محمّد عبدالماجد يكتب: الشهيد أحمد الخير مات (مسموما) بالنظام!!

القراية ام دق
الشهيد أحمد الخير مات (مسموما) بالنظام!!
محمّد عبدالماجد
(1)
· نحن من جيل كان يترك المناسبة والمركبة العامة والشارع كله اذا (شاف) معلمه او لمح مجرد شبه له.
· كنا نتخير الشارع الذي لا يوجد فيه (ابودرق) …وابودردق (اخوان) اشهر اساتذة مدينة شندي ..الكبير في الرياضيات والصغير في اللغة الانجليزية.
· كان لاستاذ ابودردق (دراجة نارية) ، نسترق صوتها لنتجنب مسارها.
· مليون تحية لاستاذ (ابوعبيدة) اللغة العربية واستاذ (عبدالله سكر) العلوم واستاذة نجاة واستاذ سيد رحمة الله عليه ..وكل الاساتذة في بقاع السودان وفي مختلف المراحل التعليمية.
· مازلنا نحمل لأساتذتنا الكثير من الود والحب والاحترام ، ونشمل بذلك كل من يحمل صفة (معلم) ، حتى لو كان ذلك في مجال البنيان او كرة القدم…وكنا اذا اردنا ان نرفع من قدر شخص قلنا له :(يا معلم).
· اساتذتنا عندنا (اباء) من الدرجة الثانية ، مازلوا بعد كل هذه السنوات ينصحوننا ويصححونا ويراقبوننا من على البعد ، ومازلنا في حضرتهم (تلامذة) نرتعش امامهم ونشعر بالحياء ونقم…هكذا نشعر امام كل من علمنا حرفا ،وهو احساس نحمله لكل من عمل في هذه المهنة النبيلة.
· مازال (المعلم) اذا قابلك في مكان ما ، استوقفك ليصلح لك (ياقة القميص).. او يعدل لك (كُم الجلابية) ..مازال يحاسبنا اذا طالت (الاظافر) ،او تمرد (الشعر) – ما بقي منه وما كان ينتظر!!.
· هؤلاء هم اساتذتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ، وينتظرون نجاحات طلابهم بشغف ، وهم لا يملكون في هذه الدنيا غير (الفتات).
· عاشوا (كفافا) في سبيل العلم ومن اجل رفعة تلاميذهم.
· طلع الصحافي والطبيب والمهندس والمدير والوزير والرئيس على اكتفاهم وتمسكوا هم بطباشيرتهم ..رافضون ان يبعدوا عن الفصول والحصص والطلاب.
· لماذا يعامل (الاستاذ) الآن كما كان يعامل المسلمين في قريش عندما كانت الدعوة للاسلام سرية؟.
· الكلاب في اوروبا تعامل بصورة ارحم ..من هذا الذي يحدث في المعتقلات؟.
· لماذا يجد منكم الاساتذة كل ذلك (الضنك) ..وهم اكرّموا وفضّلوا علينا جميعا برسالة العلم وتبليغه.
· الآن الاستاذ يضرب في جامعة الخرطوم ويسحل في كافوري ويعذب ويقتل في المعتقلات.
· قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّه التَبجيلا تحولت الى وَفِّه التقتيلا.
· أما كفاكم ان (المعلم) في عهدكم اصبح موظف من الدرجة العاشرة ، يقدم عصارة العلم والمعرفة ولا يجد منكم غير (ملاليم) لا تسمن ولا تغني من جوع.
· أما كفاكم ان (المعلم) الذي كاد قبلكم ان يكون (رسولا) يحرم من راتبه ولا يجد منكم الاحترام او التقدير.
· ألا تعرفون ان الزعيم اسماعيل الازهري كان (معلما)؟.
· وعبدالله الطيب (معلما).
· وجميل المعلمين يمتد الى ما لا نهاية ..محجوب شريف كان استاذ لغة عربية ومحمد وردي كان استاذ علوم.
(2)
· النائب العام عمر أحمد محمد كان قد قرر استنفار 50 من أعضاء النيابة العامة للتغطية الميدانية أثناء (فض التجمعات والتعامل معها وفقاً للقانون). وأكد النائب العام حرص النيابة العامة على مصاحبة أعضائها لقوات الشرطة، والتنسيق مع الضابط المسؤول عن القوة في العاصمة الخرطوم.
