جامعة الخرطوم..؟ مؤسسة علمية رائدة .. أمانة فى أعناق أبنائها.. المحافظة عليها فرض عين

الجامعة الام ..الجامعة الاصل.. من مدرسة كتشنر الطبية وكليه غردون التذكارية التي انشات تخليدا لذكرى رجال دخلوا مستعمرين و أصبحوا جزءا من تاريخ السودان .. تطورت عبر السنين واصبحت من الجامعات المميزة و المتميّزة على مستوى العالم العربي والافريقي بل العالم واحتلت و اصبح لها مقعد بين الجامعات الكبرى..كان حتى زمن قريب يكفي ان تكون من خريجيها لتتبوأ أرقى المواقع مهنيا و علميا فى مختلف الؤسسات والمنظمات الأقليمية و العالمية ..مثلا كنت حضورا في عدد من اللقاءات واللجان لاختيار مرشح لوظيفة ما ..وسمعت كثيرا طيب القول والتقدير لخريجيها فى مناسبات عديدة وقد كدت أهتف بأعلى صوتى ( سودانى بريدو) حين قال أحد أساتذتى ( الخواجات) الذى كان على رأس لجنة لأختيار احد المتقدمين لوظيفه معلنه فى احدى المؤسسات عندما وجد أمامه عددا كبيرا من المتقدمين: pick any applicant from University of Khartoum ,I am sure he/she will do the job .. طيب مالو؟ ولم هذا الحديث؟ دفعنى لهذه المداخله مايدور في أم الجامعات فى الاونة الاخيرة من صراعات وصلت مستوى ازهاق الروح وعبور “البكاسى بركابها ” بواباتها برغم كثافة وجود الحرس والفرق الامنية بمختلف أنواعها ..وينسب للأخ البروفيسور حياتى ? المدير- أنّ “الجامعة أصبحت غير اّمنة و أن الحرس ضعيف و لا يستطيع حماية الطلاب..” و أسترجعت “شريط أيامنا ” ..أيام الاخوة الطيب زين العابدين ,مهدى أبراهيم ,الطيب حاج عطية, خالد المبارك, حسن محمد على, جعفر النصيرى , اسماعيل حاج موسى ,فضل لله محمد,عبدالمنعم عطية, و غيرهم و نحن “برالمة” ..حين كان أجتماع مجلس الاتحاد مناسبة يحرص على حضورها حتى كبار الصحفيين و بالطبع و كطبيعة البشر كان هناك أيضا بعض التصرفات “الماياها”..” جار النبى يقتحم مكتب المدير”.. و محمد طه “الله يرحمه” و رقصة العجكو وغيرها ” وحماس البعض الذى لم يصل لمستوى مانراه اليوم……
الجامعه في عطله اجباريه لاسابيع وتم “اغلاقها” الاسبوع الماضي نتيجة الصراعات التي تحولت الى لغة”السيخ” وازهاق الارواح.. تحولت الجامعة “الام” الى هذه الحاله الماساويه واصبحت على وشك الانهيار التام علميا وادبيا (أن لم تكن already.أنهارت و العياذ بالله)… جامعة الخرطوم التي كانت ملء السمع والبصر تحولت الى هذه الحالة البائسة التي لاتليق بمؤسسه علمية عريقة واقولها والحزن يملأني بانها تنهار وتنكسر وتفقد اسمها UofK ليس على مستوى الوطن بل خارج الحدود وابنائها وخريحوها هم الذين يديرون البلد سواء على مستوى السلطة والحكومة او الاحزاب السياسية (بالمناسبة قفلنا المائة حزب و الّلا لسع شوية)..ان مايشهده حرم الجامعة هذه الايام لايليق بها كمؤسسة علمية طبقت شهرتها الافاق ومن هنا ادعو كل خريجيها واساتذتها في مواقعهم المختلفة للعمل الجاد لعودتها الى موقعها الريادي في البلد علميا وثقافيا و سياسيا.. ان مايدور فيها لايليق بهذه المؤسسة العلمية العريقة الرائدة ..و يبدو “كما يفهم من حديث البروف حياتى انّ هناك تدخلا من مجموعات مسلحة “غير طلابية”..و بدأت الجامعة تفقد موقعها الريادى و سط الجامعات.. وفي كل بلاد الدنيا جامعات متميزة لها الريادة العلمية والثقافية والقيادة المجتمعية ….هارفارد….ييل ..اكسفورد..السربون.. موسكو.. القاهرة ..ماكريرى ..طوكيو ..موسكو ..ووو.. و اطلقها “صيحة”بل “صرخة” لخريجيها والعاملين بها والعارفين دورها بان “هبّو” لأنقاذها من “الوعكة” التى ألمّت بها و قبل ان “يستعصى علاجها” و تصبح تاريخا.. وبسوء خاتمة ..
