على عثمان محمد طه والنظر خلال ثقب ابرة ؟

د. صديق الزيلعى

قرأت بتعجب ما قاله السيد على عثمان محمد طه لرؤساء التحرير عند زيارتهم له ببيته للمعايدة. فقد قال لهم بان حكومة الانقاذ والحركة الاسلامية فشلا فى خلق صحافة ناجحة رغم ان الحركة الاسلامية نجحت فى خلق صحافة ناجحة خلال فترة الديمقراطية الثالثة. ولدى تساؤل برئ منذ متى يزور رؤساء تحرير الصحف رؤساء الدولة فى منازلهم الخاصة؟
ساتعرض اولا وباختصار شديد لما يسمى بالنجاح المزعوم الذى حققته صحافة الجبهة الاسلامية خلال الديمقراطية الثالثة ثم اتعرض للسئوال الذى حير السيد النائب الاول ورؤساء التحرير عما جرى للصحافة فى عهد الانقاذ مما ادى لافلاسها وفشلها باعتراف الرجل الثانى فى الدولة واختتم موضوعى بعرض سريع لبعض ما تقوم به الصحافة الحقيقية من اسهامات ثرة ومواقف قوية فى الانظمة الديمقراطية.

الادعاء بنجاح صحافة الجبهة الاسلامية مردود. وساتعرض لبعض الامثلة ، وهى قليل من كثير، والتى تكشف حقيقة ما يسمى ب ” النجاح ” وذلك بكشف النقاب عن بعض تلك “النجاحات” خلال فترة الديمقراطية الثالثة. والتى نصفها وندمغها بالحملة المنظمة لتخريب التجربة الديمقراطية تمهيدا لوأدها. تلك الحملة ، جيدة التمويل، و التى كانت تدار من مركز واحد فى قيادة الجبهة الاسلامية. ذلك المركز القيادى هو الذى يقوم بتحديد الاجندة يوميا وينسق الحملات الاعلامية ويقسم الادوار على مجموعة الصحف التى كانت تملكها الجبهة علنا وتلك التى كانت تديرها او تملكها سرا و رغم ادعائها الكاذب بانها مستقلة. تلك الحملة كانت تتم فى اطار مخطط خبيث يسعى بكل ما توفر له من مال طفيلى اكتنزنه بنوك العيش وكادر مفرغ اشتهر فى الحركة الطلابية باسم ” الجهل النشط” لتحقيق الهدف النهائى وهو تسميم الفضاء السياسى وتشويه الممارسة الديمقراطية والتمهيد للانقلاب على التجربة الديمقراطية والاستيلاء على السلطة بالقوة.

وما يلى هى نماذج او مجرد صفحات بسيطة من كتاب صحافة الجبهة الاسلامية الضخم. وهذه الصفحات تعكس منهج واساليب عمل صحافة الجبهة خلال فترة الديمقراطية الثالثة والذى وصفه السيد النائب الاول بالنجاح:

* حملة جريدتى الراية والوان والتى تطاولت على كل القادة الذين لا ينتمون للجبهة الاسلامية واستخدمت فيها الفاظ وتعابير لم تعرفها صحافتنا من قبل. وهل ننسى تطاولات المرحوم محمد طه محمد احمد فى الراية على الجميع وفى مقدمتهم السيد الصادق المهدى والسيد محمد عثمان الميرغنى او “وقاحة” الوان فى تعرضها للاخرين. وهل ينسى ابناء شعبنا تلك الصفحات التى سودوها بقصصهم المختلقة عن ” المتمرد قرنق” و ” قهوة المتمة” و ” الطابور الخامس” و تلفيق الاتهامات لمهندس كهرباء الدمازين ” صالح الخير”. القائمة تطول ولكن المساحة محددة.
* قضية الطفلة اميرة الحكيم والتى تم استغلالها بطريقة بشعة بهدف اثارة الهلع والفزع وتصوير الخرطوم كغابة ينعدم فيها الامان. وخلالها تم استغلال الام الاسرة لاغراض سياسية قميئة

