بعض من كشف حساب الانقاذ

بعض من كشف حساب الانقاذ

د.عبد القادر الرفاعي

إنه من النادر، أن يكون الحظ قد حالف حكماً ما، أو نظاماً حاكماً إلى حد جعله يبقى لمدة أكثر من عشرين عاماً متتالية مثلما حالف الانقاذ، وخاصة إنه الحكم الذي برهن وبما لا يدع مجالاً للشك، بل تأكد عجزه في أن يلبي احتياجات أهلنا أو يعبر عن تطلعاتهم ، أو يحمي ويزود عن تراب الوطن أو يوقف الإحتراب ويحدث التنمية الاقتصادية والاجتماعية أو في ظله يعم السلام والأمن الاجتماعيين. إذن المسألة لا تتعلق بالحظ إن لم يكن انتفاؤه، والقضية في حالة الانقاذ، اذا ما أخذنا في الإعتبار التجارب المحدودة في المنطقة التي تشترك مع الانقاذ في كثير من الملامح والشبه. إن الانقاذ، ولأنها جاءت إلى الحكم بالقوة فأنها تواصله بالقوة غض النظر عن النتائج الكارثية التي حلت بالوطن جراء انقلابها. إنها تواصله على طريقة (والسيف والجلاد منتظران) يظهر هذا في الاحاديث والتصريحات الصادرة عن قادة الانقاذ بين الحين والآخر متناسين إن لشعبنا تجارب حاسمة في مواجهة الظلم والظالمين. الانقاذ لم تحسم أمرها بوضوح وتجرد وابتعاد عن الأنا والنزعات الفردية المتفشية في تصريحات أركانها وفي ممارستها للحكم عبر التهديد والوعيد في مقابل الإغداق على أقلية مهما بلغ عددها حاشا أن تكون عينة ممثلة للشعب، ولكنها الأقلية المصطفاة في مواجهة الأغلبية المسحوقة. ويقيناً فإن الانقاذ في اللحظة التي قضت فيها علي الديمقراطية لم تكن تدرك إن الشعوب ومستقبلها لا تساس بالطرق المتنوعة العديدة التي لجأت إليها، ولكنها أدركت بعد ممارستها الحكم لأكثر من عقدين وما لحق بسياستها من فشل أن الطريق الوحيد لبقائها إنما هو العنف. لا يهم أن يتفشى الجوع ويزداد خطر المجاعة، أو أن يموت الناس بسبب انعدام العلاج او بتدهور التعليم أو ازدياد نسبة البطالة أو تدهور البيئة أو انهيار القطاعين الزراعي والصناعي أو ما يترتب على غلاء المعيشة من عواقب وخيمة، أو من خراب الذمم وانحدار الأخلاق، والتخلي عن القيم الرفيعة التي ورثها شعبنا جيلا بعد جيل. إن الحديث عن ما آلت إليه أحوالنا متجسدة في الأزمة الوطنية العميقة التي تضرب وطناً ما هان على أبناءه يوما من الأيام. إن جملة السياسات التي يلجأ إليها نظام الانقاذ التي لخصناها أعلاه، تؤكد انحدار الحياة أمام ناظرينا، وأن الحكم حين يجاري هذا الانحدار إنما يذهب في معاكسة لوجهة الحياة ويقف سداً أمام غاياتها الكبرى.

الميدان

تعليق واحد

  1. لأنو حتى مايقارب الساعة 12 ليلا لم أجد من يعلق لك على موضوعك هذا..خليني يادكتور الرفاعي أرفع روحك المعنوية وأشاركك بالتعليق..
    أولا أول مرة أعرف أن في الأيدلوجية الإشتراكية..وفي الفكر الشيوعي تحديداً ..أن هنالك إيمان بمفهوم (الحظ)!!..حتى نقول أن الحظ قد حالف الإنقاذ..أنا ضد الإنقاذ..بيد أنهم في الوقت الذي قضوا فيه مايفوق العشرين عاما حسب ماذهبت إليه..فإنكم قد قضيتم ثلاثة أيام فقط أو قل أسبوع حتى..عند قيام إنقلاب 1971 هاشم العطا..فالمقارنة بين ثلاثة أيام وعشرات السنين مقارنة مفقودة..أو قل بين الحظين..فجوة مهولة..وأرجو ياراكوبة أن تنشري ..فكثيرا مالا تنشري لي تعليقاتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..