كُلو وارد..!!

أحد حُكماء بلادنا هذه سألوه عن تفسيرٍ منطقي لمشهد غير مألوف تناولته الأسافير..
قطة (سمينة) تحضن كمية من البيض في إنتظار أن (يفقس) ..
مكان الدجاجة جلست القطة واختلف الجميع هل باضت القطة أم لا..
أجابهم الحكيم بعد أن إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وحمد الله تعالى وسأله أن يكفي المواطن في السودان من شر محن الزمان ومن عمايل القطط السمان ومن سفح ولفح ناس فلان وعلان ثُم أجاب بأنّ الأمر لا يدعو للدهشة والاستغراب في زماننا هذا ، لا تنزعجوا كثيراً من مثل هذه المشاهد والتي كانت تُحسب من الغرائب والعجائب إن حدثت في زمانٍ غير هذا وضرب بعضاً من أمثلة تدعم صدق رواية القطة الحاضنة للبيض..
الجقور وما فعلته في جسر المنشية وقد كادت أن تُعجل بانهياره..
النمل وما فعله بأطنان سُكر مدينة الدندر ..
ورقة إمتحان الكيمياء المكشوفة الخاصة بمن جلسوا لامتحان الشهادة لهذا العام والتي لم يُحسم بعد من الفاعل (السارق) لها هل هو الجني المُسخر من بتاع الكُجور في مدينة الفتح أم من القرود الطليقة في شجر المدينة الكُبار والجدال لم يُحسم بعد هل فعلت القرود فعلتها هذه بمقابل أو بدون مُقابل وبالطبع وارد جداً أن تكون قد قبضت الثمن مُقدما..
هل رأيتم مسؤولاً سياسياً واحداً في وطنكم الموبوء بساسته يحمل مُؤهلاً وخبرات تُناسب مقعده الجالس عليه ..؟
زمانكم يا أبنائي يجلس فيه الزراعي في كرسي التجارة ويجلس فيه أطباء الأسنان في الخارجية وخريج البيطرة يتبوأ ما شاء من وظائف ووزارات وولايات إلا وزارة الثروة الحيوانية رُبما على رأسها من لا علاقة له من قريبٍ أو بعيدٍ بها وحقيبة الصحة يشغلها من لا صلة له حتى بالإسعافات الأولية..
لا تستغربوا ولا تندهشوا ورُبما جاءتكم الوسائط غداً بحمارٍ يبيض..
إختلت المعايير في بلادٍ نال البعض من أبناءها ثقة الدول الكُبرى وقد جلس البعض منهم على رأس مؤسسات ومنظمات عالمية بفضل مؤهلاتهم وخبراتهم الكبيرة وقد أداروها بنجاح نالوا به أرفع الأوسمة والجوائز ، هربوا من نظامٍ يُدني إليه من يوالي ومن يرضى عنه صانعو القرار ومفصلو الوظائف ، ما من شهادة مهما كانت قيمتها تستطيع أن تفتح لك ما أغلق دُونك من أبواب الدولة ومطبخها السياسي المُحصنة ، التمرُد ورفع السلاح والمُعارضة (الخشنة) هي أقرب الطُرق الموصلة إلى وظائف الدولة العُليا الخالية من مُساءلة أو حساب..
ما يحدُث في بلادنا الأن من انهيار للاقتصاد ومن صراعات تدُور نتيجة حتمية لسوء الإختيار وللسياسات الفطيرة الهشة التي لم تسبقها دراسات أو تخطيط يُبشِر أو يُنذِر بما قد يحدُث..
وما هكذا تُدار الدُول يا هؤلاء..
والله المُستعان..
الجريدة