لعبة التواريخ.. كيف أدارت مجموعة التطوير الأزمة لصالحها؟

يبدو أن “مجموعة التطوير”، التي يقودها الدكتور معتصم جعفر، والتي تجد اعترافًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، قد نجحت في إدارة أزمة الكرة السودانية لصالحها.

وقد استخدمت المجموعة ورقة التواريخ والمواعيد لتحقيق هدفين، الأول إطالة أمد الأزمة، لتحقيق انتصار إداري مرحلي، والثاني إرباك الحكومة السودانية وشريكتها مجموعة “30 أبريل” المنافسة.

وكان أول تاريخ استغلته مجموعة التطوير، وحددته مع الفيفا، هو 30 نيسان/أبريل 2017، لعقد انتخابات اتحاد الكرة.

وهو التاريخ الذي أعلن عنه معتصم جعفر قبل نهاية 2016، ليتجلى لاحقًا أنه كان مقصودًا به ظهور أقوى كروت الضغط، التي ستستخدمها المجموعة في إدارتها للأزمة، ألا وهو وصول الأندية السودانية لدور المجموعات في دوري الأبطال والكونفيدرالية.

وأصبحت أندية “المريخ، الهلال، هلال الأبيض” بذلك في قلب المعركة.

وجاء تاريخ آخر ليساعد مجموعة التطوير في إدارة معركتها الداخلية، من خلال تواصلها مع الفيفا، وهو يوم 28 نيسان/أبريل، الذي أعلن فيه الاتحاد الدولي إلغاء العملية الإنتخابية، التي كان مقررًا عقدها يوم 30 من نفس الشهر.

وحدث ذلك ردًا على خطاب يوم 27 أبريل/نيسان، الذي أرسله السكرتير العام لاتحاد الكرة، مجدي شمس الدين.

وأشار الخطاب إلى وجود “تدخل حكومي”، ما أدى إلى إلغاء العملية الإنتخابية، وقرر الفيفا حينها التمديد للاتحاد الحالي لمدة 6 أشهر.

ولما رفضت “مجموعة 30 أبريل” القرار، وسعت للاعتراف الداخلي بشرعيتها، وتحصلت على قرار من وزارة العدل بإخلاء مقر الاتحاد بالقوة الجبرية، يوم 2 حزيران/يونيو الماضي، لجأت مجموعة التطوير لورقة ضغط قوية، وهي مواعيد مباريات الأندية الـ3 ببطولتي الكاف.

وانتظرت “التطوير” توغل الأندية في قلب البطولة، حيث بدأت ترد خطابات بعد ذلك تهدد بتجميد كرة القدم السودانية.

فبعد أن خاض الهلال والمريخ الجولة الثانية بالمجموعة الأولى يومي 4 و3 يونيو الماضي، أمام كل من فيروفياريو والنجم الساحلي، جاء خطاب مباشرةً من الفيفا يوم 7 حزيران/يونيو، يرفض فيه تدخل وزارة العدل بإخلاء مقر الاتحاد بالقوة الجبرية، مع تهديد واضح بإمكانية معاقبة السودان.

وفي هذا الوقت ظهرت مبادرة رئيس نادي الهلال، الدكتور أشرف الكاردينال، يوم 18 يونيو، وذلك لأن الهلال استعاد ثقته بفريقه، بعد التعادل مع النجم الساحلي في مباراة 4 يونيو بتونس.

وكان الهلال بعد 4 أيام من تاريخ إعلان المبادرة سيخوض المباراة الثانية أمام النجم الساحلي، وكان غرض المبادرة هو تأخير اتحاد الكرة السوداني في إبلاغ الفيفا بإنفاذ قرار التجميد، لأن حتى ذلك التاريخ لم تلغ وزارة العدل قرارها.

ونجحت مبادرة الهلال في تأخير التجميد، فخاض الهلال المباراة وتعادل فيها، وبقيت آماله حية في التنافس على التأهل للدور الثاني.

كما حسم هلال الأبيض تأهله في ذات الفترة، بعد فوزه على زيسكو الزامبي، فيما فاز المريخ على فيروفياريو.

وظهر خطاب بتاريخ 28 حزيران/يونيو الماضي، الذي أمهل فيه الفيفا السودان يومين لتجميد النشاط، ما لم تلغ وزارة العدل قرارها بإخلاء المقر.

ولم يظهر خطاب الفيفا بذلك التاريخ أيضًا كمصادفة، حيث تزامن مع عطلة عيد الفطر، كما أنه صادف مباراة الجولة الخامسة الفاصلة بين الهلال والمريخ، بينما ستكون دواوين الحكومة مغلقة.

وارتبكت السلطات السودانية، ودخلت في حوار مع معتصم جعفر، من أجل تمديد مهلة التجميد إلى حين انتهاء عطلة العيد، والتعامل مع وزارة العدل.

وتم تمديد الفترة باتصال من معتصم، وفاز المريخ على الهلال يوم 30 يونيو فودع الأخير البطولة، وأصبح أمل المريخ قويًا.

وفي الوقت الذي كان يستعد فيه المريخ وهلال الأبيض لخوض الجولة الأخيرة، يومي 7 و9 تموز/يوليو، وصل خطاب “الفيفا” يوم 6 يوليو بإعلان تجميد الكرة السودانية.

وما كان يمكن تفويت ذلك التاريخ للتجميد، لأن مجلس الفيفا اجتمع في يومي 5 و6 يوليو، ولن يجتمع مرة أخرى إلا بعد فترة لا تقل عن شهر، وبالتالي فإن الانتظار سيعجل بخسارة “التطوير” لمعركتها في إدارة الأزمة.

ونجحت بذلك مجموعة التطوير في استغلال تواريخ معينة، ومشاركات الأندية السودانية ببطولتي “الكاف”، من أجل حسم المعركة لصالحها.

كووورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..