حجم الاحتياط النفطي في السودان قدر بـ 5 بلايين برميل في نهاية عام 2007، .. نفط السودان والحل الوسط.

وليد خدوري *
* مستشار لدى نشرة «ميس» النفطية

توسعت الخلافات بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان في الأيام الأخيرة، اذ تحدث الرئيسان علناً عن احتمال نشوب حرب بينهما بسبب أزمة النفط. وتصاعدت لهجة المخاطبة بخاصة بعد إخفاق مؤتمر اديس أبابا الأخير. لكن توصلت الدولتان امس الى اتفاق قد يُبعد شبح الحرب.

يكمن الخلاف النفطي الاساس في كيفية تقاسم الريع النفطي بين جمهورية السودان ودولة الجنوب المنفصلة عنها، وفي رسم الترانزيت الذي على دولة الجنوب دفعه للخرطوم، التي طالبت برسم مبالغ فيه، ما دفع جوبا الى رفض هذه الضريبة ووقف الانتاج الى حين الوصول الى حل. كما بادرت الى التفاوض مع شركات عالمية لتشييد خط آخر لها يمر عبر اثيوبيا او كينيا الى ساحل المحيط الهندي مباشرة، لتتخطى بذلك جمهورية السودان وتحرمها من دخل ضريبة الترانزيت وتحويله الى دولة اخرى.

وصرح الرئيس عمر البشير في 3 الجاري، في تصعيد واضح للأزمة بين الدولتين، ان بلاده «اقرب الى الحرب منها الى السلام مع الجنوب». وأوضح في مقابلة تلفزيونية، ان الحرب اذا اندلعت بعد فقدان النفط، فستكون «حرب استنزاف، لكن للجنوب قبل الشمال». وأجاب الرئيس سلفا كير في السابع من الشهر الجاري ان بلاده مستعدة للحرب ومواجهة الجيش الشمالي على الحدود، قبل وصوله الى العاصمة جوبا. واعتبرت الخرطوم تصريحات سلفا كير بداية حرب تقف وراءها اسرائيل وجهات اخرى معادية. وكأن هذه التهديدات غير كافية، فقد دخل الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون على الخط وصرح بعد فشل محادثات اديس ابابا، بـ «ان الموقف بين دولة السودان وجنوب السودان وصل الى نقطة حرجة، بما يهدد السلام والاستقرار في المنطقة».

لماذا هذه التهديدات، في هذا الوقت بالذات؟ وما هي احتياطات نفط السودان وأهميته التي تستوجب حرباً اخرى؟

يكمن السبب الرئيس للخلاف في قيمة رسوم الترانزيت لتصدير النفط من الجنوب عبر جمهورية السودان الى البحر الاحمر. واشترط الطرفان اسعاراً غير مقبولة او معهودة في الصناعة النفطية. فقد طالبت الخرطوم برسم قيمته 32 دولاراً للبرميل، ثم زاد هذا المبلغ الى 36 دولاراً، وهو أعلى كثيراً من رسوم الترانزيت المعتمدة، ما دعى جوبا الى عدم دفع الضرائب المستحقة. لكنها عرضت 70 سنتاً لكل برميل، وهو ايضاً أقل كثيراً من الرسوم المعتمدة. ولم يتم التفاهم على حل وسط بين هذين الرقمين المتباينين في مؤتمر اديس ابابا الذي رعته منظمة الوحدة الافريقية في اواخر الشهر الماضي. وتصاعدت حدة الخطابات بين الطرفين، والاجراءات العدائية بينهما، بحيث أوقفت جوبا الانتاج، متهمة الخرطوم بأنها «تسرق» كميات من النفط، بينما اتهمت الخرطوم جوبا بعدم دفع المستحقات المتوجبة عليها، ووضعت يدها على كميات من النفط لتعويض خسارتها من عدم دفع الرسوم.

وفاقم الامور توقيع جنوب السودان وكينيا مذكرة تفاهم لتشييد خط أنابيب لنقل نفط الجنوب مباشرة الى ساحل المحيط الهندي، كما تفاوضت جوبا مع شركات عالمية حول خط آخر عبر اثيوبيا الى مياه المحيط الهندي ايضاً. ومن الواضح ان الخرطوم تعتبر خطوط الانابيب الجديدة محاولة من الجنوب حيث الحقول النفطية المهمة، لحرمان الخرطوم أي ريع نفطي.

