محددة وأسعار تنافسية.. فالأمر ليس أن الناس قد تركوها للجديد.. فكل وسيلة نقل لها روادها.. ولكل مزاياها وخدماتها.
اولئك الذين تسببوا في هذا الأمر برمته.. الذين طرحوا أفكاراً ذات أسماء براقة خلبت الأذهان في ذلك الوقت.. عبارات مثل الخصخصة وتحرير الأسواق.. وإيه مش عارف إيه.. ربما يذرفون الدمع الآن وهم يتابعون مشهد الباخرة وهي تبتعد.. ربما يضربون الكف بالكف أسفاً.. ربما تهامسوا لبعضهم البعض انهم لم يكونوا يعتقدون أن الأمر سيصل الى هذه الدرجة.. فقد كانوا فقط في حوجة الى مال عاجل.. كانوا يريدون (الدخول الى الاستاد وحضور المباراة).. لم يفكروا حينها في وضع خطة لجني أموال.. أو لرفع مستوى الانتاجية.. كل ما فعلوه بعبقرية يحسدون عليها انهم أفرغوا (جركانات زيت) الوطن.. وباعوها بثمن بخس.. من أجل حفنة من الجنيهات.. تطايرت في الهواء وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون.. فأعادوا الى الأذهان مشهد أبي عبدالله آخر ملوك الاندلس وهو يلتفت الى مدينته حزيناً.. فقالت له امه (ابك كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال).
الجريدة

تعليق واحد

  1. سلامات يا دكتور … يفعلون ذلك لأنهم لا يمثلونه و لم ينتخبهم الشعب و لم يكونوا في يوم جزء منهم و رغم انهم كانوا يمثلون القوي الثالثه في اخر برلمان ديمقراطي ب 51 مقعدا الا ان الديمقراطيه لم تكن في فكرهم و لم يؤمنوا بالديمقراطيه في يوم من الأيام ، فقاموا بانقلابهم المشؤوم و أصبحت لديهم سلطه مطلقه لا حسيب و لا رقيب بل يتصرفوا في املاك الشعب كغنائم .. فساد ادري ما شهده السنوات قبلهم قط و لم يري الناس جراءم في تاريخ السودان الا في عهدهم .. الله يكون في العون

  2. الله عليك يا استاذة! ربما لانك كنتِ بالخارج ولم تتابعي- قبل وسائل التواصل الحالية- ما يجري في أرض الوطن.

    ألم تسمعين ب (إعادة صياغة المواطن السوداني)؟ الصياغة ماضية إلى الآن بعد أن تحول المواطن بفعها إلى شبح ومسخ، وأصبح المؤسسات التي تساعد في هذه الصياغة سراباُ بقيعة يسحسبه الظمآن ماء………. لم تكتف الإنقاذ بالبيع لمجرد البيع فقط، بل باعوا أشياء كثيرة إلى منسوبيهم وكان الواحد من هؤلاء يأخذ قرضاُ من البنك ثم يشتري المشروع المعروض للبيع، ثم يعيد بيعه بالسوق وهكذا… أبرز مثال على ذلك بيع (المؤسسة العامة للحفريات)، لأكبر لص في تاريخ السودان وهو الشريف بدر. المؤسسة العامة للحفريات هي الذراع الطويلة لمشروع الجزيرة وبها ورش قل أن يوجد لها مثيل في أفريقيا كما أن أصولها لا تقدر بثمن هذا غير الخيرة التراكمية لمهندسي، وملاحظي الورش وسائقي المعدات الثقيلة………… أصول المؤسسة العامة للحفريات التي اشتراها الشريف بدر لم تزل موجودة ومخزنة بعدد من(سرايات) مشروع الجزيرة………….

    * الخراب الممنج الذي أحدثته الإنقاذ في السودان لم يسبقهم عليه أحد من العالمين……. فقد جففوا الزرع والضرع وخربوا بيوتهم بأيديهم ……. لقد خلعوا قضبان سكك حديد الجزيرة الضيقة التي كانت تنقل القطن إلى المحالج المنتشرة بقرى ومدن الجزيرة واسالوها بمسابك جياد! أي تفكير هذا؟

    * لقد تعدت الإنقاذ على البيئة ودمرت الغطاء النباتي وأصدرت تصاريح قطع الغابات لعدد من المستثمرين كما أصدرت تصاريح الصيد لكل من هب ودب……

    * تحول السودان من دول ذات غطاء نباتي معقول إلى دولة صحراوية بالكامل (خصوصا بعد انفصال الجنوب)…………

    * ما الهدف من كل ذلك؟ الهدف هو إعادة الصياغة ومحو وسحق وسحل الشخصية السودانية وإهراق هيبتها وعفتها ليسهل تطويعها وانقيادها. وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح…….. الدليل على ذلك أننا لم نشهد أي مظاهرات أو اعتصامات جادة وقوية طيلة أيام هذا العهد العاهر………. يجب ألا ننسى المخدرات التي تدخل إلى السودان بالحاويات………. كل ذلك ينصب في خانة إعادة الصياغة……… لقد صاغونا فعلاُ وتحولنا من ذهب أصل إلى نحاس (وصفر)………..

