مقالات وآراء

يا عساكر (روقوا المنقة)

يوسف السندي

يظن بعض العسكريين ان المناداة بالمدنية، والهتاف بشعار (العسكر للثكنات) إهانة لهم وتقليل من قيمتهم، بينما الحقيقة غير ذلك تماما.

المناداة بالمدنية هي المناداة بأحدث الطرز في إدارة الدولة وافضلها وأكثرها قدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين مدنيين وعسكريين، وأعظم الدول في العالم تحضرا ورقيا هي دول مدنية.

كما إن هتاف (العسكر للثكنات) يعني عدم اقحام الجيش في السياسة، وعدم قيام اي عسكري بأي نشاط سياسي مادام يرتدي الزي العسكري، وهذا الهتاف في الاصل ليس هتاف مدنيين حانقين على العسكر وانما هو قانون أصيل داخل الجيش.

تحرم كل المؤسسات العسكرية في اي مكان محترم في العالم على منسوبيها ممارسة السياسة، والسبب في ذلك بسيط، لأن الجيش يملك السلاح والقوة واذا اقتحم السياسة فان حزب الجيش سيفوز بإستخدام القوة، وإلا (طريقها) على رأس الجميع.

هذا بالاضافة الى ان قومية الجيش وحياديته في ظل الدولة المدنية تحفظ توازن الدولة وتماسكها، بينما انحياز الجيش لفرقة او حزب او جماعة يعني فتح الباب واسعا للانقسامات والانفصالات والتشظي.

عليه فالعسكري يمكنه ان يمارس السياسة، ولكن عليه ان يخلع بزته العسكرية اولا، ويعود مواطنا مدنيا.

أعظم رؤساء أمريكا كانوا من العساكر، جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الامريكية هو جنرال عسكري، يوليسس اس. جرانت رئيس أمريكا في عام ١٨٦٩ هو احد جنرالات الحرب الاهلية الامريكية، ايزنهاور رئيس الولايات المتحدة بين عامي ١٩٥٣ و١٩٦١ كان القائد الأعلى لقوات التحالف في اوربا خلال الحرب العالمية الثانية، لذلك ان تكون عسكريا لا يعني انتهاء حياتك في الدولة المدنية، بل قد يعني انتخابك رئيسا بواسطة الشعب.

الرؤساء اعلاه تنازلوا عن الزي العسكري وتحولوا إلى مدنيين حين ارادوا دخول معترك السياسة، لم يستخدموا القوة للوصول للسلطة كما فعل البشير والبرهان، كما انهم لم يستخدموا القوة لتجنب التنازل عن السلطة كما يفعل الطغاة عندنا، لقد التزموا بالمباديء الدستورية الأمريكية التي تنص على مدنية السلطة والتبادل السلمي لها، لذلك احترمهم شعبهم وعاشوا وماتوا قادة وابطال.

لذلك على العسكريين الحانقين (ان يروقوا المنقة)، فالمدنيين لا يريدون بهم بأسا وانما يريدون مصلحة الوطن والمواطن وصلاح مستقبل هذه الأمة المنكوبة.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. والله انت زول بسيط جدا.. هو منو القال الناس مختلفة في الأشياء التي أوردتها.. الاختلاف هو في الأشخاص والأحزاب التي هي آخر من يمكن أن يحقق التحول الديمقراطي الذي ننشده.

  2. (المناداة بالمدنية هي المناداة بأحدث الطرز في إدارة الدولة وافضلها وأكثرها قدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين مدنيين وعسكريين، وأعظم الدول في العالم تحضرا ورقيا هي دول مدنية)
    يا السندي انت تتحدث عن احدث الطرز في ادارة الدولة: بس ياخ الطرز دي ما بدخلوها بالقوة، ممكن تقول لي مين في المنطقة العربية مثلا يسير على هذه (الطرز)؟ لا يوجد! لا يوجد ليس لأن الناس في الاقليم يكرهون الحداثة ولكن السبب هو أنه من المستحيل في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتخلفة السائدة نستجلب (طرز ) من الخارج لا يرتقي اليها عامة الشعب خاصةجماعة الاشارة مثل حالاتكم!
    اذا انت لم تتمكن من ان تختار الاصلح وفق قراءة منطقية للمشهد وانكفأت على حزب الأمة ليس لأته الافضل مثلا بل لأنه حزب سيدي فلن يكون هناك اختلاف كبير بين اي نظام ونظام لأن اختطاف الارادة موجود سواء اختطفها مدني أم عسكري
    لا تزال مستويات الامية في السودان مرتفعة للغاية والهياكل الاجتماعية البالية من طائفية وادارة اهلية سائدة بقوة ولذلك لا بد من صيغ تناسب الشعب السوداني للانتقال تشمل راعي الغنم في ام برمبيطة كما تشمل بالقدر نفسه وراعية الغنم في وزارة الخارجية وغير ذلك لن يكون الفرق بين العسكري والمدني الا الملابس فقط!!

  3. المدنية مريم الصادق حين أتت الخارجية اول شي عملته استبعدت المتميزين الناجحين في امتحانات الخارجية واستبدلتهم بالراسبين من أبناء حزبها وأهل الحظوة
    وتجي تقولي الديمقراطية
    نفذوا الديمقراطية في نفسكم وبعدين تعالوا طبقوها على الناس. غاية القول بلد فيها طائفية مستحيل فيها ديموقراطية

  4. العسكر لا يصلحون فى ادارة البلاد والعباد لكنهم يملكون السلاح وعقولهم فارغة تماما اوامر فقط لذلك نقول العسكر للثكنات والكيزان للسجون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..