يقدر حجم الاحتياط النفطي في السودان بـ5 بلايين برميل في نهاية عام 2007، كما بلغ معدل انتاج السودان خلال عام 2007 نحو 460 ألف برميل يومياً، تبلغ الطاقة الانتاجية للجنوب منها نحو 350 ألف برميل يومياً. ونظراً الى تواصل الحروب والحصار الاقتصادي والحملات الاهلية الغربية ضد نظام الرئيس البشير، واختطاف وقتل موظفي الشركات النفطية الاجنبية (اغتيال اربعة موظفين لشركة شفرون في عام 1992 ما دفع الشركة الى الانسحاب من العمل على رغم الاكتشافات التي كانت حققتها في حينه). وأدت هذه العوامل الى استحواذ الشركات النفطية الآسيوية (الصينية والماليزية والهندية) على الاعمال البترولية. كما استوردت الصين نحو 82 في المئة من صادرات النفط السوداني خلال عام 2007، تليها اليابان بنحو 8.5 في المئة.

عانى السودان من الحروب والدمار اكثر من غيره من الدول العربية، ومشاكله متعددة: عرقية/دينية، وسوء ادارة داخلية، وحروب داخلية مستمرة، اضافة الى التركة الاستعمارية الثقيلة، والتدخلات الاجنبية الحالية، والفساد. وقد تركت هذه المشاكل بصماتها على الصناعة النفطية وتأخرها، مقارنة بغيرها. فقد تمت الاكتشافات الاولى في السودان خلال اوائل السبعينات، لكن لم يبدأ التصدير حتى عام 1999. والمقلق هو ان الصادرات النفطية عززت اقتصاد السودان خلال السنوات الماضية (نحو 5656 مليون دولار في عام 2006 و8879 مليون دولار في عام 2007)، وحجبها فجأة، قد يؤدي الى نتائج سياسية غير حميدة.

حاولت منظمة الوحدة الافريقية في مؤتمر اديس أبابا نهاية الشهر الماضي التفاوض مع الطرفين للوصول الى حل وسط. وبالفعل، اقترح وفدها ان تدفع جوبا 6.5 بليون دولار سنوياً للخرطوم حداً أقصى (منها نحو 2.6 بليون مباشرة، و1.1 بليون رسوم ترانزيت)، مع الاخذ في الاعتبار ان مفعول هذا الحل يمتد حتى عام 2014. ووعدت المنظمة باقتراح حل وسط آخر قبل نهاية الشهر، في حال رفض هذا الطلب من جانب أي من الطرفين. وبالفعل رفضت جوبا هذا الحل. وتلى هذا الرفض تصعيد خطابي، بل تلويح بالحرب الاستنزافية، وبادرت جوبا الى تجنيد الشباب للخدمة العسكرية.

ان المطلوب طبعاً، هو التوصل الى حل وسط، وتجنب الحرب. فالمجال لا يزال مفتوحاً لنتيجة كهذه، على رغم حدة الخطابات «النارية» التي سئمناها من «الزعماء» العرب، والتي هي فعلاً علامة ضعف لا قوة، وما ادت إلا الى الويلات والدمار.

دار الحياة

تعليق واحد

  1. معلوماتك غير دقيقة ,,,,, ليس هناك موانىء لأثيوبيا تطل على المحيط الهندى ولا لجيبوتى التى تتعامل عن طريقها اثيوبيا موانىء على الهندى

  2. نحن شعب لم يكتب له ان يعش فى نعيم ولا رفاهيه وابتلاه ربه بناس لايحبون الخير لغيرهم سواء كان الطغمة الجنوبيه او الشماليه لم ولن ينازلوا عن الخلافات الشخصية لمصلحة الشعبين لذلك كل عاقل يجب ان يضع محل الدولتين صفر كبير كانه لم يكن تعتبروه كلام مجنون

