المال العام في الجيب الخاص

كمال كرار

في البلاغات الشخصية،وخاصة المتعلقة بالشيكات أو المعاملات التجارية،تظهر من حين لآخر إعلانات صحفية يوقعها وكيل النيابة،موجهة للمشكو ضده ومفادها أنك يا فلان متهم في البلاغ رقم كذا وتحت المواد كذا وكذا،وأن هنالك ما أقنعني بأنك تخفي نفسك،وبهذا أطلب منك تقسيم نفسك لأقرب مركز شرطة،ويطلب الإعلان من الجمهور المساعدة في قبض المتهم.
وغالباً ما يدفع الشاكي ثمن الإعلان،مهما كلف، فالإعلان في حد ذاته يقضي على الأعمال التجارية للمشكو ضده،ولا يعرف القارئ بعد ذلك هل تم القبض على صاحب الصورة المنشورة في الإعلان أم لا،وإن خرج بريئاً فمن سيعوض سمعته التي تعرضت للاهتزاز؟!
تذكرت هذه الإعلانات وأنا أطالع في تقرير المراجع العام لولاية الخرطوم،عن عشرات الأسماء التي رصدها التقرير في مسألة الفساد ونهب المال العام،وفيهم مدراء بالوزارات،ومسؤولين في الادارات المالية،ومقاولين وغيرهم،وجلهم إن لم يكونوا كلهم من منسوبي المؤتمر الوطني.
ولكن تلك الأسماء تقبع بين صفحات تقرير لا يتم توزيعه للجمهور،وإن عرض على المجلس التشريعي بالخرطوم،فإنه يكون مختصراً وبدون تفاصيل،ويمر مرور الكرام لأن(الزيت في البيت).
ولو تكرم أي وطني شهم بنشر اعلانات مدفوعة القيمة تطلب من هؤلاء المسؤولين إرجاع المال العام الذي نهبوه،فإنه حتماً سيساق إلي السجن بتهمة التشهير،ولو حمل أي زول التقرير للنيابة لفتح بلاغ لقالوا له أن المشكو ضدهم من أصحاب الحصانات.
ولو طلب من وزارة العدل أو النائب العام رفع الحصانة عن بعض المسؤولين الواردة أسماؤهم في التقرير،لقيل له أنك لست المتضرر،وبالتالي لا حق لك في الشكوى.
ولو استأنف للمحاكم العليا وأثبت انه متضرر نظراً لأن المال العام المسروق كان يجب صرفه على الخدمات العامة للمواطنين،وأنه مواطن،وبالتالي فهو متضرر،لو أثبت ذلك بعد عمر طويل،فإن رفع الحصانات سيكون يوم القيامة العصر وبالتالي ليست هنالك قضية ولا يحزنون.
المليارات من الجنيهات تسرق كل عام من الخزينة العامة،دون أن يتم استردادها،ونتيجة هذه السرقة العجز الواضح ما بين النفقات والايرادات،والحكومة تغطي العجز بطبع النقود الإضافية،وهذا يؤدي لانهيار سعر الجنيه،وإن لم تطبع الحكومة القروش استدانت من الخارج بفوائد عالية،وعجزت عن التسديد لاحقاً فاضطرت للتنازل عن الأراضي والمصانع لفائدة الدائنين،أنظر كم هي خطورة الفساد وسرقة الأموال العامة،ولكن تبقى الأمور كما هي لأن منظومة الفساد تحت الحماية الرسمية.
أما أين يذهب المسروق من المال العام،فانظر للشركات والبنايات الفخمة،واسأل عن ملاكها فتجدهم من موظفي الدولة ذوي الولاء للحزب الحاكم،واسأل عن مركز الحزب الحاكم وبنيانه العالي في مكان النادي الكاثوليكي القديم،ولا تصدق أن التكلفة من تبرعات الأعضاء واشتراكاتهم،بل فتش في وثائق أخرى فربما ينكشف المستور..ويصيح أحدهم(أنا ما عيان جيبو لي بخور)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قالوا إلما في بيت أبوك بخلعك
    كونك تتحول من منزل عادي إلى عمارة ثلاثة طوابق بين يوم وليله سوف تصاب بمنخوليا لأنه لابد من تغيير السلوك الاجتماعي لذا نجدهم غيروا مفرداتهم وأصبحوا يشترون البطيخ من المول بعد أن كانوا يشترون الدقل والمدام عندها برادوا والحبشيه تركب ورا تحمل الطفل الذي غزي بالحرام وهو لا يدري أن بابا يسرق مثله مثل الذي يفقد بالحيطه الفرق الأول مطمئن والثاني لابد أن يجري حتى لايصحي به أحد ّ…ولكن الصبح آت وأن طال الليل فلا تيأس

