حديث الميرغني… رسائل في اتجاهات مختلفة ..اا

تقرير: عباس محمد ابراهيم:
ربما بدأ حديث زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» محمد عثمان الميرغني للزميلة « الاحداث» أمس مفاجئا للكثيرين ، حتي لبعض من هم في قيادة الحزب وصفوفه الامامية ، في ذات الوقت ازاح الكثير من الضغط والحرج عن البعض الاخر ، وفتح ابواب كثيرة للتساؤل ، فالرجل اكد بشكل قاطع عدم المشاركة في الحكومة القادمة عبر حواره المستمر الان مع الحزب الحاكم ، مشددا ان حوارهم يدور حول قضايا وطنية دون ان يكشف عنها ،وزاد « نحن نتحدث عن قضايا وطن لا عن مصالح شخصية وليس لاجل مصالح افراد» .
يأتي حديث الرجل بعد ان تعالت في الاوقات الماضية اصوات من داخل الحزب الحاكم تبشر بقرب اعلان نتائج الحوار المشترك وتلمح الي مشاركة الحزبين «الامة والاتحادي» في الحكومة المقبلة دون ان تجد النفي او التأكيد من جانبهم ، لكن حديث الميرغني الاخير جاء وكأنه وضع النقاط فوق الحروف ، مما دعا الكثيرين ان يضعوا حديث الرجل في مربع المناورة من اجل كسب نقاط اكبر ، ويري اخرون ان الاشارات من حديث الميرغني تحمل رسائل في اتجاهات مختلفة اراد ان يوصلها الي الحزب الحكام وقوي المعارضة وحتي بعض قيادات الاتحادي الاصل .
لكن ثمة سؤال يطرح نفسه ان كان الحوار ليس بغرض المشاركة فالي اين يتجه وماهي قضاياه الموضوعة فوق الطاولة ؟ القيادي بالحزب الاتحادي وعضو لجنة الحوار بالحزب علي السيد يجيب علي التساؤل أمس مؤكدا انهم يتحاورون حول نقاط محددة هي «الدستور ، وأزمة دارفور» مستبعدا ان يكونوا تطرقوا للمشاركة من بعيد او قريب، ويزيد ان ما اعلنه رئيس الحزب هو حديث قديم متفق عليه وظللنا نردده كثيرا ، لن نشارك الا وفق اجماع وطني وحكومة انتقالية ذات برنامج محدد وليس برنامج المؤتمر الوطني .
الا ان بعض المراقبين اشاروا الي ان الميرغني لا يمكنه المجازفة والذهاب الي القصر في وقت تشهد فيه الساحة السياسية بالبلاد ضبابية وارتباكا باينا ، بجانب غياب الكثير من الضمانات لاي اتفاق يتحدث عن المشاركة في الحكومة القادمة بعد تجربة اتفاق القاهرة ، وحسب مقربين فان الرجل ابدي سخطا كبيرا علي ما انتهي عليه اتفاقه مع الحكومة السابقة عبر لافتة التجمع الوطني الديمقراطي .
لكن اشارات الميرغني حول وجود من يمنون النفس بالمشاركة وقوله « منذ بدء الحوار هناك من يحدث نفسه بالمشاركة ولايهمهم غيرها ، بدأت وكأنها رسالة اخري لبعض القيادات بصفوف الاتحادي، علي السيد لم يتردد وقال نعم هناك من يسعون للمشاركة، واضاف لكن الميرغني حسم الامر وبدوره قلل من ان تحدث تلك المجموعات أي انشقاق اخر وسط الحزب، عازيا الامر لضعفهم وعدم مقدرتهم علي الاقدام علي الخطوة .
في اتجاه اخري فان التصريحات الاخيرة يقول احد قيادات المعارضة رافضا الافصاح عن اسمه انها تدعم تماسك قوي الاجماع وتضع الكثير من الشكوك جانبا، مشيرا الي ان بعض المجموعات بدأت في التململ بسبب مواقف حزب الامة الاخيرة ، وكشف عن ان اجتماع رؤساءالاحزاب المقرر اليوم ارجئ لاجل غير مسمي بسبب تلك المواقف، لافتا الي ان خطوة الاتحادي الاخيرة يمكنها ان تغير المواقف مرة اخري، في ذات الاتجاه قال قيادي اتحادي بارز ان حزبه في انتظار حكومة انتقالية ذات مهام محددة اولها الترتيب لانتخابات مبكرة ودون ذلك ليس هناك اتجاه للمشاركة ، وزاد بتندر « لن نشارك في حكومة عريضة ام قصيرة « ، الامر الذي يدعمه حديث مدير المركز العام للحزب ميرغني مساعد الذي كشف فيه عن مطالب اجازتها اللجنة القانونية والفنية بالحزب الاتحادي وطالبت فيها بحل البرلمان، واجراء انتخابات مبكرة لاختيار جمعية تأسيسية لاجازة الدستور الدائم للبلاد، ومعالجة الترهل في النظام اللامركزي، والحفاظ على حقوق الوطن والمواطنين، واحترام سيادة واستقلال البلاد من أجل السلام والتنمية، وبناء سودان المستقبل، لافتا الي ان التوصيات المجازة تم رفعها الى الهيئة القيادية للحزب للنظر فيها، مع ما تتوصل اليه لجنة الحوار مع المؤتمر الوطني، مشيراً الى أن اللجنة القانونية والدستورية لا علاقة لها بلجنة الحوار مع «الوطني» ، من هنا يمكن ان تتكشف رسائل الميرغني بوضوح اكثر ، فالرجل وبذكاء كبير ، ترك كل الابواب امامه مفتوحة لكن وفقا لشروط محددة .

