أخبار السودان

النظام البديل لن يضعه إلا الحوار الجماعي.

د. محجوب محمد صالح

الحراك السياسي الكبير الذي قاده الشباب في الساحة السودانية أواخر سبتمبر الماضي ما زالت تداعياته تسيطر على الساحة السياسية بعد أن تجاوز الناشطون السبب المباشر للقضية وهو الأزمة الاقتصادية إلى أسبابها الجذرية وهي أزمة الحكم التي أدخلت البلاد في مأزق اقتصادي عبرت عنه الإجراءات الأخيرة، وأزمة اجتماعية تهدد الوطن بالتشطي، وأزمة أمنية تجلت في حروب أهلية لا نهاية لها، وحكم غير راشد يستند إلى استئثار فئة واحدة بالسلطة والثروة وتهميش كافة القوى الأخرى وتظل قضية العنف الذي مورس خلال هذا الحراك تنتظر التحقيق المستقل المحايد.

لقد باتت (الكتلة الحرجة) القادرة على الفعل في السودان كلها على قناعة بحتمية التغيير الفوري وأنه من المستحيل استمرار الأوضاع الحالية وحالة الاحتقان الراهنة لأن استمرارها سيؤدي إلى انهيار وتشظي الوطن، وبات هذا الإحساس شاملاً حتى طال صفوف الحزب الحاكم نفسه الذي بات يواجه تمرداً محدوداً داخله.

هذه هي أهم نتائج حراك سبتمبر الماضي والجماعة الحاكمة نفسها لم تكن بمنجاة من هذا الشعور العام بحتمية التغيير ولكنها ما زالت تتعامل معه بأسلوبها القديم باحثة عن تغيير ديكوري في محاولة لاستقطاب ركاب جدد لقطار فقد اتجاهه وبات يسير بغير هدى، فتواصلت التسريبات عن قرب الإعلان عن تشكيل وزاري جديد لا يهم أمره احداً لأن سوق (الاستوزار) أخذ ينضب بعد أن رأى الآخرون أهل القطار الأصليين يفرون منه.

لكن السؤال يظل ملحاً: ثم ماذا بعد؟ مجرد طرح السؤال بهذه الصيغة يعني بداية أن الكل قد بات اليوم على قناعة بحتمية التغيير الفوري، والناس الآن يتحدثون عما بعد التغيير وفي ذهنهم مشاكل واجهت التغيير في كثير من دول الربيع العربي بعد أن أنجزت تلك البلاد المهمة الأولى وهي إسقاط الأنظمة الشمولية في أوطانها ولا يريد السودانيون أن يدخلوا في دوامة البحث عن البديل بعد تغيير النظام لأن واقع الحال في السودان يجعل مثل هذا الخيار كارثيا مع تردي الأوضاع الأمنية، وانتشار السلاح غير الشرعي، ووجود عشرات الميليشيات المسلحة في طول البلاد وعرضها متزامنة مع صراعات قبلية دموية؛ ولهذا يكثر الحديث في صفوف المعارضة عن (البديل) غير أن مثل هذا السؤال ينبغي ألا يتحول إلى كلمة حق يراد بها باطل ولا إلى (فزاعة) تخيف الناس من الإقدام على مهمة التغيير.

السؤال مشروع ولكن المدخل إليه ينبغي أن يكون تحركاً في أوساط كافة القوى التي تقود هذا الحراك عن قناعة بضرورة التغيير الفوري، ولا بد بداية من أن تنظم صفوفها وتحدد أهدافها وتدخل في حوار جاد بين أطرافها اليوم وليس غداً لاستكشاف مرتكزات ذلك البديل المنشود، وهذا يقتضي تحديد تلك الجهات التي نعتقد أنها تأتي في المقدمة:

الشباب: فهم الآن بحق صناع الأحداث وهم ركيزة الحاضر وكل المستقبل وقد أثبتوا قدرة فائقة على التنظيم وعلى التواصل والتفاعل وعلى التضحية ولا بد من استصحاب رأيهم في أي مشروع وطني يهدف إلى إعادة بناء الدولة السودانية.
المرأة: وهي ناضلت وما زالت تناضل ببسالة وهي قد ضحت وما زالت تضحي وتنشط متمردة على قيود مصطنعة فأثبتت أنها شريك فاعل في صناعة الحدث وينبغي الاستماع لرأيها عند صناعة البديل.