  3. الغباء السياسي للمؤتمر الوطني هو ما ادي بنا الي هذه المرحلة
    والغباء في نظري في قضية النفط خاصة يرتبط بعدة نقاط اغبي الاغبياء ما كان يوافق عليها وهي كالاتي :-
    1- نيفاشا الله يلعن نيفاشا ومن سار في دربها
    يظهر الغباء في نيفاشا بان التوقيع كان اسرع من ماهو متوقع وكانه حط راحلة اما كان الاجدر التريث في مطالبنا وحقوقنا في النفط الذي تعلم الخرطوم جيدا انه يمثل 75% من دخلها بعدما ضربوا الزراعة كما ضرب تسونامي الامم الاخري
    فلماذا لم تكون الفترة الانتقالية 15 سنة او 20 عاما مثلا فبريطانيا لم تخرج من هونج كنج إلا في العام 1997 م اين المؤتمرجية من ذلك هذا اذا ما سلمنا بان للجنوبيين حق
    2- تم تسليم الجمل بما حمل للجنوب بترول يضخ اين الخسارة اين تعبنا اين حقوقنا في الاكتشاف والتنقيب
    3-خوف زبانية الخرطوم من الجنائية والصفقة الفاشلة مع ماما امريكا ادت الي تسريع الانفصال علي الرغم من ان المشاكل مازالت عالقة وبالاخص ابيي
    4-الحين وفي الزمن الضائع ادرك المؤتمرجية هزال الاتفاقية التي ملوا بها الارض ضجيجا وهاي هي تضيق بهم الارض بما رحبت
    البشير يلوح بالحرب الم تعرف ايها الرجل ان الجنوب اصبح دولة وسيكون الوبال اكبر بكثير عندما كنتم تقاتلون حركة والله المستعان
    حلم المؤتمرجية كثيرا بالاستقرار بعد الانفصال والتربع اكثر علي الكرسي وامتداد الفساد فيما تبقي من ثروة للسودان ولكن هبوب رياح التغيرات العربية والجنوب اصبح خنجرا في الخاصرة ضاعف من مشاكل المؤتمرجية كثيرا

  4. على الرغم من ان االسيد وليد خدوري من المحللين المرموقين في مجال النفط،لكن لم يجانبه الصواب خاصة في موضوع المؤاني الاثييوبية على المحيط الهندي،اثيوبيا دولة حبيسة كجارتها جنوب السودان،المواني فقط في اريتريا كميناء مصوع،اتفق معه في سعر الانابيب،السعر المناسب هو 21 دولار.

  5. سلام عليكم

    المشكله يا اخوانا ان السودان اعتمد على النفط اعتماد كلى واهمل جميع الموارد التى كانت تدر عليه عمله حره والتى عرفناها وعرفها كل اهل السودان الا وهى الزراعه والتى تتمثل فى الذهب الابيض القطن والصمغ العربى ومنجات زراعيه اخرى واتجهة الانقاذ الى الربح السريع عن طريق البترول الذى لم يرى منه الشعب السودانى شيئا وكل هذه الدولارات دخلت الى الكروش الانقاذيه ولم ينال هذا الشعب الذى لاحول ولاقوه له نصيبه من هذا النفط الذى استخرج باسمهم وفى نهاية المطاف مهما تناحرة الاحزاب والمعارضين والحكومه ودولة الجنوب الضحيه فى النهايه هذا المواطن المسكين الذى يكافح من الفجر كى يوفر لقمة العيش لابنائه الذين هم مستقبل هذا البلد لذا ارجو من كل الاخوه الذين يكتبون ويتحدثون باسم الشعب ان يراعو مصلحة الشعب .

  6. مما يكـشف جهـل الجـنـوبـيون انهم ادعـوا بأن تـشـاد تـدفع 60/00 سـنتيما ( سـتون سـنـتيما ) لمرور برميل البترول للكامـيرون عـبر اراضيـه . ونقول لهم نعم ولكن من يملك خـطوط الأنبابيب ؟ انها تـشاد . فهى التى بنتها ودفعت قيمتها اما فى حالة السودان والجنوب فالخطوط ملك للسودان لذلك السعر الذى بين تشاد والكاميرون غـير مناسب للحالة السودانية . هـل فهمتم ؟

  7. يا كاسترو حسابك ما صاح
    الكيزان نتيجة سياساتهم اضطروا للموافقه علي عقود مجحفه ومواصفات وتكنولوجيا متدنيه ودفعوا حق الانابيب من قروش البترول يعني من دقنو وفتلو

  8. يا كاسترو تشاد تملك أنابيب نفطها و بتدفع واحد و أربعين سنت كرسوم عبور. أما احنا البترول بترولنا و خطوط الأنابيب برضو بنيت بقروشنا . مفروض ناس الخرطوم ما يقلل أدبهم و يقولو لينا عاوزين ستة وثلاثين دولار بدل ستين سنت للبرميل الواحد . هو فيه كرم أكثر من كدا ؟ وأكتر من كدا نهبوا بترولنا بالنهار دون خجل . يا أخي الجنوبيون مش ناس جهلة و انما إنت و مطبلتية الانقاذ أنتم الجهلاء. بعدين أقوليك حاجة السودان لم تخسر ولا مليم في بناء خطوط أنابيب نقل البترول ويبقى بالتالي الأنابيب و مصافي تكرير البترول ملكash للجنوب بدون كلام ولا نقاش .

