مقالات وآراء سياسية

المكون العسكري والتمادي في نكث المواثيق والعهود

يوسف عيسى عبدالكريم

طالعنا  في اليومين السابقين الجلبة والجقلبة التي بداء المكون العسكري في احدثها في محاولة منه لإيجاد مخرج للتنصل والمخارجة من الاتفاق الإطاري المبرم مع أحزاب الحرية والتغير وكما تعودنا في المرات السابقة فقد قام العساكر بتبرير مواقفهم برغبتهم في  توسيع المشاركة في الاتفاق عبر اشراك اطراف الكتلة الديمقراطية المعروفين بمجموعة اعتصام القصر. الحليف الرسمي الدائم  والكرت الرابح  المستخدم في مواجهة قوي الثورة في الشارع  السوداني .حيث صرح السيد رئيس مجلس السيادة بان الجيش لن يمضي في الاتفاق الإطاري مع جهة واحدة في إشارة الى مجموعة الحرية والتغيير كما قام الفريق كباشي  بأرسال رسائل في  لقاءه بضباط وجنود فرقة الهجانة بمدينة كادقلي جاء فيها ان هذه الاتفاق في نسخته هذه لا يحل المشكلة السودانية ويجب الحاق نتائج حوار القاهرة به  .
ولعلي في مقالات سابقة قد اشرت الى ان القوى المدنية وفي اطار معركتها مع المكون العسكري  منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة كانت دائما ما تقع في فخ حسن النوايا الذي يرسمه لها المكون العسكري بذكاء حيث كانت دائما ما تتفاجأ القوى المدنية  بأحراز المكون العسكر لهدف السبق في كل اتفاق مبرم بينهما. وان طريقة المكون العسكري في اللعب دائما ما تقوم على تكسير الزمن واطالة امد الشوط حتى يتثنى له  الجلوس في الحكم لأطول فترة ممكنة . ولكي تتضح صورة هذا الفرضية  فسوف أقوم  بالرجوع لبعض الاحدث السابقة انعاشا للذاكرة . فالجميع يتذكر الاتفاق الذي ابرمه السيد رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك مع الجنرال عبدالفتاح البرهان بعد انقلاب 25 أكتوبر والذي اكد فيه حمدوك  بان مصلحته في ابرام ذلك الاتفاق كانت  فقط  حقن الدم في الشارع  السوداني . ويومها كتبت (الى السيد عبدالله حمدوك فلتحذر الذئاب التي تغازل الحملان ولتتجنب الدخول في عش الدبابير فقديما قيل خوة الكاب حدها الباب . ولتعلم  انك مهما تعاملت بحسن نية وطيب خاطر وغلبت مصلحة البلاد وحقنت الدماء ستظل قطعة في رقعة شطرنج كبيرة يحركها البرهان كيف واين ما شاء. واضفت كن متيقنا مهما كال لك البرهان من المديح  ستظل انت في نظره ونظر المكون العسكري مجرد زول ملكي ساي) وقد اثبتت الأيام صدق تحليلي لتلك الاحداث  فبالرغم من ان العساكر كانوا يعلمون ان حمدوك وتغليبا للمصلحة العامة قد تحمل عبئ تمثيل المكون المدني وحيدا في مواجهتهم الا انهم  كعادتهم لم يكن يهمهم سوى ان يوقع حمدوك الاتفاق معهم لكي تتحقق لهم شرعنه الانقلاب ويحصلون على القبول في المجتمع الدولي .
لذا حذرت الحرية والتغيير عشية توقيع الاتفاق الإطاري الى ان المكون العسكري لا يهمه من هذا الاتفاق سوى الفوز بشرعية الحكم لمدة عامين قادمين هي الاطار الزمني للاتفاق. وانه سيتم التخلص من قوى الحرية والتغيير في اول محطة وابدالهم بالكتلة الديمقراطية المجهزة لتعبئة الفراغ.

فالذين هيئوا المناخ لانقلاب 25 أكتوبر في السابق هم نفسهم اليوم أعضاء حوار القاهرة واطراف تحالف الكتلة الديمقراطية وما يزال  ميراث النظام البائد يجري منهم مجرى الدم . وعلى الحرية والتغير وفي غياب دعم الشارع ان تكون جاهزة  لكل العراقيل والدسائس .
وليعلموا بان الضامن الوحيد لاستمرار الاتفاق الاطاري هو المجتمع الدولي وموازنات السياسة الدولية والتي لو لم يراعو مصالحها سيجدون انفسهم الطرف الخاسر في الصراع.
وليتذكروا بان هذه الثورة قد قامت ضد نظام حكم 30 عاما بحزب تمدد كالسرطان في مفاصل الدولة وان المؤسسة العسكرية ليست مبرأة من ذلك  .
وأخيرا عليهم ان  يتيقنوا ان انقلاب 25 أكتوبر قد يتكرر في أي لحظة قادمة وعليهم ان لا يأمنوا للانقلابين لان القاعدة  كانت وماتزال ما تدقس تدي قفاك للعسكر.

تعليق واحد

  1. لقد أجبت بنفسك على الخلل الجوهري في هذا الإطاري المثقوب والذي أدى ، وكان لابد أن يؤدي، إلى تنصل العسكر منه. لقد أجبت عن الخلل الجوهري الماحق لهذ الإطار المثقوب في عبارتك التي قلت فيها: (وعلى الحرية والتغير وفي غياب دعم الشارع ان تكون جاهزة لكل العراقيل والدسائس ).
    كما أردفت قائلا تشرح سبب فشل هذا الإطار الذي وُلِدَ سقطاً ميتاً بقولك: (وليعلموا بان الضامن الوحيد لاستمرار الاتفاق الاطاري هو المجتمع الدولي وموازنات السياسة الدولية والتي لو لم يراعو مصالحها سيجدون انفسهم الطرف الخاسر في الصراع.).
    والغريب أنك ذكرتَ الإستبداد كعلة للأنظمة التي لابد أن تسقطها الشعوب بقولك: (وليتذكروا بان هذه الثورة قد قامت ضد نظام حكم 30 عاما بحزب تمدد كالسرطان في مفاصل الدولة).
    ومع كل هذا نسيت أن قحتك قد جمعت كل علل الإستبداد والإقصاء والعنجهية والغطرسة والإبتعاد عن الشعب والإستقواء بالخارج وسفارات الدول المتمصلحة فقدط للبقاء في الحكم منفردةً دون شركاء الوطن…فما أغباكم أيها القحاطة ؟ لا يختلف نشطاء قحت عن كتبة قحط عن شيوخ قحط الكدباسيين ، فجميعكم تتحدثون لغة واحدة هي لغة الغباء السياسي (أننا نحن الدولة والدولة نحن)، يلا أيها الأشقياء خلوا السفارات تخضع لكم رقاب الشعب السوداني وتبقيكم في كراسي السلطة رغم أنف (الشارع) الذي خنتموه (فخانكم).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..