  2. قالوا إلما في بيت أبوك بخلعك
    كونك تتحول من منزل عادي إلى عمارة ثلاثة طوابق بين يوم وليله سوف تصاب بمنخوليا لأنه لابد من تغيير السلوك الاجتماعي لذا نجدهم غيروا مفرداتهم وأصبحوا يشترون البطيخ من المول بعد أن كانوا يشترون الدقل والمدام عندها برادوا والحبشيه تركب ورا تحمل الطفل الذي غزي بالحرام وهو لا يدري أن بابا يسرق مثله مثل الذي يفقد بالحيطه الفرق الأول مطمئن والثاني لابد أن يجري حتى لايصحي به أحد ّ…ولكن الصبح آت وأن طال الليل فلا تيأس

  3. إذا كان الإنسان سيُسأل عن ماله من اين إكتسبه و فيم انفقه ، فما بالك مال الناس ، و في مال الناس المال العام ، مال الرعية ! اللهم اجعلني مظلوما و لا تجعلني ظالما .

  4. سخرية وهزل :بعد ماتشبعى ياودو ( وداد) فكى البلف وادى فرصة لى فطومة (فاطمة)- الوقت قرب يخلص الحكم وضع الصافرة بفمه ومافى زمن ضايع ومافى اشواط اضافية والجماهير فى البوابات -لان المبارة كانت سخيفة وغير ممتعة

  5. الكيزان لهم فكر باطني خطير .. وهو أن من يشهد لا إله إلا الله لا يدخل النار مهما أتى من كبائر.. فالنار عندهم فقط لمن يكفر بوجود الله .. لذلك تجدهم يفعلون أفاعيلهم دون أن يرمش لهم جفن.