الصحافة

تعليق واحد

  1. فقد بوصلته وفى حالة طشاش ويبدو ان فجأة وجد نفسه فى زمن غير . مفروض كان يغادر منذ 15 سنة او اكثر ولكن حب الحياة وطول الامل اوصله الى هذا الحال .(اللهم انا نعوذو بك من السلب بعد العطاء ).

  2. المعلق باسم Kartagi ياخى تأدب قبل كل شىء _ مهما أختلفنا فى توجهاتنا هناك خطوط حمراء

    يجب ألا نتخطاها__ الاحترام واجب _ لكل منا وجهة نظره الخاصة فيما يطرح من قضايا فى هذا

    الموقع لذلك يجب علينا جميعا احترام وجهات النظر المختلفة لتعم الفائدة __

    لكن الاساءة والتجريح والتوبيخ والتهكم لامجال لها فى قانون القرن ال21 __

    كبارنا وقادتنا على رؤوسنا من فوق مهما اختلفت احزابهم وتوجهاتهم فهذه شيمة السودانى

    الاصيل __ مع تقديرى واحترامى للاخ المعلق والاخوة القراء ____

  3. لك الشكر الجزيل أخي قرفان من الكيزان فهذا دأبك دوما توبيخ وتنبيه المتفلتين في التعليق والذين يصلون حد القطيعة والسباب وبمن فيهم شخصي وعلى فكرة انا (shaheed) هذا المعلق يبدو انه من اطفال الانقاذ حتما فالكبار يعرفون تماما من هو الميرغني ولا يتفوهون بما يتفوه به هذا ال– – حتى كبار الكيزان رغم حقدهم على الميرغني ولكن لا يستطيعون ان يتفوهوا بما لا يليق –
    ثم انه الميرغني الوحيد الذي عارض ولمدة 19سنة بموقف واحد لم يرجعه السودان الا وفاة شقيقه لأنه يحكي لنا دوما ان هؤلاء الكيزان لاعهد لهم ولا صدق يؤمل الواحد في انهم يتبعوه ويوفوا بما عاهدوا عليه – اقسم بالله هذا قبل زمن طويل وحتى اليوم ونحن القريبين منه نعلم تماما حرصه وخوفه على البلد ونعلم ويعلم كل السودان انه زاهد في اي منصب كان ولكن هذا هو حال الدني وهذا ما اوصل اليه الانقاذيون اهل البلد من التعتيم والجهل والسذاجة – كان الله في العون – مافي حكومة عريضة ولا في وفاق – ثورة واجتثاث وتفكيييييييك للجبهة الاسلامية القومية الكيزان الاخوان جبهة الميثاق ابوالعفين اي مسمى تفكيك

  4. يا حاج مصر بقت ما زي زمان زمان مبارك ولا شنو مشكلتنا جاريين وراء احزاب ما قدمت للسودان الا للوراء الله يأخركم جميعا

  5. صراحة الجماعة ديل ناس الانقاذ عرفو نقطة ضعفهم – الدولار – الريال – وممكن شراءهم بكل سهولة – واصلا الانقاذ بتشتري المعارضين بالمناصب الصورية والمال وهي صماء لاتسمع الانفسها – ولاتؤمن بالحوار فقط البرنامج بتاعها ولاغيرة -ومكنكشة في الثنائي السلطة والثروة بناء علي وصية عرابهم حسن الترابي – اذا عاوز حقك تاخدو بضراعك والا خليك مهمش وممكن تاخد حقك تكون مؤتمرجي او منتفع وهم ما ناكرين هذا الامر ما في اكثر من ان نافع علي المانافع قال للخرجين في جانعة الخرطوم قبل ثلاث سنوات اللي عاوز وظيفة يجينا في المؤتمر الوطني هم ما ناكرين انو في اعتقادهم السودان وما علية يجب ان يكون ملك للحزب وليس الدولة والدليل ان كل القوانين معطلة اما تعليمات قيادات المؤتمر الوطني

  6. واحد راح اشتري لبن من البقاله ,وقعد يشم في اللبن ….قال للبقال دا لبن شنو المقنن دا؟؟…صاحب البقاله قاله : اااااي مكنة بقرتنا اصلها مسيحه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..