حملة السلاح: فلن يتحقق استقرار وسلام وتنمية إلا عبر إشراكهم في صناعة البديل الذي يرضي تطلعاتهم ضمن مشروع وطني يحفظ حقوق الجميع، ولا بد من إقناعهم بوقف العدائيات ووضع السلاح لتوفير جو آمن للاتفاق على البديل المنشود فلا مكان لسلاح خاص في أي وضع ديمقراطي.

منظمات المجتمع: التي انتشرت في طول البلاد وعرضها وخلقت منابر فاعلة ونشطة وأسهمت في نشر الوعي واحتفظت بالشعلة مشتعلة تحت أحلك الظروف وتراكمت لديها معارف وخبرات سترفد المشروع البديل.

الأحزاب السياسية: التي ظلت محاصرة عبر عقود من الزمان، ما أنهك قواها وأضعف صلتها بقواعدها وأغلق الأبواب أمام نشاطها ولكنها تظل في نهاية المطاف الماعون السياسي الأهم لإنفاذ الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، وقد ظلت تتدارس قضية البديل ولديها خبرات متراكمة.

قوى نقابية ومهنية وأكاديمية وشخصيات قومية ذات توجهات متنوعة: ظلت تنشط وتتحرك وتبدي آراءها في شتى التحديات التي تواجه الوطن ولديها رؤى وأفكار لا بد من استصحابها.

هذه الجماعات على اختلاف مواقعها وتعددها قادرة على أن تثري النقاش الهادف في هذا الوقت الحرج ومن السهل التواصل بينها عبر شبكات الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي والمنابر العديدة المتاحة والتي تتجاوز قيود الزمان والمكان وأساليب الحصار المختلفة، وهي مطالبة بأن تبتدر هذا النقاش الآن وعلى أوسع نطاق دون أن يوقف ذلك الحراك الشامل العمل لإنجاز التغيير، فلماذا لا ينخرط الجميع في مثل هذا التمرين العاجل والهادف حتى يأتي البديل في مجمله اتفاقاً على الحد الأدنى المشترك بين الجميع وليس رؤية أحادية لحزب واحد أو جماعة واحدة أو حتى عدد محدود من القوى الناشطة؟

د. محجوب محمد صالح
كاتب سوداني
[email][email protected][/email] العرب

تعليق واحد

  1. أولا تعالوا نقلع النظام وبعدين نشوف البديل. البديل لو اصبح حمار ما مشكلة بس يشاور الناس ويسمع الرأي الآخر. 0123652351

  2. لازم نفهم الاحزاب بواقعية وتجرد حتى لو كنا اعضاء في هذة الاحزاب
    على ان يكون المعيار الوحيد الذي يحقق العدالة والاستقرار
    هو الدولة المدنية دولة المؤسسات
    وعليه كيف نفهم احزاب مشاركة في الحكم وفي نفس الوقت مع المعارضة
    هذة اول كذبة على المعيار الحقيقي وهو دولة المؤسسات والديمقراطية
    الاعتاد على التغيير في القوة الداعمة لدولة المؤسسات وهي القوة الاكثر
    وبعد تنظيمها تكون قادرة على احداث التغيير
    حسب الواقع قيادة الامة والاتحادي لا يمكن ان تدعم دولة المؤسسات
    ولذك علينا التخلص من الوهم بان التغيير لا يمكن يحدث الا بوجودهم
    وسباب الاتحادي والامة مصلحتهم الحقيقة مع الدولة المدنية ودولة المؤسسات
    لانها الدولة الوحيد التي تحقق العدل