*استخدام الكذب الصريح لتشويه مواقف الاخرين وتحقيق مكاسب سياسية. وهنالك عشرات الامثلة ولكننى ساعرض احدها فقط لاننى شاركت فيه. عندما كنت اعمل محررا بجريدة الميدان اليومية خلال الديمقراطية الثالثة كنت احرر صفحة اسبوعية باسم ” صوت الغرب”. وفى احد الايام جاءنى احد ابناء النوبة غاضبا وهو يحمل فى يده جريدة الراية التى تصدرها الجبهة الاسلامية والتى كتبت ان الحركة الشعبية لتحرير السودان هاجمت الجوامع ودمرتها وحرقت المصاحف واغتصبت نساء المسلمين. وها انا اعيد نشر ما نشرته انذاك ولم ترد الراية حينها فى محاولة لقتل الموضوع. وما يلى نص ما نشرناه:
” الراية تنقل معلومات كاذبة عن احداث كادوقلى( الميدان ، صفحة صوت الغرب بتاريخ 19 ابريل 1989)
واصلت الجبهة الاسلامية وجريدة ( الراية) خطها الاعلامى المعادى لقبائل النوبة ونشرت فى عددها الصادر صباح الاثنين 17 ابريل 1989 حديثا عن اغتصاب المسلمات وحرق المسلمين فى كادوقلى. ولكشف حقيقة ما حدث اتصلنا بعدد من قادة النوبة لمعرفة المعلومات المتعلقة بالحادث. اكد المتحدثون كذب ( الراية) وقلبها الحقائق راسا على عقب.

وقال السيد محمد حماد كوة وزير السياحة والفنادق واحد قادة الحزب القومى ( القيادة الجماعية) ” انا من ابناء كادوقلى وما يجرى فيها يصلنى اولا باول ولذلك اعرف تفاصيل ما تشهده المنطقة.

واقول بان الذين تضرروا من التمرد والقوات المسلحة والميليشيات هم اهلى وعشيرتى ولذلك ادعو كل الناس لمواجهة المشاكل بروح منطقية وعقلانية والا يحاولوا الالتفاف حولها ويبعدوا عن جوهرها الحقيقى وان يبذلوا جهدا صادقا لايجاد الحلول لها.

وحقيقة ما حدث بالمنطقة هو تحرك للتمرد لضرب مواقع القوات المسلحة والتى نجحت فى هزيمتهم وتصفيتهم ثم قامت بتمشيط كل المنطقة. ولكن ما حدث بعد ذلك ان فئات اخرى من الميليشيات جاءت بعد ذلك واشاعت جوا من الارهاب والعنف بحجة حماية المنطقة من التمرد.

وما كتب بجريدة ( الراية) حديث مختلق ويخالف الحقيقة تماما وياتى فى اطار خط الجبهة الاسلامية المعادى لابناء النوبة. واقول ان كل تلك الاحداث المؤسفة جعلت معظم المواطنين يفقدون الثقة فى كل الجهات التى تحاصره وترهبه. وبعض الجهات التى تدعى الاسلام زورا هى المسئولة عن بعض الاحداث الاخيرة ولدينا العشرات من شهود العيان على تلك الممارسات التى حدثت بالمنطقة وادت لهروب الاف المواطنين.

واؤكد انه لا يوجد ما يسمى بالحملات الكنسية والنصرانية والتعدى على المسلمين فى جبال النوبة.

وحاليا المنطقة امنة بعد نجاح الجيش فى طرد القوة المتمردة وتمشيط المنطقة ولكن الفئات التى جاءت بعد ذلك هى المسئولة عن الجو المسموم الذى تشهده المنطقة حاليا ومحاولة تصفية الخصوم السياسيين مما ينعكس سلبا على مجمل الاوضاع بجبال النوبة.

