الطيب مصطفي .تظاهرات أولي القربي

علي أيام الخليفة هارون الرشيد بلغ البرامكة مبلغا لم يبلغه قوم من قبلهم ولابعدهم ..كانوا عرش الخلافة ولسانها .يلبون فلايحجبون ..يقولون فلايمنعون ..يؤمنون فيصبح الخائف مطمئنا والعدو صاحبا والبعيد قريبا ..حتي سار الناس بحكمهم شعرا فقد صار الأمر ل(يحي) وأبناءه..فبلغوا بتلك السلطة(شططا)..وأغتروا بالممنوح لهم ..لم يرضهم ذلك الواقع فطمحوا لما فوق أيديهم ..فساء ذلك (الرشيد)..وبينه ويينهم و وشائج قربي ورابطة رضاع ..والقوم سادرون في مطالبهم ..فقد ظفر الرشيد بالفضل بن يحي علي خلفية تحالف أنشأه مع معارضي الرشيد (الطالبيين) علي تقدير منه للموقف ساعتها ..فباغت الرشيد الفضل ..تري لو أظهرت أولئك علي سلطتنا هل ستظن نفسك ستجد عنده مثل ماتجد عندنا ..وطموح البشر علي (أباحته) الا انه لاتحده حدود ..والفضل ببرغمائته يتخطي حاجز القرابة ..لينشئ تحالفا يسعي لأسقاط الرشيد ..
كان مثالنا للدلالة علي مقارنة ما…فالبرغمائية (أهلها)..وان أختلفت الأزمان..وصف (التظاهر) يستقطب الطيب مصطفي ..فأصبح (ثائرا).في زمان غموض (المواقف) وأستعراض البطولات ..وللدهشة أعين قد باتت (جاحظة) وهي ترقب وتري .ولكي لاننسي .فللرجل مآخذ عدة .فقد تولي كبر الخوض في مسلمات ذات بعد قومي ..فجعل البلاد تتفرق أيدي سبأ ..غاب الأمن القومي عن ناظره فبات يضرب في النسيج الأجتماعي بلا كلل أو ملل .أوغل في العنصرية .حتي تحقق له مبتغاه ..كان فوق القانون تماما..ولو جري صرير قلم بمثلما يكتب لأستحق الإعدام (الشعبي) بالرضاء الكامل ..ولكن ربما لأعتبارات جعلت من الرجل يتمادي ..ولربما نسبت اليه كل فجيعه حلت في البلاد بعد الأنفصال ..قد تتحمل السلطة السياسية كفلا لكنه يتحمل الوزر الأكبر ..فقد كانت لعباراته تأثير السحر في تيمم الجنوبييين نحو شطر الأنفصال واليأس من الأستمرار في وحدة السودان ..
ومهما يكن من أمر فأن شعب الجنوب يعرف صحيفته أكثر من صحف البلاد ويعرف الرجل أكثر من الرئيس ..فقد كان الرجل ينطلق من منفذ عنصري أوجده رضاء السلطة وأسباغها له بالحماية فمضي الرجل لايلوي علي شئ ..فدخلت البلاد حيز الفتن .وأوقدت نيران الحروب ..وأزكت أعوادها ..فباتت (الإحن) مستيقظة بعد سباتها العميق ..وضاعت البلاد وضاقت معيشة العباد .يلتفت الناس الي الأمن القومي فلايجدون لتلك الفتنة سببا سوي صرير الأقلام في رابعة التهار تحت مظله (الخؤؤلة الرئاسية)..
يبدو أن طموح الرجل تحت تلك المظلة قد جعله يطرح نفسه بديلا لذلك النظام الحاكم ..فالرجل قد بلغ شأوا في السلطة ومحاسبة صناع القرار لم يبلغه صحفي أو قيادي من قبله .بل وأضحت سهام قلم الرجل تنفذ لكل ضحاياه بسموم قاتله ..لاتعرف المنصب أو المقام .. ..آخرها ماجعله يطرح نفسه في موقف حسب أن سيحمد له ويبلغه مقصده بالتحالف والقبول ..والرجل يعتلي منصة الحديث ليعلن لابد من ذهاب النظام الحالي ورحيل الرئيس ..
تري هل نعض بنان الندم وقد ذهب الجنوب بأهله وتضاريسه الي غير رجعه .لقد آلمني موقف الرجل ببرغمائيته وتلونه .والرجل يعد عاملا أساسيات في تلك (النكبة) التاريخية فقد أقام علي مأتم البلاد ذبيحا وتكبيرا ..وسعي في خراب البلاد (علنا)..لم تقف موجهات الأمن القومي في تحقيق رغبته (العضيرة)..فنفث ونفخ وعبأ وأنشأ وأنتقد ووصف وذبح في واضحة النهار .فتجاوز العقاب تحت المظلة (الرئاسية).ولكنه عندما أضحي من معارضي (الحزم) الأقتصادية ..كان العقاب بأيقاف صحيفته..
أستعصي علينا تماما الفهم (العميق) لسياستنا .في ظل ذلك الواقع الذي أمتزج فيه الوضوح بالغموض ..فبتنا نري الموالي (معارضا) والمعارض (مواليا) والقريب (عدوا)..والعدو (منتميا) ومشاركا .نري (تساهلا) في مواضع الجد ..وبالمقابل نري جدية في مواضع (المطالب).علي أن الواقع عندي يزداد (غموضا) والرجل يقود مظاهرة يقول فيها أن أنفصال الجنوب قد أفقر البلاد وأدي لقسوة الأحوال ..عجبي ..
2

[email][email protected][/email] .. [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ريت تكتب بلغة سهلة و تترك الأمثال الغير معروفة لعامة الناس

    إلا أذا كنت تكتب لنخبة، فهذا شأنك

    الأصل فى اللغة هو البيان و ليس اللعب بالكلمات و التعابير

  2. سبحان الله .. عشنا و شفنا اليوم الذي ينتحر فيه الطيب مصطفي سياسيآ و يعلن افلاسه علي رؤوس الاشهاد بعد اعترافه بما جناه في حق السودان لتكريس انفصال الجنوب هو و مافيا ابن اخته ..
    ثم يأتي اليوم الذي يحملهم فيه ذنب هذا الخطأ التاريخي و يبرئ نفسه .. كأنما علي رؤوسنا الطير .

  3. الأخ الكاتب مقالك الأنيق هذا مقروءاً مع مقال الاستاذ فيصل محمد صالح المنشور في هذا الموقع الآن حول المدعو ود ابراهيم والتعليقات الذكية في أكثرها التي أكمل بها قراء الراكوبة مقال فيصل ستفيدك وتفيدنا بأن كل هذا تجهيزات لفترة ما بعد البشير – سمه انقلاب قصر، تسليم وتسلم علشان البشير يسلم من الجنائية، أو ما شئت – لكن ملامح اللعبة/الخطة وضحت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..