    * الآن سوف ينقلب السحر على الساحر………. فهذا المواطن المسحوق المغلوب على امره هو حائط الصد الأخير لهؤلاء الأقزام. أما وقد أصبح المواطن هكذا فلن يجدوا في الأخير من يدافع عنهم ويكفهم شر جيرانهم الذي يتربصون بهم علناُ ودون خوف وذلك لأن هؤلاء الجيران أصبحوا على يقين أن السودا قد تحول إلى جغرافيا فقط، دولة بلا مواطنيين، دولة بلا بشر، دولة بلا حكومة، إمارة (إسلامية) صحراوية تحكمها شرذمة لا تتعدي حدود سلطتها القصر الجمهوري بالخرطوم……… ابك يا وطني الحبيب.

  3. الله عليك يا استاذة! ربما لانك كنتِ بالخارج ولم تتابعي- قبل وسائل التواصل الحالية- ما يجري في أرض الوطن.

    ألم تسمعين ب (إعادة صياغة المواطن السوداني)؟ الصياغة ماضية إلى الآن بعد أن تحول المواطن بفعلهم إلى شبح ومسخ، وأصبح المؤسسات التي تساعد في هذه الصياغة سراباُ بقيعة يحسبه الظمآن ماء………. لم تكتف الإنقاذ بالبيع لمجرد البيع فقط، بل باعوا أشياء كثيرة إلى منسوبيهم وكان الواحد من هؤلاء يأخذ قرضاُ من البنك ثم يشتري المشروع المعروض للبيع، ثم يعيد بيعه بالسوق وهكذا… أبرز مثال على ذلك بيع (المؤسسة العامة للحفريات)، لأكبر لص في تاريخ السودان وهو الشريف بدر. المؤسسة العامة للحفريات هي الذراع الطويلة لمشروع الجزيرة وبها ورش قل أن يوجد لها مثيل في أفريقيا كما أن أصولها لا تقدر بثمن هذا غير الخيرة التراكمية لمهندسي، وملاحظي الورش وسائقي المعدات الثقيلة………… أصول المؤسسة العامة للحفريات التي اشتراها الشريف بدر لم تزل موجودة ومخزنة بعدد من(سرايات) مشروع الجزيرة………….

    * الخراب الممنج الذي أحدثته الإنقاذ في السودان لم يسبقهم عليه أحد من العالمين……. فقد جففوا الزرع والضرع وخربوا بيوتهم بأيديهم ……. لقد خلعوا قضبان سكك حديد الجزيرة الضيقة التي كانت تنقل القطن إلى المحالج المنتشرة بقرى ومدن الجزيرة واسالوها بمسابك جياد! أي تفكير هذا؟

    * لقد تعدت الإنقاذ على البيئة ودمرت الغطاء النباتي وأصدرت تصاريح قطع الغابات لعدد من المستثمرين كما أصدرت تصاريح الصيد لكل من هب ودب……

    * تحول السودان من دول ذات غطاء نباتي معقول إلى دولة صحراوية بالكامل (خصوصا بعد انفصال الجنوب)…………

    * ما الهدف من كل ذلك؟ الهدف هو إعادة الصياغة ومحو وسحق وسحل الشخصية السودانية وإهراق هيبتها وعفتها ليسهل تطويعها وانقيادها. وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح…….. الدليل على ذلك أننا لم نشهد أي مظاهرات أو اعتصامات جادة وقوية طيلة أيام هذا العهد العاهر………. يجب ألا ننسى المخدرات التي تدخل إلى السودان بالحاويات………. كل ذلك ينصب في خانة إعادة الصياغة……… لقد صاغونا فعلاُ وتحولنا من ذهب أصل إلى نحاس (وصفر)………..

    * الآن سوف ينقلب السحر على الساحر………. فهذا المواطن المسحوق المغلوب على امره هو حائط الصد الأخير لهؤلاء الأقزام. أما وقد أصبح المواطن هكذا فلن يجدوا في الأخير من يدافع عنهم ويكفهم شر جيرانهم الذي يتربصون بهم علناُ ودون خوف وذلك لأن هؤلاء الجيران أصبحوا على يقين أن السودان قد تحول إلى جغرافيا فقط، دولة بلا مواطنين، دولة بلا بشر، دولة بلا حكومة، إمارة (إسلامية) صحراوية تحكمها شرذمة لا تتعدي حدود سلطتها القصر الجمهوري بالخرطوم……… ابك يا وطني الحبيب.