· ووجهت النيابة العامة بعدم تعقب المواطنين داخل الأزقة والمنازل أثناء فض الاحتجاجات واستثنت النيابة حالة حدوث تصرفات فردية تخالف القانون، مما يستوجب التعامل معها.
· وماذا ان كان تعقبهم يتم في المعتقل؟.
· ان كانت حياة المعتقل مهددة وغير متأمنة وهو داخل الحراسات ، كيف سيكون حاله في الشوارع والميادين؟.
· اننا لم نعد نعشم ولا نحلم باكثر من حماية (المعتقل) داخل الزنزانة ..لا نطالب باكثر من توفير الحماية له والتعامل معه بانسانية وقانون.
· سيادة النائب العام نحن نقدر حرصك هذا ..ولكن هذه المظاهرات ما عاوزة ليها (وكيل نيابة) ..هذه المظاهرات عاوزة ليها (حكم فار) عديل كدا!! ، اذ كان مدير جهاز الامن والمخابرات نفسه يتحدث عن اغتيالات تتم عن طريق (بنت شيوعية) تحمل (خرطوش) في شنطتها!!.
· نطالب بحكم (الفار) ..نحن لا نثق في (حكامكم)!!.
(3)
· وثقت مجموعة (حصر) الحقوقية السودانية الانتهاكات التي تمت بحق المعتقلين داخل سجون النظام السوداني، وخاطبت المجموعة منظمات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني ذات صله بالدفاع عن حقوق الانسان فيما يختص بتصفية المعتقلين داخل زنازين السلطات السودانية بعد رصد تصفية ٦ حالات منذ بداية احتجاجات ديسمبر ، وجاء (حصر) الذين قتلوا في المعتقل على هذا النحو وبذلك التحديد والقطع :
- عبدالرحمن الصادق سمل (طالب بكلية الآداب جامعة الخرطوم المستوي الثالث- ولاية الخرطوم).
مجاهد عبدالله سليمان (20 سنة سائق سيارة نقل خاص – ولاية القضارف).
محجوب التاج محجوب (طالب بكلية الطب جامعة الرازي المستوي الثاني – ولاية الخرطوم ).
حسن طلقا ( اعمال حرة – ولابة جنوب دارفور).
فائز عبدالله عمر آدم (فرد قوات مسلحة بالمعاش – ولاية جنوب دارفور).
الاستاذ احمد الخير (معلم بمدارس خشم القربة- ولاية كسلا شرق السودان).
· كل هذه الاغتيالات تمت في (المعتقلات) بسبب (التعذيب) ، حسب ما جاء من اسر اولئك الشهداء.
· السؤال الذي يفرض نفسه بعد الترحم على الشهداء ، هل استطاعت (البنت الشيوعية) بشنطتها وخرطوشها ان تدخل لكل تلك (المعتقلات) المتواجدة في مناطق وولايات مختلفة وتنفذ كل هذه الاغتيالات في حراسات مغقلة ومُحكمة يطلق عليها بيوت الاشباح.
· الاكيد ان هذه البنت (سوبر مان) او هي تملك قوة خارقة لا يمكن ضبطها ولا ايقافها.
· المؤسف ان الاستاذ احمد الخير قالوا عنه انه مات (مسموما) بعد كل هذا الضرب والانتهاكات والتعذيب الذي تعرض له الخير في المعتقل …يبدو ان الآلات التى كانوا يضربونه ويعذبونه بها كانت الآت (مسمومة) و(مصدئة).
· ولا حول ولا قوة إلّا بالله…فقد مات احمد الخير مسموما بالنظام!!.
(4)
· ان فلتوا الآن ، كيف تفلتون ساعة الحساب الاكبر.
· كيف سوف تقابلون ربكم يوم المحشر ؟ هل سوف تقابلونه بـ (ما لدنيا قد عملنا) هذه عملة لا تصرف هناك. ام انكم سوف تقابلون المولى عز وجل بـ (عفا الله عما سلف) ، هناك في ملكوته لا يقبل (التحلل) ولا ينظر الى (توصية عليا) ولا يعتد بنفرة شمال كردفان.
· هناك الشفاعة هي شفاعة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي قال في كل كبدة رطبة اجر…الشفاعة هناك لن تقبل منكم عن طريق (المؤتمر الوطني) ، ولن يكون هناك اعتبار لضهر او مسؤول كبير..( مسئول كبير في الحلة غير الله انعدم).
