فجأة بعد الإهانات : البشير مرغوب فيه عربيا !!

بعد ما واجهه الرئيس البشير من تهميش قبل عدة أيام أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة ثم أثناء مشاركته في المؤتمر الإقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ في مصر بدأت تهب عليه اليوم رياح عكسية تحمل له الرغبة والتقدير والوزن وذلك بانعقاد القمة الثلاثية السودانية المصرية الأثيوبية والتي انعقدت في الخرطوم اليوم وحظيت بتغطية إعلامية عالمية واسعة حاملة معها ترويجا للبشير وكأنه أصبح بين ليلة وضحاها رجل مواقف وقرارات ومساهم أصيل في حل مشكلات غاية في الخطورة والتعقيد .

الإعلام المصري المترهل والمملوء بالعبط وللأسف نفخ في نيران هذه المشكلة وخلق مايشبه أجواء الحرب بين مصر من جهة وبين السودان وأثيوبيا من جهة أخرى حيث قام بتوجيه كل اللوم عليهما في العبث بمسألة المياه والتي هي مسألة أمن قومي ( عندهم فقط دون الآخرين ) حسب المفهوم المفعم بالسطحية .

أما الإعلام السوداني المختطف من قبل الإسلاميين كما هو حال بقية الدولة السودانية فينظر للمسألة من منظوره المبني على قاعدة الولاء للدين وليس للدولة ومعيرا على معيار درء المفاسد و تقديم المصالح لذلك فإن حكومة الخرطوم لا ترى في الأمر سوى أنه مشكلة بسيطة يمكن حلها بالفهلوة وخداع جميع الأطراف والكذب عليهم حتى يدرءوا المفسدة ويبعدوها عنهم ويجلبوا بدلا عنها المنفعة لتنظيمهم وحزبهم أما السودان الوطن والشعب فهذا ليس في حساباتهم ولم ولن يكن أصلا كذلك طالما بقوا متربعين على سدة الحكم .

ثم تأتي دعوة ملك السعودية للرئيس البشير لعقد قمة ثنائية في المملكة والتي سيزوها البشير في الفترة ما بين 25 و 26 من مارس الجاري ثم من بعدها زيارته للقاهرة للمشاركة في القمة العربية لتضيفا أبعادا مهمة لحالة الإهتمام المفاجئ بالرئيس البشير حيث صرح سفير السودان في الرياض تصريحا ضمنه فقرة في غاية الأهمية والخطورة حين أكد أن السودان سيقف بقوة إلى جانب السعودية في سعيها للم الشمل العربي وحماية أراضيها وشعوبها من الشتات ومآلات الحروب والنزاعات .

نعم هذا ما صرح به سفير السودان في السعودية أن السودان سيدعم السعودية في حماية أرضها وشعبها من الشتات والحروب والنزاعات . . . وكما يبدو فهو تصريح قوي من دولة تبدو قوية تعين جارا لها هو في أمس الحوجة لها !!

هذا الإهتمام المفاجئ بالرئيس السوداني والتسابق على التواصل معه يمكن أن نفسره كنتيجة لحالة الإستعداد العالمي والتي تعدها وتخرجها امريكا وأوروبا لإستقبال إيران والترحيب بعودتها للمجتمع الدولي بكل ماتحمله هذه العودة من فوائد مادية هائلة على إقتصادياتهم المنهكة والمفلسة والتي رضخت طوال الأعوام السابقة لرغبات وطلبات اللاعبين الخليجيين ( السعودية وقطر والإمارات ) من جهة وللعملاق الصيني من جهة أخرى ، أما الآن فلقد إختلف الوضع ، ففي الوقت الذي تحررت فيه أمريكا والغرب عموما من حقيقة الرضوخ لعامل النفط العربي والروسي بعد دخول امريكا وكندا والبرازيل بقوة الى سوق المنتجين وأدى ذلك فعلا إلى إنهيار أسعاره ، تنجح إيران في أن تعيد تقديم نفسها للعالم كأكبر سوق واعدة لفترة طويلة قادمة فهي سوق نهمة لكل المنتجات بسكانها البالغ تعدادهم فوق الثمانين مليون نسمة متساوين ما بين ذكور وإناث بمعدل أعمار 28 عاما حيث عانت هذه الدولة الغنية من العزلة لسنوات طويلة أصبحت معها أكبر مشتر متعطش لكل المنتجات من التكنولوجيا والمعدات . . . من برامج الكومبيوتر إلى الطائرات العملاقة الحديثة . . . سانحة عظيمة لكي تعمل المصانع في أوروبا وأمريكا واليابان وتعج بالعمال فتزدهر الإقتصاديات وتنمو .