  3. ربنا يطول في عمرك يا د. محجوب وعمر استاذ فيصل وكل الشرفاء في بلاد الشمس.. أسعد جداً عندما أقرأ مثل هذا الكلام المفيد والمهم في هذه المرحلة المهمة من تاريخنا ، كيف نسأل عن البديل في بلد شبابها شهداء من عمر 14 وبداية الثلاثين سقطوا خضراً كورق الليمون ولو كتبت لهم حياة ثانية لماتوا ألف مرة.. لأنهم كسروا حاجز الخوف .. أنظر لوجوه هؤلاء الحكام ولخطوط العمر التي يفترض ان تكون خطوط محشوة بالرحمة لأنهم جميعهم الان جدود ولديهم احفاد وهذا هو عمر الرحمة والانكسار الإنساني ولكنهم الان هم وحوش ينهشون لحوم الصغار الهشة ليقبعوا في كرسي الحكم.. عن نفسي أوؤمن تماماً بأن الله لديه حكمة وأن هؤلاء كان يجب ان يلعبوا هذا الدور ليكون أخر أدوار الاسلام السياسي وحتى يروا بأم عينهم كيف ينسحب منهم حتى ابناءهم .. ثقوا أن الله عادل والأرض يرثها عباده الصالحين ليس الذين يكنزون المال والذهب في ماليزيا وسويسرا وقطر وغيرها بينما يضحكوا على البسطاء بالتقشف .. لماذا التقشف في بلد خيره في ظاهره وباطنه ، انهم ارتضوا لنا الذلة والشحدة كل وزير شايل قرعة واتوزعوا في القبل الأربعة ، كم كنا أعزة وصار جوازنا سبه بلونه الاخضر الذي كان زاهياً وحتى تغيير لونه لم يجدي شيئاً ، مثلك يا د. محجوب وامثال كل الاكاديميين والزراع والصناع والبسطاء والفقراء الذي ينظرون للسماء بعين الرجاء لن يرتد بصيرهم وهو حسير.. اللهم عجل بالنصر وفك الكرب.. اللهم أمين

  4. يا جماهير شعبنا البطل
    في كل المدن و القرى و عواصم الولايات …
    باسم شهدائنا الأبرار .. الذين وهبوا أرواحهم الطاهرة و الزكية …
    من أجل كرامة الوطن و حرية الوطن و عزة الوطن .. فهم السابقون و نحن اللاحقون حتى ترتفع راية الوطن عالية خفاقة في سماء السودان …
    و باسم جرحانا و المعتقلين و المعتقلات في سجون النظام الفاشي و المستبد فإنهم لن يكونوا لوحدهم أبدا .. فنحن معهم حتى يتم إطلاق سراحهم و قريبا بإذن الله تعالى …
    وباسم من ينتظرون على أبواب المحاكم و يبحث النظام لهم عن تهم من معلباتهم الجاهزة منتهية الصلاحية فلن يتذوقها أحد ..
    إن الثورة التي مضى عليها 31 يوما .. مستمرة .. طالما بقيت هذه العصابة جاثمة على صدورنا …
    و قد بدأت تباشير النجاح كما تسمعون و تشاهدون في أجهزة إعلامهم و صراخهم حتى فيما بينهم و إن النظام يترنح من توالي الضربات و فضح حقيقتهم لكل الشعب بل والعالم أجمع …
    سقف مطالبنا و شروطنا تزداد كل يوم و شعاراتنا تبدأ من مبدأ ” لا عفا الله عما سلف ” و سيطال الحساب كلا من سرق و أجرم في حق شعبنا و ماله و تلوثت أيديه بدماء شعبنا سابقا و لاحقا و كل من وقف إلى جانبهم أو تكتم عليهم .
    و خطواتنا الاستباقية سننزلها عليهم في قادم الأيام .. بدءا من الاسبوع القادم .. نحن لا نقلد غيرنا و لا نتبع خطوات غيرنا و خريطة طريقنا ذات اتجاه واحد لا تعرف اللف و الدوران …
    و لا يهمنا من انفصل منهم أو غادر سفينتهم و لا يهمنا من يردد من هو البديل !! فنحن أكثر من 33 مليونا و دولة عميقة و لنا ذخيرة كافية مهاجرة خارج السودان و داخل السودان ستكون هي البديل .
    فهل كان البشير بديلا و هل كان علي عثمان بديلا و هل كان نافع بديلا ؟؟؟
    و قد أتى بهم غراب الشؤم الترابي ذات ليلة سوداء في تاريخنا . ولا يعرف أصلهم من فصلهم و لكن ظهرت عوراتهم من بداية حركتهم ، فنكشفت عوراتهم للجميع ..
    هذا البغل الذي أمامكم المدعو أحمد ابراهيم الطاهر يتقاضى شهريا 30 مليون جنيه راتبا و مخصصات تفوق المئة مليون سنويا و بدلات مثلها و بدل اجتماعات مثلها .. غير حظوظه من المصادر الأخرى في الوقت الذي لا توجد فيه مغاسل للكلى أو حتى حقن للملاريا و مستشفيات سيحجز عليها لعدم دفع سعر اسطوانات الأكسجين ؟؟؟
    و نحن نعلم من هم الذين يوزعون الأدوار بينهم و يتبادلون الكراسي و المراكز و حتى المنابر و الصحف لم تسلم من مسرحياتهم السيئة الإخراج ..
    نحن ليس لدينا ما نخسره الآن فقد خسرنا سابقا كثيرا و لكن مضى الكثير و بقي القليل.. يرونها بعيدة و نراها قريبة ..

