كلام نواعم

المراقب لا يجهده الوصول الى كون ما يصطرخ عليه القوم ويشتجرون مع هذا وذاك ..كونه محض مشروع دولة ضاعت مغالمها في زخم مصالحهم وما يبررون والمشهد السياسي على بؤسه نشينه التصريحات الشوهاء والاخيرة على فقرها وافتقارها للمنطق والموضوعية يتنافس عليها حمالة وش القباحة وما اقبحه قول ركاكتهم في جملتها كوم وكوم لوحده الحاج آدم وقد كثروصفه بالامس الحاج آدم رئيس قطاع الفكر والثقافة ولاية الخرطوم وهذا القطاع يجتر طرفة اختنا من اقاصي ولاياتنا المنسية وقد جاورت بعنبر المستشفى خرطومية تعاني أرقأً وقلق، بينما واردة الولايات (الما بتعاني منو شنو!)
فلما أعياها حال الخرطوميةـ لاـ الشمارـ باعتنائها بشعرها ومظهرها وعطورها سألتها عن مرضها فلما أجابت أتت دهشة الولائية تشخيصاً دقيقاً (وع قام ليكي وين!) وبدورنا نحيل دهشتنا لقطاع الفكر والثقافة (وع قام ليكو وين!؟) الحاج آدم لو تذكرونه هو الحاج آدم نفسه والي الولاية الشمالية وقد بلغه وقتها ان القوم يأتمرون به لاتهامه بنورطه في زعزعة الأمن والاخيرة هذه فضفاضة تسع كل من لا يرضون عنه، المهم الراجل قام (قَدَّ سِلِك) إلا أنه لم يعد في أوبته عبر ما قد من سلك, بل جاء عبر صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم وجُوزي على ـ قد السلك ـ بمنصب معتبر، ومن نهج القوم أنهم يجلون ويقدرون من يَقِد سِلكاً أو يرفع عصا (خلوها مستورة) وبرضو حاج..بالعودة للحاج الأول نطالع له تصريحاً كسيحا يهرِف فيه ويخطرِف بأن المؤتمر الوطني حزب مفتوح ـ كما (مشروع حديقة أركويت) ..يقول الحاج آدم ان حزبه المفتوح يمارس السياسة بطهارة وليس اللعبة القذرة لأنه يستمد الفقه الذي يعمل به من فكر الحركة الإسلامية السودانية التي جذرَّت الإسلام والتدين (نسخة إسلامية سودانية) ويضيف خلال مخاطبته المؤتمر التنشيطي لقطاع الفكر والثقافة بحزبه ان الجهوية والقبلية لن تقدما أي مسؤول لتولي المناصب القيادية. وكأنما أراد بختمته تلك تبرير الجهوية والقبلية بأنهاغزو ثقافي وكأنما الرجل يدفع عن حزبه جريرة ترسيخ الجهويات والقبليات كسبا ـ لـ(فَرِّق تَسُد) هذا الرجل لوحده يستحق سؤالاً يخصه ..من أين أتى هذا الرجل!؟
في السياق حالة أعيت المراقبين فطفقوا في حيرتهم يهزون الرؤوس..سيد الصادق رئيس حزب الامة القومي إمام الأنصارـ سلالة شهداء كرري يرى في النعومة بديلاً لسيوف سلفه الأشاوس (الماتو في كرري) إسقاطاً لنظام لم يأت ببصات الوالي ، إنما جاء بدبابة لإزاحة ديمقراطية هو من كان يترأسها..وآخر دعواه الناعمة بالجزيرة قبل يومين منادياً بإسقاط النظام عبر ما إصطلح عليه بـ(هجمة بالقوة الناعمة) وصياغة ميثاق وطني والإتيان بسياسات جديدة، ولعل المهدي في حسبانه ان الصراع الدائر حول فلسطين السليبة ـ لاـ حول السلطة والثروة ولعله مصدِقٌ (لا للسلطة ولا للجاه) ويمكن القول بهراء ما ورد بخطاب المهدي بود مدني عدا مقولته عن الحوار بان النظام (حاور نفسه) وماعداه محض ونسة وسوالف مع القواعد العريضة، يبدو ان قراءة الإمام للمشهد السياسي الراهن فطيرة فالبلاد مقبلة على حكومة قوامها (شفوت) ان قيض الله لهم ذلك فالقوم معروف عنهم عصبة تجيد إنتاج الحروب والأزمات تلهي بها المجتمعين محلي وأممي، وتجد في ذلك مبرراً ومشجباً لخيباتها، أما الحركات المستقدمة للإنخراط في الحوار ومن ثم المناصب فهي ذات دُربة وخبرات في المناوشات القتالية والكر والفر وحرب الوكالات، أما أحزاب الطاولة بالداخل بدورها تجيد المناورة وتملك أدوات البقاء كسير التلج وكذلك تأجيج النيران يلبسون لكل حالة لبوسها، والمكون القادم في تباين (عيدانه) يشتركون في عقلية السوق وفنون السمسرة بدءاً بالمواطن وإنتهاءاً بالوطن
تلك ملامح الدولة الوشيكة برعاية امريكية ، وما مشهد الحلو إلا مناظر الفيلم القادم ..لذلك فعلى الإمام ـ سيد الصادق (تحديث حالته) ودعم خطابه السياسي بـ(جَكَة) ولعب التنس ما جايب حقو مع الشفوت ديل.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]