  6. الفساد في السودان والمصيبة الأعظم
    د . عبدالوهاب الأفندي
    (1) لم يعد خبراً في السودان أن يكشف عن ? فضيحة ? فساد ، لأن انتشار الفساد أصبح من المعلوم بالضرورة ، وإنما يكون الخبر العثور على بريء لم تتلوث يداه بالحرام .
    وهل هناك فساد أكثر من أن يوسد الأمر لغير أهله ؟؟ وفي حقيقة الأمر فإن الفساد ? الذي يكشف عنه وتتناوله الصحف ليس هو الفساد الحقيقي ، بل هو ما يحدث على الهامش من نهب غير مصرح به .
    (2)
    ولكن حتى بمقاييس الفضائح التي ما طفقت تترى فإن ( الأساطير ) التي تناولها الإعلام السوداني في الأيام الماضية فاقت الخيال والتصور .
    ولعل الأكثر إثارة للذهول هو طريقة تعامل النظام مع هذه ( الكبائر ) وهو تعامل لا ينم فقط عن الاستخفاف بالعقول ، بل كذلك عن الانفصال التام عن الواقع ، واللامبالاة بالشعب .
    (3)
    بلغت الوقاحة بالمتورطين في إحدى هذه الفضائح ، وهو مدير شركة حكومية أسس شركات خاصة باسم أقربائه ومنحها عقود بأكثر من ثلاثمئة مليون دولار ، أن تلك الشركات قاضت الشركة الحكومية وألزمتها بدفع عشرات الملايين من الدولارات زعمت أنها مستحقة لها .
    ولم تكتف بذلك ، بل وجندت لذلك مؤسسات عدلية ، بل وأحد قضاة المحكمة الدستورية ووزير عدل سابق ، من أجل مهزلة تحكيم حصلت بموجبها على الملايين . وقد أثار ذلك حفيظة أكثر أنصار النظام ولاءً، مما دعا إلى تدخل البرلمان وتسريب الفضيحة .
    (4)
    كانت الواقعة الثانية أفظع والتعامل معها أكثر وقاحة . فقد اعترف بعض مساعدي والي ولاية الخرطوم بتزوير خطابات من مكتبه استولوا بموجبها على أراضٍ بلغت قيمتها أكثر من عشرين مليون دولار .
    ولكن السلطات اكتفت باسترداد قيمة العقارات المنهوبة منهم ، دون أن تقدمهم للمحاكمة بتهمة التزوير والاختلاس . بل وقامت السلطات بإعلان هذا القرار المذهل باعتباره انتصاراً للعدالة ومحاربة للفساد واسترداد لأموال الشعب المنهوبة !!
    (5)
    يبدو أن هؤلاء القوم يعيشون في عالم غير الذي نعيش فيه ، تماماً كما كانت ماري انطوانيت غائبة عن وعيها حتى أيقظتها المقصلة .
    فليست المشكلة فقط في الفساد الذي أزكم الأنوف وتغلغل كالسرطان ، ولكن في هذ الدائرة الضيقة من الفاسدين والمفسدين التي تعتقد أنها فوق البشر وفوق القانون ، بحيث يكون تكون دوماً فوق المساءلة ، ودائماً توجد لها ?المخارجات .
    (6)
    هل يعقل أن ?يزور? موظفون كبار وثائق رسمية من أعلى السلطات ، ويربحون من ورائها الملايين ، ثم تتم مسامحتهم كأن شيئاً لم يحدث ؟؟ لو أن موظفاً صغيراً في أي دائرة حكومية اختلس بضع آلاف من الجنيهات بمستند مزور لكان حوكم بسنوات سجن طويلة . فكيف من يستغل أعلى المناصب ؟؟ هذا مع العلم بأنهم حين نهبوا ما نهبوا سعر صرف الدولار نصف ما هو عليه اليوم .
    فهم حين قاموا برد الأموال ?كاملة? بالعملة السودانية لم يردوا في الحقيقة إلا نصفها .
    (7)
    قد يعطي هذا الأمر الانطباع بأن المستندات لم تكن ?مزورة? أصلاً ، وأن الأمرلا يخلو من تواطؤ . وعلى كل لم تكن هناك حاجة لكشف المستور بهذه الطريقة حتى يستنتج المرء التواطؤ من أعلى الجهات .
    فقد تم تداول أمور الشركة موضوع التجاذب على مدى سنوات ، وما وقع من احتيال لمنح العقود من الباطن لشركات وهمية بأسماء الأقرباء من أبناء وأصهار، بحيث لم يبق جاهلاً بها إلا من ختم على سمعه وبصره وقلبه .
    وبدلاً من اعتقال كل الجناة وإيقاع أقسى العقوبات عليهم ، ترك الشعب يتفرج على هذه المهزلة التي تتولى فيها أجهزة الدولة ?التحكيم? بين الأصهار والأبناء، فتصبح شريكاً لهم في نهب أموال الشعب ؟!
    (8)
    في هذه المشاهد السريالية يتجسد سقوط هذا النظام ، ليس فقط أخلاقياً ودينياً وسياسياً ، بل ومن جهة فقدان العقل . فلو أن المعارضة أعملت خيالها دهوراً لما خرجت بسيناريو سقوط مثل هذا! فلم نسمع من مسؤول كلمة غضب على هذه المأساة الهزلية والمهزلة المأساوية ، ولم يعرض والي الخرطوم الاستقالة ، وهي أضعف الإيمان إذا كان سيادته غافلاً حتى عما يحدث داخل مكتبه من كبائر .
    فهل هناك واقعة انتحار سياسي تتفوق على هذه في كل تاريخ البشرية ؟؟
    (9)
    يكثر بعض أنصار النظام ومعهم كثير من الذباب المتساقط على جيفته اتهامنا بأننا نقسو على النظام بدون مبرر .
    ولكن لساني ( وقلمي ) انعقد وأنا أتأمل مثل هذا الغياب التام للعقل والفهم والحس السياسي ( ونحن لا نتحدث هنا عن الدين والأخلاق والقيم ) .
    فلو كان في القوم ذرة عقل لكان أضعف الإيمان هو أن يجعلوا من هؤلاء المجرمين الذين انكشف أمرهم عبرة لمن اعتبر ، عسى ولعل أن يصدق الناس أن النظام على الأقل بريء من الفساد .
    ولكنها لا تعمى الأبصار!!
    16/4/2017