    و إنها لثورة حتى النصر .. و مليون شهيد لعهد جديد .. و عاش كفاح الشعب السوداني

  5. الطغاة اسكرتهم خمرة السلطة ولن يتخلوا عنها الا بالعنف انظر الى تجربة مجنون ليبيا وحسن مبارك وغيرهم وهؤلاء سيكونون اشد تشبثا لما ارتكبوا من الجرائم فالنستعد لمعركة حاسمة تقتلعهم منجزورهم النتنة

  6. لماذا التحقيق فى قتل المتظاهرين ؟ الرئيس الدائم اعترف صراحة لصحيفة المدينه انه امر قواته الخاصة بقتل المتظاهرين وحسمت المعركة فى اقل من 48 ساعة ..ولا ادرى لماذا لا يرسل قواته الخاصة للرجال الغبش فى جبال النوبه وكاودا ودارفور والنيل الازرق ؟ ووفقا لشريعة هيئة علماء السودان المزورة . فالرئيس مثل ( الإله ) لا يسأل عما يفعل .. والشيخ الدجال عبدالحى قال ان على الحكومة ان تدفع ديات القتلى .. هكذا ببساطة وخروجا عن احكام رسالة الاسلام وتزويرا للشريعه .. ورغبة فى ارضاء الرئيس الدائم ولى نعمتهم ورازقهم .. الرئيس قال انا قتلت .. والقاتل يجب ان يقام عليه القصاص بموافقة اولياء الدم ..ولكن الشريعه المزورة تطبق فقط على ابناء دارفور المساكين الفقراء ورأينا كيف تم اعدامهم بالجملة لانهم قتلوا صحفى واحد فقط اسمه محمد طه من ابناء شمال السودان الحكام ..

  7. التاريخ يقول
    التاريخ يقول إن الوقت ليس في صالح الطوائف الدينية التي كونها وقواها الإستعمار وإستقلت الدين وطيبة أهل السودان وجهلهم وتدينهم لتعيش في بحبوحة أسطورية غير مسبوقة في تاريخ السودان والي الآن لها أتباع منهم من يخدمونها في قصورهم ومزارعهم دون أجر ومنهم من يأتمرون بالإشارة ويركعون ويبوسون أيدي كهنتها ؟؟؟ هذه الطوائف للأسف الشديد ما زال البعض يطلق عليهم لقب أحزاب ديمقراطية ؟؟؟ في ذبح تاريخي لما تعنيه كلمة حزب وكلمة ديمقراطية ؟؟؟ أن مصلحتهم الحقيقية أن يظل وضع السودان كما هو عليه الآن متخلفاً وشعبه ذليل ويقبع في زيل كل الأمم ؟؟؟ وبالتأكيد أنه لن يكون لهم مجال في الثورة القادمة ذات الأهداف الوطنية والتي علي الأبواب ؟ والتي من أولياتها تحرير وتطوير الأنسان السوداني بقض النظر عن لونه أو قبيلته أو عنصره أو منطقته ؟؟؟ كما إن هنالك خطورة كبيرة عليهم من توحد الأحزاب الوطنية من شباب الجيل المستنير والثائر ؟؟؟ ففي السودان الآن 86 حزب مسجل وأكثر من ذلك غير مسجل ومعظمها له هدف واحد وبرامج وطنية متشابهة وإنما ينقص قادتها الكثر الجرأة والثورية للتفاوض مع بعض للإتحاد والإندماج لتكوين حزب شبابي وطني عصري له برنامج وطني مدروس ليكون قوة ضاربة تحل محل تلك الطوائف هي ودينصوراتها المنقرضة ؟؟؟ حزب يهزم تجار الدين في أي ميدان يختاروه سواء بالإنتخابات الحرة ونزيهة أو بالسلاح ؟؟؟ يا شباب السودان المستنير وثائر سودانكم الغريق يناديكم إتحدوا ؟ إتحدوا ؟ إتحدوا ؟ ا اليوم قبل الغد لكنس تجار الدين الكهنة القدامي والجدد الكيزان اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والنساء والأطفال قاتلهم الله ؟؟؟

