يوسف السندي
تم أخيرا تنصيب مني اركو مناوي حاكما على إقليم دارفور بناءا على نصوص اتفاقية سلام جوبا-مسار دارفور والتي اعتمدت عودة نظام الأقاليم السودان.
مناوي سياسي مثير للجدل بتصريحاته، ومنها تصريحه الخاص بالمصالحة مع المؤتمر الوطني، ناقشت تصريحه هذا في مقال سابق منفصل، ومنها ايضا ما صرح به في فيديو متداول بالامس على الوسائط بطلب فيه العون من العالم لدارفور.
البعض اعتبر تصريح مناوي (شحدة) فتهكموا به، بينما الحقيقة ان ما قاله مناوي هو طلب طبيعي لحاكم إقليم هدته الحرب لمدة قاربت ال ٢٠ سنة، إقليم ممزق تسوده ظروف صعبة وفتن متراكمة واحتقانات ودماء ومذابح.
منذ اندلاع حرب دارفور في ٢٠٠٣ نزح أكثر من ٢ مليون مواطن من مناطقهم الاصلية واصبحوا مشردين في السودان او لاجئين خارجه، وأكثرهم احتضنته معسكرات النزوح بدارفور، التي تمثل صورة أخرى للمعاناة الانسانية المحزنة.
الذين يجلسون في الخرطوم او السودان النيلي وهم وسط اهليهم وفي منازلهم لن يستطيعوا بالتأكيد ان يستحضروا هذه المأساة وظروف اللجوء التي يعيشها مواطني دارفور، لذلك سيسهل عليهم التهكم من حديث مناوي، وهو تهكم يصور حالة الانعزال الوطني التي مازال الكثيرون غارقون فيها، الانعزال عن هموم دارفور الجريحة ومشاكلها ومأسيها.
مناوي الآن مسؤل عن ٢ مليون مواطن سوداني مشرد، بلا سكن ولا مزارع ولا طرق ولا كهرباء ولا ماء صحي لا مدارس ولا مستشفيات و…الخ ، وتريدونه ان يصمت؟ من أين له توفير الأموال المطلوبة لإعادة أعمار دارفور وتنميتها؟
لكي اقرب الصورة، هؤلاء النازحين ال ٢ مليون لو أراد مناوي ان يوفر لكل منهم وجبة واحدة فقط ولمدة يوم واحد وجبة بسيطة جدا طعمية بقيمة ٣٠٠ جنيه، فهو يحتاج لمبلغ ٦٠٠ مليون جنيه (٦٠٠ مليار جنيه بالقديم)، فما بالك لو أراد أن يجعل لكل مواطن منهم بيت ويوفر لهم الكهرباء والماء الصحي والمدارس والمستشفيات و..الخ، كم سيكلفه ذلك؟ احسبوها حتى تعلموا عظم التكلفة التي تنتظر مناوي وجسامة المهمة.
يحتاج مناوي مليارات الدولار لكي يخرج بدارفور من هذا الظلام الذي يحيط بها، فمن أين له؟
اتفاق سلام دارفور نص على توفير الحكومة المركزية لمبلغ ٧٥٠ مليون دولار سنويا لدارفور مع احتفاظ دارفور ب ٤٠% من إجمالي ناتجها، وحكومتنا اصلا تشكو لتراب الارض من (الفلس)، ودارفور تحتاج زمانا حتى تنتتهي المشاكل الامنية ويصبح متاحا لاهلها الانتاج والتصدير.
المبلغ المطلوب لاعادة اعمار دارفور ضخم جدا، كأنه إعادة بناء دولة كاملة، فمساحة إقليم دارفور لوحده أكبر من مساحة دولة بريطانيا وأكبر من مساحة المانيا وتساوي تقريبا مساحة فرنسا، وفرنسا هي ثاني أكبر دولة أوربية بعد روسيا، لذلك مهمة مناوي عظيمة وتحتاج منه جهد كبير لاستقطاب الدعم من داخل وخارج السودان.
لا غضاضة في الطريقة التي يطلب بها مناوي الدعم من الداخل والخارج، فاقليم دارفور حالة خاصة، هي منطقة كوارث وحروب وإبادة، والدعم العالمي لمناطق بهذا الوصف طبيعي، رؤساء الدول المنكوبة يخرجون في الشاشات الفضائية (ليشحدوا ) من العالم العون.
من حق مناوي ان يطلب من العالم دعمه بصورة واضحة ( بلا لف ولا دوران) حتى يتحمل العالم مسؤليته، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين حاصرته كرونا خرج على الملا في القنوات طالبا المساعدة عيانا بيانا من دول العالم، فلماذا يتهكم البسطاء على مناوي؟!
دارفور تحتاج الكثير، وتستحق ان يقف معها الجميع، ان كانت هناك القومة للسودان فيجب أن تكون هناك القومة لدارفور، وان كان هناك مؤتمر مانحين للسودان فيجب ان يكون هناك مؤتمر مانحين لدارفور، وان ذهب قطار عطبرة إلى بورتسودان، فيجب أن يذهب قطار عطبرة ايضا الى دارفور حاملا جميع أيقونات الثورة، فذهاب الأيقونات إلى دارفور اهم من ذهابهم إلى باريس.
دارفور يجب أن تعود إلى عهدها الأول مهدا للسلام والاستقرار، وهذا يتطلب ان نقف جميعا مع حاكمها سواء اتفقنا معه او اختلفنا، فقضية تنمية وبناء دارفور يجب أن لا تخضع لأي مزاجية او ذاتية او شروط مسبقة، هي حالة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون حالة سياسية، وهي تحدي السودانيين الأضخم بعد ثورة ديسمبر.
