فلتَغَفر يا صاحب القلم المرصع

الوطن والرحيل وبعض القصص من مواسم الخريف التي تزج في دواخلنا الحنين وتعبر بنا من ضفاف النيل الى عالم ملئ بالشجن.. إذن فلما فضلنا الغربى بعيداً عن هذا الحنين ولم فضلنا الشجن والبعد عن جلسة صفا وسط الأهل مالذي دفعنا لذلك او مالذي دفع اهالينا لذلك هل ظروف البلد الطارده لهم ام الحصول على مستوى الراحة النفسية والاجتماعية والاقتصادية..
(نحن جيل الغربى) الجيل الذي تربى على الأكل النظيف وعلى السيارات وعلى المكيفات والكهرباء وعلى اللبس الراقي والأسواق المكيفة تكييف مركزي.. نحن جيل الغربى الذي يسمى (بمواليد السعوديه ) الذي درس فيها وفضل بعضهم فقط التخصصات العلمية مابعد المدرسه في دول أُخرى دون السودان..وتزوج فيها لا بل وانجب جيل آخر.. نحن الجيل الذي لايعرف عن السودان سوى النيل والعاصمه المثلثه ولايعرف عن الأهل سوى أقليات.. نحن الجيل الذي يفضل خالتك اللي هي بنت خالة امك الذي معكم في المهجر اكثر من خالتك اخت امك البعيده..
نحن لا نعرف عن الوطنية ادنى معلومة ، عن اولئك الذين ضحوا من أجل المطالب ولماذا انفصل الجنوب ولماذا وصل التمرد لآعالي النيل وفوضى المطالب الحكومية والكرسي الدائر ولاحتى لا نعرف زوجة الرئيس والتي هي السيدة الأولى وماهي أهم إنجازاتها ..
نحن لا نعرف لماذا الليل يسكن في خلجات النيل ليعكس صورة برج الفاتح على النيل مامعنى رحلة نيلية تعبر من تحت الجسر (وصوت وردي وهو يقول هويتك صرت ولهانك عشقت الدنيا دي علشانك ) وما معنى ثورة تنهض ثم ترجع مرةً أُخرى لتنسى مطالبها المشروعة مامعني ست الشاي التي تركض للعيش بكرامة وخرج من تحت (إستكانة الشاي وكاسة القهوة وقليل اللقيمات) رجال عصامين يذكرهم التاريخ..
نحن ضحية قرارات زجت بأهالينا الى دول الخليج فنشأ الجيل المهجن الإسم سوداني والعادات والتقاليد خليجه حتى تزوجنا وأنجبنا وماإن أقنعنا أنفسنا أننا أصبحنا أفراد مجتمع حتى رجعت القرارات الصارمة المتعلقة بالمغترب تطرق بيد من حديد بل وتردع بقوةً لتكون هي نفس القرارات التي تعود بنا الى الوطن التي نحمله فقط جنسيةً في جواز سفر ورقم وطني مهم
نحن تشبعنا بصفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم
المصيبة الأكبر لم نحسب حساب لتلك اللحظة التي ستبدأ فيها التفكير ملياً بعد فوات الأوان للرجوع الى وطن لانعرف عنه شئ..
وأخيراً ;
فلتَغَفر يا صاحب القلم المرصع … من أخذت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي منبر حر نزيه وتتوقف ملياً في كلمة كتبتها فتسببت جرحاً لنا. ( لا نريد الأجانب فليرحلوا ) ..
من المسؤول عن ذلك هل نحن ام انتم ام هي حماقة كبرى حينما ترك أهالينا أوطانهم باحثين عن الرزق و أرض الله واسعةً أم هو عدم إدراك الأمور بمحور الذات وهو أننا نسافر و هل الإنصياع وراء وهم المسمى غربى ليؤسس اهالينا حياتهم في دولةً أُخرى يسمى إغتراب وإستيطان ام نرجع الى موطننا الذي لا نعرفه كما نعرف البلاد التي نشأة عليها.. كلها اسئلة يصعب الإجابة عليها…. إنتهى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا أستاذة هويدا لقد حمدنا الله كثيرا حين اسـتبدلت كتابة الشعر بالمقالات
    و قلنا ربنا فكانا من نظمك العجيب..

    لكن الآن نتمنى العودة الى النظم لأنه أخف وطأة من المقالات..

    مع الشكر ..