  8. طرح موضوعي، منطقي وفعال، يحتاج فقط لتخطيط وتنفيذ بحرص ودقة متناهيتين، ولكن مثل هذاالطرح رغم انه بديل جيد وحماية للوطن من الوقع في مزيد من الصراعات والفتن والتشظي ولكنه – اي الطرح – لن تدعه هذه الحكومة يكتمل ويتحقق، فهي ستري فيه خطرا يهدد سيطرتها علي كراسي الحكم التي تفعل أي شئ من اجل البقاء فيها والمحافظة عليها كما رأينا في مناسبات عديدة وقد وصل بها هذا الحرص درجة تقوم بتقتيل الاطفال من اجلها، هذا ليس تثبيطا ولكنه تحوطا ودعوة للفعل بطريقة تحقق مراميه النبيلة التي ذكرها الاستاذ محجوب

  9. التغيير سنة من سنن الحياة
    ولكن تغيير النظام الحاكم في السودان لن يتم بالانتخابات وهذه معلومة ويدركها لجميع وتكفي مهزلة الانتخابات السابقة اضافة لان الاحزاب الموجودة في الساحة مثل حزب الامة والاتحادي والشعبي فهؤلاء اكثر حرصا على استمرار النظام الحاكم في الحكم وان تبقى تحت كنفه وتشاكسه اعلاميا ولا اعتقد ان احدا من هذه الاحزاب مؤهل لخوض انتخابات ولن يجرؤ للاقدام على هذه الخطوة وسيتعللون بعدم جاهزيتهم وقد فوجئوا بالانتخابات ولكن حقيقة الامر ان هذه الاحزاب ليس لها قواعد تعتمد عليها وقد استطاع المؤتمر الوطني بشراهته المعهودة ان يشطرهم الى شطائر ويضمهم اليه تحت لافتات تجديد واصلاح وقيادة جماعية ولكنهم حقيقة الامر مؤتمر وطني يلتصقون به ديكوريا بهذه الاسماء لاغراض ايحائية وكتكملة لصورة خارجية لتسر الناظرين ولكن بواطن الامور يعلمها كل ذو عقل .. يعني موضوع التغيير بصندوق الانتخابات ليس خيار واقعي ولا ننسى ان المؤتمر الوطني تحت سلطته اقتصاد ومالية واعلام وجيش وشرطة وقضاء واليات الدولةجميعها
    ليس امام الشعب السوداني الا الاعتصام المدني او العصيان المدني بان لا يذهب الموظف والعامل الى عمله وان لايفتح التاجر دكانه وان لايخرج احد من منزله لمدة اسبوع كامل من الجمعة الى الجمعة وبدون مظاهرات او اعتصامات في الميادين لعدم وجود قيادات لمثل هذا العمل الذي يتطلب المنهج والقدرة على المواجهة وذلك للاستفادة من مظاهرات الشوارع في سبتمبر الماضي التي تخللتها عناصر اجرامية قامت بالسلب والنهب والحرق .. اعتصام في البيت كل رب اسرة عليه ان يوفر قوت يكفيه لمدة اسبوع واحد ولو القليل اليسير ولكن تكون هنالك عزيمة ان لا يخرج احد حالة شلل تام وكامل
    وهذا الامر الوحيد المتاح للشعب السوداني لاغيره

  10. يعني بالدارجي و كده النظام ما بيمشي بأخوي و أخوك إلا كان ضامنيين أنكم تكتسحو الأنتخابات الجاية ..

    أما التظاهرات فعبارة عن مضيعة للوقت ..
    فالبشير لن يرضح لصوت الشارع و عنده خطة ب و ج و د الخ إلى آخر الحروف و الثورة المحمية بالسلاح برضو فكرة ما تمام و يفهموها كيف ( مسجين يتدخلو لضرب الأمن ) !! و المظاهرات مستمرة و البشير ما بيتنازل !!! غلوتية مش ؟؟ لكن ليها حل ..

