مقالات وآراء سياسية

أهلا بداعش والقاعدة في ربوع السودان

عثمان بابكر محجوب 

تعيش لجنة البشير الامنية الحاكمة حالة من الضياع نتيجة وقوعها بين مطرقة الفلول وسندان خيبة الميدان ، اذ يبدو واضحا ان البرهان وكباشي والعطا باتوا مكبلين أكثر من اي وقت مضى في تنفيذ مشروع فلول حزب المؤتمر اللاوطني للعودة الى الحكم . وبديل ذلك وفق خطة الفلول هو استمرار الحرب من أجل الحرب وحتى اشعار اخر ، دون الاخذ بعين الاعتبار لمأسي ومصائب أهل السودان التي تقفز تصاعديا من يوم لأخر .                                                                             وما يؤكد ذلك هو انه رغم فشل الجيش في تحقيق أي نصر عسكري ملموس بعد شهرين من اندلاع الحرب ما زال هناك اصرار من البرهان على رفض اي اتفاق لوقف اطلاق نار دائم او الشروع في مفاوضات لانهاء هذه الحرب العبثية وفق توصيفه هو لها ، بل هناك مرواغة دائمة بالموافقة على هدنة قصيرة يتم خرقها مباشرة بعد التوقيع عليها .

وما يدعو للاستغراب هو تكتم الجيش وتهربه من اصدار بيانات عسكرية واضحة يشرح فيها مجريات المعارك بشكل كاف ، مما يخلق شكوكا حول تعمده اخفاء الخريطة الحقيقية لمناطق سيطرة كل طرف في ميدان الحرب  بهدف تضليل الرأي العام السوداني وايهامه بان الجيش هو صاحب زمام المبادرة في الحرب ووبالتالي يرفض وقف اطلاق النار قبل اجتثاث الدعم السريع علما ان المعلومات  المتوفرة تفيد عن تمدد الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث مقابل انكفاء جيش الفلول .

ان اعتماد مبررات وهمية  بهدف استمرار الحرب من اجل الحرب لا يليق بجيش يدعي حماية بلده خصوصا وان ممارسة التضليل لعبة قذرة  حيث انه مع كل يوم جديد تخطف هذه الحرب ارواح جديدة وتشرد عائلات جديدة ناهيك عن ما تحمله من دمار للمباني السكنية والبنية التحتية اضافة الى اطلاق العنان لعصابات النهب والسرقة.                                                                        وحال البرهان وزمرته وفلول الاخوان في الميدان الدبلوماسي لا يقل سوءا عن حالتهم في ميادين القتال  حيث كان هدفه الاول من الذهاب الى جدة بعد الموافقة على المبادرة الاميركية – السعودية هو اعتبار الدعم السريع جهة متمردة ومن خلال ذلك يثبت شرعيته دوليا كممثل لدولة السودان ‘ ونفس السيناريو حصل مع الاتحاد الافريقي في جيبوتي وفشل ايضا حيث ان الامم المتحدة ومعظم الدول الفاعلة تساوي بين جيش الفلول والدعم السريع وبالتالي فان الحكم الحالي في السودان اليوم هو حكم الامر الواقع نتيجة  اغتصاب البرهان وحميدتي للسلطة بعد انقلابهما على الحكومة المدنية . وكردة فعل بات البرهان وزمرته يعيشون حالة من الهستريا الجماعية  بدأت باتهام مبعوث الامم المتحدة  في اشعال الحرب واعتباره شخصا غير مرغوب فيه ‘ وبالامس اصبح رئيس كينيا منحازا وطالب السودان بعدم ترؤسه لجنة الرؤساء الافارقة المعنية بوقف الحرب في السودان . هذا السلوك العشوائي  لوزارة الخارجية الكيزانية لم تمارسها حتى وزارة خارجية طالبان ابان تحالفها مع قاعدة ابن لادن . ويبدو جليا ان البرهان بات يعتبر بوكو حرام وحركة الشباب الصومالي وداعش والقاعدة اطرافا محايدة وما عداها من دول فهو منحاز للدعم السريع .

ان سياسة نعم للهدنة لا للحوار المعتمدة من قبل البرهان بامر من الفلول بلغت طريقا مسدودا يزيد من معاناة الشعب السوداني والاصرار عليها يؤشر الى أمر ما يحدث في الخفاء حيث لن يتورع الاخوان المسلمين عن استخدام ورقة الارهاب في حربهم القذرة اذ بات واضحا من خلال اصرارهم على حالة الفلتان الامني والمعارك المتنقلة ان هناك خطة لادخال داعش والقاعدة في معادلة الحرب الدائرة عبر استقدامهم من الدول المجاورة .

خصوصا وان العلاقة الحميمة التي تربط بين اخوان السودان والقاعدة ما زالت قائمة وان هناك الاف من السودانين شاركوا في حروب جهادية في ليبيا واليمن يستطيعون العودة الى البلاد بشكل طبيعي كونهم سودانيون.                                                                        وهنا لا بد من التذكير بانه  بعد سقوط البشير ، كتب القيادي البارز في القاعدة أبو حذيفة السوداني وثيقة بعنوان لافت بعنوان “الآن جاء القتال” أكد فيها أن “واجب المرحلة وفريضة الوقت هو القتال في السودان”، اذ توفرت فيه الشروط الموضوعية لقيام حرب عصابات ناجحة . لأنه شاسع المساحة ومترامي الأطراف ومتنوع المناخ والتضاريس من جبال وغابات وصحار، مما يتيح مجالا واسعا للحركة والمناورة” .ودعا إلى “سودنة الجهاد” من خلال شن حرب عصابات . فهل اصبح الوقت مناسبا لوضع هذه الوثيقة موضع التنفيذ ؟ ليس مستبعدا ان يلجأ البرهان المسحور من على كرتي وعلى عثمان الى هذا الخيار كخرطوشة اخيرة .

‫4 تعليقات

  1. قاعدة ايه وداعش ايه
    دي اجهزة استخبارات غربية تتخفى وراء هذه الاسماء وتنفذ مخططاتها
    انت مصدق انو في قاعدة وفي داعش؟

  2. توضيح الى ابو حذيفة النجفي :من المؤكد ان القاعدة وداعش وقبلهم الاخوان المسلمين هم صناعة مخابرات اجنبية، لكن احيانا حسبما ما تقتضيه مصالح الدول في صراع الامم يتم الاستفادة من هؤلاء واحيانا أخرى يتم القضاء عليهم . وحتى الان لم يتوضح لنا موقف الادارة الاميركية من حرب السودان بمعنى اخر هل السودان كدولة موحدة يناسب استراتيجتها الافريقية ام ان تجزئة السودان هو الافضل . ان محاولة اميركا اشراك مصر والامارات في محادثات جدة مؤشر ايجابي لصالح وحدة السودان . اما فلول البشير فهم اما يريدون الحكم او العمل على خراب السودان عبر استقدام التيارات الارهابية .ولتاكيد ما قلته هناك انت هناك مخرج اميركي انتج افلام تعذيب لصالح المخابرات المركزية الاميركية وتم تزويد داعش بهذه الافلام حيث مارست التعذيب وفقا لسناريوهات الافلام الاميركية واستمد المخرج الاميركي بعض النصوص من كتاب “اخبار المصلوبين وقصص المعذبين في العصرين الاموي والعباسي ” ومعد الكتاب عبد الامير مهنا

  3. داعش والقاعدة والجنجويد كلهم عمل اجهذة استخبارات تستغل الشباب لتحقيق أهدافها الخبيثة.. نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..