مدير شرطة المرافق والمنشآت العامة اللواء كمال عبد المنعم : هذا دليل تورط جهات أجنبية في سرقة آثار السودان

التعدين العشوائي مسؤول عن ارتفاع سرقة الآثار في السودان

[COLOR=#FF0026] حوار رجاء نمر[/COLOR]

لفتت وزارة الداخلية إلى ارتفاع جرائم سرقة الآثار في السودان، وحملت عمليات التعدين العشوائي مسؤولية تنامي جرائم السطو على الآثار.
واتهم مدير الإدارة العامة للمرافق والمنشآت اللواء كمال عبد المنعم أحمد جهات أجنبية -لم يسمها- بلفت انتباه المعدنين العشوائيين (الدهابة) إلى قيمة القطع الأثرية.
وكشف اللواء كمال- في حوار مع (التيار)- توقيف (17) متهماً في أحياء متفرقة من العاصمة، بينها أم درمان، والحاج يوسف، وسوبا، في اتهامات تتعلق ببيع قطع أثرية، بينها عملية أمنية بالغة التعقيد، جرت داخل حدائق (6) أبريل في الخرطوم حيث أطبقت الشرطة على المتهمين أثناء مبايعة وهمية بين عناصر المباحث وأفراد العصابة، وأماط اللواء كمال اللثام عن تعرض متحف الخليفة في أم درمان إلى السرقة لكن الشرطة أوقفت المتهم الذي حاول كسر مخزن خالٍ اعتقاداً أن داخله آثاراً، وتطرق الحوار إلى قضايا شتى فإلى التفاصيل:
أجرته: رجاء نمر: كاميرا: عبد الله ود الشريف

في الفترة الأخيرة ظهرت سرقات وتعدٍ على الآثار من قبل “الدهابة” إلى أي مدى هذا صحيح؟
نحن في الإدارة العامة لتأمين المرافق والمنشآت- وهي إدارة بدأ التفكير فيها في أواسط التسعينيات- وهي إدارة معنية بتأمين المرافق والمنشآت الحكومية، وتلك واحدة من مهامنا، وألقت علينا أعباء كثيرة، وهي من الإدارات المهمة جداً، وتضطلع بمهام جسام ترتبط بالعملية التأمينية لولاية الخرطوم.
وبالنسبة لسؤالك فقد استطاعت مباحث السياحة توقيف (5) متهمين سرقوا قطعاً أثرية- تمثال لملكة فرعونية، و(جعارين)، تم ضبطها في الولاية الشمالية، حيث تقدر قيمتها بمئة ألف دولار.
في حدائق (6) أبريل تمت مبايعة وهمية بين أفرادنا وأفراد عصابة داخل حدائق ستة أبريل وضبطت المباحث كمية من الجعارين بأحجام مختلفة، والمبلغ المتفق عليه لإتمام الصفقة (250) ألف جنيه، وتم توقيف أربعة متهمين فتحت لهم بلاغات.
في أم درمان تم توقيف متهمين باعوا قطعة أثرية بمبلغ (450) ألف جنيه.
أما في الحاج يوسف فتم ضبط (16) قطعة أثرية تقدر قيمتها بـ(6) ملايين جنيه.
وفي سوبا تم ضبط تماثيل جنائزية تقدر قيمتها بـ (2) مليون جنيه، حيث تم توقيف (6) متهمين، وتم فتح بلاغات تحت المواد (31) قانون الآثار، و(33)، والمادة (32) التعامل في الآثار وتهريبها.
– كميات كبيرة من الآثار ضبطت خلال فترة وجيزة من أين جاء هؤلاء المتهمون بهذه الكميات؟.
التنقيب العشوائي عن الذهب هو السبب الرئيس؛ لأن كثيراً من المنقبين أثناء عمليات الحفر يعثرون على قطع أثرية، أو يكتشفون مواقع أثرية كاملة- أحياناً-، وبالتأكيد هنالك من يعرف قيمة الآثار، وهم تجار ليست لديهم وطنية، يقومون بشراء تلك القطع بثمن زهيد، وذلك لعدم علم المعدنين بقيمة الآثار.
هل تعتقد أن هنالك جهات خارجية لها دور في رواج سوق بيع الآثار؟