وادعو كافة الجهات للانصراف للعمل الجاد والبحث عن اسباب مشاكل المنطقة والاسراع بانهاء الحرب الاهلية وعقد المؤنمر الدستورى الذى كان الحزب القومى السودانى اول من نادى به واعد تصوره لكافة القضايا المطروحة امامه وهو تصور يتفق فى عموميانه مع الاطروحات الجادة للقوى الوطنية الموجودة بالساحة السياسية”. ( انتهى حديث السيد الوزير)
الجبهة الاسلامية تقود مخططا واسعا للفتنة الدينية

ما حدث بالثورة هو امتداد لما يجرى بجبال النوبة ( نشر بالميدان صفحة صوت الغرب بتاريخ 26 ابريل 1989)
نواصل استطلاعنا لاراء قادة النوبة عما نشرته جريدة ( الراية) من اغتصاب نساء المسلمين وحرق ازواجهن وقد قدمنا فى الاسبوع الماضى راى السيد محمد حماد كوة وزير السياحة والفنادق ورئيس الحزب القومى ” القيادة الجماعية” والذى وصف الاحداث بانها قلبت الحقائق راسا على عقب واتهم الميليشيات بارهاب المواطنين داعيا كافة الجهات لنبذ الاقتتال والتحضير الجاد للمؤتمر الدستورى القومى.

ونقدم اليوم راى السيد حسن كندة كربة عضو قيادة اتحاد عام جبال النوبة:

يقول السيد حسن كندة ” هذا مخطط من مجموعة معينة تنتمى لقبائل معروفة قبل ان تكون جبهة اسلامية ولكن الجبهة الاسلامية صعدت ذلك العداء لخدمة مصالحها الخاصة. كانت العلاقة بين مختلف القبائل جيدة ولا تزال مستمرة بصورة جيدة رغم محاولات تجار الدين والسياسة الذين يحولون اى شئ لصالحهم ويعكرون اى ماء ليصطادوا فيه. وهذه الحملة ليست جديدة وهى استمرار لاحداث سابقة وتعامل معها اهل المنطقة بوعى رغم محاولات ناس الخرطوم لاثارة الشقاق واشعال الفتنة. وما حدث فى كنيسة الحارة 21 بالثورة ام درمان هو امتداد لما يحدث حاليا فى جبال النوبة والذين اعتدوا على الكنيسة والمرضى وكبار السن والاطفال ثم حرقوا الكنيسة بدون مبرر، هم نفس الفئة التى مارست نفس الاعمال فى الجبال وتتباكى فى الخرطوم على اشياء غير موجودة ونحن نتوقع استمرار تلك الفتنة الخطيرة من نفس الفئة اذا لم تعزل.ما يجرى فى الجبال هو افراز طبيعى لظروف الحرب الاهلية ويمكن محاصرتها وعلاجها. لكن تجار الدين يريدون استثمار الفقراء فى ظروف السلم والحرب ويحولوا اى حدث لاموال تتكدس عندهم. نحن فى اتحاد عام ابناء جبال النوبة لدينا معلومات دقيقة ووثائق تثبت ان نفس الفئة تخطط لنهب اموال النوبة فى الخريف القادم. ولا زلنا عند موقفنا الثابت بان السلاح يجب ان يكون فى يد القوات المسلحة فقط وان ندعمها كلنا حتى تحفظ امن الوطن، اما اى فئة اخرى تحمل السلاح فيجب نزعه منها فورا.