  7. صديقى وجارى بالحاج يوسف رجل يعمل بالسباكة وله خفة دم عالية – ساقه رزقه وذهب يوم لبعض الاصلاحات بمنزل لكبار ناهبى مال الشعب ونافذ كبير يسكن كافورى – وبعد رجوعة من نهاية عمله قابلته مبسوط جدا اى مرتاح قال: اولا لم نتفق على المقاولة واشتغل بالبركة ودى بقت نادرة جدا ثانيا : فطور وغداء عشرة نجوم مش خمسة ثالثا : تم محاسبتة مرتين مرة من المدام ومره من النهاب ولما كلم النهاب قال ليه تمت محاسبتى قال ليه مامشكلة والغريب فى الامر ده كلوا ما لفت نظرة لمصدر الاموال المهدرة ساكت بدون حساب – اللفت نظره قال لى : ياخى الناس ديل عندهم قطط بتلعب مع الفيران وسمينة جدا ومرتاحة وحتى ذبابهم شبعان مابينطط قدامك فى الاكل والقطط والفيران والذباب مابيشبه قططن وفيرانا وذبابنا والحاجة الاخيرة عندهم 2 سواقين 3 خادمات اجنبيات ومدرسة فلبينية وجناينى قلت ليه يعنى كم عامل قال سبعة قلت ليه هم كم قال اربع النهاب وزوجته وطفلين – السباك البسيط قال لى بالله مش يوفر بدل مايسرف كده – قلت ليه ده مال الشعب والراجل ده شغال براتب فاتح لامحدود ومحل مايمشى منشار – وينهب البلد بدون ضمير – لم يعلق بغير عشان كده نحنا صرنا فقراء والموية قاطعة على طول عشان كده عمل السباكة وقف

  8. إذا كان الإنسان سيُسأل عن ماله من اين إكتسبه و فيم انفقه ، فما بالك مال الناس ، و في مال الناس المال العام ، مال الرعية ! اللهم اجعلني مظلوما و لا تجعلني ظالما .

  9. سخرية وهزل :بعد ماتشبعى ياودو ( وداد) فكى البلف وادى فرصة لى فطومة (فاطمة)- الوقت قرب يخلص الحكم وضع الصافرة بفمه ومافى زمن ضايع ومافى اشواط اضافية والجماهير فى البوابات -لان المبارة كانت سخيفة وغير ممتعة

  10. الكيزان لهم فكر باطني خطير .. وهو أن من يشهد لا إله إلا الله لا يدخل النار مهما أتى من كبائر.. فالنار عندهم فقط لمن يكفر بوجود الله .. لذلك تجدهم يفعلون أفاعيلهم دون أن يرمش لهم جفن.