نعم.. هنالك جهات أجنبية وراء ذلك، فهنالك شبكات إجرامية منظمة، والدليل على ذلك أن من بين المتهمين الذين تم القبض عليهم في حدائق (6) أبريل يوجد أجنبي، وهذا يدل أن هنالك من لفت نظر المعدنين إلى الآثار، خاصة أن سكان تلك المناطق كانوا يعتقدون أن هنالك أرواح و(شياطين) في مناطق الآثار، ولكن السياحة أزالت تلك المخاوف، وجعلت بعض المواطنين يعتدون على مناطق الآثار، عموماً التنقيب هو السبب الأساس، والذين يتعاملون في تجارة الآثار معروفون لدينا، وهم تحت المراقبة خاصة في الولاية الشمالية.
في الخرطوم وخاصة السوق العربي يوجد نشاط لتجارة الآثار؟
نحن نعرف كل الذين يتعاملون فى تجارة الآثار، وهم تحت المراقبة، ونعرف جيداً أن بعضهم بدأ يغير الأشخاص اللذين يتعامل معهم، وهم معروفون بالاسم، هنالك تحايل على القانون، ونعرف جيداً أن هنالك مساعدة ومساندة من أجانب يعرفون القيمة الحقيقية لهذه الآثار.
ما هي الخطوات التي قمتم بها للحد من هذا النشاط الذي يفقد البلاد تأريخها وحضارتها؟
في الشمالية لدينا (56) موقعاً للآثار- جميعها- محرزة، وفيها قواتنا، وبعضها في مناطق خلوية، وهذه لدينا سيطرة عليها، ولكن ما يوجد عشوائياً هو الأخطر، ومن الضوابط أصبحنا نوفد أفراداً من المباحث مع المنقبين؛ لمراقبتهم، وقد يكون هنالك أشخاص يعرفون مناطق أثرية ولديهم خرط يتم توجيه المنقبين من خلالها للحفر في مناطق بعينها؛ لذلك كان لا بد من إيفاد أفراد مباحث مع المنقبين لمزيد من الضبط.
هل تعتقد أن هنالك استهداف للحضارة والتأريخ؟.
أبداً جميع الذين يعتدون على الآثار يلهثون وراء الكسب المادي الرخيص وهذا همهم الأكبر، أما أن يتسبب في إحداث ضرر للدولة أو للبلاد فهذا ليس من اهتماماتهم- وهذا مؤسف- أضف إلى ذلك انعدام الثقافة، وحقيقة السودان غني بالآثار، وكشف عن ذلك التنقيب العشوائي.
ضوابط السياحة من اختصاصكم؟
لا وزارة السياحة هي من تعطي الأذن للسائح، ونحن نقوم بالمراقبة، ولكن لم تحدث أية تجاوزات للسياح الذين يدخلون بصورة رسمية غالباً يركزون على المعلومات.
هل عقوبات القانون رادعة؟
نعم لأن البلاغات الخاصة بالآثار تفتح في نيابة أمن الدولة.
تجارة الآثار ما هو اللافت فيها؟
العنصر النسائي!! حيث صار بعض تجار الآثار يلجأون إلى استقطاب العنصر النسائي.
المتحف القومي اختفت منه شجرة الصندل؟.
حقيقة لقد سمعت بذلك قبل أن أتولى مهام هذه الإدارة، حيث إنني كنت- وقتها- في النيل الأزرق، لكن عرفت بعدها أنها ليست شجرة الصندل- المعروف-، ولكن أطلق عليها هذا الاسم، وهي كانت ضمن أشجار الحديقة داخل المتحف، وعلمت أيضاً أن الشخص الذي أخذها معروف، وحقيقة ليس هنالك شخص لديه علم أن هنالك شجرة بهذا الاسم، ولكن من أولوياتنا ما هو موجود داخل المتحف.
هل صحيح حوش الخليفة تعرض إلى السرقة؟
ليست سرقة ولكنها محاولة، وتم توقيف المتهم وقد حاول المتهم فتح مخزن خالٍ اعتقد أن فيه آثار.
بالنسبة لاختيار الكادر وإذا ثبت تورط أحدهم في تقديم مساعدات- أياً كانت- إلى أي شخص ما هي العقوبة، وهل هنالك ضوابط؟.

دون شك أن العمل في هذه الإدارة يحتاج إلى كوادر مؤهلة ومدربة ومدركة لأهمية الآثار، وبلا شك إذا ثبت تورط أي فرد من أفرادنا فأن العقوبة ستكون مشددة، وكل الذين يقفون على حراسة الآثار- جميعهم- نالوا كورسات عنها، وأهميتها، وقيمتها الوطنية، وكل الأفراد الذين ضبطوا الآثار، وأوقفوا المتهمين، تم تحفيزهم تحفيزاً مجزياً، على مستوى رئاسة الشرطة بثناء المدير العام، وتحفيز مالي مغرٍٍ جداً، وهذا حتى لا يتعرض أفرادنا إلى الإغراء من ضعاف النفوس، ونحن نثق فيهم- تماماً.
وماذا عن شرطة تأمين البعثات الدبلوماسية؟.
حجم العمل هنا كبير جداً، وتتطلب كوادر محددة؛ للتعامل مع البعثات الدبلوماسية، لدينا تسع إدارات مرفقية، كانت لدينا إدارات أخرى لكنها انفصلت، مثل: النفط، التعدين، والمحاكم الشرطية القضائية، والنقل النهري، التي تتبع لنا الآن الموانئ البحرية، والسكة حديد، والبعثات الدبلوماسية، والسياحة، وجميع المنشآت الحكومية في ولاية الخرطوم، سكر كنانة، والنيل الأبيض- جميعها- تتبع لنا في التأمين، بالنسبة للبعثات الدبلوماسية نحن نقوم بتأمين منازل السفراء ومقار تلك البعثات.
وماذا عن الجرائم التي وقعت مؤخراً بالنسبة لدبلوماسيين؟