واقول صراحة لم يحدث اى اغتصاب لنساء المسلمين او حرق لرجالهن واطالب الجبهة الاسلامية بابراز الوثائق على ذلك الادعاء الكاذب. ونحن فى اتحاد عام ابناء جبال النوبة ارسلنا وفدا لتقصى الحقائق وسنكشف كل ما تجمع لنا من معلومات للراى العام وندعو الحكومة لتكوين لجنة تحقيق لتقصى الحقائق واعلانها للشعب السودانى. ”

ونواصل تقليب بعض الصفحات من الكتاب الاسود لصحافة الجبهة ومنها:

* الصمت المريب عن احداث جبل مرة فى 1988 عندما تعرض الفور لهجوم غير مسبوق ازهقت فيه ارواحهم ودمرت قراهم واقتلعت اشجارهم المثمرة وقتلت حيواناتهم. وهل سينسى ابناء الفور ذلك الموقف مهما مرت السنوات. وللحقيقة والتاريخ كان ذلك هو التمرين العملى والبروفة النهاية للجرائم التى ارتكبها الجنجويد خلال السنوات الماضية.

* تملق صحف الجبهة للقوات المسلحة والتنسيق مع قيادة التوجيه المعنوى لتوزيع صحفهم مجانا للضباط والجنود ومشاركتهم فى حملة غسيل المخ الجماعى لتلك القوات وما سمى بحملة دعم القوات المسلحة و “قنطار الذهب” فى اطار سعيهم الحثيث لشراء تلك القوات وتحضيرا لانقلابهم على الديمقراطية.

* ترشح السيد على عثمان لانتخابات المجلس الوطنى ( برلمان مايو ) فى دائرة برى والتى تشمل جامعة الخرطوم. قام الاخوان من خلال اتحاد الطلاب بتسجيل كل طلاب الجامعة بدون علمهم. عندما اكتشفت الجبهة الديمقراطية تلك المعلومة نظمت حملة قوية لشطب اسماء الطلاب وترك التسجيل كخيار فردى لمن يود القيام به. فرد الاخوان بحملة ركزت على ان انتخاب خمسة من امثال على عثمان سيهز الارض التى يقف عليها البرلمان. وتم انتخاب على عثمان ولم تهتز الارض ولم نسمع بصوته القوى داخل المجلس ولم نقرأ مواقفه الشجاعة فى صحافة مايو. وعلق احد خبثاء قهوة النشاط ( جامعة الخرطوم) بان ما اهتز هو جيب على عثمان. ليس هذا موضوعنا هنا. ونقول ان على عثمان تم انتخابه خلال الديمقراطية الثالثة وانتخب زعيما للمعارضة. وكان صوتا قويا داخل البرلمان ( اتفقت او اختلفت مع سياساته) وانعكس ذلك الصوت القوى فى الصحافة. وهذا المثال يوضح بجلاء تام وبفصيح العبارة الفرق بين الصحافة فى الانظمة الديمقراطية والانظمة الدكتاتورية. وهكذا مثلما فشلت الصحافة فى ظل نظام مايو الدكتاتورى وبهتت واصبح لا لون ولا طعم لها، تفشل الصحافة حاليا فى ظل دكتاتورية الانقاذ ويحدث لها ما حدث لصحافة مايو وصحافة دكتاتورية نوفمبر والتى اشتهرت بالنكتة الشهيرة ” البرش بقرش” وصفا لجريدة العسكر المسماة بالثورة.

* قامت جريدة ” الراية ” بالتزوير الصريح والذى يقع تحت طائلة القانون فيما كانت تنشره تحت ادعاء انه استطلاعات راى وتقوم بابراز ان الشعب يؤيد سياسات الجبهة بدون ذكر من استطلعت وعددهم والمنهج الذى استخدمته حسب ما هو معمول به فى استطلاعات الرأى المعروفة. وهو بصريح العبارة استخدام الكذب و” من غشنا فليس منا”.
هذه الامثلة تحكى بعض ممارسات صحافة الجبهة الاسلامية خلال الديمقراطية الثالثة وهى قليل من كثير. فهل يمكننا وصفها بالنجاح؟