    تنظيم صفوفنا و التنسيق مع الجبهة الثورية و جبهة الشرق و (حمل السلاح) و تحرير المدن و تسليمها للثوار لادارتها و يتوالى الزحف حتى الخرطوم و حينها فقط سيسقط النظام ..

    و نتكلم و نتكلم و نرجع … ما في خيارات كتيرة ..

    الصمت و التماهي مع النظام …

    أو

    المواجههة ..

  11. الأستاذ الكبير محجوب محمد صالح التحية لكم وأنتم تبحثون عن مخارج آمنة للوطن:
    السودان يسير نحو المجهول عبر مسارات خطيرة شديدة التعرج والانحدار ولا يستطيع احد ان يتنبأ بما يمكن ان يحدث اليوم او غدا، ولكني استطيع أن أؤكد أن السودان قد دخل في طريق (اتجاه واحد) يسير نحو التغيير، والتغيير سنة كونية لا يستطيع أن يقف أمامها احد مهما بلغ من قوة وذكاء، وفي الواقع فان التغيير في السودان قد حدث بالفعل ولكننا نكابر، فالسودان اليوم ليس هو سودان القرن العشرون بأي حال من الأحوال، فلا المؤتمر الوطني هو المؤتمر الوطني، ولا حزب الأمة هو حزب الأمة، ولا الاتحادي هو الاتحادي، ولا الحزب الشيوعي هو الحزب الشيوعي، ولا المركز هو المركز، ولا الهامش هو الهامش، ولا النخبة هي النخبة، ولا شباب هم الشباب… الخ لقد تغير كل شيء في السودان ولكنا نكابر ولا نريد ان ننزل هذا التغيير على ارض الواقع.

    هناك حقائق لا احد يستطيع إنكارها إلا إذا كان درويشا كبيرا:
    1- الحكومة الحالية لن تستطيع الاستمرار وهذا واضح لكل ذي بصيرة.
    2- الأحزاب السياسية التقليدية تتهرب (عديييل كده) من إسقاط الحكومة خوفا من التصدي للتركة الثقيلة للحكومة الحالية. يعني الليلة دي لو الحكومة قالت لحزب الأمة والاتحادي “انحنا خلاص خلينا حكم السودان تعالوا استلموا وكونوا حكومتكم واعملوا العايزينوا” والله تا الله سيولون الدبر وسيعرّدون “عريدة الله يلاقينا”
    3- الجبهة الثورية وحركات التمرد لن تتجرأ على الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح لأنها تدرك تماما انها لن تستطيع أن تصمد شهرا واحدا داخل الخرطوم .

    اعتماد الحلول التالية خطأ استراتيجي:
    1- تكوين حكومة انتقالية من التقنوقراط كما ينادي البعض.
    2- تكوين حكومة وفاق وطني كما ينادي البعض الآخر.
    ببساطة لان مثل هذه الحكومات ستدخل في مواجهة مباشرة مع الحركات المسلحة وتزداد المشكلة السودانية تعقيدا.

    للخروج من هذه الورطة اقترح النقاط التالية (للنقاش):
    1- تقوم الحكومة الحالية برئاسة البشير بالاتصال بالجبهة الثورية وابلاغها بأنها بصدد حل المشكلة الحالية حل جذري لا عودة بعدها للحرب وانها بصدد تكليف الاحزاب السياسية المعارضة للتفاوض معها في هذا الخصوص.
    2- تقوم الحكومة الحالية برئاسة البشير بتفويض الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الاخرى عبر قرار جمهوري بالتحاور مع الجبهة الثورية للتوصل لاتفاق شامل يحل المسألة السودانية حل جذري.
    3- تتعهد الحكومة بقيادة البشير بالموافقة على نتائج الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ الفوري ودون اي تلكؤ.
    4- تراجع الاحزاب السياسية رؤيتها للحل وتناقش وثيقة الفجر الجديدة واي وثائق واقتراحات اخرى تمهيدا للجلوس مع الجبهة الثورية.
    5- تدعو الاحزاب السياسية الجبهة الثورية للتفاوض في اى مدينة سودانية، انا اقترح كاودا او كادقلي .
    6- تعلن الحكومة وقف شامل لإطلاق النار في كافة انحاء السودان قبل اسبوع من بداية المفاوضات لتهيئة الجو الملائم والمعافى للتوصل لحلول ترضي الجميع.
    7- اي اتفاق يتم التوصل لا بد ان يشتمل على وقف الحرب وقف نهائي وعدم العودة اليها مهما كانت الاسباب.