كل تلك الجرائم مرتبطة بأشياء شخصية ليست جريمة مقصودة والدليل جريمة قتل الأسباني ملابساتها واضحة، وبصفة عامة لا توجد مهددات أمنية في هذا الخصوص، والجريمة تكاد تكون معدومة، لكن تظل هذه الإدارة أحد الهواجس لإدارتنا، والتغطية الأمنية لهذه البعثات تتم بالتعاون مع شرطة محلية الخرطوم خاصة في المناسبات الوطنية، أما بعثات السياحة، فهي منتشرة في كل ولايات السودان بالتركيز على الولاية الشمالية، باعتبارها هي منبع الحضارة المروية وكوش، وهي من أكبر الولايات التي فيها مواقع أثرية، وتوجد فيها قواتنا وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة.
ما هي أكثر المناطق السياحية نشاطاً؟
هنالك كسلا، البحر الأحمر، نهر النيل، والنيل الأبيض- جميعها- لدينا فيها قوات للتأمين، الشيء الذي لفت الانتباه إلى الولاية الشمالية هو التعدين العشوائي، هو سبب ارتكاب الجرائم في مناطق التعدين خلال الفترة الأخيرة، من خلاله ظهرت تجارة الآثار، التي أصبحت سوقاً جاذبة لعدد كبير من التجار، ولدينا ضبطيات كبيرة تقدر بملايين الجنيهات، حيث تم فتح ستة بلاغات خلال هذا العام، أغلبها تحف، وتماثيل، وهنالك شبكات نشطت في هذا المجال، ولمكافحة هذه النشاطات الإجرامية أنشأنا وحدة مباحث السياحة التي استطاعت توقيف أخطر عصابات الآثار.
ما يزعج إدارة المنشآت؟
البعثات الدبلوماسية نحرص جداً على حمايتها؛ لاستباب العلاقات بين تلك البلدان والسودان، وهذا يتطلب منّا جهد واختيار الكادر المؤهل والمدرب، وهي من الإدارات المهمة جداً.
السكة حديد لم تسلم من عصابات السرقات؟.
هي تعيش الآن أحسن حالاتها، وفي الفترة الماضية تعرضت قضبانها إلى السرقة و”البلنجات”، والمتهمون هم جهة معينة- لا أريد ذكرها- تهتم بتهريب مواد السكة حديد، يقومون ببيعها (خردة) حتى عربات القطارات التي تتخلف عن القطار يقومون بنهبها وتقطيعها إلى أجزاء وبيعها، لكن الآن أصبحنا نضع قوة حراسة على العربات التي تتخلف عن القطارات، وأصبحت لها سوق، وفي كسلا تم توقيف ثلاثة متهمين سرقوا كميات من قضبان الحديد بمقاسات مختلفة وفلنكات خشب من محطة تهاميم، وكمية من كراسي القضبان، والمسامير، والبلنجات، تم فتح بلاغات للمتهمين بشرطة سكة حديد كسلا.
ماذا عن خطة العام 1015م؟
نخطط لزيادة العنصر البشري مع الاهتمام بتأهيله ليتوافق مع عمل الإدارة، وإقامة دورات خارجية لهم، وكذلك لرصد أية تحركات للعصابات.
أخيراً؟
لدينا عزم قوي على تطوير وتأهيل هذه الإدارة، والنهوض بها، وهي إدارة “ما ساهلة”؛ لحساسية عملها، وما تقوم به من مهام جسام، فقط نرجو التعاون من الجهات ذات الصلة.

التيار

تعليق واحد

  1. قال:(قطعة أثرية تقدر قيمتها بـ(6) ملايين جنيه)!! في بوليس في الدنيا بيقدر اسعار الاثار في السوق ، كويس سموها اثار لشنو لو كان لها اسعار محددة
    فعلا محن سودانية

  2. 6 ملايين بالقديم أم بالجديد،،، عندما تكون الارقام في بلد غير واضحة فاعلم أنه دار أبوك كان خربت شيل ليك منها عود،، وفي رواية دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شيلة،،، بس ما تكون شيلة عرس خلي للباقين حاجة وذلك لأن مفوضية الاختيار أعلنت أن هناك 350000 خريج متقدمين للوظائف والعدد يزداد ،،،

  3. برضو كويس الاعتراف . قبل ده الناس اداولو بالصور كميه كبيره من القطع الاثريه المسروقه فى الشماليه عن طريق الواتساب قلتو كذب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..