مواطنون بعد “الضبطية”: “الأولين ليس وحده.. كل شيء بقى مغشوش.. ما خلطة الزيت بس” تقطير في غياب الضمير

الخرطوم – حسيبة سليمان
أمس الأول (الثلاثاء)، كان الفريق الموحد لحماية المستهلك التابع للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس يضبط مصنعاً عشوائياً لزيت الطعام بمنطقة سوبا وآخر للحلويات والمنظفات بمنطقة جبرة بالخرطوم. ويكشف الدكتور عوض محمد أحمد سكراب، المدير العام للهيئة، مشرف اللجنة القومية لشؤون المستهلكين أنه تم تنفيذ الحملات النوعية لضبط المخالفات بناء على معلومات توفرت لمباحث المستهلك، مشيراً إلى أن الفريق الموحد لحماية المستهلك المكون من الجهات ذات الصلة تمكن من ضبط منتجات معدة للتوزيع للمستهلكين، وتم تحويل المتهمين فورا لنيابة المستهلك لتتم محاكمتهم بمحكمة المستهلك. المشكلة لا ولن تنتهي عند ضبطية الفريق الموحد بطبيعة الحال، فالغش في الأطعمة ومستهلكات الناس بات أمرا متكررا لدرجة مخيفة، (اليوم التالي) قامت بجولة، خصصتها للزيوت المغشوشة، والتي ضبط مصنع لها أمس الأول في سوبا، وكذلك خلط المواد الغذائية بمواد رديئة يصعب اكتشافها.
حسنا، الزيوت المغشوشة التي انتشرت بالأسواق في الآونة الأخيرة ربما أثارت الرعب وسط المواطنين الذين اختلط عليهم الأمر بين الصالح والطالح. قامت (اليوم التالي) بجولة داخل السوق العربي بالخرطوم لتقف على الزيوت المغشوشة، التي تخلط بزيت الأولين. بعض من التجار جاءت إجاباتهم متشابهة، يقول هؤلاء: إن هذه الزيوت تأتي من خارج البلاد وهي عبارة عن زيت نخيل يستورد من ماليزيا، وهو زيت صناعات، وإن معظم مصانع الزيوت في بداياتها تكون متجهة نحو الأفضل وبمجرد ما أن تصنع اسما في السوق تتجه نحو (الغش)، وتخلط الزيوت بأخرى لأن مراحل التكرار مكلفة نقداً ووقتاً فبالتالي يتخلى أصحاب المصانع عن واحدة من هذه المراحل للتقليل من التكلفة.
(1)
يقول عمر أحمد عوض صاحب بقالة لـ(اليوم التالي): إن عملية الزيت المغشوش جريمة يعاقب مرتكبوها بأشد العقوبات لأن الزيوت الفاسدة مواد خطرة ومسرطنة وتناولها يعرض الإنسان للخطر والتهلكة لذلك يجب توعية المواطن بمخاطرها الصحية، وخلط الزيوت مع زيت الأولين موجود وبكثرة وفي أغلب الأحيان يخلط مع زيت الفول، ويخلط بنسب معينة لكي لا يعرف، وإن المواطن العادي لا يستطيع التمييز إذا كان مغشوشا أو لا، وهو زيت صناعات وعالمياً (سعرو) منخفض، وتقوم المصانع بخلطه في التصنيع بنسبة ضئيلة حتى يستفيدوا، وهذا الأمر أصبح أكثر من عادي واختتم حديثة بقوله “حتى نفوس الناس بقت تتخلط.. خلي الزيوت”..!!
(2)
ومن جانبه قال مدثر عمر إن كل المصانع تقوم بخلط الزيوت وهي تتجه للغش حتى تستفيد والسبب الأول والأخير هو عدم وجود الرقابة على المصانع، وحتى في التصفية لا تكتمل جميع المراحل لأن عملية التكرير مكلفة، وهي أربع مراحل والمصنع يتغاضى عنها، وأضاف أن بعض المصانع والشركات في بداياتها تكون بجودة عالية وبمجرد (ما تعمل اسم في السوق) تلجأ للغش، ومعظم المواطنين يشتكي من عدم جودة الزيوت حتى أصبحوا لا يثقون حتى في الزيوت الجيدة.
(3)
وفي ذات السياق، قال خالد يوسف إن زيت الاوَلين هو زيت نخيل مستورد من ماليزيا وهو زيت صناعات ويستورد للمصانع وأصحابها يستغلون نسبة الفاقد لتحقيق مكاسب مادية ويباع بسعر أقل من الزيوت الأخرى، وأضاف أن خلط الزيوت موجود بالفعل، وأن الشركات تخلط الزيوت لتقلل من التكلفة، ولكن يوجد بعض منها يبيعونها صافية كما هي، وبالنسبة لنا توجد مصداقية لكن لا أعرف عن البقية.
(4)
بالنسبة للمواطن محمد ياسين فإن خلط الزيوت بزيت الأولين موجود بالفعل لأنها زيوت الإغاثات فيتم خلطها بالزيت الصافي لتشكل لهم مصدر دخل عال، وفي النهاية هذا عدم ضمير، وبحسبه فـ”كل شيء بقى مغشوش.. ما الزيوت بس”.. ينفذ محدثي، حاله حال بعض من استطلعناهم، من زاوية ما في حديثهم إلى القول: “الأولين هين، ففيما عداه يتلبس الغش أشياء كثيرة”. ويسترسل محمد بأن الوضع أصبح أكثر من عادي بالنسبة للمواطنين، وصاحب المصنع بالفعل يكون ربح في الدنيا لكن يكون خسر آخرته، (وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم).
(5)
وأفاد د. نصرالدين شلقامي رئيس جمعية حماية المستهلك أن إغراق السوق بهذا الشكل بالزيوت المغشوشة كارثة بكل المقاييس وأن غش الزيوت كثير جداً وساهل ومن الصعب على المواطن العادي معرفته لأن زيت الفول والسمسم لهما رائحة نفاذة فإذا قاموا بخلطهما لن يحصل تغير، وزيت الأولين ليس لديه خصائص لذلك من الصعب معرفته ويتم خلطها نسبةً لغلاء أسعار تلك الزيوت ولهذا السبب أصبح الغش وسيلة إغراء بالنسبة لبعض التجار، ما يعطي الفرصة أمام التجار للربح السريع على حساب المستهلك والذي يبحث عن الربح المجرد من دون وجود أي وازع ديني أو أخلاقي، مما يتسبب في وجود زيوت غير صالحة للاستخدام، وأضاف في كثير من الأحيان تخلط في البيوت وفي السابق تم القبض على عدد من الأشخاص في (الحاج يوسف وأم درمان)، وأضاف بعض التجار يلجأ إلى جلب زيوت (درجة أولى) في البداية وبعد أن يحقق لها رواجا وسوقاً جيدة يبدأ بالتلاعب في الزيوت لا تحمل مواصفات الأولى ولكنها تحمل نفس الماركة، مستغلين في ذلك جهل المستهلك وعدم معرفته بالسلع، وأشار شلقامي إلى ضرورة توعية المواطنين بهذه الأشياء وأن يصل وعي المستهلك لمعرفته بما يدور حوله

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. طيب يا استاذ شلقامي كيف يتم علي التعرف المغشوش من السليم وكان تكمل جميلك وتعرفنا لانه زي ما قلت صعب علي المواطن العادي ان يفرق بين المغشوش من السليم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..