وليس غريبا على رؤساء تحرير صحف الانقاذ الصمت عن القضايا الاساسية وهم فى لقاء يجمعهم بالرجل الثانى فى النظام. وهنالك عشرات القضايا السياسية والوطنية التى من المفترض ان يسال عنها اى صحفى يحترم مهنته، عندما يقابل مسئول فى قامة على عثمان وهو احد صناع القرار فى السودان. لماذا صمتوا؟ وهل نتوقع من امثال اولئك الموظفين ان يسالوا؟ ولا نحلم بان يكون لهم اى قدر من الشجاعة لمواجهة المسئولين بالوقائع والحقائق الاليمة حول ما يجرى فى كل اطراف وطننا؟
واذا كان السيد على عثمان يريد ان يعرف لماذا تعانى صحافة الانقاذ من الضعف؟ اقول وبصريح العبارة انها ازمة بنيوية لا فكاك منها الا بتفكيك النظام واقامة نظام ديمقراطى حقيقى لتنتعش الصحافة السودانية ( اخوانية وغير اخوانية).
وللتعرف على ماذا فعلت الانقاذ بالصحافة السودانية نشير لبعض ( اكرر بعض) الامثلة:

* الغاء الصحف منذ اليوم الاول للانقلاب ومصادرة ممتلكاتها وتشريد العاملين بها واعتقال بعضهم وتعذيبهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية كحق العلاج وهم فى الحبس مما ادى لوفاة الاستاذ عبد المنعم سلمان احد كتاب جريدة الميدان والذى فارق دنيانا فى سجن كوبر لحرمانه من حق العلاج.

* كم من السنوات فرضت خلالها حكومة الانقاذ الراى الواحد والحزب الواحد وجرائد لا لون لها ولا طعم وصار جهاز الامن هو رئيس التحرير الفعلى لكل الجرائد السودانية يأمر وينهى كما يريد بلا رقيب او حسيب؟

* ورغم الانفراج النسبى الذى احدثته اتفاقية السلام وصدور الدستور الانتقالى بكل نصوصه الصريحة حول الحريات وحقوق فهل تغير واقع الصحافة؟ كيف مورست ما يسمى بالرقابة القبلية؟ وكم من الصحف صودرت بعد طباعتها ( مع سبق الاصرار والترصد لتسبيب ابلغ الضرر المادى)؟ وكم من الصحفيين منعوا من الكتابة؟ وكم من الصحف المستقلة اسما والتابعة للسلطة حقيقة قد توالدت كالفطريات فى اطار حملة محمومة للضحك علينا وعلى العالم اجمع بالادعاء الكاذب بوجود حريات صحفية وانه تصدر عشرات الصحف المستقلة بالخرطوم؟

* ماذا كان يكون رأى السيد على عثمان فى قانون الصحافة الانقاذى اذا افترضنا انه كان مقدما للجمعية التأسيسية عندما كان زعيما للمعارضة؟ وهل يمكننا ان نتخيل كمية ونوعية النقد الذى كان سيوجهه للقانون؟ وماذا كان سيكون رد صحافة الجبهة على تقديم ذلك القانون؟ وكم من خطب الجمعة كانت ستكرس للقانون؟

* وخلال العام الماضى فقط كم من الجرايد منعت عن الصدور؟ وكم من الصحفيين منعوا من الكتابة؟ وكم من رؤساء التحرير نقلوا من صحيفة لاخرى؟ وكم عدد المرات التى صمت فيها مجلس الصحافة عن انتهاكات الصحافة؟

* لا اتوقع الاجابة على تلك الاسئلة من ” صحفى السوء” على وزن وصف الامام محمد احمد المهدى لعلماء السلطان ب ” علماء السوء”. ولن اتعرض لما يسمى باتحاد الصحفيين فاعتقد ان الضرب على الميت حرام شرعا.