  4. تعليقان على المقال منقولة من الفيسبوك:-
    الحسن المثنى عمر الفاروق:- ” هذا مقال ينبغي أن يكتب بماء الذهب، إنه يعبر عن خيبة وخيانة ما يسمى بحكومة الإنقاذ.”
    1
    إدارة
    أعجبني عرض مزيد من التفاعلات

    Tajeldin Shutta :- من أقوى المقالات التي مرت بي ، مقال رصين ورائع .. لعل الأستاذة قد ذرفت الدموع لحظة كتابتها هذا المقال !!

  5. سلامات يا دكتور … يفعلون ذلك لأنهم لا يمثلونه و لم ينتخبهم الشعب و لم يكونوا في يوم جزء منهم و رغم انهم كانوا يمثلون القوي الثالثه في اخر برلمان ديمقراطي ب 51 مقعدا الا ان الديمقراطيه لم تكن في فكرهم و لم يؤمنوا بالديمقراطيه في يوم من الأيام ، فقاموا بانقلابهم المشؤوم و أصبحت لديهم سلطه مطلقه لا حسيب و لا رقيب بل يتصرفوا في املاك الشعب كغنائم .. فساد ادري ما شهده السنوات قبلهم قط و لم يري الناس جراءم في تاريخ السودان الا في عهدهم .. الله يكون في العون

  6. الله عليك يا استاذة! ربما لانك كنتِ بالخارج ولم تتابعي- قبل وسائل التواصل الحالية- ما يجري في أرض الوطن.

    ألم تسمعين ب (إعادة صياغة المواطن السوداني)؟ الصياغة ماضية إلى الآن بعد أن تحول المواطن بفعها إلى شبح ومسخ، وأصبح المؤسسات التي تساعد في هذه الصياغة سراباُ بقيعة يسحسبه الظمآن ماء………. لم تكتف الإنقاذ بالبيع لمجرد البيع فقط، بل باعوا أشياء كثيرة إلى منسوبيهم وكان الواحد من هؤلاء يأخذ قرضاُ من البنك ثم يشتري المشروع المعروض للبيع، ثم يعيد بيعه بالسوق وهكذا… أبرز مثال على ذلك بيع (المؤسسة العامة للحفريات)، لأكبر لص في تاريخ السودان وهو الشريف بدر. المؤسسة العامة للحفريات هي الذراع الطويلة لمشروع الجزيرة وبها ورش قل أن يوجد لها مثيل في أفريقيا كما أن أصولها لا تقدر بثمن هذا غير الخيرة التراكمية لمهندسي، وملاحظي الورش وسائقي المعدات الثقيلة………… أصول المؤسسة العامة للحفريات التي اشتراها الشريف بدر لم تزل موجودة ومخزنة بعدد من(سرايات) مشروع الجزيرة………….

    * الخراب الممنج الذي أحدثته الإنقاذ في السودان لم يسبقهم عليه أحد من العالمين……. فقد جففوا الزرع والضرع وخربوا بيوتهم بأيديهم ……. لقد خلعوا قضبان سكك حديد الجزيرة الضيقة التي كانت تنقل القطن إلى المحالج المنتشرة بقرى ومدن الجزيرة واسالوها بمسابك جياد! أي تفكير هذا؟

    * لقد تعدت الإنقاذ على البيئة ودمرت الغطاء النباتي وأصدرت تصاريح قطع الغابات لعدد من المستثمرين كما أصدرت تصاريح الصيد لكل من هب ودب……

    * تحول السودان من دول ذات غطاء نباتي معقول إلى دولة صحراوية بالكامل (خصوصا بعد انفصال الجنوب)…………

    * ما الهدف من كل ذلك؟ الهدف هو إعادة الصياغة ومحو وسحق وسحل الشخصية السودانية وإهراق هيبتها وعفتها ليسهل تطويعها وانقيادها. وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح…….. الدليل على ذلك أننا لم نشهد أي مظاهرات أو اعتصامات جادة وقوية طيلة أيام هذا العهد العاهر………. يجب ألا ننسى المخدرات التي تدخل إلى السودان بالحاويات………. كل ذلك ينصب في خانة إعادة الصياغة……… لقد صاغونا فعلاُ وتحولنا من ذهب أصل إلى نحاس (وصفر)………..