· كيف بربكم سوف تقابلون المولى عز وجل شديد العذاب الذي قال : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
· ألا تفهمون ذلك القول؟..ألم يمر بكم ذلك في (درس) من دروس المدرسة او الجمعة؟.
· ما هي حيلتكم يوم الآزفة وهو القائل : (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون).
· هذا امر لا جدال فيه.
· هذا شيء لا لبس فيه.
· ما هي قبلتكم اذا وقعت الواقعة وسبحانه وتعالى قال : (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).
· نعم انتم بعد ذلك لمسرفون.
· لن ينفعكم وقتها ارصدتكم في البنوك الماليزية ..ولن تخرجكم (لجنة تحقيق) او (مجلس شورى).
· لا تلفزيون السودان القومي.
· ولا سودانية 24.
· كل ذلك الى زوال.
· كل ذلك لن يعتد به.
· ألم تتوقفوا يوما عند قوله تعالي : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا).
· ما هي مرافعتكم يوم ينفخ في الصّور اذا جاء (احمد الخير) ملطخا بدماء قتله وانتم تحملون تقرير وفاته (مسموما)…كيف سوف يكون وضعكم ، وعلى أي منقلب سوف تنقلبون حينها؟.
· احمد الخير اختلط دمه مع (الطابشير) ،ومات وهو مهموما بجرس (الحصة الثانية).. كيف راق لكم ان تفعلون فيه ذلك …ألم تأخذوا شيء من وفاء (كلب عبدالجليل) في المطالعة الابتدائية؟.
· ما جدوى السيرة النبوية التى كنت تدرسونها؟.
· واين كنتم عندما كانت (الحصة) في المعاملات؟.
· كان المصطفي عليه الصلاة والسلام اذا دخل عليه عثمان بن عفان يقوم فيجلس وهذا لا يفعله صلي عليه وسلم لسيدنا ابوبكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب ،فتعجبت السيدة عائشة رضي الله من ذلك وسألت اعظم المرسلين فقال لها : (إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له وأنا على تلك الحال ألا يبلغ إليّ في حاجته)…وكان رسول الله عليه افضل الصلوات يقول لتقديره لذو النورين : (أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْـمَلَائِكَةُ).
· انتم لم يقسم الله لكم شيئا من الحياء.
· اللهم في ذاك اليوم – يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا….هذا عبدك (احمد الخير) يموت ويعذب في المعتقل ثم يمضى الى الرفيق الاعلي بشهادة وفاة تقول انه مات (مسموما)!!.
· وهذا محجوب التاج محجوب يعود الى بيته مقتولا بعد ان خرج منه طلبا للعلم.
· وذاك فائز ..وذلك حسن طلقا.
· اللهم لا تأخذنا بجريرة من فعل فيهم ذلك ، ولا تحاسبنا بضعفنا هذا ، لا تنزل علينا غضبك يا لطيف يا جبار ..وكل ذلك يحدث امامنا ونحن لا نملك غير الاستعانة بك ، والتعلق برحمتك.
· اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا بأخطائنا ولا بتقصيرنا يارب العالمين.
· اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس .. يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت مولانا .. إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا؟.
· ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
· وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لله درك ايها الفارس المغوار
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ونسأل أن ينتقم من سارقي قوت شعبنا وقاتلي شهدئنا انتقام عزيز مقتدر
اللهم عليك بهم فإنهم لا بعجزونك ولن يعجزوك
اللهم آمييييييييين
كلامك رائع كما عودتنا دائماَ، ولكن لا نتفق معك في قولك اننا ضعفاء وقليلي الحيلة و (هوينين) و مستضعفين،، نحن أقوياء، أشداء، جبارون،، سنزلزل الارض تحت أقدام الخونة المنحطين الدنيئين اهل المؤتمر الزفت، بدأً بالرقاص العوير الهبيل مروراً بأبو العفين وفار الفحم وحتى الطاهر حسن التوم والهندي والضو بلال.
لا نريد أن نركن سيدي للدعاء، الدعاء لن يحل مشكلتنا، لا يمكن أن تطلب من الله أن يقوم بالعمل نيابةً عنك،، صدقني لن يفعل،، الله يساعدك فقط إذا رآك جاداً وقوياً لا تهاب الموت في سبيل عزتك وكبريائك، لم ينصر الله المسلمين في غزوة أحد والرسول معهم لأنهم لم يقاتلوا كما يجب،، ونصرهم يوم بدر وهم أقلية عندما قاموا بما يجب عليهم وقاتلوا بقوة فزادهم الله قوةً، ولك شكري واحترامي وتقديري ولكل اهل السودان الأشاوس المغاوير،، وسننتصر، وستسقط حتماً،،، بسواعدنا الفتية وإرادتنا القوية ودمائنا الزكية وبعون الله تعالى.