  2. قالت: (المصيبة الأكبر لم نحسب حساب لتلك اللحظة التي ستبدأ فيها التفكير ملياً بعد فوات الأوان للرجوع الى وطن لانعرف عنه شئ.)

    قلنا:
    طبعا كل واحد منذ ان وطئت قدماه ارض الغربة سواء كان في دول الخليج او اوروبا او امريكا كان يحسب حسابه ويعد العدة للرجوع الى بلده.. بل ان فكرة الرجوع الى بلده حتى داخل السودان فالذين جاءوا الى الخرطوم من مختلف الارياف لم يكن في خلد احدهم ان يستقر بها واهلنا بالشمالية الذين جاءوا الى الجزيرة او كسلا او ذهبوا الى كردفان الغرة لم يكن في خلدهم الا قضاء اوقات معدودات ولكن طال بهم الزمن حتى اصبحوا جزءا من النسيج الاجتماع في البلاد التي هاجروا اليها داخل السودان او خارجه.

    مشكلتنا ليست خارج السودان ولكن مشكلة السودان هي داخل السودان وكل ما يمر عام تتقدم الدول الاخرى ويتأخر السودان

    يتأخر السودان وتتأخر معه عودتنا الى الوطن الرؤوم خاصة بعد ان أُختطف الوطن من قبل جهات وعصابة لا تعرف من الدنيا سوى مصلحتها ومن الدين سوى العقوبات علماً بأن الاسلام دين الرحمة وان الله سبحانه وتعالى رحمان رحيم وارسل الينا رسولا من انفسنا رؤوف رحيم..

    لقد حاول الكثير من السودانيين الذين هاجروا الى الخارج ان يعملوا شيئا في السودان وما منا احد الا وكانت له محاولة ولكنها كلها باءت بالفشل الذريع فالمشكلة بداخل السودان لا خارجه..

  3. كلام يعبر عن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة السودانية ولكن يا أستاذة الرجاء الإنتباه للأخطاء الأملائية ، غربة وليست (غربي)

  4. يا أستاذة هويدا لقد حمدنا الله كثيرا حين اسـتبدلت كتابة الشعر بالمقالات
    و قلنا ربنا فكانا من نظمك العجيب..

    لكن الآن نتمنى العودة الى النظم لأنه أخف وطأة من المقالات..

    مع الشكر ..

  5. قالت: (المصيبة الأكبر لم نحسب حساب لتلك اللحظة التي ستبدأ فيها التفكير ملياً بعد فوات الأوان للرجوع الى وطن لانعرف عنه شئ.)

    قلنا:
    طبعا كل واحد منذ ان وطئت قدماه ارض الغربة سواء كان في دول الخليج او اوروبا او امريكا كان يحسب حسابه ويعد العدة للرجوع الى بلده.. بل ان فكرة الرجوع الى بلده حتى داخل السودان فالذين جاءوا الى الخرطوم من مختلف الارياف لم يكن في خلد احدهم ان يستقر بها واهلنا بالشمالية الذين جاءوا الى الجزيرة او كسلا او ذهبوا الى كردفان الغرة لم يكن في خلدهم الا قضاء اوقات معدودات ولكن طال بهم الزمن حتى اصبحوا جزءا من النسيج الاجتماع في البلاد التي هاجروا اليها داخل السودان او خارجه.

    مشكلتنا ليست خارج السودان ولكن مشكلة السودان هي داخل السودان وكل ما يمر عام تتقدم الدول الاخرى ويتأخر السودان

    يتأخر السودان وتتأخر معه عودتنا الى الوطن الرؤوم خاصة بعد ان أُختطف الوطن من قبل جهات وعصابة لا تعرف من الدنيا سوى مصلحتها ومن الدين سوى العقوبات علماً بأن الاسلام دين الرحمة وان الله سبحانه وتعالى رحمان رحيم وارسل الينا رسولا من انفسنا رؤوف رحيم..

    لقد حاول الكثير من السودانيين الذين هاجروا الى الخارج ان يعملوا شيئا في السودان وما منا احد الا وكانت له محاولة ولكنها كلها باءت بالفشل الذريع فالمشكلة بداخل السودان لا خارجه..

  6. كلام يعبر عن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة السودانية ولكن يا أستاذة الرجاء الإنتباه للأخطاء الأملائية ، غربة وليست (غربي)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..