الغلاء الطاحن وفشل الانقلابيين يقودان طلاب المدارس والجامعات للعمل

تشهد الاوضاع المعيشية ترديا غير مسبوق بسبب الغلاء الطاحن الذي ضرب كل الاسواق واصبحت الدولار الهدف الاساسي الذي علق عليه جميع التجار شماعة تزايد الاسعار وصار العديد من المواطنين في وضع معيشي محرج بسبب ضيق ذات اليد. اما الدولة فبدلا عن ايجاد معالجات للوضع المتأزم استنزفت المواطن بسبب رفعها الدعم عن كل السلع وصار التجار يتلاعبون ويتحكمون في قوت المواطن فاشتعلت الأسواق. وظل المواطن يصارع ليل نهار للحصول علي بضعة جنيهات يقضي بها متطلبات الحياة المعيشية المتزايدة، فأسعار الرغيف اصبحت غير محتملة، والكهرباء زادت المعاناة ومتطلبات الحياة اليومية يصعب تلبيتها في ظل الغلاء المتنامي، اما المدارس والعلاج فلازال البحث جاريا لسد هذا البند ليظل التحدي قائما بعد ان رفعت حكومة الانقلابيين يدها عن كل الدعومات اما محمد احمد فعليه البحث عن بديل ومواجهه صراع الحياة اليومي.
بعض من طلاب المدارس والجامعات ترك الدراسة ودخل السوق لتأمين قوت يومه لكي يعين افراد أسرته، وممن اتجهوا للعمل بالأسواق اطفال صغار في عمر الزهور تتراوح اعمارهم بين 12 و15 عاما تركوا مدارسهم بعد فشلهم في سداد الرسوم الدراسية، ومنهم من يجوبون الاسواق يحملون الليمون والنعناع والبقدونس والبعض الاخر يجوب بالدرداقة داخل الاسواق لتوصيل مستلزمات المواطنين نظير مبلغ زهيد والبعض الاخر يعمل ماسح احذية او في مهنة غسيل السيارات ووراء كل واحد منهم قصة مأساوية ويجمعهم هم واحد اعانة أسرهم، اما بسبب وفاة والده او انفصال الزوجين او هروب رب الأسرة لمكان مجهول بعد ان ضاقت به الحياة. وتقف ملفات وقضايا الطلاق المتزايدة شاهدة علي ماوصلت الية قضايا الاسر التي تعج بها الدوواين الرسمية .
وخرجت مظاهرات في غالبية ولايات السودان ضد الغلاء وتردي الاوضاع المعيشية وسط مخاوف من ثورة جياع لان غالبية المواطنين صاروا عاجزين عن تغطية ابسط متطلبات المعيشية .
واتفق خبراء اقتصاد على أن البلاد تمر بظروف استثنائية حرجة والدولة تقف عاجزة لمُعالجة مشاكل التدهور الاقتصادي وانهيار قيمة العملة الوطنية الامر الذي فاقم مشاكل الاقتصاد وصار المواطن عاجزاً عن تلبية متطلباته الحياة اليومية بسبب الارتفاع المتزايد في الاسواق بجانب الصعوبات الدولية بعد توقف مساعدات الدول الاجنبية منذ انقلاب 25 اكتوبر فضلا عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي اثرت على معظم دول العالم, ومنها السودان ولاتزال التحديات والصعوبات الاقتصادية تنعكس على الأوضاع المعيشية.
ويري الخبير الاقتصادي وزير الدولة بالمالية الاسبق دكتور عز الدين ابراهيم ان الاوضاع الاقتصادية تزداد تدهورا بسبب الازمات المعيشية وتنامي حالة الغلاء وهذا بدوه سوف ينعكس سلبا علي التضخم وتراجع المؤشرات الاقتصادية داعيا القائمين علي امر البلاد لمعالجة مشاكل الغلاء وتامين احتياجات المواطنين الضرورية.
وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز إن ما يقرب من نصف سكان السودان يعانون من جوع شديد وهو ضعف تقدير العام الماضي. وتشهد بعض أسعار الأغذية والسلع الأخرى الحيوية في بعض الأحيان ارتفاعا على مدار اليوم الواحد.
والمعلوم ان المساعدات الدولية توقفت بعد انقلاب 25 اكتوبر وقالت حكومة الانقلاب انها سوف تنفذ موازنة 2022 من الموارد الذاتية.
مداميك