العميد أحمد المصطفى: طار قلبي!

اليوم جمعة.. وإذا قال النقّاد البصيرين بأنه “فنان العصر” لم يغالوا بالنظر إلى توهجه في مرحلة إنعطاف نصف القرن نحو الاقتراب من عهد جديد محوره إنعتاق السودان قبيل معانقة الإستقلال.. وقد كان أحمد المصطفي قبيل ذلك يغني في معسكرات الجنود السودانيين الذين كان اندغامهم في قوات الحلفاء يحمل ذات الوعد.. ثم وهو الفتي القادم من (الدبيبة) بغير أن ينال نصيباً من (التمدرُس) كما يقول عنه السفير بشير البكري، يدخل مباشرة إلى عصر الأناقة الحضرية الخرطومية ويتخطاها ليلتقي بمحمد عبد الوهاب رمز الارستقراطية الغنائية المصرية المحجوب عن العامة.. ثم يلتقي بأحمد رامي شاعر الشباب وقتها، وشاعر “الست أم كلثوم” وعاشقها (من جانب واحد)! بل ويغني لرامي الذي لا يجامل: (راحل مقيم) – حبيب لست أنساه.. ولا يعييه أن يغني الفصحي الجميلة: نأى عني وغادرني.. وفي الأحلام لقياهُ/ وفي الروض أزاهير…تحاكيه وأمواهُ/ محاسن هذه الدنيا..كتاب أنتَ معناه..! وقد سار العميد في شوط مماثل عندما غني ما فات على الحركة الفنية اللبنانية (بكل كبريائها) أرق ما يُقال في الحنين إلى الأوطان: (وطن النجوم أنا هنا..حدِّق أتذكر من انا)؟ هذه القفزات قادته الي أن يشارك صباح (شحرورة العرب المدللة) في أوج سطوعها أغنية أهواك يا ملاك (النص بالنص) تحت أضواء كاميرات السينما المصرية في عنفوانها..كل ذلك وهو لم يكد ينفض غبار رحلته من (الدبيبة) حيث كان يردد بألحان بديعه أغاني (خاله) أحمد محمد الشيخ “الجاغريو” الذي كان يعيش حياته أغنية أغنية ولا يقر له قرار: طار قلبي مني/ حاولت أنساك وقلبي زاد في جروحو..وريني كيف الحي يودّع روحو؟ / والسادة ألميني/ وسميري المرسوم في ضميري/ وحبيبي أنا فرحان/ ويا رائع جفيتني وأنا ضايع/ والهادية راضية وهلمجرا..

لا يمكن تجاوز تأثير بيت الإبداع والأعمال التجارية والأدب (آل أبو العلا) على العميد وما طبعته هذه الأسره عليه من ميسم إحترام الذات، وهو ما ألزم به بصرامة مجايليه من أهل الفن في مسيرته النقابية، فأضفى عليهم الإعتبار والإحترام.. ثم كانت توأمته الفنية مع إبن الأسرة حسن عوض أبو العلا الذي صاغ حياته (التراجيدية) بحيوية أضافت الي مكتبة الغناء السوداني بغير مغالطة نموذج الصدق الفني: (بطرا اللي آمال وغاية.. ما بتحمي المقدور وقاية) و(أبكي وأشكي لمين أنا قلبي ديمه حزين)..!

