«الراندوك».. لغة الشارع تغزو البيوت والجامعات

صديق علي
لم تعد لغة الشوارع أو «الراندوك» كما يحلو تسميتها لدى الكثيرين حكراً على الفئات التي عرفت وسطها، حيث يتحدث الراندوك الصنايعية والحرفيون والعاملون في الأسواق والشماسة، ولكن أنجذب إليها الآن العديد من الفئات الأخرى من الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، وحتى البنات والنساء، حتى أن بعض الكلمات التي كانت لا تنطق في الأماكن العامة صارت تستخدم في الأحاديث العادية بين الناس داخل البيوت وأماكن العمل مثل كلمة «كبرا» وهي دلالة علي أن الشخص ذهب «وشالا موزة» يعني أن الشخص ذهب الى مكان معين برجليه، وأيضاً يمكن قول «كداري أو كدراوية».
وأحاديث «الراندوك» متنوعة ومختلفة على حسب الفئة، فتجد أن للمكنيكية «راندوك» مختلفة عن راندوك الحدادين والغسالين والباعة المتجولين، ولكن هناك تسميات مشتركة بينهم جميعاً مثل «كلب» للجنيه، أما الشخص الذي لم يتقن القيادة يسمى «أربعة»، وكلمة «ماسورة» التي تتداول في الصحف الرياضية.
مفاجآت غير سارة
غاب عبد الخالق عن أسرته عدة سنوات وترك أولاده صغاراً، وعندما عاد تفاجأ ببعض الألفاظ يتحدثون بها فيما بينهم، فقال: «تفاجأت ببعض الكلام والألفاظ التي كنا نخجل من التلفظ بها أمام آبائنا وأخوتنا الأكبر منا في السن يتحدث بها الصغار والكبار، وانفعلت عندما نطق ابني كلمة وأردت معاقبته عليها، فتدخلت أمه بحجة أنها كلمة عادية ويتلفظ بها كل الناس، وفعلاً بعد فترة وجدت كثيرين ينطقونها دون حرج.
أما حياة التي كانت مغتربة مع زوجها فقد قالت: «تغير السودان كثيراً في كل شيء، وهذا التغيير لا يشعر به إلا من ابتعد عنه، فقد تبدل السودان بصورة كبيرة، فأنا منذ أن أنجبت أولادي ربيتهم على ما ربانا به آباؤنا وأمهاتنا، وعملت قدر المستطاع للحفاظ على هويتهم السودانية، وعندما بلغو السن الحرجة عدنا للسودان، وبعد اختلاطهم بزملائهم أصبحوا يستخدمون مصطلحات وكلمات سوقية، وعلمت أن كل زملائهم يتحدثون بها، بل هي شائعة في كل الأماكن وعند كل الناس، فضاع كل جهدي سدى».
وحدث نفس الموقف مع سكينة ولكن بطريقة مختلفة عن سابقتها، فقالت: «كان ابني يضرب به المثل في الأدب وأحرز نسبة كبيرة، فدخل الجامعة وترك القرية وجلس في داخلية، وبعد أول زيارة له لاحظت تغيراً في أسلوبه في الكلام وتأثره بلغة الشوارع، ولم يقتنع بتوجيهي بحجة أن كل زملائه يتحدثون هكذا، وإذا لم يتحدث هكذا يكون من «المتخلفين».
قدوة غير حسنة
قال محمد: «يرجع السبب في تفشي تلك اللغة إلى اقتداء الشباب بالفنانين والفنانات الهابطات ولاعبي كرة القدم وتقليدهم في جميع ما يقومون به، وعدم الاقتداء بالمثقفين والمتعلمين العلماء، فهم يستمعون الى الأغاني التي تحتوي على كلمات سوقية طيلة اليوم وفي كل الأماكن، حتى تعودوا عليها وأصبح التحدث والتلفظ بها نوعاً من المفخرة للأولاد والبنات».
وكان رأي نزار كما قال: «لعب الإعلام دوراً كبيراً في تقبل المجتمع لتلك المصطلحات حتى تعودت الأذن على سماعها من خلال متابعتهم لوسائل الإعلام المختلفة التي لا تتوانى في نشر أو بث مواد تحتوي على مصطلحات أو كلمات سوقية ولغة الشوارع».
فيما حمل الأستاذ أحمد الأبوين جزءاً كبيراً من المسؤولية، موضحاً ذلك بانشغال الوالدين بتوفير المعيشة على حساب التربية والسلوك القويم، وترك أولادهم دون رقابة لصياغة تصرفاتهم واهتماماتهم الشخصية، وترك الحبل على الغارب، فيتخذ أولادهم الفنانين واللاعبين والممثلين المشاهير قدوة لهم، فلو كل أب قام بدوره وحبب أبنائه فيه حتى يقوموا بتقليده لما وجدت تلك المصطلحات طريقها للبيوت.
البحث عن التميز
الأستاذة عزيزة قالت: «يلجأ الشاب لمثل تلك الكلمات ليشعر بأنه متميز عن بقية أقرانه، ويترك انطباعاً بأنه «مفتح» و«مدردح» وشخص لطيف وظريف ينال الإعجاب من حوله، ولهذا يتسابقون لتعلمها والاحتكاك بمن في الشارع، وساعدهم على ذلك تقبل الأهل لها، فهي تشعر الوالدين بأن ابنهم لا يخاف عليه، وعلى عكس ذلك إذا كان لا يعرف تلك المصطلحات فإنه يثير مخاوفهم من أنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه ويمكن هضم حقوقه.
