النجم الساطع .. الخرطوم وواشنطن تعاون عسكري بتاريخ شراكات التدريب والتأهيل.

الخرطوم :فاطمة رابح
الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي
الدعوة الأمريكية التي قدمها نائب قيادة القوات الأمريكية في افريقيا «أفريكوم « الكسندر لاسكاريس للحكومة للمشاركة بالقوات السودانية العام المقبل كمراقبين في تمرين «النجم الساطع « وذلك خلال زيارته لأول مرة للبلاد ومقابلته رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الفريق أول عماد الدين عدوي ، تعتبر صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطون والخرطوم بعد قطيعة تقارب الـ»28»عاما ومن شانها فتح افاق التعاون للبلدين واسعة في المجالات كافة عبر الحوار ودفعه بقوة الى الأمام الى جانب تجديد التعاون العسكري.
اللواء عثمان بلية : البلاد ستستفيد من الخبرات العسكرية الأمريكية المتطورة
تعتبر تمارين النجم الساطع من أكبر التدريبات متعددة الجنسيات في العالم. وتقام في مصر بصفة دورية بين 12 دولة هي: مصر، الولايات المتحدة الأميركية، تركيا، باكستان، الكويت، الأردن، هولندا، اليونان، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، ايطاليا حيث بدأت مناورات النجم الساطع لأول مرة في أكتوبر عام 1980 بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وبعد إنشاء ما عرف حينئذ بقوة الانتشار السريع بعد دخول القوات السوفياتية إلى أفغانستان، واستؤنفت عام 1981 ثم أصبحت تجرى في الخريف كل عامين حيث شاركت القوات السودانية في الثمانينات فيها بقوة عبر التدريب والتخطيط بواسطة هيئة عليا ، وبالتبادل مع مناورات بحرية سميت بمناورات «رياح البحر» وهكذا تكررت عام 1983، ثم في عام 1985، ثم في عام 1987، وفي عام 1989، ثم توقفت المناورات عام 1991 نتيجة للحرب في الكويت، واستمرت بعد ذلك بانتظام خلال التسعينات ثم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى المناورة التي أجريت في خريف عام 2001 قبل احتلال العراق، ثم إنها توقفت منذ ذلك الوقت
وبتحليل الدول المشاركة فيها تشارك في مناورات النجم الساطع عام 2009 اثنتا عشرة دولة هي: مصر والولايات المتحدة الأميركية وتركيا وباكستان، والكويت، والأردن، وهولندا، واليونان، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا. يلاحظ ان هذه الدول من بينها 8 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي هي الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وهولندا، واليونان، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، ودولتان أعضاء في برنامج «حوار المتوسط» التابع لحلف شمال الأطلسي وهي: مصر والأردن؛ ودولة عضو في «مبادرة إسطنبول للتعاون» الصادرة عن قمة حلف شمال الأطلسي عام 2004 وهي الكويت؛ ودولة لا يربطها تحالف قانوني لا مع الولايات المتحدة ولا مع حلف شمال الأطلسي، إلا انها تتعاون فعلا مع قواتهما في حربهما في أفغانستان وهي باكستان وذلك بالإضافة إلي 32 مراقبا من دول مختلفة
و قال السفير الأمريكي بالخرطوم ستيفن كوسيس في تصريحات صحافية في هذا الخصوص إن الزيارة تعكس حجم التقدم في العلاقات بين البلدين ليس على المستوى العسكري فحسب ولكن على مختلف المستويات، مضيفا «نتطلع لاستمرار الحوار مع الحكومة السودانية بمستوياتها المختلفة بهدف تعزيز العلاقات» .
وأكد الخبير الأمني عثمان بلية لـ»الصحافة « ان اعلان المسئول الأمريكي استئناف العمليات العسكرية بين البلدين يعني الانفتاح في علاقتهما الى افاق واسعة في كل المجالات حيث مثل الملف الأمني البداية الحقيقية لعملية الانفتاح وبالتالي عودة العلاقات الاقتصادية لاسيما الشركات الأمريكية على كثرتها ولها رغبة في الاستثمار بالبلاد وقال ان البلاد حتما ستستفيد من الخبرات العسكرية الأمريكية المتطوره في الأوجه كافة بما في ذلك عمليات التدريب.