مشكلة دارفور فى غياب الامن والناس فى المعسكرات لا يجدون الغذاء الكافى لان برنامج الغذاء العالمى خفض دعم الغذاء الى الحد الأدنى لذلك يخرج النازحون خارج المعسكرات للزراعة وهم راغبون للعودة لمناطقهم ليمارسوا حياتهم و ينتجوا بأنفسهم. و لكن المسلحون لهم يالمرصاد سواء كان ذلك فى جنوب دارفور أو شمال دارفور. مناوى عليه البحث على سبل توفير الامن وتمكين النازحين من الزراعة حتى يعتمدوا على انفسهم. الامم المتحدة لن توفر الغذاء لدافور الى الابد.
دا علي اساس الحكومه بتوفر الاكل للناس مجاني بطل عبط
ونذكرك بدور حزب الأمة في مشكل دارفور ومعاناة أهلها
عمد أسلاف قادة حزب الأمة في تهجير أهلنا بدارفور وجلبهم لتسخيرهم في خدمة السادة بوعد البركة والجنة
…كبير الأمة الذي أهدى سيف المهدي لملك انجلتر أحضرهم للجزيرة أبا لتقطيع الاشجار وبيع اخشابها للانجليز لتشيد السكة حديد
..بقية الاسلاف كانوا يجلبونهم مخلوطين بتشاديين لكسب اصواتهم الانتخابية ومنهم مايسمونه الامام الحبيب وبعدين يفكوهم عكس الهواء
يوسف الجاسوس
يا اخوانا عاوزين نمشي للمحكمة الجنائية الدولية نفتح بلاغ في حزب الامة بسبب ارتكابه لمجزرة الضعين الرهيبة في العام ١٩٨٧م ابان حكم المقبور الصادق المهدي ودالفحل حيث تم تصفية وقتل حوالى ٣٠٠٠ جنوبي برئ بواسطة المليشيات العربية الممولة من الامام.
حزب الامة الى لاهاي
لا أختلف مع كاتب المقال، ولكن هل الأسلوب الذي طالب به مناوي العون إسلوب سياسي محنك ؟!! حصل لاقاك زول “بشحت” بأسلوب أقرب للقلع و الهمبتة؟!!.
مع العلم أني صفقت والله لمناوي في إجابتو لأحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي عند سؤاله عن عدم قبول الناس به و أنه يوجد كثير من المعارضين، فكان الرد مباشر و واضح و منطقي جدا أنه لم يأتي بالإنتخابات و هي فترة إنتقالية و بعدها الصناديق تحدد. لكن يبدو أن فرحي برد مناوي كرجل إكتسب خبرة سياسية و ينتظر منه الكثير كان مبالغ فيه، و يبدو أن العادة السودانية الأصيلة بالتصريحات المشاترة بدت.
كيف لمن كان جزء من الأزمة أن يكون طرف في الحل ألم يكن هذا المناوي هو من هاجم مطار الفاشر والتدمير الذي حصل بدارفور والنزوح واللجوء للمواطنين بسببه وبقية المرتزقة واللصوص، قريبا سيعود هذا المرتزق إلى الخرطوم لأن دارفور مافيها شيء غير الكتاحة ولعلعة السلاح.
أنقل هذه الفقرة من هرطقات السندى (لا غضاضة في الطريقة التي يطلب بها مناوي الدعم من الداخل والخارج، فاقليم دارفور حالة خاصة، هي منطقة كوارث وحروب وإبادة، والدعم العالمي لمناطق بهذا الوصف طبيعي، رؤساء الدول المنكوبة يخرجون في الشاشات الفضائية (ليشحدوا ) من العالم العون.) هذه الهرطقة و التهريف جاءت بعد علمه بمقرارت سلام جوباونصوص اتفاق سلام دارفور .
وفعلا كما قال شاعر الشعب محجوب شريف ـــ ما بفهم المطلوب البقرأ بالقلبةـــ لكن الغرض مرض كما يقولون يعمى البصر والبصيرة.
يا ايها الكائن القادم من المجهول هل فهمت من سلام جوبا ان مناوى استلم حكم السودان كله وصارت له كل الصلاحيات السيادية. واصبح بذلك صاحب الحق فى مخاطبة الدول الاخرى دون المرورعلى دواوين الحكومة المركزية. وهل الشحدة هى من مكارم الاخلاق السودانية. وكيف هى إن جاءت من شخص يدعى أنه سودانى و يشحد نيابة عن كل الشعب دون تفويض منه. وحين تتمثل برئيس امريكا المأفون ترمب ألم تك تعلم انه رئيس اقوى دولة فى العالم و ليس حاكم اقليم تحت التأسيس. الاخلاق السودانية ايضا تتهكم على ترمب رغم صلاحيته الدستورية والسيادية التى طلب بموجبها ما طلب. اعلم ايها المتسارع ان دارفور ما زالت اقليما سودانيا و ليست دولة منفضلة و من يحكمها مؤقتا لا صلاحية دستورية او سيادية يقوم بموجبها الشحدة المسيئة لغير امثالك. وقلنا ونكرر ونعيد، الذهنيات الشحادة من الملتصقين بالاعلام مازالت تتلبسها وتحتلها روح الاعلام الانقاذى الذى لا يخرج الا ريح الباطن المتوطن واسلوب التقرب والاقتراب الرخيص لاصحاب السلطة. اوقفوا منهج التبريرات التى عافها ثوار وثائرات ديسمبر. واحتفظوا برغباتكم ورغائبكم بعيدا عنهم بتسطيرها على اجهزة الاعلام. دعوها تكون خطابات سرية. كما هى الظروف المليئة.
البعض اعتبر تصريح مناوي (شحدة)
.مشكلة دارفور هى الامن وليس الغذاء.
دارفور دي وكر مجرمين منذ عهد سلطنة دارفور