  9. 1. يا جادالرب إنت بتقول الله يلعن نيفاشا . أنا بقول الله يلعنك كمان !

    2. قلت كمان كان الاجدر التريث في مطالبنا وحقوقنا في النفط الذي تعلم الخرطوم جيدا انه يمثل 75% من دخلها بعدما ضربوا الزراعة ككما ضرب تسونامي الامم الاخري .

    فلماذا لم تكون الفترة الانتقالية 15 سنة او 20 عاما مثلا فبريطانيا لم تخرج من هونج كنج إلا في العام 1997 م اين المؤتمرجية من ذلك هذا اذا ما سلمنا بان للجنوبيين حق
    2- تم تسليم الجمل بما حمل للجنوب بترول يضخ اين الخسارة اين تعبنا اين حقوقنا في الاكتشاف والتنقيب
    تعليق:

    يا رجل خليك منطقي شوية .اللي أهلك شافوه بعد نيفاشا ما هيشوفهو ناتي. نيفاشا كانت بركة على أهل الانقاذ . كيف ؟ شوف وقارن بين الخرطوم قبل البترول وخرطوم البترول في عهد نيفاشا وما بعدها . أكيد الفرق كبير جداً . في عهد نيفاشا إنهمك الاسلاميون في نهب البترول وحتى حصة الجنوب من واردات النفط . فقد كانو يلعبون بلارقام و يعطون الجنوب 24% وياخذون 76% في أكبر خرق لنيفاشا . واليوم بعد تبدل الحالة أخذ يتكلمون بلغة الحرب

    3. الفترة الانتقالية 15 سنة او 20 هذه الحكومة كانت يريدها 10 سنوات -والجنوبيون سنتان فقط . و بعملية جمع والقسمة على اثنين أصبحت ستة سنوات . وبعدين يا جادرب نحنا مش هونغكونغ . لو كان الامور بيدنا لكان الفترة الانتقالية سنة أو سنتان فقط . أما كلامك عن تسليم الجمل بما حمل للجنوب ده كلام فيها إجحاف في حق الجنوبيين . البترول بترول الجنوب اكتشفتها شركة شيفرون الأمريكية لا عندكم فيها خسارة ولا تعب ولا حتى حقوق . الحاصل إنو انتم نهبتم و استمتعتم بحقوق غيركم من المستضعفين في أبشع صور إستغلال السلطة .

  10. كلامك في الصميم يا Kbbos ديل الشمالين ناس حراميه ومتسلقين وعندهم فهم انو كل خير السودان القديم ملكهم وعلي هذا الاساس كانوا بيتعاملوا معاكم وعانا نحن ابناء البجا لكن انا عافي منكم عرفتو تنظموهم تمتم وذلك اعطانا الامل للانعتاق من ظلمهم واستقلالهم الرخيص وبقول ليهم اجو الراجيكم يا عملاء المستعمر سابقا ( بجا حديد )

  11. حقوا تفهم يا kibo & الادروب
    نحن لا نتكلم عن شرذمة الانتقاذ يا غبي نحن بنتكلم عن السودان
    وبعدين اذا انت ماملم بالقوانيين الدولية حقوا ترجع تقرا لسع عشان بتناقش في مسلمات القانون في حالة الانفصال (قال خط الانابيب قال )
    وما لم تفهمه انتم الجنوب وبترولة في خرارة ولكن غباء الانقاذ هو الذي طول لسانكم
    وبعدين هسع انت اعلنت وقف انتاج النفط الخلاك تمشي المفاوضات شنو اذا ماكان فيك رخوه
    ما تكون شجاع وتقطع العلاقات بالمرة عشان نشوف صومال جديد في الجنوب
    بعدين الغباء الاكبر في حكومة الجنوب تاتمر بامر ماما امريكا وقول لماذا تراجع عمكم سلفاكير عن الاتفاق بالاتصال عليه منسيده اوباما هههههههههههه
    بعدين انا بتحداك لو تنشي خط وحليمة ترجع لي قديمة تاني رغم انفك تجي تستخدم الانابيب وبالمفروض من عندنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..