وقد تجد السعودية نفسها في هذه الحالة في مواجهة الوحش الإيراني الشيعي من جهة والمتشددين الإسلاميين كالقاعدة وداعش من جهة أخرى فهى تحتاج لحليف يمدها بالجنود ( السنة) ويغطي ظهرها من جهة البحر ولا يبيعها للإيرانيين وهنا تظهر أهمية إستمالة البشير وشراء رضاه ليكون إلى جانب السعودية بعد أن بدأت دول حليفة هامة للسعودية مثل الأردن مؤخرا بالإنحراف شيئا ما نحو إيران !!

من جهة أخرى قد ترى بعض الجهات أن البشيرلايزال يحتفظ بعلاقات خاصة مع النظام الإيراني وأنه يراوغ ويزايد بهذه العلاقات مقابل دعم حكمه وتمكينه وتقديم الدعم اللازم لإستمراره على سدة الحكم ووقف المساعي الدولية والتي تضغط باتجاه القبض عليه وتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية لمواجهة تهم بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب .

وترى جهات أخرى أن استمرار البشير ضرورة لأن يحفظ السودان من التعرض للفوضى على الأقل في الوقت الراهن لأن العالم به مايكفي منها بينما يرى معظم العالم والمجتمع الدولي والمعارضة السودانية بأن البشير قد إحترق كرته حتى بين أهله وحزبه و إنما يستدرج للقيام برحلته الأخيرة حيث سيتم القبض عليه بعدما صعد الأمر لمجلس الأمن ، وبعد ما عينت أمريكا والغرب بديله مسبقا والذي سيجلس على كرسي الحكم في القصر الجمهوري الجديد في الخرطوم .

أما شعب السودان الصابر على البلاء فيرى أن نظام القتل والنهب والدجل الذي جثم على صدره ربع قرن من الرمان آن له أن ينتهي وأن صبره لابد وأن يثمر خيرا ولسان حاله يردد :
يابلاد النور
وارهاص الخير
لابد يوم باكر
يبقى أخير

اللهم ارحمنا أجمعين
أكرم محمد زكي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اسمح ليه اقوليك دي احلام زلوط وعملت من الحبة قبة ساكت وجوها كوم تراب كدى تدو الناس امل كاذب وبعد يبين الصبح يحبط الناس اليس الصبح بقريب … اول شي لمة الخرطوم دي لانو مصر ما حتمشي اثيوبيا حفظا لهيبته وكذلك اثيوبيا يبقى مافي غير البلد الهامل بياع الاراضي والموية وكل شي والقمة العربية عادي جدا ولسة ما معروف يقابلوهو بياتو وش والسعودية بلد قروشه كتيره وعاوزين يشتروا موقف ويحمو ضهرهم ويقطع شحنات السلاح للحوثيين والذمة للبيع ولو ببسمة عند اللقاء تديهو نسمة شرعية وامكن تكون نصيحة اخيره ليهو ويجينا تاني بوثبة جديدة مزعومه واعمل حسابك من الركب ما توثب لفوق شديد يابشه. مافي زول بصدقك الصادق المهدي والحممممدلله طافش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..