ويعتقد المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر ان الدعوة الأمريكية عبارة عن تنشيط لدور السودان القديم في المنطقة بعودته الى التحالف العسكري الغربي العربي أو بما كان يسمى بحلف «عدن « مثلما شهدت البلاد في ثمانينات القرن الماضي مناورات النجم الساطع. ويشير خاطر في حديثه لـ»الصحافة « أمس الى ان سماح الحكومة بذلك يأتي في اتجاه رفع العقوبات الأمريكية والمفروضة على البلاد .
وقال الخبير السياسي ناصر السيد لـ»الصحافة» ان النظام الأمريكي أضحى محاصرا من كوريا الشمالية التي تخدم المصالح الاستراتيجية للصين ، وأشار الى تهديدات تواجه واشنطن بواسطة كوريا الشمالية وبامكان الأخيرة القيام بعملية ردع أمريكا في المحيط الهادي وصولا الى تدميرها بضربها في العمق وذلك لما تمتلكه من سلاح مهول للقيام بالعملية كما لم يستبعد اندلاع حرب عالمية ثالثة ، واعتبر ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجأ للسودان لتأمين الموقف على العالم لاسيما وان الصين زاحفة بقوة على افريقيا بينما تسيطر روسيا على الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي.
وأضاف ان الخطوة الأمريكية الأخيرة يريد بها ترامب ان أفريقيا ليست للصين علما بان جزيرة «غوام» التي تقع في المحيط الهادي، ومن أهم القواعد البحرية والجوية الأمريكية و تقع جزيرة «غوام» غرب الشريط الساحلي المطل على المحيط الهادي، وهي بحجم ولاية «شيكاغو» تقريبا تعد «غوام» أقرب مكان يربط كوريا الشمالية بالولايات المتحدة، حيث انها تبعد بنحو 2200 ميل جنوب شرق كوريا الشمالية ويسيطر على الجزيرة الجيش الأمريكي، رغم انها أقرب إلى الصين واليابان والفلبين منها إلى السواحل الأمريكية، لكن الولايات المتحدة اتخذتها قاعدة استراتيجية لها لتشكل دعما لوجيستيا استراتيجيا لقواتها في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضح الخبير السياسي محمد عبدالله الدومة ان البلاد سبق لها وان شاركت في عملية النجم الساطع ابان الرئيس الأسبق جعفر نميري وانقطعت المشاركة في عهد الديمقراطية ، وقال ان الحكومة كانت معادية لأمريكا لكن يبدو ان الأمور بين البلدين تمضي على مايرام كما يدل على شكل العلاقات التي ستشهدها خلال الفترة القادمة ، وأوضح ان أمريكا ستوكل للسودان مهمة حفظ الأمن في افريقيا والقرن الافريقي كما ستشارك الحكومة السودانية في القضاء على ظاهرة الارهاب والاتجار بالبشر وعدد من القضايا في الساحة السياسية والأمنية الا ان الدومة عاد ليؤكد ان مشاركة السودان مجددا في عملية تمارين النجم الساطع يشكل مدى عميقا دون الخوض في حديثه بصورة أكبر.
وعلى صعيد مشابه كشف القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة عن استئناف التمارين العسكرية أيضا بين الجيشين المصري والأميركي والمعروفة بـ «مناورات النجم الساطع» الشهر المقبل، وبمشاركة 21 دولة، التي كان جمدها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.
واتفق السودان والولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا لما يمثله من أهمية للأمن الإقليمي والعمل على استئناف التعاون العسكري بعد سنوات طويلة من الانقطاع بسبب تدهور العلاقات بين البلدين.
وأكدت الخارجية السودانية المضي قدما في عملية الحوار البناء والتزامه بخطة المسارات ،مؤكداً انها صارت تمثل أجندة وطنية تسعى لتحقيق هدف تطبيع العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح شعبي البلدين.
الصحافة




الســـــــــــــادة الأمريـــــــان بيكم تدربنا .. يا حليل أيام زمان!!!!
وأين عذاب أمريكا الذي كان قد دنا يا كيزان؟ هل ذهب مع الريح؟
الســـــــــــــادة الأمريـــــــان بيكم تدربنا .. يا حليل أيام زمان!!!!
وأين عذاب أمريكا الذي كان قد دنا يا كيزان؟ هل ذهب مع الريح؟