    * الآن سوف ينقلب السحر على الساحر………. فهذا المواطن المسحوق المغلوب على امره هو حائط الصد الأخير لهؤلاء الأقزام. أما وقد أصبح المواطن هكذا فلن يجدوا في الأخير من يدافع عنهم ويكفهم شر جيرانهم الذي يتربصون بهم علناُ ودون خوف وذلك لأن هؤلاء الجيران أصبحوا على يقين أن السودا قد تحول إلى جغرافيا فقط، دولة بلا مواطنيين، دولة بلا بشر، دولة بلا حكومة، إمارة (إسلامية) صحراوية تحكمها شرذمة لا تتعدي حدود سلطتها القصر الجمهوري بالخرطوم……… ابك يا وطني الحبيب.

  7. الله عليك يا استاذة! ربما لانك كنتِ بالخارج ولم تتابعي- قبل وسائل التواصل الحالية- ما يجري في أرض الوطن.

    ألم تسمعين ب (إعادة صياغة المواطن السوداني)؟ الصياغة ماضية إلى الآن بعد أن تحول المواطن بفعلهم إلى شبح ومسخ، وأصبح المؤسسات التي تساعد في هذه الصياغة سراباُ بقيعة يحسبه الظمآن ماء………. لم تكتف الإنقاذ بالبيع لمجرد البيع فقط، بل باعوا أشياء كثيرة إلى منسوبيهم وكان الواحد من هؤلاء يأخذ قرضاُ من البنك ثم يشتري المشروع المعروض للبيع، ثم يعيد بيعه بالسوق وهكذا… أبرز مثال على ذلك بيع (المؤسسة العامة للحفريات)، لأكبر لص في تاريخ السودان وهو الشريف بدر. المؤسسة العامة للحفريات هي الذراع الطويلة لمشروع الجزيرة وبها ورش قل أن يوجد لها مثيل في أفريقيا كما أن أصولها لا تقدر بثمن هذا غير الخيرة التراكمية لمهندسي، وملاحظي الورش وسائقي المعدات الثقيلة………… أصول المؤسسة العامة للحفريات التي اشتراها الشريف بدر لم تزل موجودة ومخزنة بعدد من(سرايات) مشروع الجزيرة………….

    * الخراب الممنج الذي أحدثته الإنقاذ في السودان لم يسبقهم عليه أحد من العالمين……. فقد جففوا الزرع والضرع وخربوا بيوتهم بأيديهم ……. لقد خلعوا قضبان سكك حديد الجزيرة الضيقة التي كانت تنقل القطن إلى المحالج المنتشرة بقرى ومدن الجزيرة واسالوها بمسابك جياد! أي تفكير هذا؟

    * لقد تعدت الإنقاذ على البيئة ودمرت الغطاء النباتي وأصدرت تصاريح قطع الغابات لعدد من المستثمرين كما أصدرت تصاريح الصيد لكل من هب ودب……

    * تحول السودان من دول ذات غطاء نباتي معقول إلى دولة صحراوية بالكامل (خصوصا بعد انفصال الجنوب)…………

    * ما الهدف من كل ذلك؟ الهدف هو إعادة الصياغة ومحو وسحق وسحل الشخصية السودانية وإهراق هيبتها وعفتها ليسهل تطويعها وانقيادها. وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح…….. الدليل على ذلك أننا لم نشهد أي مظاهرات أو اعتصامات جادة وقوية طيلة أيام هذا العهد العاهر………. يجب ألا ننسى المخدرات التي تدخل إلى السودان بالحاويات………. كل ذلك ينصب في خانة إعادة الصياغة……… لقد صاغونا فعلاُ وتحولنا من ذهب أصل إلى نحاس (وصفر)………..

    * الآن سوف ينقلب السحر على الساحر………. فهذا المواطن المسحوق المغلوب على امره هو حائط الصد الأخير لهؤلاء الأقزام. أما وقد أصبح المواطن هكذا فلن يجدوا في الأخير من يدافع عنهم ويكفهم شر جيرانهم الذي يتربصون بهم علناُ ودون خوف وذلك لأن هؤلاء الجيران أصبحوا على يقين أن السودان قد تحول إلى جغرافيا فقط، دولة بلا مواطنين، دولة بلا بشر، دولة بلا حكومة، إمارة (إسلامية) صحراوية تحكمها شرذمة لا تتعدي حدود سلطتها القصر الجمهوري بالخرطوم……… ابك يا وطني الحبيب.

  8. تعليقان على المقال منقولة من الفيسبوك:-
    الحسن المثنى عمر الفاروق:- ” هذا مقال ينبغي أن يكتب بماء الذهب، إنه يعبر عن خيبة وخيانة ما يسمى بحكومة الإنقاذ.”
    1
    إدارة
    أعجبني عرض مزيد من التفاعلات

    Tajeldin Shutta :- من أقوى المقالات التي مرت بي ، مقال رصين ورائع .. لعل الأستاذة قد ذرفت الدموع لحظة كتابتها هذا المقال !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..