مقالات سياسية

مياه الخرطوم الحق ينتصر

في زاوية سابقة قبل عشرة ايام كتبنا تحت عنوان ( والي الخرطوم اما قبل ) تحدثنا فيها عن عدم محاسبة والي الخرطوم لمدير هيئة مياه الخرطوم السيد انور السادات الذي عين بعد الثورة في هذا المنصب ليقدم عملاً مختلفا وشفافا ويقوم بازالة التمكين ويقضي على كل اوجه الفساد ، ومايقوم به فلول النظام في الهيئة التي ظل بعض الأشخاص فيها يقومون بعمليات فساد واضحة ومخفية أثبتتها المصادر بالمستندات وأجرينا بعدها تحقيقا مطولاً كشف فيه بعض الموظفين تواطؤ السادات مع قيادات النظام المخلوع وكيف خيب عشم اللجنة التي قدمته مديراً للهيئة وعقدت فيه امالها في ان يكون فعلاً نموذجاً للتغيير ولكن خُذل العاملين في شخصه الأمر الذي جعلهم يلجأون الى الصحافة لكشف امره وكيف انه تحول (بقدرة قادر) الى مدير ينفذ كل مايريده اتباع النظام المخلوع لإمتداد عمليات الفساد بالهيئة وقال بعض مناصريه انهم تفاجئوا برجل آخرغير الذي قدموه وهللوا لتعيينه.

وعندما حدثت قضية غرق محطة شمال بحري قدم السادات مدير المحطة كبش فداء وقام بإيقافه عن العمل وقال للوالي انه المتسبب الرئيسي في غرق المحطة ولكن مدير المحطة لم يصمت على هذا الظلم الذي طاله من السادات وقدم اكثر من ثلاثة خطابات قبل ثلاثه شهور من غرق المحطة معنونه الى السادات يطلب منه اصلاح المحطة ومعالجة أعطابها ويحذره من غرقها وكشف للجميع انه برئ من التسبب في غرقها وان مدير الهيئة لم يكن صادقا مع نفسه قبل ان يكون صادقا مع والي الخرطوم هذه القضية التي جعلت العاملين يهاجمونه من جديد وطالبوه بالإقرار والاعتراف بالمسؤولية وإهماله وتسببه في اغراق المحطة الا انه غض الطرف عن كل المطالبات واغلق ملف القضية بايقاف رجل برئ.

وكنت قد ذكرت في الزاوية السابقه ان والي الخرطوم تعامل مع القضية بعدم مبالاة وان كل الذي ( قدر عليه ) انه أفلح في محاسبة الأبرياء وأعفى المذنبين عن المحاسبة ، وقبل يومين أضطر بعض الموظفين عندما تجاهلهم الوالي لأكثر من مره بما فيها اعتصامهم امام مكاتب الولاية اضطروا الى فتح بلاغ ضد مدير هيئة مياه الخرطوم بالرقم ( ٢٠/١٤٦) متهم بغرق محطة شمال بحري ودمغ التهمه لمدير محطة شمال بحري ).

ولكن لأن الحق لابد ان ينتصر أصدر أمس الأول والي الخرطوم، أيمن خالد نمر، قراراً بإعفاء المهندس أنور السادات الحاج محمد من منصب مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم كما أصدر والي الخرطوم، قراراً بتعيين السيد المهندس مأمون عوض حسن صديق مديراً عاماً لهيئة مياه ولاية الخرطوم القرار الذي اثلج صدور الموظفين والعاملين بالهيئة ووصفوا قرار والي الخرطوم بالقرار الشجاع الذي جاء منصفاً رقم تأخره لتدخل مياة الخرطوم من اليوم مرحلة التنقية لتصبح مياه بلا (شوائب) وينتصر الحق ..يوزنه أهمية وثقلاً قرار رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، القاضي بإعفاء د / صيدلي عفاف شاكر الزين النحاس من وظيفة مدير عام الصندوق القومي للإمدادات الطبية المكلف لذلك يجب ان يستمر اصلاح وإصحاح الحكومة ان كان من جانبها اومن جانب والي الخرطوم وأن يلقي الوالي نظرة الى محليات الخرطوم التي تعاني من ذات الفوضى التي تعيشها هيئة مياه ولاية الخرطوم حتى تكتمل عملية ازالة التمكين فيها التي تعيق مسيرة التنمية والإصلاح ومحاربة الفساد .

طيف أخير :

الباطل قد ينتصر مرة او مرتين ولكن ليست دائما

الجريدة

تعليق واحد

  1. انتي ليه ما تكتبي عن نفايات الخرطوم وقاذوراتها التي أصبح افضل مكبات لها هي الجزر في الطرق الرئيسية لأن الحكومة عاجزة عن نقل النفايات! اكتبي عن الجوع وعدم قدرة معظم الاسر في توفير أكثر من وجبة في اليوم ، أكتبي عن ارتفاع الأسعار الذي اصبح يتم على رأس كل ساعة، اكتبي عن قطعة الخبز التي صار سعرها عشرة جنيهات، أكتبي عن ماهية المادة المضافة للخبز فأضحى اسودا بلون وشكل منفر ويتفتفت ولا يصلح لعمل ساندوتش للأطفال، اكتبي عن كم ساعة يقضيها الموظف من بين منزله ومكان عمله جريا وراء المواصلات، اكتبي عن كم يدفع للحافلة ذهايا وإيابا وضربي ذلك لنعرف كم نسبة المواصلات للمرتب، المدارس ستفتح اكتبي عن حجم الاستعداد لها ووعود الوجبة الغذائية ووعود مجانبة التعليم، بالنسبة للصفوف النهائية التي تعمل الان اكتبي كم طفل عجز اباؤهم عن مواصلتهم للدراسة في ظل هذه الظروف، اكتبي عن جحافل الناس التي أصبحت ترود المطاعم بحثا عن الكرتة حتى لا يموتوا جوعا..
    اكتبي واكتبي واكتبي.
    للأسف اعلام اليوم أسوأ مليون مرة من اعلام المخلوع، لان الصحفيين اليوم ليس لهم غير التطبيل و لا يتناولون هذه القضايا واذا تناولوها لا يتناولونها الا بخجل شديد حتى لا يغضب عليها اهل الحكومة، وحين ترى التلفزيون وقناة النيل الأزرق تعتقد انك تعيش في سويسرا وليس وسط القمامة في الخرطوم!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..