فوز فرض الكفاية المُخجل ..!

لعل الطرائف والنكات التي سخرت بذكاء من هزلية المسرحية الإنتخابية الفضيحة نصاً وتمثيلاً وإخراجاً ونتيجة كانت بحق من أهم العوامل التي نجحت في تصعيد موجة المقاطعة الشعبية لها بهذه الصورة التي رسمت الواقع الحقيقي لحجم الإنقاذ وحزبها !
تقول إحدى تلك النكات التي أطلقها الظرفاء بعد إعلان نتيجة الرسوب الذي إعتبره أهله نجاحاً.. أن الرئيس أوباما أراد أن يتحايل على الشعب الأمريكي و يترشح ثم يفوز بدورة ثالثة على غير ما ينص دستور البلاد هناك .. فأتصل مهنئاً الرئيس البشير بفوزه المضروب وطلب منه إرسال جماعة مفوضية الأصم ولجنة سوار الدهب لترتيب الأمر على النحو المطلوب .. فكان له ما أراد .. لكن ما أن أعلنت النتيجة في واشنطن حتى إتصل أبوما بالبشير معاتباً على الحركة البايخة التي إعتبرها مقلبا ً تاريخياً ..! فلجنة الأصم و الكورس المصاحب قد أعلنوا الفائز في إنتخابات أمريكا ليس السيد باراك أوبا وإنما هو المشير أومار الباشير !
المثل السوداني يقول إن الجمل لا يرى رقبته عوجاء .. وأنا أعتقد أن الجمل مظلوم كثيراً في هذا المثل غير الدقيق المعنى .. لان السيد الجمل ليس مسئؤلاً عن إعوجاج رقبته ولم يسمعه أحد يرغي متفاخراً بهذا الشكل الذي خلق المولى الباري رقبته عليه لحكمة يعلمها سبحانه تعالى .. ولكن أن يتباهى الإنسان برقبة بائنة العوج ثم يرقص بها بإعتبارها كرقبة الغزال فهذا ما يجعل الناس تسخر من فهمه الخاطي والمخجل لما هو عليه بالقدر الذي يستوجب منه ستر العيب وليس المكابرة به خاصة إذا كان هو من تسبب في تشويه رقبته عمداً وليس كالجمل الذي لم يكن مسئؤلا عن ا ذلك الشان الرباني . !
وهكذا كان حال أهل المؤتمر الوطني حيال رؤيتهم لإنتخاباتهم تلك .. فالعالم كله يرفضها شكلاً ونيجة .. لكنهم يرون ذلك الرفض إجماعاً على نزاهتها وشفافيتها .. وكأنهم لم يسمعوا تقييم أقرب الأقربين لهم على لسان الرئيس النيجري السابق أوباسنجو ومن واشنطن العاصمة الأمريكية وبإعتباره رئيس لجنة المراقبين التي مثلت مجلس الأمن والسلم الأفريقي في متابعة تلك المهزلة .. حيث قال في إيجازٌ بليغ هي إنتخابات تعبر عمن صوتوا فقط ولا تعكس إرادة الشعب السوداني لان أغلبية الأحزاب ذات الوزن الجماهيري قد قاطعتها وهو ما يطعن في شرعيتها ويضعف من أهمية قيامها من الأساس في ظروف كثيرة وتعقيدات غير مؤائمة للإستحقاق وهي ليست كإنتخابات بلاده نيجيريا التي قامت مكتملة الأركان فكانت تعبيراً صادقا لإرادة الشعب هناك !
فالرئيس البشير هنا حرز نسبة أربعة وتسعين في المائة من أصوات الناخبين الذين يفترض أنهم حضروا الي المراكز وهم وفقاً لما أعلنه مطبخ المفوضية خمسة ملايين وعدة الالاف من أصل مايقارب الأربعة عشر مليون ناخب مسجلين .. ولعل حتى هذا العدد الذي قيل أنه صوت بالفعل مشكوك في صحة تصويت أصحاب الأسماء المسجلة بصورة حقيقية وصحيحة إستناداً الى فضائح التجاوزات التي وصلت الى حد محاكمة مندوبي مرشحي المؤتمر الوطني و ضباط الإنتخابات بتهم التلاعب في السجلات وعدم إستخدام الحبر الخ تلك الأضحوكات.. التي جعلت من صوتوا باكين خلف جنازة المؤتمر الوطني كفرض الكفاية الذي قام به البعض فسقط عن الباقين ولكن بصورة مزرية أوضحت أن من ساروا خلف المرحوم الى مثواه الآخير كانوا قلة لانه لم يكن له حسنات يتذكره بها الناس فييجعلهم يخرجون في ذلك التشييع الفضيحة الذي لم يذرف فيه وعليه المتأذون من حياته المقرفة الطويلة دمعة الم فراق واحدة .. اللهم إلا النائحات والنائحون الذين كانوا يبكونه لشيء في نفوسهم المريضة بالفساد والممتلئة خوفاً من اليتم من بعد موته ضربا بأحذية الرفض القاطع لحياته التي لا نفع منها للوطن البتة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا نقول إلا الحمدلله خمسة سنين نعديها
    1- مكابسة في المواصلات
    2- مدافسة في صفوف العيش والغاز
    3- (قرف وطراش ) من عمايل الأرزقية
    5- بدون تلفزيون وجرايد (لزوم عدم فقع المرارة المفقوعة )
    6- نكتر من حبوب الضغط
    واخيراً نقول خمسة سنين في أعماقي إتحكّّر