    أقول قولي هذا والتغيير سيحدث رضينا أو أبينا.

  12. المقال فعلا متميز لكنه مثالى وما بنفع مع البلطجية وايضا التعليقات متميزة وفااااهمة ولكن رايى مع راى المشتهى السخينة لزوم التحقيق شنو طالماان اب ذمة لستك اعترف بعضمة لسانه انه قتلونشر وفى صحيفة واسعة التوزيع ان المناداة بالتحقيق مماطلة ولولوة ( معذرة للمعلق لولوة ما استاذنت منك اوعى تشتكينى فى الملكية الفكريةحازوغ اقول كتبتها بالحروف العربية وانت بتكتب بلغة الفرنجة ) نحن نريد اخذ الثار للثوار وضحايا التعذيب والمعتقلين وباثر رجعى ليس قصرا على انتفاضة سبتمبر وكان استمرينا فى الكلام ما حنعمل شىء

  13. كنت اتمنى تنط علينا جدادة ترد بنفس مستوى المقال والتعليقات دائما يختفى الجداد عند هذه المواقف

  14. كاتب المقال ذكر لنا كل تلك المجموعات ولكن لم يذكر لنا كيف تغير النظام ، هل هو بالسلاح أم الاعتصامات أم المظاهرات أم الاندماج في الحزب الحاكم والتغيير من الداخل , لأن هذه الأفكار تحملها هذه المجموعات التي ذكرها على توجهاتها – أنا شخصيا أحبذ وأثق في أسلوب الانتخابات كأفضل الأساليب لتغيير هذا النظام – وتكون البداية بالاستجابة لدعوة الرئيس البشير بوضع دستور دائم للبلاد تراعى فيه كل الحقوق والحريات … و من ثم يمكن الاتفاق بين هذه المجموعات على من يمثلها في البرلمان ومن يمثلها كرئيس جمهورية … ومثلاً لقد سبق لأحد الأشخاص فيما اعتقد ان اقترح كاتب المقال لأن يكون رئيساً مختاراً للجمهورية … وهو يستاهل إذا كان هو المعني …. ولكي لا يتم فهمي خطأ .. أنا حين اتكلم عن الانتخابات أتكلم عن أحزاب قد جددت نفسها وشبابها عبر النقاش والوصول إلى ثوابت جديدة …والله الموفق

  15. شكرا يا دكتور على المقال ولكن كما تعلم تنظيمات الانقاذ متغلغلة في المجتمع والطريقة المثلى لاقتلاعها ان يتغلغل الرافضون والثوار مثلهم ولن يتم ذلك بواسطة تنظيمات حزبية او نقابية او مجتمعية فوقية نحن صدقا مأسورون بتنظيمات ذات مسميات رائعة غير انها خارج الحلبة لكونها فوقية تملك فقط كتابة ورفع الشعارات عند خروج المظاهرة
    في تقديري لن ننجح الا بالتنظيم من اسفل القاعدة بمعنى أن يشكل كل خمسة ثقات من المعارضين في كل حي انفسهم كلجنة ويعملون في سرية للاتصال بمن يثقون بمعارضتهم للنظام ويجمعون المعلومات الكافية والدقيقة عن العناصر الموالية للنظام في الحي لعزلهم ثم يسعون للتنسيق مع لجان مماثلة في الاحياء الاخرى ويجب ان يحرصوا من استخدام الهواتف في الاتصال ببعضهم يمكنهم استخدام الايميل ان امكن او المقابلات المباشرة ويمكنهم استخدام اسماء حركية فيما بينهم .
    بالتنظيم والتنظيم فقط نستطيع اسقاط النظام وابتداع البديل على الارض عمليا
    ثم ما الفائدة اذا قطعنا الرأس وبقية الجسد حتى الذيل حي ؟
    علينا البداية بالذيل ثم الصعود .

