سوق سعد قشرة

ويقع بقلب مدينة الخرطوم بحري ، وكما يقول ظرفاء المدينة ( السكن والطراوة في بحري ، والشغل في الخرطوم ، والونسة في امدرمان ) وسمي بهذا الاسم قديما نظرا لارتباطه بأحد إخوتنا اليمنيين كان يقيم في تلك الرقعة ولديه دكان فيها يرتاده أصحاب الحاجة إلى ما يعرض فيه، ومن الأمور التي تحفظها ذاكرة جيلنا أن إخواننا في اليمن السعيد لديهم عشق وحب خاص للسودان، ويعترفون بفضله عليهم، وبفضل المدرسين السودانيين الذين تناوبوا على تعليمهم في بلادهم ، وقد كان هذا قبل فترة طويلة من الزمن ، وقبل إن يتحول اليمن كما هو الآن إلى دولة ممزقة يتنازع عليها الحوثيين بقيادة مبارك الحوثي وعلى عبدالله صالح وهادي عبد ربه منصور ومدير مكتبه، وتتكالب عليها القوى الدولية والاستخبارات كل يريد بسط هيمنته وسيطرته سعيا لمصالحه ،وما دروا ان هذه البقعة العزيزة من العالم انطلقت منها اشراقات الحضارة الإسلامية التي سادت الدنيا في يوم من الأيام، وما علموا كذلك أن أهل هذا البلد الكرام هم السكان الأصليين لجزيرة العرب وعندهم تلتقي كل الاخلاق والمكارم.

أعود فأقول إن هذا السوق ورغما عن صغر حجمه،وضيق مساحته وعشوائيته ، وعدم تخطيطه التخطيط السليم رغم كل محاولات التخطيط التي تناوبت عليه ، بالإضافة لعدم تنظيمه ، وتعرضه للحريق أكثر من مرة ، واختلاط الحابل بالنابل فيه ، ووجود ذلك الكم الهائل من النفايات والأوساخ والقاذورات بداخله ، وانعدام أي دورات مياه بداخله لقضاء الحاجة ، وافتقاره لأبسط مقومات الأسواق الحضرية ، وخلوه من التقيد بأي شروط أو مواصفات في البناء ، وانعدام أي مقومات للأمن والسلامة فيه ، ووجود عدد كبير من التجار والمحلات التجارية فيه ، وانه سوق يُباع فيه كل شئ بدءا من الفول السوداني (المررو) وقدر ظروفك وكريم ديانا بالملعقة ، انتهاء بشراء وبيع العملة والذهب ، وفيه يلتقي العشاق ، وتتم المواعدات والغرامات الليلية ، ويسرح فيه الرجال والنساء بلا آية قيود أو ضوابط، وتتعرض فيه المرأة للتحرش الجنسي والمضايقة والملاصقة ، وعلى جنباته تنتشر محلات بيع الطعام عن طريق النسوة اللائيّ وجدن في قرب منازلهنّ منه فرصة طيبة للاتجار وبيع المأكولات ما لذ منها وطاب وكسب أرباح جيدة من ذلك.

هذا السوق الذي يمثل وعاء طيب للاقتصاد السوداني،ومدخل جيد من مدخلاته،حيث تضم وتحوي المحلات الكائنة به كم هائل من البضائع المختلفة الاصناف بعضها فاسد منتهي الصلاحية، والبعض الآخر صالح للاستعمال وتبلغ إجمالي قيمتها مليارات الجنيهات السودانية، هذا السوق الذي تعرض فيه البضائع المهربة والمغشوشة والفاسدة والقادمة الى بلادنا عن طريق التهريب كما ذكرت وتزوره وترتاده النساء من كافة أحياء العاصمة ،بحاجة إلى إعادة تخطيط وتنظيم وإعادة تأهيل من جديد من قبل معتمدية مدينة الخرطوم بحري الغارقة في النوم والعسل لكي يكون سوقا حضريا ومعلما راقيا من المعالم المميزة لمحافظة الخرطوم بحري او شرق النيل ، حيث لم نلاحظ ومنذ مدة طويلة أي نشاط يذكر لهذه المعتمدية في تنظيم وترتيب الأسواق ، كما انها غائبة تماما عن إبراز المظهر الحضاري المميز لمدينة الخرطوم بحري التي تضم وتحتوي على العديد من مظاهر الجذب السياحي والحضري ، وبإمكانها أن تتفوق على كل من الخرطوم وامدرمان من هذه الناحية ، وان تتفوق كذلك على عدد معتبر من مدن العالم اذا ما وجدت العناية والاهتمام، فطرقات المحافظة بالية ورديئة ومليئة بالحفر والمطبات وأسواقها بائسة منفرة ، وطرقها تذخر بالمخلفات ومكبات النفايات وأكوام الأوساخ والذباب والبعوض والضفادع تنتشر في أحيائها وتقض مضاجع سكانها ليلا ونهارا لاسيما في فصل الخريف، وفي الخريف وعند نزول المطر لا تستطيع التفرقة بين خور وشارع اسفلت،بالاضافة لانعدام الرقابة بصورة تامة وغياب هيبة الدولة والكل يتصرف على هواه وكما يحلو له .

افيقي يامعتمدية بحري واهتمي بتجميل وجه المدينة الحضري كما يفعل محافظ الخرطوم النشط الاخ نمر ، ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل ، فليس من المنطق والمعقول أن المعتمدية وجهازها الاداري لايدرون المصير المؤسف الذي وصلت اليه مدينة بحري من ناحية التردي المريع في الخدمات وصحة البيئة وضعف وسائل الرقابة وانعدام النظافة وفوضى الاسواق وعشوائية المظهر العام .

وأخيرا اقول لمعتمد ومحافظ بحري وجهازه وهيكله الاداري لاتكونوا مؤتمر وطني فقط بل افعلوا ماتقدروا عليه ، فتلك أمانة وتكليف انتم محاسبين عليه وسيسألكم الله والوطن والشعب عنها ، وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ايضا.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلما ذكر سعد قشرة . اتذكر ذلك الرجل ” الاحمرانى ” الذى جاط وساط

    الخرطوم ، وكان ” يصر ” وجههه دائما لزوم الهيبة والذى منو . وسمعنا

    تحت تحت انو بيتهم قريب من السوق المذكور ، واستغفر الله العظيم من الباقى .

  2. يا سلام عمك سحر وعمك طلب والبدوي عبدالقادر
    فعلا السوق اقل شي تنقصه دورات مياه واداره غير الموجوده

  3. كاتب المقال لا بد أن يكون أهبل و هاكم الدليل:
    كما انها غائبة تماما عن إبراز المظهر الحضاري المميز لمدينة الخرطوم بحري التي تضم وتحتوي على العديد من مظاهر الجذب السياحي والحضري!!!!!!!
    ، وبإمكانها أن تتفوق على كل من الخرطوم وامدرمان من هذه الناحية!!!!!
    ، وان تتفوق كذلك على عدد معتبر من مدن العالم اذا ما وجدت العناية والاهتمام،!!!!

  4. عن اى معتمدية تتحدث ياعمو طارق تهتم بالنظافة والترتيب وامور الناس دى معتمديات وماتبعها من محليات مهامها واهدافها ووظيفتها هى التفنن فى جمع الاتاوات والرسوم والغرامات حليل النظافة والنظام ايام البلديات والمديريات وموظفيها بهيبتهم وامانتهم وبياض اياديهم رجالا صدقوا واخلصواوقارن مابين الحاضر والماضى…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..