اثناء التفكير المقرون بالقلق على مستقبل هذه القلعة العلمية وجدت وانا اقلب فى الاوراق والملفات القديمة خطابا كنت ارسلته من ارض الحكمة والايمان للدكتور الشيخ الترابي – بحكم موقعه ومسؤولياته انذاك- تعليقا على ماكان يدور في الجامعة في اواخر ثمانينات القرن الماضي حيث كانت تعيش “فوضى” كالتي نراها اليوم وللتاريخ ارفق هذا الخطاب الذي يعبر عن رايي انذاك والذي لايختلف كثيرا عن ما اراه اليوم…ويمكن أعتباره نداء للزعامات السياسية و بمختلف ألوانهم … فالى الخطاب…
بسم الله الرجمن الرحيم
الاخ د. الترابى
اخاطبك اليوم عبر الصحف ولو كنت مقيما في الخرطوم لسعيت الى لقائك شخصيا.. الامر لايتعلق بالسياسه السودانيه (كما تمارس اليوم) ولو انه من صميم المساله …الدكتور الترابي لايغالط اثنان انك اليوم احد اصحاب الحل والعقد بالسودان وانك تقود مجموعه لايستهان بها من الشعب السوداني..زعامتك جد خطيره لان الفئه التي انت على رأسها تتميز بصفتين (فيما أرى) أولاهما هي ان غالبيتهم ان لم اقل كلهم من الذين نالوا قسطا وافرا من التعليم وهذه الفئه لا اعنيها بحديث اليوم … والصفه الثانيه التي تميز اصحابك صفه الشبابيه ان جاز التعبير.. اعداد كبيره من شباب الجامعات والمعاهد والمدارس الثانويه ينتمون او يتعاطفون مع حزبكم: مثال اتحاد طلاب جامعه الخرطوم.. قيادته مع الاتجاه الاسلامي منذ 1973 باستثناء دورتين ثلاثه وهذا هو الحال في معظم مؤسسات التعليم العالي …. ولكونك زعيم هذه المجموعه فانت تتحمل قسطا كبيرا من المسئوليه فيما اّل اليه حال السودان وحال الشباب اليوم ولا اظنك الرجل الذي تتنصل من المسئوليه ف “كلكم راع ومسئول عن رعيته” … ولا اود ان اكون كبائع الماء في” حاره السقايين” كما يقال لاذكرك بماتذخر به العقيده الاسلاميه فيما يتعلق بالسلوكيات والمسئوليات ..لنعد قليلا الى الوراء : أيام الستينيات و السبعينات – و لا أقول أيامكم في الجامعة كطلاب -ودور الاتحاد في ضبط السلوكيات الطلابية وكيف كان الاتحاد يتحمل المسئوليه … بالطبع تتذكر ان الاتحاد كان هو الذي يحسم المشاكل حتى تلك التي تنشا بين طالبين.. وكانت العقوبات تتفاوت ..تعليق العضويه في الاتحاد كان عقابا صعبا لان ذلك كان يعني عدم التمتع بكل امتيازات الاتحاد حيث كان الطالب يفقد كل حقوقه كعضو في الاتحاد بما فيه الحضور لدار الاتحاد التي كانت منتدى ثقافي اجتماعي سياسي من الدرجه الاولى … هل كان اي طالب يستطيع ان “يعتب” دار الاتحاد منتعلا “شبشب” او براس حاف مثلا…. استاذنا الدكتور انظر ماوصل اليه الحال الان … فكر يادكتور وقدر هل كانت الجامعة سوف تغلق للاسباب التي ادت الى غلقها الان ؟ هل نقل مناشط الاتحاد الى دار الاتحاد بهذه الفظاعه والبشاعه..!؟ لماذا اسوق هذا مع علمي التام وقناعتي بانك ادرى بشئون الجامعة وما يدور فيها .. ان الذي يشغل بالي ان جيل “التمرد” هذا هو الذي سوف يقود ويجلس على دست الحكم مسئولا عن النظام و القانون ,هم االذين سيتولون شئون البلاد والعباد ..بعضهم الان في مختلف المؤسسات الدستوريه واجهزة الاعلام وأنت أستاذ قانون .. و لا نتحدث- و نحن نخاطبك ? عن مدى خطوره هذه الاجهزة في رسم سياسات الدول و أنزالها على الارض..