وذكر الطالب محمد الفاتح أن السبب وراء استخدامهم «الراندوك» هو إثارة الإعجاب خاصة لدى زميلاتهم، فقال: «معظمهم يتكلم «الراندوك» حتى يلفت الانتباه والأنظار إليه، خاصة إذا نطق كلامات بصورة غريبة ولا يفهمها غيرهم، فيثير حفيظتهم ويسألون عن معانيها».
رأي المختصين
الأستاذ عبد السلام لا يرى في استخدام الألفاظ التي لا تخدش الحياة مشكلة، فقال: «الراندوك هي نفس كلمات اللغة العربية التي تشقلب حروفها، زائداً إدخال بعض الكلام من لغات ولهجات أخرى عالمية ومحلية، وهي إشارات لغوية مختصرة من ثقافة من أجل المرح، ولكنها لا تحبذ في المناسبات الرسمية، ولذلك هي لهجة تتسم بالمرح والظرف الموجود في مجتمعنا السوداني، وذلك السبب جعلها تدخل كل البيوت السودانية.
الانتباهة
وما رأي الأستاذ عبد السلام إذا لم تكن الكلمة أكثر إختصاراً من الأصل ،و كانت في مناسبة رسمية ،و من مسؤول في ثقل والي ولاية و وزن مولانا ؟
(مولّانا) أحمد محمد هارون كان يعلق في التلفزيون الرسمي بعد (تحرير) أبو كرشولة ، وهو يحرك شفتيه يميناً و شمالاً بطريقته الممجوجة و المعروفة عنه و عن أمين حسن عمر ، وعبر عن هروب فلول (العدو) من أرض المعركة قائلاً : و الباقين عملوا كابتن ماجد . . والله يومها عفتُ كوني سوداني يحكمه أمثال هؤلاء ! ! ! !
لو بقت علي الراندوك هينة
الشباب اتعلمو حاجات تانية كتيرة
والسبب حكومة العجب دي
ولو ما كدة كان شقلبوها الشباب نفسهم
لكن ضيعتهم عشان تسرح وما حدش يجيب حبر
افيقو يا شباب نحنا في انتظاركم
لأن الشباب غرقوا في بحر لجي من الفاقد التربوي بدءاً بالحكام انتهاءاً بقاطني قيعان الخيران من الشماسة.
من المسؤول عن ذلك؟؟ إنها جيِّف الكيزان التي أتانا بها السيل .
ست شاى بتتكلم مع البت الشغالة معاها
ست الشاى :- يا بت امشى جيبى الشرتيت(القروش) من الناس العملو شربينى(شربو) لشاه ايران(شاى).
البنت :- كلهم عملو عبد الدافع(دفعو) لكن الزول العامل كفتريا(مكفكف) لبنطلونو داك شتت .
ست الشاى :- خلاص عملت ليهو عارفنى منك(عرفتو) دا الزول العمل عرس الزين قبل 6شهور هسى مرتو عاملة برج الحمل(حامل).
البت :- يعنى حتعمل وليد زاكى الدين(تولد) قريب دا.
ست الشاى : قالو حيعملو طيب الاسماء(السماية) فى سبوع بس .
دا قيض من فيض الرندوك ……. ازيدكم ولا كفاية ؟؟؟؟
عصر فساد الذوق وانحطاط وتدهور السودان في كل شي!!!!!!!!!!
…الطبقة الوسطى كانت الحاجز بين لغة الراندوك ولغة الهايلوك ,لمن مشت الطبقة دى وشتت ,نزلت الهاى لوك للراندوك وناموا فى سرير واحد وقاموا جابوا لينا الشفع الحايمين فى لساناتنا وشلاليفنا..وابوازنا!!
الراندوك بدأ بصورته الحالية قبل زمن طويل وايام ذلك الزمن الجميل فى الديم (ارض الانسان) ومنها ( حضرنا اللحفة وكانت مليانة ناموس كلو كمال الشناوي ولاواحدة جمال عبد الناصر ولاامين الجميل )
لا صلة للراندوك بالانحطاط في الذوق العام و الفاقد التربوي كما اورد البعض. الراندوك شانه شان بقية الاستخدامات اللغوية تتحدثه طبقة معينة تستوعب هذه اللغة حاجاياتها التي تختلف عن سائر الطبقات الاخري. الاولي بالبحث ليس الراندوك في حد ذاته إنما ميل بعض الافراد من خارج فصيل الراندوك لاستخدامه و قد انتشر مثل هذا الاستخدام وسط طبقات معينة كاليسار و مهن محددة مثل الصحافة الرياضية دون غيرها مالسبب ياتري؟ أما الراندوك او مايشابهه موجود تقريبا في كل اللغات. هناك بعض الظواهر تستحق البحث و ليس الاستنكار كما جاء في التقرير و بعض الردود
********** اكبر سوقي علي المستوي الرسمي “الرقاص” الاكبر ****** و اعضاء حكومته اب ساطور و ابو العفين و احمد هارون و كرتي …… الخ السوقين ****** تشوفوا الفيل و تطعنوا في ضلو ****
اكثر ما يغضبني هو مقولة (الخالة) والتي تدوالت بين الشباب الفئاتين منهم ..وهي تطلق للمراة النشاذ جنسيآ خائنة زوجها او المتزوجة عن غير رضاها والتي تتفنن بالخيانة مع فئة الشباب الاصغر سنآ والمراهقين……وصدقوني كترت جدآ ومن اكبر اسباب عزوف الشباب عن الزواج فالجيد كما يقال عن الخالة انها تقوم بكسوة الشاب وتصريفه وكمان شوية حرباشات ومصاريف بعد لقاء الاثم….يعني بقينا نحزر والله لو عايز تقول لحد كنت بتكلم مع الخالة ولا ماش للخالة لو جد ما بعرفك ح يفهم غلط…ربنا ييحفظ خالاتنا وعماتنا وحواء السودان عمومآ…