مقالات سياسية

(مالك عقار) .. إذا كنت مأكولاً فكن أنت آكلي!

علي أحمد

لا يضحكني في هذا الكوكب ببشره وحيواناته وجوراحه وكواسرة ودوابه وهوامه وزواحفه وحشراته وجميع مخلوقاته، مثل مالك عقار – بالطبع بعد اختفاء الجهلول الآخر مني مناوي- فكلما قرأت له تصريحاً أو استمعت إليه في لقاء أو ندوة إلاّ وفقدت السيطرة على نفسي شِدّة ما تجتاحني موجات من الضحك، ولو أن الأمر بيدي لنصحته أن يتحول إلى كوميديان ليسهم في ضخ بعض المرح في واقعنا البائس الحزين، لكن للأسف وصل الرجل أرذل عمره، ولم ينجز شيئاً لا في الحرب ولا السلام ولا الصمت ولا الكلام ولا في السياسية ولا الكياسة، وها هو الآن يسلم نفسه كأضخم رهينة بشرية إلى (علي كرتي)، ولسانه حاله يقول لسّيدة كرتي، كما قال آخر في زمن آخر : “فإنْ كنتُ مأكُولًا فكُنْ أنتَ آكلي”.

في مقابلة مع (بي بي سي)، طفق مرشح البلابسة لرئاسة الوزراء في حكومة (بورت كيزان) المُزمعة، يحلم، فأصبح ملكياً أكثر من الملك وكرتياً أكثر من الكيزان، حتى أن أصبح يتزلفهم بطريقة تجعلك تشفق عليه من سوء الخاتمة، هذا إذا له بداية حسنة، فالرجل مسربل بالسيئات منذ أن خلقه الله وإلى يوم يُبعث حيا، فماذا قال، لقد قال الكثير مما لا يستحق الرد، لذلك علينا أن نتخيّر بعض النقاط لنعلق عليها ومنها قوله: “إنّ الدعم السريع لا تُسيطر على المناطق الموجودة فيها وأن حربها من أجل الغنائم وليست لها قضية”، بمعنى أن الرجل يحاول أن يقلل من انتصارات الدعم السريع ويقلل من البعد الحقوقي للحرب نفسها، بأن يروج أن الحكومة تحارب قطاع طرق ونهابين، أي أنه استعار خطاب الحكومة الذي كانت تصف به الحركة الشعبية عندما كان عضواً (آكلاً) فيها، لكنّي أقول له، إذا كانت قوات الدعم السريع لا تسيطر بالفعل على المناطق التي حررتها من قبضة الكيزان والفلول وهزمتهم فيها هزائم نكراء، حتى أجبرت عقار نفسه بالنزوج من عاصمة البلاد إلى بورتسودان، فلماذا لا يعود الجيش إليها مُجدداً ويؤدي مهامه الدستورية في حمايتها وحماية مواطنيها، بل لماذا لا يعود عقار نفسه إلى القصر الجمهوري ليؤدي مهامه من هناك، طالما أن قوات الدعم السريع ضربت وغنمت وهربت؟!

دعونا عن ذلك، ولنمضي إلى النقطة الثانية في حديث هذا (العقار) الآيل للسقوط إلى (بي بي سي)، عن عزم حكومة الفلول على تشكيل جديدة، قال إنها ستكون بوزارات قليلة جداً وسيتم إلغاء المفوضيات – يا هلا – بالحكومة القادمة غير المعترف بها محلياً وإقليمياً ودولياً، ويا مرحباً بمالك عقار (الوجه الصاعد) إلى رئاسة الوزراء، ويا مرحى بأكلة الموز من هجو أردول وعسكوري في حكومة تكنوقراط رشيقة ستنقذ البلاد من الوضع الاقتصادي المنهار وتنتشلها من هوة المجاعة، وتعمل على تقوية الجيش وتدريبه وتسليحه بالأسلحة الحديثة لتحقيق الانتصار الساحق على قوات الدعم السريع!