  11. الفساد في السودان والمصيبة الأعظم
    د . عبدالوهاب الأفندي
    (1) لم يعد خبراً في السودان أن يكشف عن ? فضيحة ? فساد ، لأن انتشار الفساد أصبح من المعلوم بالضرورة ، وإنما يكون الخبر العثور على بريء لم تتلوث يداه بالحرام .
    وهل هناك فساد أكثر من أن يوسد الأمر لغير أهله ؟؟ وفي حقيقة الأمر فإن الفساد ? الذي يكشف عنه وتتناوله الصحف ليس هو الفساد الحقيقي ، بل هو ما يحدث على الهامش من نهب غير مصرح به .
    (2)
    ولكن حتى بمقاييس الفضائح التي ما طفقت تترى فإن ( الأساطير ) التي تناولها الإعلام السوداني في الأيام الماضية فاقت الخيال والتصور .
    ولعل الأكثر إثارة للذهول هو طريقة تعامل النظام مع هذه ( الكبائر ) وهو تعامل لا ينم فقط عن الاستخفاف بالعقول ، بل كذلك عن الانفصال التام عن الواقع ، واللامبالاة بالشعب .
    (3)
    بلغت الوقاحة بالمتورطين في إحدى هذه الفضائح ، وهو مدير شركة حكومية أسس شركات خاصة باسم أقربائه ومنحها عقود بأكثر من ثلاثمئة مليون دولار ، أن تلك الشركات قاضت الشركة الحكومية وألزمتها بدفع عشرات الملايين من الدولارات زعمت أنها مستحقة لها .
    ولم تكتف بذلك ، بل وجندت لذلك مؤسسات عدلية ، بل وأحد قضاة المحكمة الدستورية ووزير عدل سابق ، من أجل مهزلة تحكيم حصلت بموجبها على الملايين . وقد أثار ذلك حفيظة أكثر أنصار النظام ولاءً، مما دعا إلى تدخل البرلمان وتسريب الفضيحة .
    (4)
    كانت الواقعة الثانية أفظع والتعامل معها أكثر وقاحة . فقد اعترف بعض مساعدي والي ولاية الخرطوم بتزوير خطابات من مكتبه استولوا بموجبها على أراضٍ بلغت قيمتها أكثر من عشرين مليون دولار .
    ولكن السلطات اكتفت باسترداد قيمة العقارات المنهوبة منهم ، دون أن تقدمهم للمحاكمة بتهمة التزوير والاختلاس . بل وقامت السلطات بإعلان هذا القرار المذهل باعتباره انتصاراً للعدالة ومحاربة للفساد واسترداد لأموال الشعب المنهوبة !!
    (5)
    يبدو أن هؤلاء القوم يعيشون في عالم غير الذي نعيش فيه ، تماماً كما كانت ماري انطوانيت غائبة عن وعيها حتى أيقظتها المقصلة .
    فليست المشكلة فقط في الفساد الذي أزكم الأنوف وتغلغل كالسرطان ، ولكن في هذ الدائرة الضيقة من الفاسدين والمفسدين التي تعتقد أنها فوق البشر وفوق القانون ، بحيث يكون تكون دوماً فوق المساءلة ، ودائماً توجد لها ?المخارجات .
    (6)
    هل يعقل أن ?يزور? موظفون كبار وثائق رسمية من أعلى السلطات ، ويربحون من ورائها الملايين ، ثم تتم مسامحتهم كأن شيئاً لم يحدث ؟؟ لو أن موظفاً صغيراً في أي دائرة حكومية اختلس بضع آلاف من الجنيهات بمستند مزور لكان حوكم بسنوات سجن طويلة . فكيف من يستغل أعلى المناصب ؟؟ هذا مع العلم بأنهم حين نهبوا ما نهبوا سعر صرف الدولار نصف ما هو عليه اليوم .
    فهم حين قاموا برد الأموال ?كاملة? بالعملة السودانية لم يردوا في الحقيقة إلا نصفها .
    (7)
    قد يعطي هذا الأمر الانطباع بأن المستندات لم تكن ?مزورة? أصلاً ، وأن الأمرلا يخلو من تواطؤ . وعلى كل لم تكن هناك حاجة لكشف المستور بهذه الطريقة حتى يستنتج المرء التواطؤ من أعلى الجهات .
    فقد تم تداول أمور الشركة موضوع التجاذب على مدى سنوات ، وما وقع من احتيال لمنح العقود من الباطن لشركات وهمية بأسماء الأقرباء من أبناء وأصهار، بحيث لم يبق جاهلاً بها إلا من ختم على سمعه وبصره وقلبه .
    وبدلاً من اعتقال كل الجناة وإيقاع أقسى العقوبات عليهم ، ترك الشعب يتفرج على هذه المهزلة التي تتولى فيها أجهزة الدولة ?التحكيم? بين الأصهار والأبناء، فتصبح شريكاً لهم في نهب أموال الشعب ؟!
    (8)
    في هذه المشاهد السريالية يتجسد سقوط هذا النظام ، ليس فقط أخلاقياً ودينياً وسياسياً ، بل ومن جهة فقدان العقل . فلو أن المعارضة أعملت خيالها دهوراً لما خرجت بسيناريو سقوط مثل هذا! فلم نسمع من مسؤول كلمة غضب على هذه المأساة الهزلية والمهزلة المأساوية ، ولم يعرض والي الخرطوم الاستقالة ، وهي أضعف الإيمان إذا كان سيادته غافلاً حتى عما يحدث داخل مكتبه من كبائر .
    فهل هناك واقعة انتحار سياسي تتفوق على هذه في كل تاريخ البشرية ؟؟
    (9)
    يكثر بعض أنصار النظام ومعهم كثير من الذباب المتساقط على جيفته اتهامنا بأننا نقسو على النظام بدون مبرر .
    ولكن لساني ( وقلمي ) انعقد وأنا أتأمل مثل هذا الغياب التام للعقل والفهم والحس السياسي ( ونحن لا نتحدث هنا عن الدين والأخلاق والقيم ) .
    فلو كان في القوم ذرة عقل لكان أضعف الإيمان هو أن يجعلوا من هؤلاء المجرمين الذين انكشف أمرهم عبرة لمن اعتبر ، عسى ولعل أن يصدق الناس أن النظام على الأقل بريء من الفساد .
    ولكنها لا تعمى الأبصار!!
    16/4/2017