الان اتطوع ، ولا اطلب اجرا، بتوضيح معلومات فى شكل اسئلة حول بعض ممارسات الصحافة فى الانظمة الديمقراطية. لعلها تفيد السادة فى السلطة بانه يستحيل ان تنتعش الصحافة فى عهدهم وانه لا حل الا بالحل!
* هل سمعوا بالحملة القوية لجريدة التلغراف عندما كشفت فساد النواب البريطانيين باستخدامهم المخصصات البرلمانية لمصالحهم الذاتية الانانية وكيف حاول رئيس البرلمان وبعض النواب ايقافها ولم تتوقف الصحيفة لانها تعرف وتتمسك بحقوقها التى منحها لها النظام الديمقراطى. وادت تلك الحملة لسقوط رئيس البرلمان وسقوط نواب فى الانتخابات بل والقبض على بعض النواب ومحاكمتهم وادخالهم السجن بسبب الجرائم التى ارتكبوها. وايضا تم اجراء تعديلات فى قانون مخصصات النواب. بالاضافة لقيام كل الصحف بحملة قوية ضد فساد السياسيين وضرورة تشديد الرقابة الصحفية عليهم وعلى اعمالهم وبعد تلك الحملة القوية قرر العديد من النواب عدم الترشح للبرلمان.

* هل قرأوا حملة بعض الصحف البريطانية على الامير تشالز وهو ابن ملكة بريطانيا وولى عهدها عندما تدخل فى بعض اعمال الحكومة بارساله رسائل تحمل رايه الشخصى فى بعض القضايا؟

* هل حكى لهم الملحق الصحفى بالسفارة السودانية بلندن عن حملة جريدة القارديان على حرب العراق وعلى تزوير تونى بلير وبطانته للدوسية الشهير لخداع النواب للتصويت للحرب؟ وهل اخبرهم بان الكراكتيرست الشهير “بل” كان يرسم تونى بلير ولعشرات المرات ويشبهه بكلب حراسة بوش الابن وان بلير مجرم حرب والغ فى دماء الابرياء وكل ذلك تم وتونى برلير هو رئيس الحكومة ؟ وهل عند زياراتهم المتعددة للتسوق فى لندن شاهدوا البرامج التلفزيونية عندما يواجه اى صحفى رئيس الحكومة او احد وزراء الحكومة باسئلة شجاعة ولا يترك له فرصة للزوغان؟

* هل سمعوا بحملة جريدة القارديان على فساد البوليس وعلى صحافة ميردوخ. تلك الحملة التى استمرت لسنوات حتى تم الكشف عن التجاوزات و الجرائم وتدخل البرلمان وواجه ميردوخ بقوة والذى وصف ذلك اليوم بانه اسوا يوم فى حياته. واخيرا قبض على من ارتكبوا جرائم الرشاوى والتصنت على الابرياء. ثم اصدر القضاء الحكم فى الجرايم التى ارتكبت وعوقب مرتكبيها؟
* هل مر فى خيالهم ان الصحف هاجمت وكشفت فساد شركة بريطانية مدعومة من الحكومة الانجليزية والتى رشت بعض اعضاء الاسرة المالكة السعودية لتنال الشركة صفقة للطائرات سميت ” اليمامة ” والتى تقدر بمليارات الجنيهات الاسترلينية ولم يمنع صحفى عن الكتابة او يعتقل او تصادر جريدته؟

هل ازيد ام انهم لا يفقهون اولا يريدون معرفة الحقيقة الساطعة كسطوع شمس الخرطوم المحرقة!
وهل ، فى اكثر خيالات البشر غرابة وشطحا، يمكن لاى انسان فى كامل قواه العقلية ان يتوقع انتعاش الصحافة فى ظل الانقاذ ؟ وهل سيستقيم الظل يوما والعود اعوج؟

تعليق واحد

  1. لما الواحد يجيهو كابوس و يكون فيهو شيطان فهو الخالق الناطق للوش ده اللهم أعوذ بك من الشياطين و أن يحضرون.

