مقالات وآراء

بين قحت والكيزان والخبراء الاستراتيجيين!

أحمد الملك

قحت لها اخطائها وأكبر تلك الأخطاء هو قبول الجلوس مع عسكر اللجنة الأمنية بعد مجزرة فض الاعتصام، والصمت على تجاوزات العسكر في بداية الشراكة معهم بعد توقيع الوثيقة الدستورية. لكن قحت لم تحمل السلاح ولم تسرق المال العام، بل أن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو كانت تفكك في فساد النظام الاخواني ورغم أنها كانت في بدايات عملها، لكنها كشفت عن جرائم نهب واحتيال برعاية الدولة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وربما كان إيقاف اللجنة من عملها هو سبب التعجيل بانقلاب 25 أكتوبر، بل ودفع الكيزان للأحداث باتجاه الحرب حين شعروا ان الاتفاق الاطاري سيعيد اللجنة لتواصل عملها.

قحت كانت تجربة تحالف بين أحزاب سياسية، في وقت أحوج ما تكون فيه بلادنا لوحدة أبنائها وتنظيماتها السياسية لمواجهة مؤامرات النظام البائد ومحاولاته الدائبة لوأد الثورة والتجربة الديمقراطية في مهدها. إضافة للتحديات الكثيرة الأخرى التي تواجه البلاد في فترة ما بعد سقوط النظام الانقاذي الذي تخلت فيه الدولة عن دورها في دعم المواطن في بلد غالب أهله من الفقراء، وما ترتب على ذلك من تفاقم مشاكل الفقر والأمية والنزوح وغيرها من المشاكل.

ما عرف بالجبهة الإسلامية او المؤتمر الوطني او الحركة الإسلامية لم تكن سوى مؤامرة لتمزيق هذه البلاد، لم تشهد عقود الحكم الانقاذي الثلاثة أية جهد رسمي للقضاء على العنصرية واذابة الفوارق المصطنعة بين أبناء الوطن وتفكيك نظام القبيلة لصالح الوطن، ودمج كل المكونات في وحدة حقيقية يكون تنوع الثقافات داخل المجتمع فيها اثراء لها وليس باعثا على الفتن والتشرذم.

بالعكس سعى النظام الاسلاموي كل جهده لتمزيق النسيج الاجتماعي ونشر الفتن داخل المكونات القبلية، تسليح القبائل وانشاء الميلشيات، والحرب الدائرة الان ليست سوى نتيجة مباشرة للعب هؤلاء الاسلامويين بنار الفتن واذكاء الصراعات القبلية.

حين أعلن أحد مكونات العسكر انحيازه لتنفيذ الاتفاق الاطاري كان طبيعيا ان ترحب قحت بذلك من واقع حرصها على ذلك الاتفاق، ومن واقع علمها بتردد المكون العسكري في تنفيذ التزامه بالاتفاق بسبب الضغوط الهائلة من النظام البائد.

لا يعني ذلك أن قحت تواطأت مع أحد الأطراف لشن الحرب كما يزعم بذلك الكيزان، وهم من سعى في نشر الفتن ودق طبول الحرب وتولت مجموعاتهم داخل الجيش إشعال النار التي يكتوي بها الوطن وأهله.

حرب يخسر فيها الوطن، يموت فيها الأبرياء وتُدمّر البيوت والمستشفيات والمؤسسات العامة. ولا يكتفي الكيزان بذلك بل يريدون وصم كل رافض للحرب بالخيانة وموالاة الميلشيا التي أنشأوها بأنفسهم لقهر هذا الشعب وإرهابه.

قبل أيام أعلن أحد من يتم تقديمهم ك (خبراء استراتيجيين) ويزعم لنفسه رتبة الفريق ويغلب على معظم أحاديثه في الفضائيات الحقد الشديد على كل المدنيين خارج تنظيمه الكيزاني، أعلن أنّ قحت يجب ان تحاسب اسوة بمليشيا الدعم السريع لأنهم قاموا بالتحريض لشن الحرب! كلام لا قيمة له تكذبه وقائع سعي قحت الدائب لحقن الدماء لدرجة اتهامها بخيانة دماء الشهداء حين قبلت الجلوس مع عسكر اللجنة الأمنية.

ما تتعرض له قحت من محاولات التخوين يكشف أحد أهداف الحرب التي يقف الاسلامويون من خلفها، وهو محاولة التخلص من كل أعدائهم من العسكر والمدنيين وضمان عدم عودة الاتفاق الاطاري وما يستتبعه من احتمال المضي قدما نحو نظام ديمقراطي يقوم على قيم ثورة ديسمبر المجيدة من حرية وسلام، وعدالة تحاسب كل من افسد وتسبّب في الحرب والمحن التي يواجهها شعبنا منذ انقلاب يونيو 89 المشئوم وحتى هذه اللحظة.

#لا_للحرب

‫10 تعليقات

  1. يكفي ان قحت لم تدين الانتهاكات التي يمارسها الدعم السريع فى منازل المواطنين ولا ادري أليس لديهم اهل في الخرطوم.