الآن، آن لقائد قوات الدعم السريع أن يمد رجليه، وعليه أن يضحك ملء فيه و وشدقيه، فمالكاً الذي قال قبل قليل إنه لا يسيطر على المناطق (التي يسيطر عليها)، عاد للتو ليقول، إن على حميدتي أن يشكل حكومته إن أراد وستكون أضحوكة، وضرب في ذلك مثلاً بنفسه وكيف أصبح أضحوكة العالم عندما شكل حكومة خاصة به في المناطق المحررة إبان سنوات نضاله، ورغم أن هذه كذبة، لكن فلنجاريها – فالأمر برمته محض كوميديا – ونسلم أنه بالفعل شكل تلك الحكومة وصار بسببها أضحوكة – ولا يزال كذلك – فهل هذا يعني أن (حميدتي) الذي نفى مراراً وتكراراً أنه يخطط لإعلان حكومة في الخرطوم التي تسيطر عليها قواته، سيمر بنفس تجربة (عقار) الغبية؟!

المضحك في اللقاء قوله إن الدولة – لا أعرف أين هي هذه الدولة – من حقها تدوين بلاغات جنائية ضد رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وغير من السياسيين!، يبدو أن الرجل قد فقد عقله تماماً، وكنا نظنه فاقد للرشد فقط، عن أي دولة يتحدث لا أدري؟، يبدو أن هناك دولة ما تنبت في مخيلته وتتشكل خارطتها في أحلامه، لكن لا أحد يرى في هذا السودان دولة قائمة، وذلك ليس الآن فقط، بل منذ انقلاب البرهان على المسار المدني الديمقراطي في أكتوبر، 2021، بمساعدة مالك عقار نفسه وما عرف بجماعة (الموز) من انتهازيي الحركات وسماسرة السياسة.

لكني أريد هنا أن أهمس للقارئ بأن مالك عقار الذي يريد أن يحقق حلمه بأن يصبح رئيس وزراء ولو في حكومة غير معترف بها، يخشى أكثر ما يخشى من عبد الله حمدوك، فلو أعلن الرجل حكومة منفى – ولن يفعل ولا يرغب – فإن أحلام عقاراً ستذروها الرياح وسيجد حمدو ك تأييداً واعترافاً إقليمياً ودولياً، وهذا ما يغض مضجع الكتلة البشرية المسماة مالك عقار – عليه اللعنة.

رغم أن الرجل يستوجب اللعنات المتكررة، لكنا سنكتفي بواحدة، مكافأة له على قول كلمة حق واحدة – وإن أراد بها باطلاً – وهي قوله إن الاستنفار سلاح ذو حدين ويمكن أن يصنع مليشيا جديدة وستؤدي إلى انهيار الدولة إذا لم تتم السيطرة عليها، ولا اريد التعليق على ذلك، لأنه من البديهيات، لكن أن يفهم هذا (التنبل) البديهات، فإن ذلك جدير بالاحتفاء.

إلعنوا مالكاً لكن برفق، فالرجل في أيامه الأخيرة لا يزال حزيناً، فإن لم يعط منصب رئيس الوزراء سيصاب بسكتة وجلطة – ولا يجد من يترحم عليه.

‫6 تعليقات

  1. سلمت يمينك استاذ علي احمد وللامام دوما
    بالحتة الفيها الحديدة وفي راس الكيزان الارهابيين وعبيدهم الانجاس الملاعين.

    المتمرد مالك الحزين دا موش كان حرق علم السودان

  2. الاستاذ/ على أحمد:
    تستحق وسام الشرف على تشخيصك لهذه الشخصية الفجة التى باع تاريخه النضالي للكيزان ببضعة دولارات، شانه شأن مني اركو مناوي واردول وعسكوري وغيرهم كثر.
    لعنهم الله.