  2. كلام السيد / علي عثمان طه صحيح 100% لأن صحافة الجبهه الإسلامية قامت بدورها في تسميم الوضع السياسي ومهدت لهذا الإنقلاب المشئوم والذي لم يستفيد منه الشعب السوداني سوى تمزيق السودان وفشل سياستهم وأخشى أن يصبح السودان الخرطوم فقط ولذلك إهتمام الكيزان بقناة الخرطوم يثير القلق ونشاطهم في تزيين الخرطوم ونسيان باقي السودان وبناء الكرانيش حول النيل وغناء مغتيات الإنقاذ في اهواء الطلق في غير فن ولعب كيزان الكورة في غير كورة وصدق الرئيس في أن هناك لاعبين إنقاذ وطني وكذلك فنانين إنقاذ وطني وصحافيين إنقاذ وطني .

  3. الاخ صديق الزيلعى واصل فى الكتابه الوجع كثير وانت تملك الكثير من المعلومات و ملكة الكتابة و اعلم ربما لا تملك الوقت الكافى…ولكن هذه نوع الكتابه الذي نحتاجه …حاول ان تملك (الوعى) الذي تستطيع

  4. بما انك الرجل الاول في الدولة اصلح الحال والله مايكون ذي كلام السيد الرئيس عن الفساد والذي ان شاء الله يعجل برحيلكم لان الظلم ظلمات ولايوجد ظلم اكثر من الفساد وتجويع وتشريد الشعب السوداني .

  5. د/ صديق :

    النجاح المعني لهؤلاء لصحافتهم “الخبيثة” في فترة الديمقراطية الثالثة ..

    هو نجاحهم في احداث الفتنة والتفرقة ووأد الديمقراطية ..!!

    الا ترى بانهم نجحوا في ذلك ؟

    اتود ان تسلبهم حقهم “الخبيث” في التباهي والتفاخر بهذا النجاح “الخبيث” ؟؟

    أخخخخخخخخخخخ

  6. لو كنت مواصل نضالك ما كانت الإنقاذ جاثمة على صدورنا حتى الآن لا ادري لماذا ينشط الشخص في العمل السياسي و يتكاسل بعد التخرج 0123652351

  7. هذا العله المسمي علي عثمان اكتر ثعلب مكار السودان عرفه هو الذي نجح خريطة الترابي وغدر به وتعجب في نصف الطريق قال احسن ادمر السودان ودمره تدميرا بمكره. هذا الثعلب اخطر شخصية عدو للسودان في تاريخه القريب وحتي تقوم الساعة بعد شخصية الترابي مدمر شعب السودان الاول والاخير بس راجين نشيل الحساب بيدنا قبل مماتكم

  8. هذا مقال .. فيه كل ما يال
    وحقيقة متي يذهب رؤساء التحرير الي بيوت الرؤساء لمباركة العيد؟؟

  9. من كان ذا فم مر بذق به مرا الماء الزلالا=======هؤلاء قوم اعمى الله بصيرتهم يخوضون في الوحل وقد نزع الله عنهم لباس التقوى واركسهم باعمالهم وهم المقصودون في حديث المصطفى عليه السلام بالمفلسين ولن يغفر لهم اهل السودان مافعلوه بهذا الوطن من خطايا وجرائم. عمى البصيره واضح من عدم فهم ان شرط نجاح الصحف هو الحريه (رغم تحفظنا على الادعاء بنجاحات الرايه والوان واخواتهما) ولكن شرط نجاح الصحافه غائب عن فهم الاخوان المفلسين الذين هم شر الدواب وهم الذين يظنون انهم يحسنون صنعا فكل اعماتهم كسراب بقيعة وسيوفييهم الله حسابهم,

  10. قضية الطفلة اميرة الحكيم
    واضيف ان دوي الضجيج المفتعل المضاعف اضعافا بهذه الحادثة حجب العقول والانظار عن قضية البنوك.
    لا شك ان محاسبة البنوك كانت ستصحح من مسار الاقتصاد السوداني وحتى اليوم . كما انها كانت جزت راس الطفيلية وفضت لمة السماسرة والجبهجية ولذهبت ريحهم.
    حزنا على الاخلاق. واجزنا. وهاهو هو التافه يمجد سجل خزيه. انموذجا للفساد المطلق رديف السلطة المطلقة. يفعل ما يشاء يقول ما يشاء . فواحزنا على الاخلاق. واحزنا.