  16. dear dr mahjoub
    thanks for an enlighting and enlighted article that illustrates exactly what is happening at present in our beloved country and what need to be done urgently and without any further ado,our political elite have proved that they are out of touch and especially considering the most recent utterances with all due respect of sayed sadig almahdi who clearly declared that he have no alternative for the status quo and he was always one of thoe who would highlight the difficulties rather than look for solutions or be part of the solution. so it is clearly the time of the groups mentioned in your article, namely the youth,the women, the armed movements, the intelectuals and the trade unions to start contemplating and planning the interim period and arrangements for the new sudan post alingaz, as it is down to these groups to see the end of this regime and up to them to look after the country after this is accomplishd,hopefully with the minimum casualties,and these arrangements should be discussed and agreed upoon by these forces and an interim government composed of these groups nominated to spearhead the struggle and bring to an end this black chapter in our history as soon as possible as any further delay would mean more deterioration and worse outcome for this ongoing stuggle. i believe and correct me if im wrong that once the alternative is agreed it would be mater of days for this regime to crumple and for the new sudan to rise from the dead…

  17. أن الكل قد بات اليوم على قناعة بحتمية التغيير الفوري، والناس الآن يتحدثون عما بعد التغيير وفي ذهنهم مشاكل واجهت التغيير في كثير من دول الربيع العربي بعد أن أنجزت تلك البلاد المهمة الأولى وهي إسقاط الأنظمة الشمولية في أوطانها ولا يريد السودانيون أن يدخلوا في دوامة البحث عن البديل بعد تغيير النظام لأن واقع الحال في السودان يجعل مثل هذا الخيار كارثيا مع تردي الأوضاع الأمنية، وانتشار السلاح غير الشرعي، ووجود عشرات الميليشيات المسلحة في طول البلاد وعرضها متزامنة مع صراعات قبلية دموية== شكرا يااستاذ ودة الكلام البيقول فيهو السيد الصادق لكن الشباب ما قادرين يتفهمو الخطورة بعد زوال النظام

  18. دكتور محجوب ، كلامك جميل ولا خلاف عليه ، وردده البشير وقادة الأحزاب وقادة القوى الثورية ، وقادة الفكر بصيغ مختلفة . بس نعتقد أن الشى النظرى كثيرآ لا يتطابق مع العملى .

    نآمل ونعشم من أمثالك المتميزين ، أن يضعوا المشرط على الجروح بدون تردد !! .. ما مصير الجيش والشرطة والأمن المؤدلج بفكر الانقاذ ، وما مصير القوات الثورية ؟ . وكذلك ما مصير القضاة وكبار الموظفين المتحكمين فى مفاتيح دولة السودان ؟ . نعتقد لا جدوى من انتخابات حتى ولو بعد عشرة سنوات وهؤلاء محتفظون بمناصبهم ، وما نهبوه خلال حكم الانقاذ .. هل سنرى فيلم الصالح العام مرة أخرى ؟ .

    كيف سيتم محاكمة الفاسدين ( الما كيشة ) زى دكتور عبدالحليم المتعافى ، و ….. ؟ .

  19. لا أدري الإصرار على الحوار وهل الإنحياز للوطن والمواطن يريد منا حوار ومع من إن الحوار يكون للوصول لحلول ترضي أطرافه وعليه فأي طرف يرى أن مصلحة الشعب يجب ان تأتي بعد مصلحته الحزبية أو متزامنة معها أو بصناعة منفردة منه فإن مثل ه>ا يجب أن لايسمع له هل يريد هئلاء من الشعب أن يحاورهم ليقنعهم أنه يستحق أن يعيش كريما . إن الحوار هنا يعني فقط محاولة إرضاء الآخرين قبول بعض من حقوق الشعب . ثم من يتحاور, إن من خرج في سبتمبر هو الشباب السوداني المغلوب على امره وال>ي لايؤمن بغير العدل ولايتمنى غير الكرامة . هل إن الدعوة للحوار امر مستف> ويجب أن يعلم الجميع أن الشعب السوداني لايخاف الموت وأن كل بيت سوداني قد فقد عزيزاً وأنه شعب مؤمن أن الموت واحد وعليه يجب أن نفسر بوضوح تام على ما>ا التحاور هل نتحاور لتوزيع صكوك الغفران لمن قتل أعزاؤنا أم لنستجدي منهم بعض من الحرية إ>ا كانت هناك دعوة للحوار فيجب ان تكون دعوى للحوار حول دستور يعاقب من طلم وفسد وأفسد دستور يغسلنا من بعض الدنث ويحفظ حقوق أبناؤنا وعزة بلادنا وه>ا الحوار أعتقد ان أطرافه يسهل التعرف عليهم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..