    1. ومين قال ليك ما أدانوها .. قوى الحرية والتغيير رفضت الحرب ودعت للجلوس والتفاوض لحل الإشكالات المتعلقة بأمن وسلامة الوطن سعياً لتحقيق اهدافها المعلنة الحرية والسلام والعدالة .. مجرد رفض الحرب وعدم القبول بها أو دعمها يعني إدانة من أشعلوها وكانو السبب فيها مع العلم أن كل ما تعانيه البلاد الآن هو نتاج تجربة التنظيم المأفون والعهد البائد في الحكم هو من أسس هذه المليشيا وقواها وشرعنها وهو من أضعف الجيش وزرع كتائبه الموالية له في وسطه حتى أصبح عبارة عن مسخاً مشوهاً في زي الجيش لا يقزى على المواجهة وهم من أفسدو وسرقوا ودمرو كل ما هو جميل في حياتنا

    2. يا محمد يكفي انك من البلابسة الذين يأججون الحرب بين فصيل من الجيش وجيش مؤدلج مثلك , وعن منازل المواطنيين من المسؤول من حماية المواطن ماله وعرضه من الذي أدخل الجنجويد في منازل المواطنين ! الا تعلم بأن الجيش إستعمل الجنجويد لحراسة قيادته العامة والمطار والتلفزيون والقصر الجمهوري وكل المناطق الإستراتيجية , لماذا !! لأنه كان خائف من الشعب الأعزل خائف لدرجة إغلاق الجسور بالحاويات وحينما دخل قوات الجنجويد منازل المواطنيين لم يجد المواطن جيشه الوطني لحمايته , وعن سوؤالك أليس لقحت أهل في الخرطوم ؟ اعيد عليك السؤال اليس للجيش أهل في الخرطوم ! ومن المسؤول عن حماية المواطن

  2. لماذا لم يدين المتأسلمين قتل الثوار خلال المسيرات السلمية وفض الاعتصام و غيرهها من الموبقات التي ارتكبت؟.. قحت رايها واضح منذ البداية دمج الدعم السريع في الجيش اذ لا يعقل ان يكون بدولة واحدة جيشان بقائدين مختلفين..الان الجيش يريد ان يدك بيوت المواطنين بل حذرهم بالخروج منها.. وفي نفس الوقت نجد ان الدعم السريع بمنازا معروفة للجيش ومعه اسرى القوات المسلحة من كبار الضباط.. لماذا لا يفعل ذلك بتلكم المنازل؟

  3. الكيزان وزعوا منشور (لماذا لم تدين قحن احتلال المنازل؟!) وكلهم بقوا يلوكوا فيها!!! كدى اعتذروا اول عن جرائمكم ضد الشعب السودانى واكبرها انشاء الدعم السريع!!!يلا خليهوا يدعمكم!!

  4. لقد، انكشف، المستور، ومليشيا قحت،مليشيا الدعم السريع سابقاًً،قد نفذت انقلاب قحت، الدموي الفاشل الذي اشعل الحرب. ورقة، الكيزان، كانت الغطاء، الذي فكرت وخططت ودبرت، ونفزت قحت تحته، انقلابها، الدموي الفاشل. هذه، الورقة، لم تعد صالحة، للعب بها مرة اخري،اقرا الصحافة العالمية لتعرف، المزيد. اسزع، للحصول، علي، عربة من، عربات قحت( اسم العربات التي، سرقتها،مليشيا قحت من، المو اطنين العزل)، ان فاتك، الحصول، علي عربة، بكوا.

    1. يلا يا بتاع المستور شوف شغلك مع الجنجويد المالين البلد وأسأل من الجيش وبطل ورجغة وقول للجيش شوف شغلك وأهم حاجة يبطل هُدن ووساطات وإجتماعات جدة وما جدة وزي ما بتقولوا في الشارع بل بس جقم بس وكل شي ينتهي يا الجيش يا الجنجويد , لكن تكورك زي عوير الحلُة قحط قحاطة معاطة دي ما بتحل ليكم الإشكال زي عنوانك الفوق ده .

  5. هذا ال Mohd وأمثاله من الرجرجه والدهماء فى الصفوف الخلفيه لتنظيم اخوان الشيطان ومثله من الرعاع وزباله المجتمع كهذا المعلق الاخير صاحب الاسم الطوييييييييل
    لا يستحقون عناء الرد على تعليقاتهم الفارغه بالمنطق ومقارعه الحجه فهم مجرد ابواق وببغاوات يرددون ما يسمعون وما يطلب منهم ان يقال ولذلك ارجوا من الشرفاء ان لا يعيروا اى اهتمام لتعليقاتهم وليكن الرد عليهم هو تعريتهم وفضحهم كأذيال لا بد من قطعها وكنجاسه كيزانيه لابد من ازالتها

  6. هذه ثورة سلمية لو كانت قحت تتبني العنف لصنعت جماعة مسلحة سرية هدفها اغتيال قادة الكيزان وكل من كان ضد الثورة وهذا اسهل من الحرب الشاملة لكنها لم تفعل وامنت بدولة القانون والمحاسبة بالقانون. كان المتظاهرين يمرون امام بيوت الكيزان دون ان يرموها بحجر. فعلا من أمن العقوبة أساء الادب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..