مقالات وآراء سياسية

ليس من الحكمة المغامرة بقضايا الوطن

د. إبراهيم الأمين

الإعتراف بالازمة وبقصورنا الذاتي هو المدخل الامثل لمعالجة الكثير من الاشكاليات التي تواجهنا اليوم.. والتي قد تمتد اثارها السالبة للاجيال القادمة.

ابرز هذه الاشكاليات:-

⦁ اشكالية الشرعية اي القبول الطوعي للحاكم.

⦁ اشكالية المشاركة وهي في ابسط معانيها أن يكون للمواطن دور في صنع القرار وفي مساءلة الحاكم ومحاسبته.

⦁ اشكالية الحروب الدائرة في أكثر من منطقة واثارها السالبة علي الوطن والمواطن.

⦁ اشكالية الادارة الجيدة للمجتمع والدولة…بمعني أن يسود حكم القانون وتتوفر البيئة المناسبة للاستخدام الجيد للموارد.

⦁ اشكالية تحرير المواطن السوداني من الفقر…والفقر يضعف قدرة الشعوب للتنمية لانه ينتج اجيالا ضعيفة جسمانيا وذهنيا يعني هذا دمار للامة فالفقر تمتد اثاره الي الاجيال القادمة والفقر يعمم الفقر ويورثه.

كل هذه الاشكاليات مع اهميتها وخطورتها نتعامل معها بطريقة فيها الكثير من اللامبالاة وعدم المسؤولية ولاسباب معروفة ومتداولة أهمها ضعف الانظمة الديمقراطية وهشاشتها مما مهد الي ما نحن فيه الآن من حرب اكلت الاخضر و اليابس، و عمقت ازمات السودان الخطيرة و المعقدة، هكذا تحدثنا الوثائق عن الرومانسية السياسية في فترات الحكم الديمقراطي بدلا من التفكير بعمق في واقعنا المتخلف ومحاولة تغييره الي الافضل..

وفي الانظمة السلطوية تدار البلاد وقضايا الناس وفق مزاج فرد أو مجموعة صغيرة من الناس، في زمن كل شئ فيه محسوب ومراجع بالارقام وعبر مؤسسات يتم تكوينها بمعايير تضمن لها الكفاءة والخبرة والقدرة علي اتخاذ القرار وفق حيثيات قادرة علي الدفاع والقرار بموضوعية.

ونحن في زمن ليس من الحكمة فيه المغامرة بقضايا الوطن وهي مقدسة وليس من الحكمة ايضاً أن نجعل من بلادنا حقلا للتجارب الفاشلة السبب في كل هذا النخبة التي فرضت نفسها علي الناس تتحدث نيابة عنهم دون تفويض منهم وتفكر نيابة عنهم (واهل مكة أدري بشعابها) مع كل هذا نجد أن نتيجة انفرادها بالقرار وادارة الشأن العام باسلوب القطيع أدخلت البلاد في سلسلة من الكوارث وصلت اثارها المدمرة الي اللحم الحي وربما كسر العظم وبتر الاطراف!!

ونحن في عالم تداخلت فيه القضايا المحلية والاقليمية والدولية…عالم لامكانة فيه للضعفاء وللكيانات الصغيرة وواقعنا البائس يفرض علينا أن نعيد النظر في كل شئ في انفسنا وفي طريقة تفكيرنا وفي احزابنا وقادتنا، الكل مساءل ولمصلحة الوطن يجب ان يخضع الجميع للتقويم والمساءلة والمحاسبة ومن فئات المجتمع التي تطرح عليها الازمة اسئلتها وتمارس التأثير علي حق اشتغال فئة المثقفين ,هذا مايمليه الوضع الاعتباري لهذه الفئة في المجتمع وطبيعة الادوار التي يفرضها عليها موقعها كفئة منتجة للوعي الجماعي… وحساسية القضايا المطروحة هذا هو قدرها وعلي المثقفين أن يتحملوا المسؤولية وأن يواجهوا مباشرة لك الركام الهائل من الموضوعات والحقائق المرة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..