  2. قال نائب السفير بلندن عمر الأمين وهو يدافع عن نسبة الفوز للبشير ونفي مقاطعة الشعب أو حتى حزبه لها وقال إذا كان السودان به 35 مليون فهذا مجموع السكان ولكن الذين يحق لهم الاقتراع بعد استبعاد القُصَّر والعجزة والمرضى وخلافهم فإن العدد المسجل لدى المفوضية هو 13 مليون ولو استبعدنا منهم الجنوبيون فيصبح العدد 10 مليون ناخب اقترع منهم ما يقارب الـ6 مليون وحصل البشير على أصوات 94% منهم أي 5 مليون وشوية
    يعني طلع 20 مليون من الشعب السوداني من أراذل القوم أو لا يحق لهم التصويت أصلا لأنهم لم يسجلوا مع أن عدم التسجيل نفسه هو المقاطعة بعينها? فإذا قلنا نصف هذا العدد قصر وعجزة فالنصف الآخر لم يسجل تنفيذاً للمقاطعة وهو يساوي تقريباً عدد المسجلين بعد استبعاد الجنوبيين وإذا كان البشير قد حصل على 5 مليون وشوية منهم يبقى هناك 15 مليون ضده 10 مليون منهم مقاطعين و5 مليون مصوتين ضده، إذن فإن ثلاثة أرباع الشعب السوداني ضد البشير مع أن الربع الذي صوت له حصل عليهبالتزوير الذي لا مراء فيه- ولو كان هناك النصاب المعروف في الديمقراطيات منصوص عليه بقانون الانتخابات بل لو مفوضية الانتخابات اعتمدت الاحصاء بالطريقة المنطقية المذكورة لوجب عليها على الأقل إقامة نتخابات الجولة الثانية لعدم تحقيق المرشح الحاصل على أعلا الأصوات للنصاب المطلوب للفوز ولكن في الحقيقة الانتخابات كلها غير شرعية لأن نسبة التسجيل لعدد السكان الذين يحق لهم التصويت تقل بكثير من النصف

  3. وعطفا على ماذكرت من تعليقات طريفة صاحبت اعلان فوز البشير فصديقي العزيز ( م ) والذي في غمرة حديث الناس عن نجاح الطلاب هذه الايام نظر الى البورد المنشور فيه اسماء المرشحين للرئاسة ونسبهم التي حصلو عليها ودون تركيز قال لي : هو الاخ اللي جاب 94% دا شاطر كدا ليه ,,,, دا الثاني عامل 1% بس ,,, هو بيذاكر من وراهم ولا ايه !! ,,, فوجدت في سهوه وعدم تركيزه ابلغ حكمة واجمل تعليق !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..