  3. قلنا أن بعض النخب السياسية وأكاديميين ايضا أصبحت عئبا يقف في طريق التوصل لحل لأزمة السودان الراهنة،، ووقف الحرب،،، ونحسب أن هؤلاء لهم اسبابهم التي من بينها الغيرة والحسد والمرواغة التي أعمت بصيرتهم واخرتهم من الملة الباحثة عن السلام بقيادة دكتور حمدوك،، قد نقبل أنهم ضد الحرية التغير ولكن لماذا لا يدعموا خط الرجل الباحث عن السلام للمواطن وتوفير الغذاء له،،، لا إجابة سواء المقولة المشهور أنه مرض النخب وإدمان الفشل،،
    ونفهم كذلك فشل هذه النخب ،، لكن أن تتواطا الحركات المسلحة ونجمها عقار على الشعب وتقف عائقا دون طموحه في حكم مدني ديمقراطي فهذه مصيبة،، فهم لم يدخلوا الخرطوم فاتحين بل دخولها بدماء الشهر الذي سال ودفع مهرا للثورة،،، نعم لقد ظهرت خيانتهم وتآمرهم على الثورة ،ةوبدأ ذلك واضحا للعيان فيما عرف باتفاق جوبا وما اشتمله عليه بينهم والعسكر من تآمر متفق عليه تحت الترابيزة،، كما قال بذلك ارخميدس زمانه مناوي الذي فر عن أهله وعجز ان يوفر الحماية والأمن لهم فبات يطالب المجتمع الدولي للقيام بهذا الدور الذي فشل فيه،، أنها رؤية السوء الذي جعلته يصطف مع الحرب ولو أن به ذرة من عقل لكان أدرك أنه خير له موقف الحياد،،،
    وليس أقل من ذلك هذا العقار ،،، الذي كان أول من انفث سمه ضد الثورة حين وصف شبابها بالمنفلتين وأنهم متمردين ضد الدولة،،، كانت تلك هديته للثورة وشبابها يوم أن اختير عضوا بمجلس السيادة،، ومن تلك اللحظة بدأ في أداء دوره لوقف مسيرة الثورة والتحول الديمقراطي واضعا يده بيد اللجنة الأمنية لنظام حكم البشير التي تتلقي التوجيهات من سياسي المؤتمر الوطني،، وهذه حقيقة أن كان يدركها عقار ويعلم بها فهو متآمر وان كان لا يدركها فهو مغفل نافع،،، ولقد ثبت أنه بالفعل مغفل نافع تائه يبحث عن رئاسة لحكومة وحاله كالذي يبحث عن إبرة في كوم من القش،،، بالتأكيد ما يقال عن عقار ومناوي يقال عن مجموعة الموزراب الارزقية ،،،، التي لا تزال تتآمر على الثورة وأن ادعت أنها مع التحول الديمقراطي،،،، لقد علمتنا التجارب أنه لا خير في مدنيين يسعون للحكم عبر بوابة العسكر،،، أما عقار فخير ما يقال عنه ،،، هو ما قاله قرنق،،، عقار اذا رسالته يقتل دبيب يجيك راجع والدبيب ملفوف في كراعو لا تعرف تقتل الدبيب ولا تنقذ عقار ،،،. مقولة فيها من الحكم الكثير ويمكن لكل شخص أن يفسرها وفق فهمه لشخصية الرجل،،،، لا خير يرجى من هكذا دعاة نضال،، تتساقط كل الاوراق الزابلة،، ويبقي جذع الثورة مخضرا ورافا يستمد صموده وقوته من صبر المؤسس حمدوك وكل من لم يخن أو يتراجع عن مبادئ ثورة الوعي الشبابي ثورة ديسمبر المجيدة.

  4. سبحان الله السودان بلد العجايب هذا الشخص المسمى مالك عقار حرق علم السودان وهو وسط قواته المتمردة عندما كان متمردا ويهلل بذلك الفعل فى فيديو مشهور متداول يصيح بقدرة قادر الرجل الثانى فى الجكومة الغير شرعية فى السودان وكمان يتبجح ويتكلم عن السودان ويفتى وكمان يعنى لو المسخ البرهان مات ولا راح فى ( ستين داهية ) يكون عقار هو رئيس السودان .
    هذا زمانك يامهازل فامرحى & قد عد كلب الصيد من الفرسان .
    وعجبى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..