نصيبنا في الأسد..اا

تراســـيم..

نصيبنا في الأسد!!

عبد الباقي الظافر

جمعت مناسبة اجتماعية ثلة من الصحفيين مع وزير الدولة بوارة الخارجية وقتها كمال حسن علي.. في ثنايا نقاش عاصف عن مخصصات الوزراء ودفاع مستميت من الوزير الشاب.. جاء للوزير اتصال هاتفي عاجل.. الوزير الذي بانت على ملامحه الجدية ثم أغلق الهاتف مهللاً ومكبراً.. ثم نقل لجمعنا أن نظام الرئيس بن علي انهار وأن الزين ولى الدبر تاركاً تونس الخضراء.. إلى ذلك الحين كان موقف الدبلوماسية السودانية التزام الصمت إزاء ثورة الشعب التونسي.. وتتطابق ذات الموقف من انتفاضة الشعب المصري في يناير الماضي. اختلف الأمر في التعامل مع ملف ليبيا.. وزارة الخارجية السودانية لعبت دورا كبيرا في تبني الجامعة العربية لموقفها المتشدد والذي انتهى بطرد ممثل حكومة ليبيا من جامعة العرب.. قراءة الموقف السوداني يوضح الرؤية البرغماتية في التعاطي مع الشأن الليبي.. الحكومة السودانية كانت ترى في القذافي عدواً ما من صداقته بدّ.. وعندما واتتها الفرصة أرادت اغتنامها وذلك أمر مقبول. ولكن صمت الخرطوم من أحداث سوريا صمت مريب.. السلطات السورية قمعت المظاهرات الشعبية بما يفوق المعدل العربي المتعارف عليه.. الحكومات العربية بما فيها الخرطوم خصصت فرقا من الشرطة لمكافحة الشعب.. ولكن حكومة الأسد جعلت المهمة للجيش السوري.. فبدأت الدبابات تغزو المدن.. مدينة إثر أخرى.. حتى عندما بات الحصاد أقل من المتوقع تمت إقالة وزير الدفاع الفريق علي حبيب. حرب سوريا على شعبها راح ضحيتها آلاف من المدنيين.. من بين هؤلاء أطفال صغار.. العالم يتذكر الطفل حمزة الخطيب الذي قضى نحبه تحت تعذيب آلة القمع الحكومية.. حكومة الأسد لم تكتفِ بمصادرة روح الطفل حمزة بل أجبرت أسرته لمقابلة الرئيس بشار الأسد.. والأسرة تحت وطأة الخوف لم تجد غير أن تصف الرئيس الأسد باللطف. الحكومة السورية تلوم الرئيس التركي رجب طيب أوردغان لأنه هيأ المعسكرات لإيواء اللاجئين.. وتبرر قتلها للأطفال بأن المعارضة تسمح لهم بالخروج في وجه السلطان.. وتصف آلاف المتظاهرين الذين قالوا لا للطغيان بأنهم مجرد مجموعات إرهابية. العالم الآن يتحرك في وجه الحكومة السورية.. دول مجلس التعاون الخليجي سحبت سفراءها.. عاهل السعودية طالب بوقف العنف الحكومي ضد الشعب السوري.. حتى روسيا الصديق الحميم للحكومة السورية بدأت تعيد حساباتها.. الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وصف الأوضاع في سوريا بالمأساوية وحذر الرئيس السوري الشاب من مصير حزين. حكومتنا وفي آخر رؤية رسمية على لسان وزارة الخارجية اعتبرت ما يجري في سوريا مجرد مؤامرة دولية.. ثم التزمت الصمت بعد ذلك. ربما أن حكومتنا محرجة من شعبنا الذي سيلوح لها بمثلنا الدارج (أبوسنينة يضحك على أبوسنينتين).. وربما حكومتنا تخشى أن يأتي يوم يطلب منها العالم ما يطلبه من الرئيس السوري. على الحكومة أن تتحرك الآن.. العقيد القذافي نفسه انتقد السلطات السورية وهدد بسحب سفيره من دمشق.. ليس من بعد القذافي من حرج.

التيار

تعليق واحد

  1. حكومتك يا سيدي تمارس ما تمارسه السلطات السورية، و قمع الشعب و قتله و سحقه هي مبدأ حكومة الخرطوم ، لا نقول ذلك اعتباطا بل من واقع تصريحات المسئولين و تهديدهم بالسحل و القتل و تقطيع الاوصال حتى " سيف" نائب رئيس الجمهورية، لا تتوقع من هؤلاء ان يدينوا القمع السوري و هم مارسوا و يمارسون مثله في دارفور و في جنوب كردفان و سيمارسونه في الخرطوم اذا خرج متظاهر واحد….هل تتوقع منهم ان يدينوا " ممارساتهم" التي ياتونها هم انفسهم؟ نظرية المؤامرة الدولية و استهداف " الشريعة" هي التبريرات الجاهزة التي لا تقنع احدا حتى قائلها….

  2. نحن راجيين اليوم الأسود وإلا علينا لبس الطرح

    كلكم بدرالدين وكل نسؤكم صفية ماذا تنتظرون

    الهم شتت شمل الكيزان يارب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..