أخبار السودان

باتت سمعته على المحك.. “الأقاشي”.. الوجبة الشعبية داخل قفص الاتهام

أبو الكنزة

لم يجد “الأقاشي” نفسه في موقف حرج يوماً، مثلما حدث له الأسبوع الماضي، عندما ضبطت حملة مفاجئة بمحليتي أمبدة وكرري – غربي مدينة أم درمان – كميات كبيرة من اللحوم “كيري” تبين أنها لحمير وحصين نافقة تستخدم في تحضير الأقاشي والشاورما، وترك الخبر خلفه ضجة كبيرة، وصدم، بشكل مباشر، عشاق الوجبة الشعبية الأولى التي أصبحت داخل قفص الاتهام..

 

ليست هي المرة الأولى التي يواجه فيها “الأقاشي” التهمة، فقد سبق ذلك اتهامات عديدة تشكك دائماً على أنه مصنوع من لحوم الكلاب، والقطط وبعض من الطيور والحيوانات النافقة، ومع ذلك لم يتم إدانة الوجبة التي تمددت وخرجت من المحلات التقليدية في الأحياء الشعبية إلى الكافتريات والمطاعم الراقية، و انضمت لقائمة طلبات “دليفري” في طفرة  تؤكد ارتفاع شعبيته وسط شرائح المجتمع المختلفة بما فيها الطبقة الغنية..

 

دفع “الأقاشي” الثمن باهظاً من رصيد سمعته، وخصمت الأخبار المتواترة من حسابه في سوق الوجبات الشعبية السريعة، بيد أن هناك تراجعاً في الطلب، ولكن ليس بشكل كبير؛ حيث قال الشاب يونس الذي يبيع الأقاشي بسوق بحري : نحن بنشتري لحوم البقر من الجزارة مباشرة ونعمل منها الأقاشي ونحتفظ بزبائننا منذ زمن طويل، وفي كل مرة تظهر مثل هذه الأخبار تشكك في أصل لحمة الأقاشي، ولكن نحن نثق في أنفسنا وما نقوم به.. فيما قال إبراهيم.. صاحب محلات صغيرة يقدم سندوتشات أقاشي في موقف جاكسون وسط الخرطوم : بعد مرات أشعر بأن الأقاشي مستهدف  بنشر مثل هذه الأخبار للنيل منه، وهذا نوع من الحرب النفسية، ولا أعتقد أن هناك إنساناً سوياً يصنع الأقاشي من لحم حمار أو حصان، قد يوجد من بين الناس شخص عديم الضمير ولكن هذا لا يشمل الكل..

 

وكتب “كجر جاكسون” على صفحته بمنصة التواصل فيسبوك(حملتنا دي تحت شعار..” لحم حمار لحم كلب برضو ماسكين الدرب “..

ما يحدث لطمس هوية الأقاشي هي حملة مدبرة تقف وراءها مطاعم الإمبريالية لتسويق  وفصائل البيتزا والهوت دوق،

لكن ما نود تأكيده.. أننا سنقف مع الأقاشي حتى يصل لما بعد لحم القطط، ولذا لن نتوقف عن تناول هذه الوجبة ومستعدين لمجابهةِ كل الحملات العدوانية من عنف وإساءة اجتماعية وحظر اقتصادي..

ونود أن نؤكد – الآن – أن كل أكشاك وترابيز محلات الأقاشي مكتظة بالجماهير المحبين  غير آبهين لهذه الحملات الشعواء على الأقاشي، نعيش ونستمتع..

يذبحوا كلب، يذبحوا حصان.. غير الأقاشي مافي أمان..)

 

ويعمل ما يقارب 5 آلاف شخص غالبيتهم من الشباب؛ في صناعة وبيع وجبة الأقاشي داخل العاصمة الخرطوم، وتنشط هذه الفئات في الأسواق الكبيرة والصغيرة، وبالشوارع والمحطات في الأحياء والمناطق السكنية، ويعد أقاشي بانت شارع واحد بمدينة أم درمان من أشهر المحلات في العاصمة، إلى جانب أقاشي عمر، باستوب مكة، وأقاشي أولاد الأبيض شارع الردمية بالحاج يوسف، كما توجد محلات تحمل أسماء خاصة بالوجبة الشعبية مثل بيت الأقاشي – ملك الأقاشي – سيد الأقاشي، وفي كل هذه المنافذ الناشطة لم تشهد انخفاضاً في مستوى الزبائن رغم ارتفاع أخبار ارتباطه بلحوم الحمير والحصين..

اليوم التالي

‫2 تعليقات

  1. يا ساتر…..
    الأقاشي لحق قحط 4 طويلة
    لم تجد “قحط 4 طويلة” نفسها في موقف حرج يوماً، مثلما حدث لها يوم 25 اكتوبر العام الماضي،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..