مع الأزمة الليبية.. أبعد عن الشر ولا تغني له

من الذي قال إن السودان ملزم في كل الظروف أن يكون له دور محدد من قضايا المنطقة وأن يقدم دوره هذا حتى ولو لم يكن يحظى بثقة جميع الأطراف المعنية.
من قال إن السودان يجب أن يكون مثل (التمرجي) المكلف بإعطاء حقنة علاجية لطفل مريض يرفض أخذ الحقنة حتى ولو اضطر للإمساك بالطفل بشدة ليقدم له العلاج..؟!
من قال إن وضعنا الداخلي وما تواجهه بلادنا من تحديات داخلية غير كافٍ لأن يعذرنا الآخرون على عدم تقديم أدوار إيجابية لخدمة قضاياهم.
أستعجب جداً من إصرار الحكومة على تأكيد استمرار دورها كطرف فاعل في جهود حل الأزمة الليبية بحسب تصريحات الوزير أحمد بلال الذي جاء عقب تصريح العقيد أحمد المسماري المتحدث الرسمي لقوات حفتر الذي كان قد استبق قمة الاتحاد الأفريقي التاسعة والعشرين باتهام السودان بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتوفير السلاح لهم.
إذا كان دور السودان الفاعل هذا موضع تشكيك وعدم ثقة فيه فلماذا يستمر هذا الدور طالما أن العليل الذي يعرض السودان تقديم العلاج له أو المساهمة في علاجه هو غير مقتنع أساساً وغير واثق في نوايا السودان به ودوره في القضية الليبية.
حتى ولو لم يكن المسماري وحفتر يمثلان جميع أطراف الأزمة في ليبيا فهما يمثلان طرفاً أساسياً فيها، كما أن حلفاء السودان بعضهم يساند هذا الحفتر فما الذي يضطرنا لأن نترك قضايانا ونفرض عليهم دورنا في حل قضيتهم ولم شملهم وجمع شتاتهم.. وهم الذين لا يرغبون في هذا الدور؟..!
مثلما اختار السودان موقف الحياد الإيجابي المقبول مع ملف الأزمة الخليجية ولم يساند طرفاً على حساب الطرف الآخر باعتبار أنه يأمل في تسوية الأزمة وعودة المياه إلى مجاريها فمن الممكن أيضا أن يغلق السودان باب ليبيا هذا ويتركه للوسطاء الموثوقين بالنسبة للأطراف الليبية ليقودوا مسيرة الحل.
لا توجد أية فرصة أمام السودان الآن لتقديم دور فاعل في الأزمة الليبية فعلاً وليس قولاً فقط.
هناك قضايا أخرى داخلية وخارجية أهم وأولى بالاهتمام، أما ليبيا فإن المطلوب من الحكومة السودانية فقط تأكيد انسحابها التام من أي دور أو جهد يخص هذا الملف إغلاقاً لباب الشر وباب الشك وباب الضرر الذي يأتينا من ليبيا نفسها.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..