مرة اخري وفي كل مرة تثبت ان الصحافة الحرة والصحفي الحر الشريف العفيف الذي ينتفخ عن شعبه وسودانه مزال موجودا في هذه الارض الطيبة. لك الحب والتقدير ولن ينسي شعبنا الصبور النبيل كل حرف خطه يراعك من أجله انت مثال حي ومشرف لصحافة السودان الشريفة.
الأخ الكريم : محمدعبدالماجد انك تخاطب قوم في الأصل لا يؤمنون بوجود الله ولا القيامة ولا حساب الاخرة ولا يحزنون , فهم يستغلون الدين مطية لتحقيق أهدافهم الدنيوية ويعتبروننا مغفلين لأننا نؤمن بأن هناك حساب وعقاب وثواب ولا لما فعلوا كل هده الجرائم من قتل وتعذيب وسحل واغتصاب ونهب وسرفة وشدود وغيره
ياسلام عليك يا فارس القلم يا مبدع ربنا ينصرك ويفتح عليك فقد كفيت ووفيت يا محمد عبد الماحد لك تحياتي من على البعد.
الكلام ده ما ليك يا الطاهر حسن التوم
شكرًا واعتزازاً ا. فيصل محمد صالح
ورب الكعبة أمة فيها أمثاله لن يخضعها امثال هؤلاء “الصغار”، صغار العقول والنفوس.
وقد بدأ الفجر في الانبلاج…
من فيصل محمد صالح. لضياء الدين بلال
حوار مع الأخ ضياء الدين بلال
عفوا أخي وصديقي ضياء الدين بلال
لم أقبل مقالك هذا أو أتقبله، ولا قبلت أن يأتي منك، لأن عشمي فيك كبير
نحن لسنا في مباراة كرة قدم..ولا منافسة في الخطابة في جمعية أدبية. ولسنا في خضم خلاف سياسي بين أحزاب وجماعات فكرية وسياسية في مجتمع ديمقراطي، نحن نخوض صراعا شرسا ضد نظام قمعي فاسد، ويقيننا أنه يجر البلاد كل يوم نحو الهاوية، ولا سبيل سوى مقاومته عبر الوسائل السلمية التي خبرها شعبنا وجربها. نحن من نخاف على بلادنا من أن تنجرف لحال ليبيا واليمن وسوريا، نحن من نملك هذا الخوف ونتجنب هذا المصير، لهذا لم نخرج نحمل سلاحا ولا قنابل ولا مدافع، بل خرجنا نحمل هتافاتنا وصدورنا العارية، فماذا كان رد فعل النظام…؟
لا يغرنك حديث السيد رئيس الوزراء معتز موسى عن أن هذا الحراك رد فعل طبيعي ومحترم من أناس لديها مطالب مشروعة، فما قاله السيد معتز يدينه ولا يشهد له. هو رئيس الوزراء، فماذا كان رد حكومته وأجهزتها على هذا التحرك المحترم للمطالب المشروعة..؟. إن حكومته تعتقل القيادات السياسية والنقابية وتزج بها في السجون، تمنع حق التعبير السلمي وتعتقل المتظاهرين السلميين تفرق جمعهم بالغاز المسيل للدموع وتضربهم بالخراطيش والعصي وتقتلهم بالرصاص والتعذيب في الشوارع والسجون . إما أن رئيس الوزراء لا يملك السيطرة على حكومته وأجهزتها، وهنا عليه أن يدفع فاتورة ضعفه وليس المتظاهرين السلميين، وإما أنه كاذب ومنافق، يطرح كلامه هذا للزينة في المنابر، ويوافق على ما تفعله الأجهزة.