  12. صديقى وجارى بالحاج يوسف رجل يعمل بالسباكة وله خفة دم عالية – ساقه رزقه وذهب يوم لبعض الاصلاحات بمنزل لكبار ناهبى مال الشعب ونافذ كبير يسكن كافورى – وبعد رجوعة من نهاية عمله قابلته مبسوط جدا اى مرتاح قال: اولا لم نتفق على المقاولة واشتغل بالبركة ودى بقت نادرة جدا ثانيا : فطور وغداء عشرة نجوم مش خمسة ثالثا : تم محاسبتة مرتين مرة من المدام ومره من النهاب ولما كلم النهاب قال ليه تمت محاسبتى قال ليه مامشكلة والغريب فى الامر ده كلوا ما لفت نظرة لمصدر الاموال المهدرة ساكت بدون حساب – اللفت نظره قال لى : ياخى الناس ديل عندهم قطط بتلعب مع الفيران وسمينة جدا ومرتاحة وحتى ذبابهم شبعان مابينطط قدامك فى الاكل والقطط والفيران والذباب مابيشبه قططن وفيرانا وذبابنا والحاجة الاخيرة عندهم 2 سواقين 3 خادمات اجنبيات ومدرسة فلبينية وجناينى قلت ليه يعنى كم عامل قال سبعة قلت ليه هم كم قال اربع النهاب وزوجته وطفلين – السباك البسيط قال لى بالله مش يوفر بدل مايسرف كده – قلت ليه ده مال الشعب والراجل ده شغال براتب فاتح لامحدود ومحل مايمشى منشار – وينهب البلد بدون ضمير – لم يعلق بغير عشان كده نحنا صرنا فقراء والموية قاطعة على طول عشان كده عمل السباكة وقف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..