وما يؤكد ربط العميد بين عهدين من الغناء مع آخرين، أنه غني لبعض فرسان (الفترة الإنتقالية): أحمد ابراهيم الطاش: (ياعظيم.. انت في القلب مقيم.. وبالآمي عليم.. ونسيم الصبح ينبيك بوجدٍ مستديم..الخ) وللصاغ محمود أبوبكر (زاهي في خدرو) ولأحمد ابراهيم فلاح (فلاح الكبير) عيوني هم السبب في أذايا/..ولخالد أبو الروس “ما أحلى ساعات اللقا”..ولطه حمدتو (الوسيم القلبي رادو) وقد كان للعميد الأول للفن محمد أحمد سرور تأثيره الذي لا يخفى على أحمد المصطفي..أما أغنياته للمراة السودانية ولأم درمان (عبدالمنعم عبدالحي) وأغنياته العجيبة الأخرى مثل (حياتي حياتي) لمبارك عبد الوهاب و(في سكون الليل) لمهدي الأمين..فتلك حكايات أخرى!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا يل دكتور لهذا الثراء علي الاصيل احمد المحمود الثري خصالا وطباعا عشنا شبابنا معه ومع غيره من تللك الكوكبو التي لاتعوض مثل ايام السودان لا تعوض كما قال محمدية رحمه ( نحن جيل محظوظ عشنا في ظلال العمالقه في كل ضروب الحياة السودانية من السياسة حتي الغناء وحق لنا نفخر ) ذاك ماضي اثير وحبيب للنفس اتحبستا فيه لحداد هذه الايام التي تطاولت في الفوضي عقود !!

  2. يقول الشاعر القلسطينى توفيق ذياد ( انزلى يامطره ..انزلى ع الزرع .يبس الزرع ومات الضرع ..والعين جفت فأنزلى.) .الزمن الجميل ينتج كل شىء جميل من غناء وشعر وكوره واطفال ااصحاء . والزمن الردىء مثل زماننا الاغبر هذا زمن الابالسة .الذى يبس فيه الزرع ومات فيه الضرع عل قول توفيق ذياد وصارت قفة الملاح حلم بعيد المنال , والمدارس تنهد على رؤرس الاطفال . فهل نتوقع انتاجا جميلا فى اى من مجالات الحياة. علينا العمل بجد حتى نغير ما بانفسنا , ويعود الزمن الجميل زمن العميد واصحابه . زمن طار قلبى وزاهى فى خدرو . والمستحيل والامانى العذبة, وهل تدرى يانعسان وحبيبة عمرى . ويعود الزمن مبتسما والليالى جميلة حالمة . وهذا لايأتى بالتنظير من بروج عاجية بل يأتى من العمل وسط الجماهير التى اصابها الصمم من سماع ساقط الاغاتى حتى تعود ذائقتها الفنية خضراء ندية كما كانت وتتفتح الف زهرة وبعود عميد جديد ووردى جديد ومصطفى سيد احمد جديد .الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء.

  3. شكرا يل دكتور لهذا الثراء علي الاصيل احمد المحمود الثري خصالا وطباعا عشنا شبابنا معه ومع غيره من تللك الكوكبو التي لاتعوض مثل ايام السودان لا تعوض كما قال محمدية رحمه ( نحن جيل محظوظ عشنا في ظلال العمالقه في كل ضروب الحياة السودانية من السياسة حتي الغناء وحق لنا نفخر ) ذاك ماضي اثير وحبيب للنفس اتحبستا فيه لحداد هذه الايام التي تطاولت في الفوضي عقود !!

  4. يقول الشاعر القلسطينى توفيق ذياد ( انزلى يامطره ..انزلى ع الزرع .يبس الزرع ومات الضرع ..والعين جفت فأنزلى.) .الزمن الجميل ينتج كل شىء جميل من غناء وشعر وكوره واطفال ااصحاء . والزمن الردىء مثل زماننا الاغبر هذا زمن الابالسة .الذى يبس فيه الزرع ومات فيه الضرع عل قول توفيق ذياد وصارت قفة الملاح حلم بعيد المنال , والمدارس تنهد على رؤرس الاطفال . فهل نتوقع انتاجا جميلا فى اى من مجالات الحياة. علينا العمل بجد حتى نغير ما بانفسنا , ويعود الزمن الجميل زمن العميد واصحابه . زمن طار قلبى وزاهى فى خدرو . والمستحيل والامانى العذبة, وهل تدرى يانعسان وحبيبة عمرى . ويعود الزمن مبتسما والليالى جميلة حالمة . وهذا لايأتى بالتنظير من بروج عاجية بل يأتى من العمل وسط الجماهير التى اصابها الصمم من سماع ساقط الاغاتى حتى تعود ذائقتها الفنية خضراء ندية كما كانت وتتفتح الف زهرة وبعود عميد جديد ووردى جديد ومصطفى سيد احمد جديد .الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..