ففي كثير من البلاد في الغرب والشرق يلعب رؤساء تحرير الصحف ادوارا هامة وخطيرة في اتخاذ القرار… كان تشرشل يعتمد كثيرا على احد رؤساء التحرير واليوم في بريطانيا والغرب عموما لهم القدح المعلّى وحتى في الاتحاد السوفيتي وفى ظل دولة الحزب الواحد فهناك في” البرافدا” من يساعد او يلعب دورا هاما في تخطيط السياسه … مالنا نذهب بعيدا هنا في مصر القريبه كان الاستاذ هيكل بتحليلاته الاسبوعية يوجه او على الاقل يعبر عن السياسه المصرية ويقال ان احد السفراء من دول غرب افريقيا استمر بترجم مقالات هيكل الاسبوعيه ويرسلها لدولته على اعتبار انها تحليلاته عن السياسه المصرية والعربيه وترقي الى وزير خارجية “والعهده على الراوي” …
هذا الجيل المتمرد الذي يتعامل “بالسيخ”.. والذي يقود الاستاذ المحاضر خارج القاعة ..ويخرج الطلاب عنوة منها .. هذا الجيل الذي يدخل قاعه الامتحانات ويمزق اوراق الامتحان.. ويدخل “:اقتحاما” مكتب العميد ويمزق مابقى هناك …هذا الجيل هو الذي سيقود السودان وهو الذي سيتناقش مع جون قرنق”موديل القرن 21ا ” هو الذي سيقرر او يحاول ان يقرر نوع الحكم ونوع النظام , يتفاوض مع البنك الدولي ومنظمة الزراعة والاغذية.. وهل يكون لدينا اتفاقية “تكامل” او ميثاق “اخاء” مع اخواننا في مصر .ارجو ان ينال هذا الوضع أهتمامك و عنايتك قبل أن ينفلت الامر ..و تفهم قصدي بالتاويل القريب ..كما ارجو مخلصا ان لا اثير غضب الشباب في الجبهة الاسلاميه فليسوا هم المعنيين وحدهم .. فهم جزء من كل ولكنهم الجزء الاكبر (على الاقل الواقع يقول ذلك …اتحاد الطلاب.. دوائر الخريجين….الخ) وانك كما قلت في مستهل خطابى ” واحد من الزعماء” ولست المسئول عن كل شيء ولاشك انك ايضا لك حوارك و دفاعك وقد يكون لك تبريرك عن ما يقوم به الشباب عموما وعضوية شباب الجبهة بشكل خاص …المهم قصدنا خير الجميع ورائدنا مستقبل هذا الوطن الذي علمنا جميعا وهيأنا لنتبوأ مناصب القيادة والريادة ….و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…..
. عبدالفتاح عبدالله طه ? ديسمبر1987
[email][email protected][/email]
استاذى ..
انتقل النشاط السياسى فى جامعة الخرطوم آنذاك الى دار الإتحاد بسبب مشكلة حاج ماجد على ما اعتقد.. وهو بالفعل الآن سياسى تدرج فى مناصب متعددة .. وله من دفعته حوالى اربعة وزراء اتحاديين .
استاذنا الكريم .. الحركة الإسلامية هى التى قامت بتصفية الجامعة عمداً بعدما فقدت كراسى الإتحاد .. صفت السكن والإعاشة بعد ما كانوا المدافعين عنها، اسكنوا طلاب الجامعات الأخرى بداخليات جامعة الخرطوم وفتحوا كمية من الجامعات حتى لا يفقدوا الحركة الطلابية فى صفوفهم. كما انهم شردوا كل استاذ جامعى مشكوك فى ولائه وعوضوا النقص بتأهيل كوادرهم الإسلامية.
يا استاذ التدمير كان ممنهج ومدروس ..صدق حدسك فى ان الطلاب انذلك هم مسؤولى المستقبل ،والمشكلة الأكبر انهم يديرون كل السودان بعقلية اتحاد الجامعة.
هناك مخطط لنقل الجامعة خارج الخرطوم حتى لا تصدع الحكومة بحراكها
الله يكضب الشينة