معروف للقاصي والداني ان النظام البائد وفي طريق تمكين بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة أو ربما لمدى الحياة ، قام بشراء ذمم بعض مريضي العقول من الناس وجمعهم حوله مؤهلين او غير مؤهلين للعام العام لا يهم طالما سيكون ولاؤهم للنظام في المنشط والمكره والسرقة.
اخطر شئ في نظام تمكين الثلاثين من يونيو 1989م انه قام بأدلجة أهم قطاع من قطاعات الشعب السوداني ألا وهو الجيش السوداني، حيث تم غسل مخه تماماً بحيث لا يوالي الوطن ولا المواطن بل يوالي الحزب وانصار الجماعة المتأسلمة .
في ظل هذا التمكين تفاقمت أزمة دارفور فلم يجد النظام حلاً عندما عجزت قواته المؤدلجة في وأد تمرد الغرب ،فلجأ الى تكوين تشكيل مليشي سمي فيما بالدعم السريع ،وفي الاصل هم ذلك النفر من الجن الذين يمتطون الجواد ( الجنجويد) .معروف أن الدعم السريع في اسوا الفروض معظمهم – في تقديري- غير إسلاميين أيدلوجياً ولو انهم لمصالح شخصية ارتبطوا بالنظام السابق .
في اطار عملية السلام وبموجب بنود الاتفاق الامني اذا فعلا تم دمج الدعم السريع في الجيش فهذا ربما يخلق موازنة كبيرة وقد يتم سحب البساط من تحت أرجل الجيش المؤدلج ( جيش الكيزان) ، من هذه الناحية الدعم السريع يعتبر حلواً ، ولكنه مر وعلقم لانه في الأصل مليشيا وما ادراك ما المليشيا !!
وجه الدعم الدعم السريع القبيح بدأ يتكشف ،وقد بدا ذلك في الخطاب المرتجل الذي ألقاه رئيسه حميدتي حيث اعلن أمام رهط من جماعته وبالفم المليان بأن دمج قواته في الجيش معناه ( البلد يتفرتق ) . وهذا هو دين المليشيا اذ لا يستقر على حال واحد ، وهذا الكلام يعني ضرب ونسف عمليتي (السلام الجارية والتي تمت ) في مقتله . التعامل بحكمة مع هكذا ميليشيا مطلوب في الوقت الحاضر ، ولكن في النهاية اذا أصر هذا الدعم على توجِّهه منفرداً وخارج إطار الجيش عندئذٍ قد يحدث ما لا يحمد عقباه ، اذ لا يمكن أن يكون في دولة واحدة جيش يوازي جيش آخر .
على العقلاء التحرك سريعاً قبل فوات الأوان ، وتصفية الجيش المؤدلج واحلال مكانه من الدعم السريع ومن جيش الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام ،بحيث يكون الجيش جيش السودان الواحد الاوحد ،وعقيدته الدفاع عن الوطن والمواطن . وليس العمل على تمكين نظام حكم الفرد .