  11. تعجبت كثيرا من كاتب المقال ولماذا لم يطالب بمحاكمة هذا النكرة بالخيانة العظمى وهو من تسبب وهندس اتفاقية نيفاشا المشؤمة وساهم في فصل الجنوب وهو رجل امريكا القوي في النظام وكذلك امر ابيي المحير فاذا كنت سوف اعطيك حق تقرير المصير فلماذا أهدي لك جزء عزيز من الوطن وماهو المكسب في هذه الاتفاقية المريبة والكاسب الوحيد هذه العصابة الخائنة بالتمتع بكرسي الحكم لتعذيب هذا الشعب الغلبان .
    هل من سيسي

  12. It is good that you discovered this now. Many Sudanese know that, but they are coward to say the truth. Why they are afraid? Because they know if they say the truth may be they will die! So it is better for them to keep silent. Some discover that they can fill their pockets if they praise the regime! Why not they have nothing to loose. To go back to real press we need to ask Allah (God) from deep our hearts and be sure that He will listen to us and fulfill what we ask Him. This will bring these press back and stronger and they will waken Sudanese from their deep sleep that last more than Twenty Five Years. LET US TRY THIS ONCE AT LEAST………….. JUST ONCE and see the result

  13. المسخوط علي عثمان يعيش حالة اللاوعي والزهو بالنفس والانفصام عن الواقع
    فهذا الموهوم يظن انه فيلسوف وعبقري فهو يطرش مايقرأه دون وعي منه ظانا انه يحلحل الامور بكلماته الفضفاضه والمتفلسفه
    حتي عندما يتحدث تجده يتصنع الكلام تصنعا فيستفرغ للمستمع بعض الكلمات التي يظن انها ذات مدلولات كبيره وعصية علي فهم العامه فيظلوا عاكفبن زمنا في فك طلاسم طراشه
    وكأن المُعضلات تُحل بالكلمات الهُلاميه
    فأي حمار اكرمكم الله يعرف ان الصحافه الناجحه لاتنمو في ظل نظام ديكتاتوري ذو توجه حماري كنظام الانقاذ
    الا الحمار علي عثمان لانه ادني فهما من الحمار اكرمكم الله

  14. صديق الخير لا يتأتي إلا بالصبر على المحن.

    مواصلة الكتابة وشحذ الهمم من أولويات الجهاد ضد هذه الطغمة التي أبتلانا بها رب العالمين. واصل أخي أنت والآخرين على المتابة عسى الله أن ينفع بكم هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره. والصبر ثم الصبر فلكل بداية نهاية ولا بد من قبس في نهاية النفق المظلم.

  15. دكتور صديق الزيلعي
    لافظ فيك,جزاك الله خيرا والله لك كل التقدير والإحترام ومقال اكثر من رائع.

  16. Having being to Darfur for some time and to Estern Sudan for Sometie back enabled me as a Nuba Man to read things very properly, but we were doing researches in silent and for future conserved issues which are now being part of the gross betrying which the Islamic Movement, has nationally and internationally developed itself to kill us and destroy oru selves thtough their widespread media coverage started to be eixisting on the long vision and mission basis since 1945. Al Zailaee, your relatives in Darfur were cooperative with people there and were called peaceful Musalamia and Shagya groups in that region, different totally in their habits from those around the center of Hamdy Triangle, accusing your of adopting the un-accepted ideology to them as muslims. You look brave and logic enough to criticise their false start and false mission in general. It is true that calling them Mulsims is not correct based on their deeds

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..