هذا المقال، يا صديقي ضياء، يصلح ليناسب الأوضاع في بريطانيا أو فرنسا أو أي دولة ديمقراطية، حيث أنه ينسجم مع آليات حل الخلافات السياسية بالوسائل السلمية. لكن عندما أقرأه مع الواقع السياسي السوداني أحس بأنك قادم من المريخ. نحن نعيش في ظل نظام قمعي يقيد الحريات العامة ويمنع الناس من ممارسة حقوقها، بما في ذلك الصحيفة التي ترأس تحريرها ، فيمنعها أن تتعامل مع الأحداث والأخبار بمهنية، فتنشر أخباره ونشاطاته ووجهة نظره، ولا تنشر ما يجري أمام أعينها من أحداث…. أليس هذا ما يحدث.
يا عزيزي ضياء، كيف يمكن أن تساوي بين الجاني والضحية، بين القاتل والمقتول، بين من يخرج وسلاحه الهتاف ومن يخرج وسلاحه العصى والخراطيش والرصاص الحي، بين من يطالب بحقوقه الإنسانية وبين من يقمعها.
نظام يعذب المعتقلين والمعتقلات في السجون، وأرجو أن تسجل زيارة لمنزل زميلك الدكتور خالد التجاني وتستمع لشهادة ابنته التي سبق اعتقالها، نظام يموت فيه المعتقلون بأبشع وسائل التعذيب عبر التاريخ، ثم تطالبنا بان لا نستخدم ضده خطاب الكراهية…..؟
يا سيدي لا يمكنك أن تكون مع الخير إن لم تكره الشر، لا يمكن أن تكون مع القيم الإنسانية إن لم تكره من ينتهكها، لا يمكنك إن تكون متعاطفا مع الضحية إن لم تكره فعل القتل والتعذيب ومن يمارسه.
ليس مطلوبا منك أن تتخذ موقفا سياسيا محددا، فهذا خيارك الشخصي، لكن المطلوب هو موقف أخلاقي وإنساني مما يجري.
توقفت بالأمس كثيرا عند لقطة فيديو لطلبة وطالبات أساس يتظاهرون في شمبات، وهم يحملون صورة الشهيد الأستاذ أحمد الخير ويهتفون في حرقة “سامحنا يا استاذ”..بكيت كثيرا، ولا أخجل من قول ذلك، بكيت لأني لا أستطيع مثلهم أن أطلب السماح، ولا أظنك تستطيع، لأن علينا أن نفعل أكثر من طلب السماح، أن نتخذ موقفا، فلا ضمائرنا ولا إنسانيتنا ولاالتاريخ ولا الخالق عز وجل سيقبل من أن نكون بلا موقف إزاء جريمة بهذه البشاعة.
يقول مارتن لوثر كينق إن آخر مكان في الجحيم محجوز لمن يقفون على الحياد عند المعارك الاخلاقية العظيمة، ونحن الآن في خضم معركة أخلاقية عظيمة، ولا أجزم بتاتا أنني أملك بوصلة الأخلاق لأحدد أين يقف الناس، لكني وبعزم وبصيرة البشر غير المكتملة أعرف أنني لا أقف على الحياد، فليس هذا طبعي ولا طبيعتي.
ولا نأمل من هؤلاء سوي ذلك الحضيض من عقول ممتهنيين النقص الفكري من استاذهم المغضوب عليه عاصم كباشي وعبدالعال سليمان..
رأي الخليفة عمر بن عبد العزيز في استخدام التعذيب لاجبار المتهمين علي الاعتراف
–
أحد الولاة في عهد عمر بن عبد العزيز كتب اليه ان اناسا من العمال قد اقتطعوا مالاً و لست بقادر علي استخراجة من ايديهم إلا بأن أمسهم بشئ من العذاب ، فإن اذنت لي أفعل .
فكتب اليه عمر : إنى أعجب من استئذانك إياي في عذاب بشر كأنى لك حصن من عذاب الله ، و كأن رضائى عنك ينجيك من سخط الله .. فأنظر من قامت عليه بينه فخذه بما قامت به عليه البينة ، و من أقر لك بشئ فخذه بما أقر به ، و من أنكر فأستحلفه و خل سبيله ، فـوالله لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب الي من أن ألقي الله بدمائهم .
أين هؤلاء المتنطعين تجار الدين الأوباش الأوغاد من هذه المواقف الكريمة لعظماء الأمة الإسلامية ؟؟؟
كما قال عنهم الشاعر المصرى جمال بخيت
أي دين
اللي أنا بأه ما اعرفوش
الوحوش .. الكروش
اللي لو طالوا رقابينا
بينهشوا مابيرحموش
دين أبوهم
اسمه إيه ؟!